بسم الله الرحمن الرحيم
(مالك) في القرءان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(مالك) في القرءان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد لفظ (مالك) في القرءان العظيم في ثلاثة مواضع:
· مالك يوم الدين في سورة الفاتحة
· قل اللهم مالك الملك في سورة آل عمران
· ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك في سورة الزخرف
وقد اتفق رسم هذه الكلمة في المواضع الثلاثة من غير ألف (ملك)، كما اتفقت القراءة في موضعي آل عمران والزخرف بإثبات الألف بعد الميم، بينما موضع الفاتحة قرئ بإثبات الألف (وهي قراءة عاصم والكسائي ويعقوب وخلف)، وبحذفها (وهي قراءة وهي قراءة نافع وابن كثير المكي وأبي عمرو البصري وابن عامر الشامي وحمزة الزيات وأبي جعفر المدني).
الملكية هي إذن الشارع بالانتفاع بالعين، فليس مجرد حيازة العين يعني ملكيتها بل لا بد أن تكون الحيازة بسبب من الأسباب التي أباح الله تعالى حيازة العين بها، فالعين المسروقة والمغصوبة ليست مملوكة، أما العين المشتراة أو الموهوبة أو الموروثة فهي مملوكة، لأنها حيزت بسبب من أسباب التملك. ولذلك فإن من يمتلك العين فهو (مالك) لها وليس (ملك). وبالمعنى الحرفي فهو ماسك تشغيلي يستطيع نقل فاعلية هذه الملكية إلى الآخرين بيعا وهبة وصدقة ونفقة وغير ذلك.
أما (مالك) يوم الدين فهو الله سبحانه الذي له ملك السماوات والأرض (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه)(الزمر)، أي أن الله سبحانه هو الماسك لمشغلات يوم الدين، وهذه المشغلات يظهر فيها النقل حسب قانون مسطور، فالآلة الميكانيكية تعمل حسب قانون تشغيلي إلا أن ماسكة هذا القانون التشغيلي ليست بيد مشغل الآلة ولا صانعها وإنما بيد الله سبحانه، وبما أن الصفة التشغيلية منقولة إلى الخلق بحسب قانون الخلق المسطر من قبل الله لذلك فإن ألف الفاعلية قد اختفت من رسم هذه الكلمة(ملك).
قل اللهم مالك الملك. الملك على الناس ليس مالكا لهم وإنما هو الماسك التشغيلي لحاجات الرعية من نظام وأمن وعدالة ورعاية، لذلك فهو(ملك) وليس (مالك) إلا أن هذا الملك محدود جدا لأنه مأتي من قبل الله مالك الملك(تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) أما الله سبحانه وتعالى فإن ملكه مطلق غير محدود (له الملك) فهو الماسك التشغيلي لجميع الخلق وهو الماسك التشغيلي لملوك الأرض لأنه يؤتي الملك وينزعه كما يشاء، وهذا يعني أن الخلق ونظامه وقانونه بيده، وهذا الخلق يسير بحسب هذا النظام الذي لا يتخلف أبدا، لذلك فإن الفاعلية موجودة في النظام التشغيلي للخلق المملوك لله عز وجل. ومن هنا فإننا لا نجد ألف الفاعلية مرسومة في هذه اللفظة(ملك الملك).
ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك
سياق النص الشريف هو الذي يحدد من هو (مالك) فهو (مالك صفة العذاب) التي احتوتها نار جهنم في سياق آيات سورة الزخرف (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ، لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ،وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ،وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ)،لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)
وهم فيه (مبلسون) إي في العذاب ولفظ مبلسون من تخريجات جذر (بلس) ومنه إبليس فهم في (عذاب جهنم خالدون) و(هم فيه مبلسون) وهذا دليل واضح على أن (مالك) هو إبليس وهو ملك العذاب.
فإبليس خصص لعقاب الخارجين عن صراط الله المستقيم فهو ملك ناصية الخارجين عن صراط الله المستقيم (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) أما السائرون على الصراط المستقيم فلا سلطان له عليهم (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)
فإبليس هو (ملك العذاب) قاعد على الصراط المستقيم في نظام تكويني خلقه الله سبحانه وهذا النظام التكويني تظهر فاعليته في الخارجين عن الصراط المستقيم، لذلك فإن إبليس هو الماسك التشغيلي للعذاب الذي تظهر فاعليته في الخارجين عن نظم الله. ومن هنا فإننا لا نجد ألف الفاعلية مرسومة في هذه اللفظة (ونادوا يا ملك).
السلام عليكم
تعليق