وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ
من أجل ثقافة من قرءان محمول
من أجل ثقافة من قرءان محمول
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34)
ماذا اراد ربنا بـ (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) ..!! وما هو فعل تستوي ليكون صفة منفية (ولا) لصفتان متضادتان (الحسنة والسيئة) وما هو بيان الامر الالهي (ادفع بالتي هي احسن) .... وللفكر المستقل جولة في بيان عسى ان تقوم تذكرة فتنفع المؤمنين ...
تسوية الارض في مقاصدنا يكون عندما يتم تصفية سطح الارض من المتراكمات والحفر والنتوءات فعندما تكون مسطحة صافية تكون مستوية ... الارض ذات السطح المضطرب (لا تستوي) من تلقاء نفسها بل تحتاج لمن يساويها ... فالارض ذات السطح السيء (لاتستوي) تلقائيا وسطحها الحسن لن يكون حسنا من تلقاء نفسه فهي لا تمتلك فاعلية صفتها السيئة ولا تمتلك فاعلية صفتها الحسنة وعندها يمكن ان نقول (لاتستوي الارض الحسنة ولا السيئة) والعملية تحتاج الى فاعل يفعل الحسنة او فاعل يفعل السيئة فلا الحسنة تلقائية الصفة (لا تستوي) ولا السيئة تلقائية الصفة (لا تستوي) ...
حكمة النص وصفت مقاصد لفظ (تستوي) بلفظ (ولا) ولم يكن لفظ (لا) نافية مجردة ذلك لان عدم تلقائية الاستواء للحسنة والسيئة مترابط بدلالة الحرف (و) في عربة اللسان العربي المبين فعندما يتم تسوية الارض السيئة لتكون حسنة فان رابط واحد هو الذي يقلب الصفة من السوء الى الحسن وبالتالي فان القائم بتسوية الارض هو الرابط الذي يربط بين الصفتين فيدحض السوء بالحسن في الارض وكذلك السوء في الارض لم يكن تلقائيا بل بفعل فاعل ..!! ... وذلك الوصف ينقلب في الفعل فيكون دحض الحسنة بالفعل السيء ودحض السيئة بالفعل الحسن ومن ذلك جاء الامر الالهي (إدفع بالتي احسن) فتنقلب الامور على عقبها (فاذا الذي بينك وبينه عداوة يتحول الى ولي حميم ... !!) انها معادلة ربانية ومفتاح رائع يمنحه الله لعباده في قرءان محمول
ما يجري من عداوة وبغضاء بين الناس هو بسبب انقلاب في ثقافة الايمان فيكون (الدفع بالتي هي اسوأ) فيكون للسوء دافعان الاول مبتدءا والثاني مفعلا فان شتمني فلان من الناس يكون الدفع بالتي هي احسن لان السيئة لا تستوي ان دفعت بالاحسن .... والحسنة لا تستوي فان دفعت السيئة بسيئة مثلها استعرت العداوة والبغضاء (عداوة استوت) وان تم الدفع بالتي هي احسن حصل الانقلاب (فاذا الذي بينك وبينه عداوة ولي حميم) ...
دستورنا معطل وحملة القرءان في منأى عن قرءانهم وثقافة الناس تبني اعشاشا ثقافية خارج القرءان من فكر مستورد او عرف فاسد فضاع الخلق الاسلامي وسط المسلمين وفقد المسلمون اكسير علوهم ورفعتهم بفقدهم فاعلية دستورهم فاصبح للسوء فاعلين منتشرين يتكاثرون وبدلا من الدفع بالاحسن يتم الدفع بالاسوأ فضاعت الحميمية بين المسلمين ولا يمتلك المسلمون صفة جامعة اسلامية تجمع ولاية حميمية بينهم بل عدوان مبين
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق