فهل ينظرون إلا سنة الاولين
من أجل تحقيق الحق في صراط ربنا المستقيم
من أجل تحقيق الحق في صراط ربنا المستقيم
{ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا } (سورة فاطر 43)
في تدبر أولي للنص الشريف يتضح ان هنلك دعوة تذكيرية قرءانية لـ (النظر في سنة الاولين) وما اكده النص الشريف انها (سنة الله) وان قيام مقومات الذكرى من القرءان تفيد ان تلك السنة الالهية لا تتبدل ولا تتحول مما يؤدي بالنتيجة الفكرية الراسخة ان الله سبحانه يدعو الى نظرة في سنن (الاولين) لادراك قانون الله السرمدي والازلي في سننه التي وصفها الله سبحانه بانها (صراط الله المستقيم) اي ان استبدال السنن بغيرها هو خروج على صراط الله المستقيم وهي ثابتة عند الاولين ويجب ان تثبت عند الاخرين لان سنن الله لا تتبدل ولا تتحول من حال الى حال
عند التبصرة بالنص وتدبر حكمته يتضح ان (سنة الله) في (الاولين) تعني تطبيقات قوانين الله النافذة وليس في (سنن الناس) وحراكهم وانشطتهم بل في السنن الالهية والسؤال الكبير الذي يمكن ان يستفز عقل الباحث عن (الكيفية) التي يتم بها النظر لتلك السنة الالهية في (الاولين) وهم قد رحلوا عن نواظرنا ؟؟!! الا ان (فعل) النظر في علوم الله المثلى لا يشترط ان يكون للشيء بذاته بل يمكن ان يقوم بالاستدلال العقلاني وقد عولجت تلك الصفة على طاولة علوم الله المثلى في الادراج التالي :
رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ
فاذا اردنا ان ننظر الى سنة الاولين سوف لن نحتاجهم كشخوص حاضرين معنا بل هنلك وسائل لا حصر لها لمعرفة سنة الله في الاولين من ءاثارهم المادية او من تاريخهم المكتوب او ما نقله لنا الجيل الذي سبقنا ومنهم من لا يزال يعيش بيننا اليوم الا ان القرءان الكريم ببيانه وضح لنا الصيغة التي يمكن بواسطتها النظر الى سنة الله في الاولين وهي في نص (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ) واذا عطفنا التذكرة العقلية على ذكرى (فهل ينظرون) فهم الموصوفين في (الاستكبار في الارض ومكر السيء) وهم الذين عليهم ان ينظروا في سنة الاولين وهي وفق ثبات النص (سنة الله) وليس سننهم هم ذلك لان سنن الاولين التي مارسوها ما هي الا (اقتران) حراكهم الفكري والمجتمعي في ثقافتهم ورؤيتهم لامورهم في ما يحيط بهم وتلك الاقترانات تخصهم بخصوصيتهم ولا يمكن ان نتعامل معها بموجب النص الشريف
{ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ } (سورة يس 31)
اما سنن الله فيهم فهي معدة اعدادا دستوريا لـ (ينظر اليها) عند رصد (الاستكبار في الارض ومكر السيء) فما هي صفة (الاستكبار في الارض) وما هو (المكر السيء) ؟؟
في قراءة قرانية تقوم في أمة الاسلام اليوم في حاجة ماسة يقينا ذلك لان القرءان جاء (لينذر من كان حيا) ونحن احياء اليوم حاملين لـ القرءان عسى ان نطوي صفحة هجر القرءان ليكون لنا (دستور نجاة) بعد الفهم والتبصرة لـ (الانذار) الوارد فيه
الاستكبار ... لفظ عربي من جذر (كبر) وهو في بناء عربي فطري بسيط (كبر .. يكبر .. أكبر .. تكبر .. أستكبر .. و .. و .. )
لفظ (كبر) في علم الحرف القرءاني يعني (وسيله ماسكة قابضة) فيكون لفظ (أستكبر) في علم الحرف يعني (وسيلة مكون) لـ (قابضة غالبة) لـ (ماسكة محتوى) واذا عرفنا لفظ (سنة) في علم الحرف تعني (حاوية غالبة التبادل) فاذا كانت (سنة الله) فهي تعني انها (قانون خلق غالب التبادل بين المخلوقات) فحين تقوم صفة الاستكبار فان (وسيلة المكون) في تلك الصفة يمتلك (قابضة غالبة) لـ (ماسكة المحتوى) وتقوم تلك الصفة (في الارض) اي في (وعاء الرضا) وهذا ما نراه ونمسك به (يقينا) في (الممارسات الحضارية) حيث انتشرت (وسيلة المكون) ذو (القابضة الغالبة) لـ (ماسكة المكون) فقبضت (سنن الله) قبض توقف وهي ذات الصفة التبادلية في خلقه مثل وسيلة النقل الطبيعية على الدواب وحل محلها (وسيلة مكون السيارات وغيرها) فحصل ان الناس (تحول عندهم الرضا) من ركوب الدواب لركوب وسائل النقل الحديث !! وكانت (السرعة) في السفر هي لعبة ماكرة اوقفت وسيلة النقل التي استنها الله في خلقه وسخر ادواتها في الدواب التي خلقها الله راضية بالركوب عليها فهي مسخرة للبشر تسخيرا
{ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } (سورة الزخرف 13)
الله يقول (كلوا من طيبات ما رزقناكم) الا ان (المكون الدوائي) قلب (الرضا) وقام بتغييره عند الناس فاصبح (التطبب) ليس من طيبات ما رزقنا الله بل في (محتوى) مكونات دوائية كيميائية ...
الناس كانوا يأكلون الغلة الطازجة في موسمها فغلة الصيف تؤكل في الصيف وغلة الشتاء تؤكل في الشتاء الا ان قيام (مكون الزراعة الحديثة) الغى (الرضا) عند الناس لـ (سنة الله) بل اصبحت غلة الصيف دائمة الزرع وغلة الشتاء دائمة الزرع كما اسهم النقل المبرد بحرا وبرا في نقل غلة صيف النصف الجنوبي من الارض وهو شتاء في النصف الشمالي من الارض وبالعكس وتم قبض وسيلة الخلق التبادلية بين المخلوقات وتم (وقف) اي (قبض) سنة الهية كانت في سنن الاولين ليس لانهم في صفة حميدة في انشطتهم بل لانهم مضطرين الى (قبول) واقع حالهم لانهم لم يكونوا قادرين على (الاستكبار في الارض) فكان رضاهم من رضا الطبيعة التي خلقها الله سبحانه فكانوا خاضعين لها رضوا بها او لم يرضوا فلا بديل عندهم ليستبدلوها متكبرين عليها
من تلك الرجرجة العقلية المتفاعلة مع تدبر نصوص القرءان والتبصرة بـ ءاياته يتضح ان الاكثرية الساحقة من الممارسات الحضارية التي اخترقت سنن الله واستكبرت عليها ببناء (مكونات) غالبة القبض قبضت (النظم الطبيعية) انما تضعنا امام (اسوأ صورة) لـ (اسوأ جيل اسلامي) حين هجرنا سنن الله التي لا تتبدل ولا تتحول والتحقنا بركب المتحضرين دون ان نحسب لغضبة الله اي حساب وهنا صورة مجسمة لغضبة الله
وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ... فما هو المكر السيء ؟؟! .. المكر معروف في مقاصدنا تحت صفة (التحايل) من اجل الوصول الى غاية يريدها الماكر اما لفظ (مكر) في علم الحرف القرءاني فهو يعني (وسيلة مشغل ماسكة) وهو يكون (سيء) عندما يكون خارجا عن الصراط المستقيم ذلك لان هنلك (مكر حسن) وهو مختص بالله والذين ءامنوا يمكرون ليأمنوا من ظالم او من فاسد الا ان الله هو خير الماكرين
{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } (سورة آل عمران 54)
فالله سبحانه يمتلك (وسيلة تشغيل الماسكة) لانه هو الخالق للوسيله اما العباد فهم لا يخلقون الوسيلة ليقوموا بتشغيل الماسكة في غير هدي الصراط المستقيم ولغرض وضع مجسم فكري لتلك الصفة السيئة نرى (مشغل الماسكة) في عملية عزل الغازات عن بعضها بـ (مكون معاصر) وفق ظواهر فيزيائية امسكوا مشغلها فعزلوا في ما عزلوا (غاز ثاني اوكسيد الكربون) ليتم حقنه في المشروبات الغازية في (مكر سيء) ادى الى عدة امراض مزمنه عند شاربي تلك المشروبات الخارجة على سنن الله لان سنن الاولين خالية من تلك الممارسة ومن المؤكد علميا ان نسبة الغازات في (اي ماء) ثابتة تكوينيا في ماء الشرب او في عصير الفواكه او ماء الغلة الطازجة عموما الا ان الحضارة المعاصرة (احتالت على الناس) حين قالت ان (المياه الغازية) تنفع الانسان وتساعده على تسهيل الهضم !! الا ان جيل معاصر من العلماء حين غاب جيل من سبقهم في تلك الممارسة السيئة كشفوا ذلك الاحتيال وقالوا بأنه سبب مباشر في (هشاشة العظام) و (حصى الكلى) و (سوء في الهضم) وليس تسهيلات هضمية .. ننصح بمراجعة الادراج التالي :
المشروبات الغازية فيها مس شيطاني
حزمة كبيرة من الادوية ابتلعها المعاصرين لعشرات السنين وهي تحمل مع كل علبة (مواصفات حميدة) نافعة تنفع المريض الا ان ذلك كان احتيال ومكر سيء حين اظهر جيل ءاخر من العلماء سوء تلك الادوية وان ما ذكر من مواصفات حميدة لها كان غير صحيح !!
كل ذلك السوء ومثله كثير كثير يملأ انشطة المتحضرين قام في صفة (الاستكبار في الارض) + (المكر السيء) فخضوع امة الاسلام لذلك الاحتيال الحضاري جعلهم (رافضين لسنن الله) يقابله (قبول) لسنن المعاصرين وهو (الاستكبار في الرضا) فجعلوا مكر السوء اكبر من رضوان الله فحاق بهم كمؤهلين للمكر السيء ان اصابهم السوء لذلك وصفنا حالنا كمسلمين اليوم اننا (اسوأ جيل اسلامي) قام في الارض منذ نشأته بالدعوة المحمدية الطاهرة منذ اكثر من 14 قرن من الزمن وان نبقى على حالنا كما هو عليه فلسوف نرى كارثة اكبر من الكارثة القائمة الان بل ما نراه اليوم من سوء وفساد منتشر في امة الاسلام سواء في مهجرهم او في اقاليمهم ما هو الا رسائل انذارية من نظم الله تنذر بكارثة اكبر واضخم قد تؤدي الى هلاك يصعب وصفه !!
ما كان لتلك السطور ان تقوم وتنشر الا بتكليف مسطور في القرءان يلزم من يرى بيان الله ان يقيم الذكرى ولا يكتم البيان
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)
وتلك ذكرى عسى ان تنفع طالبي الامان من الكارثة
{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الذاريات 55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق