عزرائيل والموت والقرءان
جاء في القرءان نص عن ملك الموت وهو سيخضع لمعالجة فكر قرءانية (يتفكرون) الا ان (ملك الموت) ليس عزرائيل ولا يوجد اي إسم لـ عزرائيل في القرءان بل يوجد اسم (العزير) كما سنرى .. عزرائيل اسم مركب من لفظين (عزير زائل) فهو (عزرائيل) واذا اردنا ان نحلل معنى ذلك اللفظ فان ما ذهب اليه الناس ان (عزرائيل) المكلف بقبض الارواح فهو مذهب يناقض معنى الاسم وصفته (زوال فاعلية التعزير) لان (العزير) هو سنة في الخلق (ضد الزوال) فاماته الله مائة عام ثم احياه فهو (عزير) لـ (تعزير) نظم الخلق في البشر والحيوان والنبات لـ الحصول على نسخ من الحمض النووي من ءاثار بايولوجية في الارض على شكل (حافظات ذكر) لمخلوقات الله وقد حصل مثل ذلك في واقعة الوباء الذي انتشر في بريطانيا وشرق اوربا في عام 1916 عندما انتشر وباء غير معروف في مدينة (نيوكايسل) البريطانية وحصد قرابة 55 مليون نسمه في تلك الحقبة الزمنية التي كانت تتصف بقلة الكثافة السكانية القائمة اليوم فيكون رقم الضحايا 55 مليون نسمه هو صفة كارثة كونية كبرى ..
عثر علماء معاصرين على جثث متجمدة من ضحايا ذلك الوباء واستطاعوا ان يتعرفوا على سبب الوباء في فايروس انفولنزا الطيور فكان ما عثروا عليه من اثر بايولوجي هو عملية (تعزير) لذلك الفايروس علما ان الفايروسات (الرواشح) اكتشفت لاول مرة في 1936 وعرفت بصفتها البايولوجية بعد منتصف القرن الماضي الا ان الفايروس نفسه (كان جزء من مثل عزير) اماته الله ومن ثم احياه تحت مجاهر العلماء بموجب نظام كوني ومثله اليوم لو عثر على عظام ميت قبل 200 سنه او اكثر مثلا وتم فحص الحمض النووي في تلك البايولوجيا الميتة ويقوم علماء معاصرين بمضاهات ذلك الحمض النووي مع حمض نووي لانسان معاصر مصاب بالسرطان مثلا فانهم سوف يعرفون الخلل الجيني لذلك المرض وذلك هو صفة الـ (عزير) .. الفايروس كان جزء من مثل عزير في حادثة 1916 وجسد الانسان يكون عزير واي اثر بايولوجي يكون عزير (انظر الى طعامك لم يتسنه) ومثله الحيوان (انظر الى حمارك) .. من تلك المعالجة فان لفظ (عزير زائل) اي (عزرائيل) يتنافى مع التعزير بكينونته فهو عزير غير زائل !!! وقد افتروا على الله ورسوله بقولهم ان عزرائيل هو ملك الموت !!
يبدو ان الاسم قام على هوى لفظي من رواة بعمد او بغير عمد .. اللفظ (المركب) على عربة العربية مهمل في انشطة التفسير لذلك فان اسماء مركبة وردت في القرءان مثل (جبريل . ميكال . قمطرير .. قطمير . ابراهيم . مسبغة .و . و ) عولجت على انها (عجلة عربية) اي (عجل) منقول بمقاصده بين الالسن دون بيان جذوره فتحول اللفظ المركب سواء في القرءان او بين الناس الى (مصطلح) (اجازه) الناس عبر الاجيال مقرونا بوظيفته كما في وظيفة عزرائيل ! فصار (مصطلح مجازي) رغم بطلانه التكويني .. كما نلاحظ الهوى في المسميات فلفظ (جبريل) جاء في القرءان الا ان الرواة اسموه (جبرائيل) ومثل اسم (ميكال) جاء في القرءان ايضا الا ان الرواة اسموه (ميكائيل) وهنلك اسم اخر اسمه (اسرافيل) ولا ندري باي شيء (اسرف) ذلك الملائكي إسرافيل !!
الموت في القرءان كـ (واقعة) ليس لها (كاذبة) وردت تفصيلا في القرءان
{ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } (سورة الواقعة 83 - 87)
النص الشريف عند تدبره والتبصرة فيه تتضح صورة (واقعة الموت) بشكل مبين ان هنلك منظومة الهية قريبة من المحتضر هي التي تتحكم وتحكم واقعة الموت .. ادراك ذلك المفصل التكويني وترسيخه بين يدي الباحث يفتح بوابة تذكيرية قرءانية غاية في الرشاد مع رابط متين لـ حاجة علمية تنفيذية قائمة بيننا اليوم ونتيجة لـ ادراك نفاذية تلك المنظومة الخاصة بواقعة (الموت) فان اي مستقر فكري يقيم علاقة بين واقعة الموت ومخلوق ملائكي واحد متخصص بتلك الواقعة يخرج من طاولة البحث
اخراج المخلوق الملائكي المنفرد عن ناشطة البحث في واقعة الموت يجب ان يبنى على مادة علمية قرءانية تخص ثلاثة شعب وعندها نرى الحضور الملائكي جمعا وليس فردا مرتبط بواقعة الموت !
الشعبة الاولى : عنصر الزمن
{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } (سورة آل عمران 145)
فالموت كـ واقعة واي واقعة غير الموت انما تمر عبر منظومة الزمن فتزامن الزمن في الواقعة امر محتوم ليس في الموت وحده كواقعة منفردة بل في كل (سعي) في (الساعة) وننصح بمراجعة مسلسل يرينا الواقعة مع عنصر الزمن عموما وهو مسلسل من خمس ادراجات
مسلسل الواقعة وعنصر الزمن ـ 1 ـ ليس لوقعتها كاذبة
الشعبة الثانية :
الفهم العلمي لـ الملائكة ضمن خامة الخطاب القرءاني (بلسان عربي مبين) لمعرفة هل لفظ (مـَلـَكْ) بفتح الميم واللام هو اسم مفرد و (ملائكة) تعني جمع ملك ؟ ... ملائكة .. في اللسان العربي المبين هو (اسم مركب) من (مالئ الملك) فتكون (ملائكة) فـ ملك الله ممتليء بالملائكة ونقرأ ذلك في القرءان
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة 30)
ذلك القول ليس قولا كلاميا كما هو في مجالسنا وانشطتنا بل هو (مثل تذكيري) يقيم ذكرى عقلية ان عملية جعل ءادم خليفة في الارض لها قيمومة ملائكية (اسجدوا لـ ءادم) لان الله له الملك والملائكة هي مالئات ذلك الملك والانسان مخلوق مجعول في تلك المالئات لملك الله
الملائكة في التكوين
لفظ (ملك) في اللسان العربي المبين تعني (الملكية) وهو لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (ماسكة تشغيل ناقل) وهو يعني ماسكة تشغيل (النشاط) فـ الملك بكسر اللام بمعنى السلطان هو (ماسك تشغيل نشاط الناس) في المملكة وملك اليمين وهو (حيازة التملك) تعني (ماسكة تشغيل حراك حيز) في منزل او متاع او ذهب او اي شيء في حيازة مالكه لنشاط وظيفي يخص الحيز المملوك
{ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } (سورة السجدة 11)
ملك الموت .. هو (مشغل ماسكة واقعة الموت) وهو يقع في منظومة خلق (ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون) تلك الماسكة هي منظومة ملائكية وليس مخلوق ملائكي واحد مسمى ذلك لان الملائكة هي (مالئة ملك الخالق ـ الله) لانها بمفهومنا المعاصر في علوم الله المثلى هي (مكائن الله) في الخلق الاجمالي فلا وجود لمخلوق ملائكي منفرد متخصص بواقعة الموت بل هنلك منظومة ملأت ملك الله في الحياة والموت والمثبت قرءانيا في نص شريف
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة التغابن 1)
وذلك الملك له محتوى جاء ذكره في القرءان تحت لفظ (ملكوت)
{ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } (سورة المؤمنون 88)
ملكوت كل شيء بيده .. لفظ ملكوت في لسان عربي مبين من جذر (ملك) ومنه (ملكوت) كما في منطقنا الفطري العربي ( جبر .. جبروت .. طاغ .. طاغوت ) وفي القرءان (هر .. هروت) و (مر .. مروت) وهي الفاظ رسمت في الرسم القرءاني اليدوي خالية من الف الفاعلية واذا رسمت بالف الفاعلية فهي (هار .. هاروت) (مار .. ماروت) .. لو ان لفظ (ملك) تعني مفرد ملائكة فان التذكرة القرءانية تتهشم في النص التالي وتجبر الباحث على هجر معنى الملائكة في لفظ ملك
{ فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْءانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (سورة طه 114) وان لوي اللسان في (مـَلـِك) ليس من القرءان بشيء وتلك من راسخات علوم الله المثلى
{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (سورة آل عمران 78)
والقرءان في دستوره المبين لم يجز حركة الحروف في اللفظ
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } (سورة القيامة 16)
فاذا رسخ بين يدي الباحث ان لفظ (ملك) له وظيفة تتصل بلفظ (الملائكة) من حيث الوظيفة ليس بصفة الفرد من جمع فان راشدة فكرية تتحرك باتجاه ذكرى (ملك الموت) فهو ليس فرد ملائكي متخصص بالموت كما جاء في المدرسة التقليدية الاسلامية فـ لفظ (ملك) في علم الحرف يعني (ماسكة تشغيلية لناقل) اي ماسكة تشغيلة لحراك الموت (حتى اذا بلغت الحلقوم) ومن ذلك يتضح ان (واقعة الموت) تخضع لمنظومة تكوين الهية النشاة والنفاذ فتكون الملائكة (مالئة ماسكة تشغيلية) وهي مكائن الله بدءا من (ميزونات) المادة او اصغر صغيرة ليس تحتها شيء الى اكبر كبيرة في الخلق كالمجرات والكون باكمله وعجينة الكون (قوى الجاذبية الكوني) هي مكائن الله فالاوكسجين مثلا هو ملائكي (ماكنة الهية الخلق) تملأ ملكية المخلوقات لـ الاوكسجين فان انقطع الاوكسجين عن المخلوق تحصل واقعة الموت مرتبطة بالشعبة الاولى وهو (عنصر الزمن) المؤجل باجل في ملكوت السماوات والارض وهو بيد الله
الشعبة الثالثة :
في واقعة الموت عندما نتصورها حصرا في وقف النشاط الجسدي لمخلوق الانسان وحين نقرأ في القرءان نصا دستوريا يغير ذلك المستقر الفكري في فهم كينونة الموت
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } (سورة آل عمران 169)
فهم احياء رغم ان اجسادهم متوقفة عن النشاط (قتلوا) ومثل ذلك النوع من الحياة لا يمتلك استشعارا فكريا لان ذلك الاستشعار يحتاج الى مجسات وهي غير متوفرة في حيازة الفكر البشري
{ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ } (سورة البقرة 154)
من ذلك يتضح ان (واقعة الموت) حين تتحصل في عنصر زمني مؤجل فان تلك الواقعة انما تحلل ارتباطها بعنصر زمني مرئي في صحوتنا الى عنصر زمني غير مرئي (لا نشعر به) فهو تغير لـ رابط تشغيلي يخص عنصر الزمن العصي بكينونته ومرابط علته انما علم الساعة عند ربي الله
لفظ موت في علم الحرف القرءاني من جذر (مت) وهو في البناء العربي الفطري (مت .. مات .. يمت .. تمت .. يموت .. موت . ميت .. ميتين و .. و .. ) لفظ (مت) يعني (محتوى تشغيلي) فنقول مثلا (الحدث لا يمت مع الحقيقة بصلة) ونقول ان الثورة لا تمت بصلة مع رغبة الجماهير اي ان الحدث لا يتصل بصفته (محتوى تشغيلي) لـ الحقيقة وان الثورة لا تتصل بمحتوى تشغيلي مع رغبة الجماهير ومن ذلك يتضح ان (الموت) هو محتوى تشغيلي رابط يقيم (صلة) ومن خلال معالجة وقف فاعلية الجسد البشري عند واقعة الموت واستمرا حياة المقتولين في سبيل الله يتضح ان واقعة الموت متصلة بمنظومة الهية الخلق وان كانت تلك المنظومة ملائكية الا انها لا تخص مخلوق ملائكي منفرد فاحيانا يكون ملك الموت (حريق) واخرى (قتل) واخرى (غرق) فهي منظومة ملائكية (مالئة حاجة الموت والحياة) ولا وجود لـ مسمى (عزير زائل) كما في (عزرائيل)
تلك ذكرى من قرءان وفطرة عقل ولسان عربي مبين فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)
الا ان الذكرى تنفع المؤمنين وهم طالبي الامان في منظومة خلق الله دون شراكة مع معرفة عائمة او معرفة مكتسبة
الحاج عبود الخالدي
تعليق