تألق اللقاء في ملتقى
من اجل بيان مسار عربة اللسان العربي المبين
ورد بريدنا الخاص تساؤل كريم من اخ كريم وكان السؤال يحمل اثارة في خصوصية (عربة) عربية اللسان العربي المبين وفي ما يلي نص السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الحاج محيا العارفين وبارك لكم وعليكم.
لو تكرمتم وصبرتم علي أود أن أسأل حضرتكم هذا السؤال.
كلمة (لقاء) في استعمالاتنا تأتي بمعنى الاستقبال والاجتماع كما تأتي بمعنى الحوار الصحفي وبمعنى الوداع (إلى اللقاء) وهكذا.
عند استعراض الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة تبين أنها لم ترد في هذه المعاني وإنما وردت مرتبطة بـ(يومكم هذا ولقاء الله والرب الآخرة) فكيف يمكن التوفيق بين المعاني الدارجة على ألسنتنا والمعاني الواردة في القرءان الكريم؟؟
وهذه هي جميع الآيات التي وردت فيها هذه اللفظة
يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا
فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ
فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ
وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ
وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ
يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ
وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ
بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ
وبارك الله فيكم
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللقاء كصفة يدركها العقل البشري مبنية على عنصرين او اكثر من مكونات الخلق ضمن حراكه ونشاطه سواء كانوا بشرا او من غير البشر فيصح ان يلتقي مستقيمان في نقطة واحدة ويصح ان تلتقي عدة قوى لتشكل محصلة قوى مختلفة القوة والمسار
لفظ (لقاء) من جذر (لق) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (لق .. إلق .. إلقي .. ألقى .. لقى .. لقاء .. ألق .. متألق .. لائق .. يليق .. ملق .. ملقي .. املاق .. ملاقي .. متلاقي .. ملتقى .. و .. و .. )
لفظ (لق) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية ربط متنحية النقل) اي فاعلية ربط متنحية الحراك فـ (الحراك) و (النقل) صفتان مترادفتان اما لفظ (لقاء) يعني (مكون حراك) لـ (فاعلية ربط متنحية) فهي فاعلية ربط متنحية عن الحراك بجذره التكويني فالتلاميذ مثلا حين يحضرون الدرس لا يسمى حراكهم ذلك انه لقاء كذلك الناس في الشوارع والاسواق في حراكهم لا يسمى انه لقاء بل حين يصادف صديق صديقه في السوق او يتواعدان في السوق فذلك يسمى لقاء لانه سيكون في الوصف (فاعلية ربط متنحية) اي ليست حراكا روتينيا ففي اي ملتقى مثلا يكون (المكان) هو (مشغل اللقاء) في ملتقى دائم لذوي اللقاء بصفاتهم وليس بشخوصهم مثل ملتقى الشعراء والادباء وغيرهم اما المشاركين في الملتقى انما يمارسون (فاعلية ربط متنحية) في مشغل اللقاء وهو الملتقى ولن يكونوا جزءا من تكوينته كبناية او قاعة او اثاثها
ألقِ .. فاعلية ربط متنحية لـ مكون ناقل اي لمكون نشط اي لمكون متحرك مثل (إلق عصاك) (وألق ما في يمينك) كما جاء في القرءان انما تعني فاعلية ربط متنحية لمكون العصا فصفة العصا انها (منقولة) ومثلها (ما في يمينك) فلا نستطيع ان نقول (الق منزلك) او (الق البحر) مثلا ولكن يقال لا تلق بايديكم الى التهلكة {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ولكن يمكن القاء المودة او عدم القائها وهي مادة عقلانية ترتبط بحراك مادي
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ } (سورة الممتحنة 1)
الايات الشريفة التي تخص (لقاء اليوم) ولقاء الله اي نظم الله في ثوابه وعقابه جميعا انما تقوم من مقومات (مكون حراك) لـ (فاعلية ربط متنحية) فمن يأكل المحرمات الضارة انما يأتيه يوم مرض عسير او يرى قوانين الله في من يخالف نظمه التصميمية الحميدة فيقع في النظم المرتدة عليه
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } (سورة التين 4 - 5)
فالمرض لقاء والفساد والسوء بمجمله هو لقاء لمكون حراك لفاعلية ربط متنحية ففي يوم الفعل لا يوجد الرابط فالرابط المتنحي سيكون في بطن يوم ءاخر بعد ان ينفذ السوء في (حراك المكون) وترتد القوانين على الفاعل يقوم رابط الفاعلية المتنحي بعد ان ياخذ استحقاقه من النظم التي فطرها فاطر السماوات والارض وما بينهن !
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } (سورة الروم 41)
صفة (اللقاء) في مقاصدنا لا تختلف كثيرا عن صفة اللقاء في القرءان الا ان القرءان يبين صفات محددة حميدة او غير حميدة اما في مقاصدنا فان الصفة مطلقة في وصف حالة اللقاء بصفته (مكون حراك لفاعلية ربط متنحية) دون ان يكون لها إطار محدد في كونها حميدة او غير حميدة
شكرا لاثارتكم
السلام عليكم
من اجل بيان مسار عربة اللسان العربي المبين
ورد بريدنا الخاص تساؤل كريم من اخ كريم وكان السؤال يحمل اثارة في خصوصية (عربة) عربية اللسان العربي المبين وفي ما يلي نص السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الحاج محيا العارفين وبارك لكم وعليكم.
لو تكرمتم وصبرتم علي أود أن أسأل حضرتكم هذا السؤال.
كلمة (لقاء) في استعمالاتنا تأتي بمعنى الاستقبال والاجتماع كما تأتي بمعنى الحوار الصحفي وبمعنى الوداع (إلى اللقاء) وهكذا.
عند استعراض الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة تبين أنها لم ترد في هذه المعاني وإنما وردت مرتبطة بـ(يومكم هذا ولقاء الله والرب الآخرة) فكيف يمكن التوفيق بين المعاني الدارجة على ألسنتنا والمعاني الواردة في القرءان الكريم؟؟
وهذه هي جميع الآيات التي وردت فيها هذه اللفظة
يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا
فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ
فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ
وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ
وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ
يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ
وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ
بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ
وبارك الله فيكم
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللقاء كصفة يدركها العقل البشري مبنية على عنصرين او اكثر من مكونات الخلق ضمن حراكه ونشاطه سواء كانوا بشرا او من غير البشر فيصح ان يلتقي مستقيمان في نقطة واحدة ويصح ان تلتقي عدة قوى لتشكل محصلة قوى مختلفة القوة والمسار
لفظ (لقاء) من جذر (لق) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (لق .. إلق .. إلقي .. ألقى .. لقى .. لقاء .. ألق .. متألق .. لائق .. يليق .. ملق .. ملقي .. املاق .. ملاقي .. متلاقي .. ملتقى .. و .. و .. )
لفظ (لق) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية ربط متنحية النقل) اي فاعلية ربط متنحية الحراك فـ (الحراك) و (النقل) صفتان مترادفتان اما لفظ (لقاء) يعني (مكون حراك) لـ (فاعلية ربط متنحية) فهي فاعلية ربط متنحية عن الحراك بجذره التكويني فالتلاميذ مثلا حين يحضرون الدرس لا يسمى حراكهم ذلك انه لقاء كذلك الناس في الشوارع والاسواق في حراكهم لا يسمى انه لقاء بل حين يصادف صديق صديقه في السوق او يتواعدان في السوق فذلك يسمى لقاء لانه سيكون في الوصف (فاعلية ربط متنحية) اي ليست حراكا روتينيا ففي اي ملتقى مثلا يكون (المكان) هو (مشغل اللقاء) في ملتقى دائم لذوي اللقاء بصفاتهم وليس بشخوصهم مثل ملتقى الشعراء والادباء وغيرهم اما المشاركين في الملتقى انما يمارسون (فاعلية ربط متنحية) في مشغل اللقاء وهو الملتقى ولن يكونوا جزءا من تكوينته كبناية او قاعة او اثاثها
ألقِ .. فاعلية ربط متنحية لـ مكون ناقل اي لمكون نشط اي لمكون متحرك مثل (إلق عصاك) (وألق ما في يمينك) كما جاء في القرءان انما تعني فاعلية ربط متنحية لمكون العصا فصفة العصا انها (منقولة) ومثلها (ما في يمينك) فلا نستطيع ان نقول (الق منزلك) او (الق البحر) مثلا ولكن يقال لا تلق بايديكم الى التهلكة {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ولكن يمكن القاء المودة او عدم القائها وهي مادة عقلانية ترتبط بحراك مادي
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ } (سورة الممتحنة 1)
الايات الشريفة التي تخص (لقاء اليوم) ولقاء الله اي نظم الله في ثوابه وعقابه جميعا انما تقوم من مقومات (مكون حراك) لـ (فاعلية ربط متنحية) فمن يأكل المحرمات الضارة انما يأتيه يوم مرض عسير او يرى قوانين الله في من يخالف نظمه التصميمية الحميدة فيقع في النظم المرتدة عليه
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } (سورة التين 4 - 5)
فالمرض لقاء والفساد والسوء بمجمله هو لقاء لمكون حراك لفاعلية ربط متنحية ففي يوم الفعل لا يوجد الرابط فالرابط المتنحي سيكون في بطن يوم ءاخر بعد ان ينفذ السوء في (حراك المكون) وترتد القوانين على الفاعل يقوم رابط الفاعلية المتنحي بعد ان ياخذ استحقاقه من النظم التي فطرها فاطر السماوات والارض وما بينهن !
صفة (اللقاء) في مقاصدنا لا تختلف كثيرا عن صفة اللقاء في القرءان الا ان القرءان يبين صفات محددة حميدة او غير حميدة اما في مقاصدنا فان الصفة مطلقة في وصف حالة اللقاء بصفته (مكون حراك لفاعلية ربط متنحية) دون ان يكون لها إطار محدد في كونها حميدة او غير حميدة
شكرا لاثارتكم
تعليق