تحية واحترام
صحبتنا مع هذا المعهد المبارك جعلتنا نبصر كل شيء ونحيله الى ما كتب الله في الخلق ودار بنا الفكر في (الورد) , ما اجمله , ما احلى الوانه , انه شعار (الود) بين الناس خصوصا في المجتمعات المستقرة , كنت في صغري عندما كان مجتمعي مستقرا امنا وحين اذهب مع ابي الى بستانه ارى اهتمامه بالورد وكنت اتصور انه ذو هواية خاصة الا اني حين كنت اصحبه في زيارات لبساتين اصدقائه او في زيارة عمل لبساتين اناس لا نعرفهم كان منبت الورد ظاهرا في تلك البساتين .. مدرستي في العهد الملكي كان لها حديقة مليئة بالورد , كان الورد العطر يباع في الاسواق , حين تواجدت في اوربا وجدت امرا عجبا في الورد فهو (وسيلة ود) بين الناس في تلك الديار المستقرة ولا يخلو شارع من بيع الورد وترى ايدي الناس في الشوارع والاسواق حاملة للورد وحين استفسرت عن احوال اولئك الناس عرفت الورد وسيلة ود بينهم حين يزور شخص ما صديقه يكون معه الورد مفتاحا لزيارته وعيادة المريض ورد وفي الاعياد يتبادلون الورد وفيه الود
تأملت في خلق الورد خصوصا الورد الذي لا ينتج ثمرا بل ثمرته الوانه واشكاله وعطره الذي يأخذ بلب الناس فمن هو (الودود) الذي خلق الورد !! انه الله الودود الذي ارسل الى الانسان رسالة ود في الورد حتى في بطن الصحراء ترى ود الله في الورد ولكن قتل الانسان ما اكفره
لو سأل الملحد ذاته وهو يتودد الى حبيب له بـ (الورد) وهو في وسط اوربي لا يعرف غير (الاستثمار) لماذا الورد فينا ؟ فهو لا ثمر فيه وثمرته ارتياح النفس البشرية والسكينة الى منظر الورد لعرف الله في عقله قبل ان يقول كلمة الكفر
لم اعثر على مخلوق له ألفة مع الورد وهو بلا ثمرة تؤكل الا الانسان اما الفراشة والنحل فالورد مصدر غذاء لها فالبقرة حين تسير تسحق الورد ومثلها بقية المواشي الا ان الانسان له حكاية مختلفة مع الورد وما احلى واجمل تلك الحكاية
وجدت نبتة الشوك وهي حاملة للورد .. وجدت نبات الصبير وهو حامل للورد حتى نبات الحنظل المر يحمل ورد ووجدت فيها الود حتى بعض النباتات السامة تحمل ورد
عجبا ما رأيته في الوردة !! انها تنتحر من اجلنا لتنبت من رحمها ثمرة برتقال او تفاح او خضار يملأ جوفنا .. سبحانك ربنا (الودود) كم انت ودود وكم هو كفر الانسان (ما اكفره)
وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ـ سورة هود
احترامي
تعليق