اليهود والنصارى في القرءان
من أجل مدرسة قرءانية معاصرة
من أجل مدرسة قرءانية معاصرة
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } (سورة البقرة 113)
لا شك ان الفكر البشري بمجمل اصنافه يضع لمسمى (اليهود) صفة الدين المعروف بالدين اليهودي ممثلا اليوم بما يسمى بـ دولة اسرائيل ونبيهم اسمه موسى كما يحمل مسمى النصارى لـ المسيحيين وهو دين سائد في العالم ونبيه (عيسى)
القرءان خارطة خلق والاسم في القرءان لا يعني مسمى تم التصالح عليه لان القرءان صدر من مصدر الهي لا يحتمل ان يكون المسمى فيه مسمى اصطلاحي لان الله لا يتصالح مع عباده في مسمى هو يختاره في قرءانه بل الاسم في القرءان يحمل الصفة الغالبة لـ الشيء سواء تطابق على ما يسميه الناس من مصطلح او لا يتطابق وحتى لو تطابق الاسم في القرءان مع المسمى المتصالح عليه فهو لا يعني ان يكون القصد الشريف في المصطلح حصرا بل يتعداه الى عموميات (الصفة الغالبة) التي تظهر في حراك العنصر البشري ولا يقتصر على المصطلح الذي تصالح عليه الناس في شأن محدد يرتبط بالمصطلح
لفظ (اليهود) في علم الحرف القرءاني يعني (منقلب مسار مكون) لـ (رابط ناقل) (دائم الحيازة) فـ ديمومة الحيازة لـ حراك مرتبط ينقلب مساره بشكل نافع هو الذي يمنح صفة الهدي فالزراعة عموما هي ذات حراك مرتبط بالبذور دائم الحيازة وهو (هدي الهي) للبشر في زرعهم من خلال (انقلاب مسار النبات) من بذر الى زرع ومن زرع الى بذور وبشكل دائم ! وتلك (الفاعلية) هي من هدي الهي فطره الله في العقل البشري تم تنفيذها ميدانيا بما يختلف عن بقية مخلوقات الله التي لا تزرع ولا تعرف الزراعة ! الا ان الكيانات الهادية (اليهود) غيرت من تلك النظم في (الزراعة النسيجية) او في التهجين الجيني فساء ما هدوا انفسهم اليه وهم يعلنون مساويء ذلك الهدي علنا في اعلامهم العلمي
لفظ (النصارى) يعني في علم الحرف القرءاني (فاعلية مكون) لـ (وسيلة نقل) اي (وسيلة متحركة) لـ (فاعلية تبادلية) لـ (فعل متنحي) ومثله للتوضيح في (النصر) الذي حققه مصنعوا الكهرباء فهو (فاعلية مكون) وهو (الالكترون) لـ (وسيلة متحركه) وهي (وسيلة التيار الكهربي) الذي يتبادل التشغيل بين مصدر الكهرباء والجهاز الكهربائي مثل المصباح او الالة وهو (فعل متنحي) عن مصدر توليد الكهرباء فـ ءالة تصنيع الكهرباء شأن مستقل وءالية تشغيل الاجهزة بالكهرباء متنحية عن مصدرها وبينهما فقط (رابط طاقوي) منقلب المسار بين مصدر الطاقة والجهاز المستهلك
اليهود هم ذوي (منقلب مسار مكون)
النصارى هم ذوي (فاعلية مكون)
فاليهود في هديهم لانفسهم يقلبون مسار مكون كما في التعديل الوراثي حين يقلبون مسار (الجين) عند ترقيعه لما يرون انه اكثر نفعا فيغيرون ما خلق الله لغرض تأمين اهدافهم الاستثمارية وما ورائها من نوايا غير حميدة ... اما النصارى يقومون بتفعيل مكون كما قاموا بتفعيل (النفط) بصفته وقود فائق التفعيل في تشغيل السيارات والالات عموما او صناعة الكهرباء
اليهود هم (قالبوا مسار المكون) قالت ليست النصارى على شيء ذلك لان (اساس المكتشفات العلمية) تحركت في (قلب مسار المكون) في الخلق كما في قلب مسار الجاذبية وتفعيلها في قوانين مرئية كانت غير مرئية فانقلب مسارها في عقل البشر من (بيان غائب عن العقل) الى (بيان حاضر في العقل)
النصارى (مفعلوا المكون) قالت ليست اليهود على شيء فاساس الحضارة هو التقنيات التي اعتدمت على تفعيل المكون وليس على قلب مساره فقط فـ قوانين نيوتن لا تنفع ان لم يكن لها تنفيذ تقني
ذلك الامر هو قائم في جدلية فكرية صاحبت النهضة الحضارية فمنهم من جعل الريادة للمكتشفين مثل نيوتن ومنهم من جعل الريادة لـ التقنيين مثل جيمس واط .. (قالت اليهود ليست النصارى على شيء) و (قالت النصارى ليست اليهود على شيء) متعلق في شأن عظيم هو من خلق الله وهو في (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) فهم جعلوا من (ما كتبه الله في خلقه) متوالي شيء يتلوا شيء حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه اليوم من (تقدم) مبني على صفة (تطورية) تتطور كلما اضافوا لمتوالية ما كتبه الله في الخلق توالي في الحداثة وهم مستمرون في (الحداثة)
توالي الحداثة حصل في شقين (الاول) عند الذين هدوا انفسهم (اليهود) في حداثة المكتشفات فهم يكتشفون حقائق التكوين الواحد (تلو) الاخر .. (الثاني) هم الذين ينصرون انفسهم بتنفيذ ما اكتشفه اليهود الذين (هدوا انفسهم) الى ما اكتشفوه من (ما كتبه الله في الخلق) وهي (حداثة تلو حداثة) وعلى سبيل المثال حين تم اكتشاف الدهون الحميدة والدهون غير الحميدة في الانسان (قلب مسار مكون غذائي) فكان في مراقبة الدهون الحميدة وما يحصل منها ومراقبة الدهون غير الحميدة وما تسببه قام مصنعوا الاجهزة الطبية بصناعة وسائل مختبرية (فاعلية مكون) لتحديد نسب الدهون الحميدة وغير الحميدة في الدم كذلك قامت المؤسسات الدوائية بصناعة عقاقير لعمل توازن بين الدهون الحميدة وغير الحميدة لـ (نصرة الماصبين) بوفرة الدهون غير الحميدة فهم وصناع الاجهزة المختبرية صانعي النصر فهم (نصارى)
قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ... الذين لا يمتلكون مرابط (العلة) قالوا ويقولون اليوم ان البشرية (انتصرت) وان المكتشفين انما اكتشفوا اشياء هي ليست من صنعهم بل الذين صنعوا استخدامات ما تم اكتشافه هم الذين اسسوا الحضارة البراقة .. ويقول غيرهم غير ذلك فقالوا ان اصل الحضارة القائمة اليوم يعود فضله لـ المكتشفين الذين كانوا اساس الحضارة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ)
البقاء في دائرة التفسير سوف يجعل او (جعل) القرءان خارج التطبيقات فهو يقرأ لـ التغني به والتندر بحركاته والزخرف في طباعته الا ان حقيقة القرءان انه يهدي للتي هي اقوم لينذر من كان حيا وهنا نص خطير
فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
وذلك يعني ان (الاختلاف) ليس في (القول) (قالت اليهود وقالت النصارى) بل الاختلاف سوف يبين ان هنلك يوم (قيامة) تقوم فيه مقومات لـ من هدوا انفسهم ولـ من نصروا انفسهم وذلك يمكن ان ينشأ من فطرة عقلانية ترتبط بقيامة الدين فطرة فالكهرباء ليس (منقصة في الخلق) اتممه مكتشفوا منقلب مسار الالكترون او مصنعي الطاقة الكهربائية فلو كان الكهرباء ضرورة خلق لكان في مفاصل الخلق فالله خلق الانسان في احسن تقويم اي في (احسن قيامه) سواء في جسده او لـ متطلباته الحياتية فالكهرباء الذي صنعوه او الالكترون الذي اكتشفوه ليكون تيارا كهربائيا لم يكن منقوصا من (احسن تقويم) خلقه الله وجاء اليهود والنصارى فهدوا كياناتهم ونصروا كياناتهم ومثله منظومة الطب الدوائية فهي ليست منقصة في خلق الله اتمها البشر لينتصر ضد الامراض ... الله سيحكم بينهم يوم (القيامة) وهو يوم بانت معالمه في تدهور خطير في (مقومات البشر) في الامراض العصرية فما نصرتهم مؤسسات النصر الطبي كذلك الاحتقان البشري المقيت وسط زحمة مدن وصراخ ءالة وتلوث الهواء وفساد الطعام فـ الارض (منزل البشر) ملوثة بشتى انواع التلوث فالحكم الالهي فيهم تبينت معالمه وهي خطيرة وان سقنا مثل الالة والكهرباء الا ان الامر شاملا لكل شيء حتى في ابسط الاشياء نزولا في الممارسات الحضارية كما في العطور الصناعية والالوان الصناعية وحتى في (الغسول) فالصابون ما كان منقصة في الخلق اتمها البشر والالبسة التركيبية لم تكن منقصة خلق والانسان تم خلقه في احسن تقويم وهو يلبس القطن والصوف !! ولا يعرض جسده لمواد كيميائية فعالة مثل (الصودا الكاوية) و (حامض السلفونيك) و مركبات الصوديوم الفعالة في كل مواد الغسول ليحصل على صوابين سريعة التنظيف عطرة باسترات عطرية صناعية غير امينة !! كل شيء اصابه اضافات غير حميدة لـ (أحسن تقويم) خلقه الله فينقلب الى اسفل سافلين في ارتداد تنفيذي في نظم الخلق وهو سوء العاقبة
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } (سورة التين 4 - 6)
فكل دعوة للهدي في كيانات تبناها البشر او كيانات تنصر البشر انما هي دعوة تخرج عن (أمر الله في خلقه) وهي تحتاج الى فرز وتمحيص لغرض عدم الانخراط في باطلها مما يؤدي الى سوء العاقبة ونقرأ
{ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (سورة البقرة 135)
كيانات (هادية) و كيانات (ناصرة) قل بل ملة ابراهيم البريء من اي كيان هادي واي كيان ناصر الا الله وذلك هو دستور القرءان
{ أَمْ لَهُمْ ءالِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ } (سورة الأنبياء 43)
هم تصوروا ان ءالاتهم وادواتهم التي اكتشفوها وقاموا باستثمار مكتشفاتهم سوف تنصرهم الا انها لا صحبة لها مع نظم الله (ولا هم منا يصحبون) !
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا } (سورة الفرقان 31)
فاذا كان الله ربنا (كافيا عبده) في الهدي والنصر فهل من كيان ناصر او كيان هادي غير الله ونظمه الامينة ؟؟ .. واذا كانت الابراهيمية (البراءة) هي (ملة) فهي تعني في علم الحرف (حاوية مشغل ناقل) ففي نظم الخلق التي هي (سنة الله في خلقه) ملة تملي حنفية ابراهيم الحنيف في حاجاته كلها لان ابراهيم وجه وجهه للذي فطر السماوات والارض (حنيفا)
سطورنا لا تفسر القرءان بل تقيم (ذكرى) من (قرءان ذي ذكر) تنتقل الى كتاب مكنون (انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون) يمثل حاجة يومنا المعاصر ونرى الذكرى القرءانية في تطبيقات معاصرة لتنذرنا لان القرءان ينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين به الذين هجروه وحجروا عليه في ماضيه
سطورنا لا تدعو الى شطب الحضارة بكاملها بل تدعو الى (ادارة الحضارة) من ذكرى قرءانية وما لا يمكن ادارته في حضارة اليوم من دستور قرءاني فيستوجب اصلاح اي ممارسة حضارية لا تتطابق من حيث التفعيل او من حيث النتيجة مع القرءان واعادة تأهيلها قرءانيا من اجل ضمان (اسلامنا) في انفسنا وفي اهلينا لضمان حسن العقابة بدلا من سوئها وان كانت الممارسة الحضارية لا تحمل قيمومة التأهيل قرءانيا فان اعتزالها واجب تكليفي ملزم
ما كان لتلك السطور ان تقوم الا بعد الامساك اليقيني بكثير من سوء وفساد الممارسات الحضارية والتي تلقفها المسلمون دون اي معالجة قرءانية فالمسلمون جعلوا فتوى (اصل الاشياء الاباحة الا ما حرم بنص) هو (اجازة) تجيز تلك الممارسات لان نصوص التاريخ لم تحرمها لانها لم تكن موجودة يوم كان لـ الاسلام مصدر في التاريخ الماضي يتفقه في الدين والقرءان فاصبحت غالبية اشياء الحضارة مجازة لانها لا تمتلك نصا تحريميا دون ان يبذل المسلمون جهدا في رقابة (اليوم الاخر) وسوء العاقبة وهو اليوم حاصل متحصل في امراض العصر وتشتت الامة واختلافها بشكل يصعب وصفه الذي وصل الى حد الاقتتال بين الفرق الاسلامية
وما كان لتلك السطور ان تقوم الا لغرض نشر البيان بلا اجر وبلا اكراه فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الذاريات 55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق