رؤى تطبيقية في مفهوم النفس
من أجل اقامة فاعلية الذكرى مع جذور الخلق
من أجل اقامة فاعلية الذكرى مع جذور الخلق
مفهوم النفس والانفس عند موتها والامراض النفسية بكامل مسمياتها مع ما جاء في القرءان من نصوص تخص لفظ النفس وتخريجاته البالغة قرابة 295 مرة في القرءان وعملية التنفس لمخلوقات الله والله الذي كتب على (نفسه) الرحمة تتحول الى (سلة فكرية) تحتاج الى عملية (فرز علمي) مبني على حراك فكري غير تقليدي صحبة القرءان بذكراه الشريفة التي ان قامت مقوماتها تحولت الى تاج عقلاني يتوج حامل العقل في اروقة الفكر المظلمة عبر منظومة الفكر المعاصرة وتراث المعرفة بكامله من الفلاسفة الاغريق الى يومنا هذا وسبب عقم مفهوم النفس بصفته المطلقة هو (غياب تام لكينونة العقل) في معارف البشر رغم ان العقل هو مخلوق فطره الله في مخلوقاته وهو ظاهر في الانسان والحيوان والنبات وفي اصغر صغيرة ليس تحتها شيء الى اكبر كبيرة ليس فوقها شيء فالنفس والعقل يكادان يكونان رديفان في دروب المعرفة وعند اهل الاختصاص فالطب الحديث يسمي امراض العقل بالامراض النفسية والناس يسمون الشهيق والزفير (نفس) وفقهاء الدين يصفون النجاسات في الحيوانات التي (لها نفس سائلة) اي ذوات الدم اما الحشرات كالجراد والفراشات فهي لا تمتلك نفس سائلة فلا تعتبر عين نجاسة واذا اوغلنا في مطالبنا الفكرية ونحن نقرأ (والصبح اذا تنفس) فان العقد الفكرية تزداد حدة واذا قرأنا (وهو الذي خلقكم من نفس واحدة) ونقرأ في ءاية اخرى (وهو الذي انشأكم من نفس واحدة) فتستمر اشكالية الفكر في توفي الانفس عند موتها والتي لم تمت في منامها
نفس .. لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (غلبة تبادلية) لـ (فاعلية تبادلية) وهي صفة مؤكدة في فاعليات العقل لها مجسم فكري معروف في (الرضا) الذي يمتلك مكونان عقلانيان وهما (الايجاب والقبول) يتبادلان غلبة اي (قرار عقلي) وتلك الغلبة المتبادلة بين (الايجاب والقبول) وهما عنصري الرضا تتحول الى (فاعلية تبادلية) بعد ان كانت غلبة تبادلية وتلك الفاعلية التبادلية بين (الايجاب والقبول) في عنصر الرضا تتحول الى (رحم مادي) نافذ في البيوع والاجارة والرهن والزواج وكل تصرف يقع بين (مكونين عقلانيين) حتى بين (الحيمن والبويضة) وبين جدار الخلية ومحيطها الخارجي وبين الهيدروجين والاوكسجين عند اتحادهما لمكون تركيبي هو (الماء) حتى ما يجري داخل اجزاء الذرة من عالم كهربي (شحنات) تتبادل السالب والموجب حتى وان كانت متعادلة مثل (النيوترون) الا انه مكون من ميزونات مشحونة تتبادل الغلبة بينها بشكل متعادل ومثلها الشمس والقمر وتوابع الشمس فهي ايضا مبنية على (غلبة تبادلية + فاعلية تبادلية) ومثلها كل قوانين الفيزياء وقوانين الكيمياء ونظم البايولوجيا وقطبا المغناطيس وصولا الى المجرات الكبيرة ... فكل (منشأة خلق) مبنية على (غلبة تبادلية + فاعلية تبادلية) ومن هنا يحق لنا ان نقيم تعريفا اوليا للفظ الـ (نفس) وهو أن :
النفس هي
خامة خلق اولية
خامة خلق اولية
ذلك التعريف يحتاج الى رحلة فكرية باتجاهات فكرية متشعبة قد نصفها بشكل عنكبوتي التشعب لغرض ادراك ذلك المضمون وتحديد مسارنا الفكري تجاهه فهو لن يكون تعريفا ادبيا او معرفيا بل هو تعريف علمي يحتاج الى مرابط علمية متعددة الوشائج لترسيخ ذلك الفهم الخاص بالنفس
كل الانفس (خامات الخلق الاجمالي) تمتلك صفة المنهج (التلقائي) الا الانسان فهو يمتلك مستويين عقليين (الخامس والسادس) فيظهر في الخلق عنصر الاختيار في بنية خامة (النفس) البشرية وتلك الراشدة تستقر من قيامة تذكرة قرءانية
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } (سورة الشمس 7 - 10)
تلك النفس التي خضعت لـ (التسوية) كان لها (إلهام) والالهام هو (فاعلية عقلانية) وبشكل مبين ان تلك الفاعلية العقلانية امتلكت صفة تكوينية عند التسوية ان لها (فجور) و (تقوى) وهو فجور له خصوصية بشرية فالحيوان والشجر والصخر والشمس والقمر لا تمتلك تلك الصفة في الالهام واختص بها المخلوق البشري بما يمتلكه من وظيفة في الخلق وهنا تبرز اهمية الانسان في الخلق بصفته يمتلك (خلفية) تمكنه من التصرف خارج تلقائية نظم الله
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة 30)
الجعل الالهي قامت قيمومته (في الارض) فاذا رسخ عند الباحث ان (الارض) هو وعاء الرضا التكويني وهو (الايجاب والقبول) ذو (الغلبة التبادلية + الفاعلية التبادلية) التي افرزت الانسان بصفته (مستخلف على نظم الخلق) فهو المخلوق الوحيد على الارض قادر على اشعال النار وحيازة وقودها وهو القادر على ان يصنع لنفسه ما يشاء مستخدما نظم الله في الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا وهو المخلوق الوحيد الذي يمتلك القدرة على كشف ما هو متواري (توراة) في نظم الله فعرف الجاذبية وتعامل معها وعرف اقطاب المغناطيس وانتج منها طاقة منسابة في اسلاك .. و .. و ..
كل تلك الصفات وردت في (ونفس وما سواها) ... لفظ (سواها) في علم الحرف القرءاني تعني (فاعلية غالبة) لـ (ديمومة ربط فعال) وهو ما يجري في عقل الانسان من (فعل غالب) لـ (ديمومة رابط فعال) فاستطاع ان يربط بين الخشب والنار واستطاع ان يربط بين شعيرات الصوف والقطن وغيره ليقوم ببرمه فيكون الخيط واستطاع ان يربط بين خيوط الطول وخيوط العرض فيصنع لـ (نفسه) ثوبا وسرابيل تقيه بأسه هو ...
فجورها ... لفظ في علم الحرف يعني (فاعلية فعل تبادلي) لـ (ديمومة فاعلية احتواء) لـ (وسيلة رابطة) وهو المخلوق الوحيد على الارض يمارس (الزرع) و (بناء المساكن) فنفس الانسان تتفجر بكل حاجة ومطلب يحتاجه وهو رشاد مختلف عن (الفجور) في معارف الناس فهم يتصورون ان الفجور هو مثل شرب الخمر والزنا ولعب القمار وغيره الا ان لفظ (فجور) من جذر (فجر) وهو في البناء اللفظي (فجر .. يفجر .. فجور .. تفجير .. انفجار .. و .. و .. و ) فهو اذن يمتلك (نفس متفجرة) تفجر نظم الخلق وتستثمرها لصالحة كما يجري في زمننا من ممارسات ءالية وتقنية في كل شيء فجره العقل الانساني تفجيرا فهو يمتلك (نفس متفجرة)
تقواها ... لفظ يعني في علم الحرف (فاعلية محتوى) لـ (ديمومة فاعلية ربط متنحي) لـ (فاعلية رابط) وهو لفظ من جذر حرف واحد فقط هو (ق) وهو في البناء (ق .. يق .. وق .. تق .. أق .. أقي .. اتقي .. قو .. قوة .. تقوية .. تقوى .. وقى .. وقاية .. و .. و .. و .. ) ففي (تقواها) تبرز صفات النفس البشرية المزدوجة بين مستويين عقلانيين (الخامس والسادس) وهما (موسى وهرون) واذا عطفنا مراشدنا على (سواها .. فجورها ... تقواها) سنجد ان تلك (الملهمات) تمتلك (ديمومة) بدلالة المقاصد الشريفة لـ حرف (الهاء) في تلك الالفاظ المتوالية وتلك تقيم دلالة ديمومة حضور المستوى العقلي الخامس (هرون) الذي يمتلك (ديمومة تبادلية) وهي صفة عقل الانسان عند (الصحو) فيتعلم من غيره فقد يكون الذي اكتشف صناعة الخيط هو شخص واحد في بطن التاريخ تنفيذا لصفة في الخلق في (فجورها) الا ان ذلك التفجير في نظم الخلق التي تحولت الى تصنيع الخيط انتشرت في عقلانية كل البشر فحين يرى احد الاطفال عند بدء ادراكه امرأة تغزل خيطا فلا يعجب من عملها وكأنه يعرف تلك الممارسة التي انفجرت في بطن التاريخ واستمرت فهي (دائمة الرابط الفعال) في العقل البشري الخامس ومن تلك الصفة قامت دستورية (صنعة لبوس لكم) (لتحصنكم من بأسكم) وهي صفة سليمانية في (الفعل السليم + اداة فعل سليم) يتبادلان الغلبة
{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ } (سورة الأنبياء 80)
{ وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } (سورة النحل 81)
(تقيكم) تقيم رابط مع (تقواها) فاللفظان على عربة عربية واحدة بلسان عربي مبين وفي ءاخر الاية تبرز ايضا الصفة السليمانية (لعلكم تسلمون) فيكونون مع تصريف مثل (سليمان) في (سلامة الفعل + سلامة أداة الفعل) وحين كفر الانسان المعاصر كان قد امتلك (سلامة الفعل) في صنعة لبوس له الا انه اخطأ في (اداة الفعل) فهي غير امينة وغير سليمة لانه ترك القطن والصوف وغيره من الالياف الطبيعية وذهب الى الالياف التركيبية التي اضرت بصحته كثيرا
التفس خامة خلق .. ان تم استيعاب مضامين تلك الخامة قامت الفرصة في معرفة الدستور الامين في نظم الخلق واصلاح ما افسدته حضارة المعاصرين استنادا الى استثمار (دستورية النفس) ليس بصفتها ظاهرة عقلانية بل بصفتها خامة خلق تخص الانسان بخصوصية عظمى جعلته سيد المخلوقات في الارض وتلك الراشدة من فطرة مرئية وظاهرة فكل خامة خلق ان لم يتم (تأمينها) فان مخاطر كبيرة تصاحب استخدامها فالنار هي سنة خلق ان لم يقوم الانسان بتأمينها في موقد مع حزمة كبيرة من ادوات السلامة وممارسات السلامة فان النار ستكون عدو لا يرحم ومثلها كثير من الممارسات التي يستوجب تأمينها عند استخدامها مثل التيار الكهربائي والمواد السامة والمواد الضارة عند لمسها مثل الحوامض اللاعضوية وهي (خامات خلق) لا تحصى يقوم الانسان بتأمينها الا النفس بصفتها خامة خلق فتركها الانسان لــ (الهوى) والرغبات غير الدستورية في الخلق
{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } (سورة الشمس 9 - 10)
وفي النص الشريف بيان لا يحتاج الى معالجة فكرية فالسم حين يدس في العسل يكون ضارا او مهلكا ذلك لان ظاهر الشراب (عسل) وباطنه (سم) وذلك هو (الدس) فالنفس البشرية معرضة لـ (الدس) وفي دسها خيبة في المرتجى كما في الاحتباس الحراري الذي تولد من (دسائس) حضارية حملتها النفس البشرية في حب السرعة في التنقل والانتاج فملأ الارض بعوادم سامة يدفع الانسان المعاصر ثمنها باهضا في احلى وارقى ما يمتعه في الحياة (صحته) وهي خيبة امل في المتحضرين !!
تلك هي النفس وتركيبتها كـ (خامة خلق) واذا تعاملنا معها كخامة خلق فان كثير من الاعوجاج في النفس البشرية يمكن اصلاحها الا ان غضبة الله سوف تسبق عملية الاصلاح لان سطورنا اعلاه سوف لنا ترى النور العقلاني وتم سطرها ليس من اجل تطبيقها بين الناس الناسين بل من اجل رفع المظلمة في صفة كاتب السطور
{ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (سورة البقرة 140)
وما كانت تلك الشهادة من بنات افكارنا فهي عندنا من الله ونحن نقرأ دستور الله في الخلق في قرءان نزل ليقرأ وليذكروا ولكن اكثر الناس لـ الحق كارهون
الحاج عبود الخالدي
تعليق