لسان العرب واللسان العربي
المبين (سرابيل)
من أجل بيان اللفظ في زمن الحاجة اليه
(1)
المبين (سرابيل)
من أجل بيان اللفظ في زمن الحاجة اليه
(1)
سرب ... سراب ... سرابيل
فيما يلي نص منسوخ مما جمعه ابن منظور رحمه الله من لسان العرب :
اقتباس :
السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بالمال الإِبِلَ. وقال ابن الأَعرابي: السَّرْبُ الماشيَةُ كُلُّها، وجمعُ كلِّ ذلك سُروبٌ.
تقول: سَرِّبْ عليَّ الإِبِلَ أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَة. وسَرَب يَسْرُب سُرُوباً: خَرَجَ. وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ.
وفي التنزيل العزيز: ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ بالنهار؛ أَي ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه. ويقال: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه، فالمعنى: الظاهرُ في الطُّرُقاتِ، والمُسْتَخْفِي في الظُّلُماتِ، والجاهرُ بنُطْقِه، والمُضْمِرُ في نفسِه، عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ. ورُوي عن الأَخفش أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ، والساربُ المُتواري. وقال أَبو العباس: المستخفي المُسْتَتِر؛ قال: والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ، عنده واحدٌ. وقال قُطْرب: سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ.
يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إذا دخل في كِناسِه.
قال الأَزهري: تقول العرب: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ، وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ. والسارِبُ: الذاهبُ على وجهِه في الأَرض؛ قال قَيْس بن الخَطيم: أَنى سرَبْتِ، وكنتِ غيرَ سَرُوبِ، وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ قال ابن بري، رواه ابن دريد: سَرَبْتِ، بباءٍ موحدة، لقوله: وكنتِ غيرَ سَروب. ومن رواه: سَرَيْت، بالياء باثنتين، فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً، وأَنتِ لا تَسرُبِينَ نَهاراً.
وسَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً، فهو ساربٌ إذا توجَّه للمَرْعَى؛ قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبي:
وكلُّ أُناسٍ قارُبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ،
ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه، فهو سارِبُ
قال ابن بري: قال الأَصْمعي: هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِعٍ واحدٍ، لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره، وقارُبوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم، خوفاً أَن يُغَارَ عليها؛ ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ، نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا، فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء، فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه.ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه، فهو سارِبُ
وظَبْية سارِبٌ: ذاهبة في مَرْعاها؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة عُقابٍ:
فخاتَتْ غَزالاً جاثِماً، بَصُرَتْ به،
لَدَى سَلَماتٍ، عند أَدْماءَ سارِبِ
ورواه بعضهم: سالِبِ.لَدَى سَلَماتٍ، عند أَدْماءَ سارِبِ
وقال بعضهم: سَرَبَ في حاجته: مضَى فيها نهاراً، وعَمَّ به أَبو عبيد: وإِنه لقَرِيبُ السُّرْبةِ أَي قريبُ المذهب يُسرِعُ في حاجته، حكاه ثعلب. ويقال أَيضاً: بعيدُ السُّرْبة أَي بعيدُ المَذْهَبِ في الأَرض؛ قال الشَّنْفَرى، وهو ابن أُخْت تأَبط شَرّاً:
خرَجْنا من الوادي الذي بينَ مِشْعَلٍ،
وبينَ الجَبَا، هَيْهاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتي
أَي ما أَبْعَدَ الموضعَ الذي منه ابتَدَأْت مَسِيري، ابن الأَعرابي: السَّرْبة السَّفَرُ القريبُ، والسُّبْأَةُ: السَّفَرُ البَعيد.وبينَ الجَبَا، هَيْهاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتي
والسَّرِبُ: الذاهِبُ الماضي، عن ابن الأَعرابي.
والانْسِرابُ: الدخول في السَّرَب. وفي الحديث مَنْ أَصْبَحَ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه. قال ابن الأَعرابي: السَّرْب النَّفْسُ، بكسر السين. وكان الأَخفش يقول: أَصْبَح فلانٌ آمِناً في سَرْبِه، بالفتح، أَي مَذْهَبِه ووجهِه. والثِّقاتُ من أَهل اللغة قالوا: أَصْبَح آمِناً في سِرْبِه أَي في نَفْسِه؛ وفلان آمن السَّرْبِ: لا يُغْزَى مالُه ونَعَمُه، لعِزِّه؛ وفلان آمن في سِرْبِه، بالكسر، أَي في نَفْسِه. قال ابن بري: هذا قول جماعةٍ من أَهل اللغة، وأَنكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه قولَ من قال: في نَفْسِه؛ قال: وإِنما المعنى آمِنٌ في أَهلِه ومالِه وولدِه؛ ولو أَمِنَ على نَفْسِه وَحْدَها دون أَهله ومالِه وولدِه، لم يُقَلْ: هو آمِنٌ في سِرْبِه؛ وإِنما السِّرْبُ ههنا ما للرجُل من أَهلٍ ومالٍ، ولذلك سُمِّيَ قَطِيعُ البَقَرِ، والظِّباءِ، والقَطَا، والنساءِ سِرْباً.
وكان الأَصلُ في ذلك أَن يكون الراعِي آمِناً في سِرْبِه، والفحلُ آمناً في سِرْبِه، ثم استُعْمِلَ في غير الرُّعاةِ، استعارةً فيما شُبِّهَ به، ولذلك كُسرت السين، وقيل: هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي في قومِه. والسِّرْبُ هنا: القَلْبُ. يقال: فلانٌ آمِنُ السِّرْبِ أَي آمِنُ القَلْبِ، والجمع سِرابٌ، عن الهَجَري؛ وأَنشد:
إِذا أَصْبَحْتُ بينَ بَني سُلَـيمٍ،
وبينَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابي
والسِّرْب، بالكسر: القَطِيعُ من النساءِ، والطَّيرِ، والظِّباءِ، والبَقَرِ، والحُمُرِ، والشاءِ، واستعارَه شاعِرٌ من الجِنِّ، زَعَمُوا، للعظاءِ فقال، أَنشده ثعلب، رحمه اللّه تعالى: وبينَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابي
رَكَبْتُ المَطايا كُلَّهُنَّ، فـلـم أَجِـدْ
أَلَذَّ وأَشْهَى مِن جِناد الثَّـعـالِـبِ
ومن عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بي فَزَجَرْتُه،
يُبادِرُ سِرْباً من عَظـاءٍ قَـوارِبِ
الأَصمعي، السِّرْبُ والسُّرْبةُ من القَطَا، والظِّباءِ والشاءِ: القَطيعُ. يقال: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِباءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أَي قَطِيعٌ. وقال أَبو حنيفة: ويقال للجماعةِ من النخلِ: السِّرْبُ، فيما ذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ. قال أَبو الحَسَنِ: وأَنا أَظُنُّه على التَّشبِيه، والجمعُ من كلِّ ذلك أَسْرابٌ؛ والسُّرْبةُ مِثلُه.أَلَذَّ وأَشْهَى مِن جِناد الثَّـعـالِـبِ
ومن عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بي فَزَجَرْتُه،
يُبادِرُ سِرْباً من عَظـاءٍ قَـوارِبِ
ابن الأَعرابي: السُّرْبةُ جماعة يَنْسَلُّونَ من العَسْكَرِ، فيُغيرون ويَرْجعُون. والسُّرْبة: الجماعة من الخيلِ، ما بين العشرين إِلى الثلاثينَ؛ وقيل: ما بين العشرةِ إِلى العشرينَ؛ تقول: مَرَّ بي سُرْبة، بالضم، أَي قِطْعة من قَطاً، وخَيْلٍ، وحُمُرٍ، وظِباءٍ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف ماءً:
سِوَى ما أَصابَ الذِّئْبُ منه، وسُرْبةٍ
أَطافَتْ به من أُمهاتِ الجَـوازِلِ
وفي الحديث: كأَنهم سِرْبٌ ظِباءٍ؛ السِّرْبُ، بالكسرِ، والسُّرْبة: القَطِيعُ من الظِّباءِ ومن النِّساءِ على التَّشْبيه بالظِّباء. وقيل: السُّرْبةُ الطائفة من السِّرْبِ.أَطافَتْ به من أُمهاتِ الجَـوازِلِ
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فكان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُسَرِّبُهُنَّ إِليَّ، فيَلْعَبْنَ مَعِي أَي يُرْسلُهُنَّ إِليَّ.
تعليق