رد: القرءان من الازل الى السرمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْءانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (سورة طه 114)
في الحقيقه لم نفرد موضوعا منفصلا لموضوع (وحي القرءان) لصعوبة توفير ادوات البحث فيه لتكون متاحه بشكل غير مقيد لان تلك الادوات التي توصل حامل القرءان ليقضى اليه وحيه تخص حامل القرءان وليس القرءان نفسه ولكن اثارتكم الكريمة اوجبت علينا ان نقول شيئا محددا يفي بعضا من اثارتكم في وحي القرءان
قيل في تلك الاية الشريفة انها نزلت بحق المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام والامر متعلق بالوحي الذي نزل عليه عند تنزيل القرءان على الصدر الشريف ولم تظهر في مشاريع التفسير اي اشاره تؤكد ان لـ القرءان وحي مستقل قائم بذاته ولكن لـ القرءان وحي ينتقل من المتن الشريف لقاريء القرءان وما يؤكد تلك الظاهرة امران
الاول : قرءاني
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 9)
الا ان احدا من المفسرين لم يعتمد هذا النص بصفته الدستوريه متصلا بحقيقة ان لـ القرءان وحي الا ان وضوح النص (مبين) يبين ان القرءان يهدي وليس غيره لانهم حصروا الوحي القرءاني للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وهو حق فالوحي (من الله) اختص به المصطفى محمد عليه افضل الصلاة والسلام عند نزول القرءان الا ان النص اعلاه يبين ان هنلك وحي ءاخر ليس من الله بل من القرءان (يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) فهو وحي من القرءان وليس من الله وما يؤكد ذلك قرءانيا (إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) فاذا عرف الباحث ان لـ القرءان وحي وان فطرته امينه لتلقي الهدي القرءاني فان همته البحثية لن تكون مصحوبه بالمخاوف ذلك لان الباحث المطمئن مثله مثل من يسير في طريق لاول مره الا انه مطمئن بعلم انه على الطريق السليم الا ان ذلك الشأن لا يمكن تحويله الى (ادوات) تقليديه ليتسلح بها كل باحث في القرءان لان تلك الادوات شخصية جدا جدا قد يحصل عليها رجل بسيط قليل المعرفه وقد لا يحصل عليها فطحل من فطاحل المعرفه ذلك لان (الاكنة) التي يضعها الله على القلوب غير معروفة المرابط وغير معروفة العلة لان تلك الاكنه التي توضع على القلوب عند فقه القرءان غير مرئيه وعلمها عند الله حصرا
الثاني : تدبري
وهو من حكم شرعي ثبت منذ المصدر الاول لنزول القرءان وهو وجوب قراءة القرءان بعربيته دون ترجمه الى لغة اخرى وفي ذلك الحكم تقوم قائمة عقل حرجه حين يكون القرءان بلسان عربي وقارئه بلسان غير عربي فكيف يهديه للتي هي اقوم !! هل القرءان هاديا للعرب وحدهم ؟؟ ذلك ما لا يقبله العقل لان الله جعل الرساله المحمدية الشريفة هي خاتمة الرسالات والعرب لم يظهروا جميعا انهم (ءامنوا) بل (اسلموا) كما جاء في القرءان
{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ ءامَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة الحجرات 14)
مدرسة التفسير ركنت ذلك النص الى زمانه (اعراب) جزيرة العرب في زمن نزول القرءان الا ان القرءان ليس للعرب حصرا بل للعقل البشري عموما
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة سبأ 28)
ولفظ كافة يحمل قصد الكفاية (ما يكفي الناس) من حاجات انذارية وتبشيرية ويحمل ايضا قصد (الكل) اي (كل الناس) فان كانت الكفاية بشريه فهو لكل الناس وان كانت الكفاية نوعية فهو يعني كافة حاجات الناس (الناسين) سواء كانوا عرب اللسان او من لسان ءاخر فالقرءان يهدي للتي هي اقوم حين يقرأ قرءانه كل المصلين من بناة الاسراء (بني اسرائيل) ويأتيهم الهدي وحيا من القرءان بمرابطه بالنظم الكونية الاجمالية
اذا ءامن قاريء القرءان ان (لـ القرءان وحي) فان ما تفضلتم به من شكوك تندرس ويسمو العقل الى اليقين في وحي القرءان فهو الذي يلزم الباحث فيه ان يرى ما هو متغير من متنه الشريف عبر الزمن كما في الف (ا) مضافة او (هـ ه) قلبت الى (ـة ة) او غير ذلك من مضافات لغويوا العرب الذين اثخنوا القرءان مضافات ما انزل الله بها رابط مع العقل فحين يرسمون لنا مثلا (كفواً احد) بالتنوين الا ان نطقها سيكون (كفون احد) وهذا ما لا ترضاه الفطرة التي تبرأت من اصنام قومها اي (تبرأت من مقوماتها)
من ذلك الحراك الفكري يتضح ان القرءان (وعاء الهي) محمي بنظم إلهية (وانا له لحافظون) الا ان ذلك القرءان المحمي (لا يمسه الا المطهرون) وهنا تبرز اهمية الاعتراف بان ادوات الاعتماد على وحي القرءان لا يمكن ان تكون متاحة لغرض اعلانها في بحوث قرءانيه او كما يتم اعلان مكتشف فيزيائي او كيميائي لان تلك الخصوصية من الادوات لا يمكن ان تكون جزء من بيان او جزء من بحث قرءاني لذلك سعينا لان يكون مقود العقل محدد المسار قبل التفكير بوضع منهج تدبري يخاطب الذين يعقلون القرءان ويمتلكون ادوات الاتصال (الحق) به فيدركون (الحقيقه) بلا مساعد لان (الهدي هدي الله)
للحديث بقيه
السلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(2)
وحي القرءان
وحي القرءان
المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود
مشاهدة المشاركة
{ فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْءانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (سورة طه 114)
في الحقيقه لم نفرد موضوعا منفصلا لموضوع (وحي القرءان) لصعوبة توفير ادوات البحث فيه لتكون متاحه بشكل غير مقيد لان تلك الادوات التي توصل حامل القرءان ليقضى اليه وحيه تخص حامل القرءان وليس القرءان نفسه ولكن اثارتكم الكريمة اوجبت علينا ان نقول شيئا محددا يفي بعضا من اثارتكم في وحي القرءان
قيل في تلك الاية الشريفة انها نزلت بحق المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام والامر متعلق بالوحي الذي نزل عليه عند تنزيل القرءان على الصدر الشريف ولم تظهر في مشاريع التفسير اي اشاره تؤكد ان لـ القرءان وحي مستقل قائم بذاته ولكن لـ القرءان وحي ينتقل من المتن الشريف لقاريء القرءان وما يؤكد تلك الظاهرة امران
الاول : قرءاني
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 9)
الا ان احدا من المفسرين لم يعتمد هذا النص بصفته الدستوريه متصلا بحقيقة ان لـ القرءان وحي الا ان وضوح النص (مبين) يبين ان القرءان يهدي وليس غيره لانهم حصروا الوحي القرءاني للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وهو حق فالوحي (من الله) اختص به المصطفى محمد عليه افضل الصلاة والسلام عند نزول القرءان الا ان النص اعلاه يبين ان هنلك وحي ءاخر ليس من الله بل من القرءان (يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) فهو وحي من القرءان وليس من الله وما يؤكد ذلك قرءانيا (إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) فاذا عرف الباحث ان لـ القرءان وحي وان فطرته امينه لتلقي الهدي القرءاني فان همته البحثية لن تكون مصحوبه بالمخاوف ذلك لان الباحث المطمئن مثله مثل من يسير في طريق لاول مره الا انه مطمئن بعلم انه على الطريق السليم الا ان ذلك الشأن لا يمكن تحويله الى (ادوات) تقليديه ليتسلح بها كل باحث في القرءان لان تلك الادوات شخصية جدا جدا قد يحصل عليها رجل بسيط قليل المعرفه وقد لا يحصل عليها فطحل من فطاحل المعرفه ذلك لان (الاكنة) التي يضعها الله على القلوب غير معروفة المرابط وغير معروفة العلة لان تلك الاكنه التي توضع على القلوب عند فقه القرءان غير مرئيه وعلمها عند الله حصرا
الثاني : تدبري
وهو من حكم شرعي ثبت منذ المصدر الاول لنزول القرءان وهو وجوب قراءة القرءان بعربيته دون ترجمه الى لغة اخرى وفي ذلك الحكم تقوم قائمة عقل حرجه حين يكون القرءان بلسان عربي وقارئه بلسان غير عربي فكيف يهديه للتي هي اقوم !! هل القرءان هاديا للعرب وحدهم ؟؟ ذلك ما لا يقبله العقل لان الله جعل الرساله المحمدية الشريفة هي خاتمة الرسالات والعرب لم يظهروا جميعا انهم (ءامنوا) بل (اسلموا) كما جاء في القرءان
{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ ءامَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة الحجرات 14)
مدرسة التفسير ركنت ذلك النص الى زمانه (اعراب) جزيرة العرب في زمن نزول القرءان الا ان القرءان ليس للعرب حصرا بل للعقل البشري عموما
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة سبأ 28)
ولفظ كافة يحمل قصد الكفاية (ما يكفي الناس) من حاجات انذارية وتبشيرية ويحمل ايضا قصد (الكل) اي (كل الناس) فان كانت الكفاية بشريه فهو لكل الناس وان كانت الكفاية نوعية فهو يعني كافة حاجات الناس (الناسين) سواء كانوا عرب اللسان او من لسان ءاخر فالقرءان يهدي للتي هي اقوم حين يقرأ قرءانه كل المصلين من بناة الاسراء (بني اسرائيل) ويأتيهم الهدي وحيا من القرءان بمرابطه بالنظم الكونية الاجمالية
اذا ءامن قاريء القرءان ان (لـ القرءان وحي) فان ما تفضلتم به من شكوك تندرس ويسمو العقل الى اليقين في وحي القرءان فهو الذي يلزم الباحث فيه ان يرى ما هو متغير من متنه الشريف عبر الزمن كما في الف (ا) مضافة او (هـ ه) قلبت الى (ـة ة) او غير ذلك من مضافات لغويوا العرب الذين اثخنوا القرءان مضافات ما انزل الله بها رابط مع العقل فحين يرسمون لنا مثلا (كفواً احد) بالتنوين الا ان نطقها سيكون (كفون احد) وهذا ما لا ترضاه الفطرة التي تبرأت من اصنام قومها اي (تبرأت من مقوماتها)
من ذلك الحراك الفكري يتضح ان القرءان (وعاء الهي) محمي بنظم إلهية (وانا له لحافظون) الا ان ذلك القرءان المحمي (لا يمسه الا المطهرون) وهنا تبرز اهمية الاعتراف بان ادوات الاعتماد على وحي القرءان لا يمكن ان تكون متاحة لغرض اعلانها في بحوث قرءانيه او كما يتم اعلان مكتشف فيزيائي او كيميائي لان تلك الخصوصية من الادوات لا يمكن ان تكون جزء من بيان او جزء من بحث قرءاني لذلك سعينا لان يكون مقود العقل محدد المسار قبل التفكير بوضع منهج تدبري يخاطب الذين يعقلون القرءان ويمتلكون ادوات الاتصال (الحق) به فيدركون (الحقيقه) بلا مساعد لان (الهدي هدي الله)
للحديث بقيه
السلام عليكم
تعليق