تويت
تحية واحترام
جاء في القران الكريم آية كريمة نصها (بل الانسان على نفسه بصيره) فهو القادر على ان يجيب (من أنا) وكل فرد يستطيع ان يقيم حقيقة ذاته لذلك قال ربنا انه (يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور) ولان الصدور تخفي كثير فان الانسان هو وحده يجيب على من أنا
الصعب الاصعب جدا هو تقييم ومعرفة (من أنت) لان الناس صناديق مقفلة ولا يفتحها الا حامل مفتاحها (انت) لذلك فان مخاطبة الناس شأن غاية في التعقيد ومجهض واحيانا اتسائل عن الكيفية التي استطاع فيها الرسول عليه الصلاة والسلام اختراق الناس ليخاطبهم بما غريب عليهم خصوصا القران وكيف اقتنعوا انه من عند الله ؟ وهل الرسول صلى الله عليه وسلم استطاع بمنحة الهية ان يخترق نفوس البشر في زمانه فيصدقوا ويصادقوا على ما يقولون ؟
بقي التساؤل يدور في رأسي سنين طويلة حتى قرأت يوما ذكرى في القرءان ذكرني بها هذا المعهد المبارك وهو في اية عجب
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ
فهو صلوات الله عليه قد مات وذلك يعني بالفطره ان الانقلاب قد حصل من بعده وهو كلام الله لا يحتاج الى فقه التفسير بل واضح وضوح لا لبس فيه فكيف اذن نصوم ونصلي ونمارس الدين ونحن نعلم ان من نقل الينا الدين كان منقلبا على نفسه
من ذلك اردت ان اعرف (من انت) في تاريخ المؤرخين جميعا واذا بي اصطدم في التاريخ ان ارسطو كان مثليا ! فلماذ ا ينشرون لنا ثقافته وفلسفته وقرأت ايضا ان مؤلف كتاب الاغاني للاصفهاني مثليا ايضا مع العلم ان كتاب الاغاني نال حظا موفورا من حملة احياء التراث العربي او الاسلامي وكنا نسمع مقتطفات كتاب الاغاني في الاعلام المبتذل فاصابتنا الدهشة وسقط في ايدينا جهدنا في (من أنت في التاريخ) مع العلم اننا اصبنا بالذهول من كثير من الصفات في معرفة من انت في التاريخ فعدنا ادراجنا لنسأل من أنت في يومنا هذا ولاناس نعرفهم معرفة شخصية او معرفة عرفانية مثل الملك فلان ورئيس الدولة الفلانية او غانية او مغني مشهور او كاتب مشهور فرأينا العجب .
شخص كان يصلي في الجامع ويصوم ويدفع الزكاة ويمتلك وجها ايمانيا متميزا وبعد موته عرفت انه كان يمارس الربا وبشكل فاضح وليس مستور وبلا وجل ولاني لم اكن بحاجة الى قرض ربوي فلم اعرف من هو ! وتعرفت على اقاصيص واقاصيص جعلتني لا اثق حتى باقرب الناس مني فعرفت اني مريض نفسيا وبدأت ابحث عن العلاج لاعرف من انا ومن هم ولكن الامر اصبح اكثر تعقيدا حتى اهتديت الى كتاب الله وقررت ان استبدل من انا ومن انت لاسأل ربي (من أنت) فوجدت الجواب في القران وزحفت نحو هذا المعهد الكريم لاعرف (من أنا) الا اني (عرفت الله ربي) في شهقة شهيق وعرفته في زفرة زفير فهابني ما عرفت وندمت على سنوات الضلال عندما كنت ابحث عن الناس في الماضي او ماضي الناس في معارفي لاني وجدت أن (من أنت) غير مهمة وغير نافعة بل المهم أن اعرف من أنا!
لا تقل من أنت بل قل من أنا
احترامي
تعليق