ربنا باعد بين اسفارنا .. فمزقناهم كل ممزق !! كيف .؟
من أجل بيان الانذار المبكر في قرءان لينذر من كان حيا
من أجل بيان الانذار المبكر في قرءان لينذر من كان حيا
ولدت هذه الاثارة الانذارية من رحم تساؤل قدمته الباحثة القديرة (وديعة عمراني) في موضوع (جنات عدن) في الرابط ادناه مشفوعا بنص الاثارة التساؤلية
جنات عدن .. كيف تكون ؟ واين تكون ؟
نص التساؤل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لا شك فيه ، ان العيش في المدن لم يعد يقبل به احد من العقلاء الا مكرها ، او ان كان قادرا على أن يوفر في مسكنه وفي محيط مسكنه ما يشبه حديقة مزرعية، وبئر ماء منزلي ، وءالة لتوفير الطاقة الشمسية عوض الكهربائية .
وتبقى الحاجة مطروحة لتوفير طعام بلدي( بلدة ) كامل مكتمل ، وهذا ما لا تستطيع توفيره المدن على الاطلاق .
ولكن السؤال المطروح : هل بدورها اي قرية مهما كان بها من زرع ونخل ، تستطيع توفير جميع حاجيات الطعام لاهلها وسكانها ، اي الامن الغذائي الكامل ، والاكتفاء الذاتي الكامل دون الحاجة الى اللجوء الى قرى اخرى مجاورة .
اذ لا ننسى ان القرءان حدثنا عن القرى المجاورة ، في ءايات من الذكر في سورة سبأ :
- وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ
- فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.
مما يدل ان الحاجة في قرية واحدة لا يمكن توفيرها الا اذا عمّ السير قرى مجاورة ءامنة .
والاثارة مطروحة للمناقشة تصويبا او اغناءا ،جزاكم الله جزاء المكرمين . . السلام عليكم
الجواب :
الانسان يتأقلم بحاجاته مع ما يتاح بين يديه فالوسعة بالحاجات يؤتى من خلال الوسعة في تعدد الحاجات وتكاثر الخيارات لحاجة واحدة لا يسعد الانسان بل يزيد من معاناته فعلى سبيل المثال نرى من له امكانية اقتناء سياره فهو قد يراها سعادة له ومن لا يمتلك سيارة يراه انه اكثر سعادة منه الا ان مالك السيارة في معاناة مع سعادته تلك فمن يمتلك السيارة عليه صيانتها وتصليحها ورعايتها وهي ممارسات تزيد من كاهل حائز السيارة مع ما يصاحبها من عبيء مالي اضافي الا ان الاخر الذي لا يمتلكها خالي الوفاض من كاهلها خصوصا عندما تتعطل في وقت حرج او في مكان حرج !!!
ذلك الرشاد لا يعني السعي الى حد الكفاف المدقع بل يعني التأقلم على ما متيسر من سداد الحاجات في قريته التي يستقر فيها .. يمكن ان تقام تلك القرية في المدينة نفسها ان كان فيها زرع وتربية حيوان الا ان (زحمة المدن) اصبحت زحمة كارثية فالانتشار في الارض خير من الحشر في المدن لنقاء هواء القرى وسلامة زرعها ولذيذ مذاقها يضاف اليه ان الغلة حين تقطف من زرعتها تبقى فعالة في الايض الخلوي وهو ايض خلوي ارتدادي بسبب ضياع مصدر التغذية فتتصدع تكوينة الثمار ان طال الزمن بين اقتطافها وأكلها كما في المدن المعاصرة فاهل القرية يأكلون ظهرا ما قطفوه في صباح يومهم ذاك او بالكثير يقتطف الزرع عصرا ليباع مساءا او صباح اليوم التالي وهي غلة أمينة كما جاء نصها في القرءان
{ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا ءامِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ } (سورة الشعراء 146 - 149)
النص بين بيان الـ (الزرع الامين) وهو ليس زرع واحد بل (زروع) وهو لفظ نادر في منطق الناس رغم انه جمع زرع وهي تذكرة لمن كان حيا في زمننا وهو يعيش في المدن ويأكل ثمرا ليس من (هاهنا) بعد ان جاء من (سفر بعيد) وليس في القرية
وفي القرية تتألق القدرة الفائقة على التعرف على اهلها فردا فردا فالسارق معروف في القرية ويمكن الحذر منه شخصيا اما في المدينة فسراقها مجهولين وفي القرية يعرف الساكن فيها من هو مريض منهم بمرض معدي فيتحاشاه ويعرف المومس فيبتعد عنها وعن بيئتها وفي القرية يعرف اهلها البقال الغشاش فينحسروا عنه ويتخلصون من الغش بدون شرطة وسجن لانه سيفشل بسرعة بسبب انحسار الناس عنه لغشه ويكون عبرة له ولغيره فالعقوبة المجتمعية تنتج مجتمع سوي اما عقوبة السجن فانها تنتج مجرمين محترفين بعد ادخالهم السجن لجنحة بسيطة فيخرجون من سجنهم وكأنهم تخرجوا من كلية اختصاص في الاجرام لان في السجن (جمعية للمجرمين) يتبادلون الخبرة وفنون الاجرام !!
في القرية يعرف اهلها من هو الخياط الجيد من هو السيء فالخياط السيء يخضع لضغط مجتمعي ويحسن مهنته وفي القرية يعرف الساكن فيها كل صفة من صفات ساكنيها والانسان بطبيعته (كائن اجتماعي) ومن الضروري معرفة مجتمعه جملة وتفصيلا وذلك مفقود في المدن ...
في القرية تبرز خصوصية الساكن فيها وتكون معلنة بين سكانها مما يجعل ذلك الوصف مساعدا ايجابيا ليستقيم الفرد في مسيرته ويساعد في تأهيل الاولاد لتربية افضل سواء كانوا اولاده واولاد غيره فالقرية حاوية تأهيل الصغار والكبار جميعا لان مجتمع القرية مكشوف فردا فردا وذاكرة الساكنين تسجل كل هفوة وتواجه فاعلها بعقوبات فطرية عند مقاطعته فتجعل المخالف وكأنه منبوذ مجتمعيا وهي اقسى عقوبة اصلاحية تصلح المخالف وهي صفة سارية في القرى الا ان تلك الصفة مفقودة في المدن مما يزيد من سلطان القانون فيها ويزيد من تدخل الدولة في تصرفات الناس حتى القرف منها !!
ففي القرية لا توجد اشارات ضوئية مرورية ولا توجد قوانين تمنع تربية الحيوان ولا ممنوع التدخين ولا ممنوع الوقوف ولا زحمة مقرفة ولا عبور من نقاط محددة او مفارز شرطه تدور في الشوارع وكل تلك الشؤون هي (حاجات لها ما يسدها في القرية) بوفرة تامة تفي الحاجة البشرية في الاستقرار والسكينة وتبقى بقية الحاجات التي قد تكون ضعيفة في (وسعة الاختيار) الا انها وفيرة مستمرة التجهيز في سد الحاجات فالانسان ليس بحاجة لفتح خياراته بلا حدود للحصول على الصوابين او الالبسة بمئات الخيارات او اصناف الطعام او معاجين الاسنان او لعب الاطفال وهو ما تزدخر به الاسواق العصرية في المدينة وهي تزيد من هموم صاحب الحاجة في صعوبة الاختيار او الخضوع الى (الموظة) التي تزيد من الكاهل المادي لـ الاسرة ومثل تلك الصفة ضعيفة في القرية وتكاد تكون في بعض القرى مفقودة بسبب تمسك اهل القرية بزي محدد قليل الخيارات .
{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا ءامِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } (سورة سبأ 18 - 19)
التقارب بين القرى هو نظام كوني يرتبط بطبيعة الاقليم ففي الاقاليم الزراعية السهلية المنبسطة والوفيرة الماء تكون القرى في اقرب ما يكون حتى تصل ان القرية الفلانية ترى منازل القرى حولها او ترى اضويتها في الليل وفي الاقاليم الجبلية تكون القرى ابعد قليلا عن بعضها لان خيار القرية يكون قرب عيون الماء او مجاري مسيله والاختيار يقع في امكانية بناء المنازل ويصعب البناء في الارض الصخرية الوعرة واكثر القرى بعدا عن بعضها يقع في الصحراء حيث قلة الماء فيكون اختيار القرية اجباريا عند توفر مكمن الماء .. تلك القرى المتقاربة وفق النظام الكوني قال فيها ربنا (وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا ءامِنِينَ) ففي السفر بينها (أمان) اياما وليالي وليس ساعات !! كما في وسيلة السفر الحديث وفيه امان كوني دستوري لانه سنة الله وهي سنة الاولين
السيارات كانت سببا في قيام بيان تذكيري أن (ربنا باعد بين اسفارنا فظلموا انفسهم ومزقوا كل ممزق) في حوادث سير مزقت اجساد المسافرين حتى ان بعض ضحايا السيارات يتم اخراج جثثهم قطعة قطعة بسبب الانبعاجات الشديدة وغير المنتظمة التي تحيق بجسد الضحية بحادثة السير ومن يزور المستشفى (قسم الطواريء) لسبب ما ويصادف جرحى السيارات او متاهم يرى ما لا يطاق ان يرى من اجساد ممزقة مليئة بالدم الاحمر مما يجعل المنظر مقرف لا يمسح من الذاكرة ابدا حتى ولو مرت عليه عشرات السنين !! السيارات (عدو مبين) لبني ءادم وهو معيار قرءاني لمعرفة الشيطان والله اودع في الانسان (عهدا تكوينيا) ان يخاف من عدوه ويتحاشاه وينفر منه الا انه حين يعبد عدوه كما في السيارات فهو يعني انه يعبد الشيطان مخالفا لـ العهد المودع في فطرته
{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءادَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } (سورة يس 60)
(تباعد الاسفار) يتطلب (طلب السرعة) في زمن حضاري يستحضر السرعة في كل شيء حتى حلاقة الذقن !!! السرعة في السفر طغيان متصاعد ففي الخمسينات كانت اقصى سرعه 80 كيلومتر في الساعة وتصاعدت بشكل متوالي عبر العقود الماضية واليوم اكثر السيارات ذات سرعة تزيد على 200 كيلومتر في الساعة !!! هذا النوع من السفر قام بما يختلف (جوهرا) عن وسيلة السفر على ظهور الانعام (ليالي وايام) في معيار قراني مبين جدا وهي وسيلة التي سخرها الله لنا لنستوي على ظهورها وما كنا لها مقرنين فالحيوانات لا ترضى الركوب على ظهورها عدا انعام الركوب التي سخرها الله لنا !! فبدلا من ان يقولوا الحمد الله ان سخر لنا ذلك وما كنا له مقرنين سعوا الى صناعة السيارات وهجر سنة الله والعيب ليس في الصانع حين صنع السيارة وركبها بل العيب في (حامل القرءان) الذي يحمل دستورية الانذار المبكر (لينذر من كان حيا) ليعرف ان السيارة عدوة له وتمزقه كل ممزق ليس في جسده فقط بل يتمزق في كل ما لا يحمد تمزيقه كما سنرى في سطور لاحقة
{ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } (سورة الزخرف 12 - 13)
{ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } (سورة النحل 6 - 7)
شق الانفس يعني تمزيقها وهو من (كل ممزق) وهو شأن معروف عند السفر السريع في ءالة السفر المعاصرة بكل اشكالها ويسمى (دوار السفر) وهو مجهول السبب في المؤسسة العلمية الصحية واكثر المسافرين يحسون به وبعضهم يسميها (وعثاء السفر) وهي تمزيق الانفس من كل ممزق !!
التباعد في السفر لا يقوم قيمومة متكاثرة وشاملة لكل العنصر البشري الا حين يكون لوسيلة السفر ادوات سريعة (عصرية) فالذين كانوا يسافرون لاقاليم بعيده هم قلة اقل من القليل من البشر فالغالبية العظمى من البشر ساكنين في قراهم مستقرين الا بعض التجار وما يصاحبهم في سفر الحج من الاقاليم البعيدة عن مكه وهو مرة في السنة وليس سفر يومي وعلى مدار الساعة شاملا لكل البشر كما يجري الان !!
قرى (ظاهرة) لان القرى تتبادل الحاجات ولكل قرية (مظهر) في ما يسد حاجتها وان تقاربها فرض تكويني على قدر وسيلة السفر التي كانت وسيلة كونية على الدواب اما اليوم فوسيلة السفر صناعية سريعة فتم تأمين تبادل الحاجات عبر منظومة النقل الحديث الا ان هنلك مرابط اجتماعية تمثل حاجات شديدة الحاجة بين القرى تم تحطيمها بشكل شبه تام حيث كانت القرى لا تتبادل الحاجات السلعية والغذائية فقط بل تتبادل الود والمشاعر وبينها تزاوج وتبادل بذور من اصول أمينة وتبادل أمان من متقلبات الطبيعة او من اوبئة او فيضانات فتراهم كأنهم جسد واحد يتحرك الا ان الدولة الحديثة بنظامها اطفأت تلك الصفات !! وكذلك تبادل الخبرات بين القرى ولكل قرية طابع من طبيعتها هي الا انها ضاعت عند تباعد السفر في النقل السريع كما ان انتشار القرى القريبة من بعضها يجعل (البشر منتشرون) غير محشورين في مدينة وان قلة القرى يعني زيادة الكثافة السكانية في المدن (الهجرة من الريف الى المدن) ..
قوانين الدولة تمنع انشاء قرية مستحدثة لدفع الناس الى الحشر في المدن والقصبات لغرض احكام السيطرة عليهم وان تقاطر سكان القرى القديمة على قرية كبيرة مثل (مديرية الناحية) جعل اهل الناحية غرباء عن بعضهم وانقطع التواصل الاجتماعي بخصوصية كل قرية في وصالها مع القرى الاخرى وفقدوا طابعهم القروي التقليدي في مهنيتهم وما تعمل ايديهم القروية من غذاء وحاجات لان (الناحية) جمعتهم في مجتمع واحد فوحدت طيفهم في حين ان في اطياف متعددة حاجات يتم توفير متطلباتها وكل طيف مجتمعي بحاجة الى طيف الاخر فضاعت سنة تكوينية فطرها الله في خلق البشر !! ففي القرية الفلانية ترى متخصصين بجمع بذور الطماطم لانهم يمتلكون خبرة قروية وفي قرية اخرى يجمعون بذور الباقلاء لخبرتهم بها وفي هذه القرية فائض في الدواجن وبيوضها لان اهلها اكثر اهتماما بتربيتها وفي تلك القرية فائض في الحليب ومنتجاته لان اهلها يهتمون اكثر بتربيتها وهي (طبائع) متعددة تأتلف في سداد الحاجات وهو ينتقل بين قرى تقع في اقليم واحد وبزمن قصير دون الحاجة الى اضافة مواد حافضة او معفرات سامة للبذور تنتقل عبر الغلة الزراعية التي تصلنا اليوم الى جوفنا ففي القرية زرع من (هاهنا ءامنين) ومن غيرها لا أمان
تقارب القرى في زمن ركوب الخيل والبغال والحمير مشهود من قبلنا في ارض سهلة وفيرة المياه وقد شهدنا اثرها الذي بقي قائما لغاية خمسينات القرن الماضي الا انها اختفت بشكل كبير وتمركز السكن في القرى التي تم تحويلها الى وحدة ادارية رسمية تسمى عندنا (مديرية ناحية) وفي اقاليم اخرى مسميات اخرى مثل (كفر) او (ضيعه) او (مديرية) وغيرها من المسميات الا ان الرابط الرئيس في صفتها انها (رسمية) تخضع لادارة الحكومة المركزية التي لا تعير اهمية لخصوصية اي قرية او طيفها القروي او طبائع اهلها القروية فالقانون لا يعرف الخصوصية المجتمعية ولا يكترث بطباع الناس الطبيعية او الدينية لانه (قانون مقنن) مستورد من البلدان التي كانت رائدة في بناء القوانين مثل فرنسا وبريطانيا !!
تمركز الناس في المديريات الرسمية والمدن تاركين قراهم لان الناس ارتبطوا بنظام الدولة الحديثة في كل شيء عند استصدار الجنسية او لغرض الحصول على قرض عقاري من مصرف حكومي عند بناء منزل او لغرض تواجد المدارس الحكومية المجانية في الناحية الادارية او لوجود مركز صحي يمنح الدواء المجاني فكان لـ (الغفلة) مستقطبات مرسومة رسما خفيا على الناس لتفكيك مرابط البشر من نظم الله وربطها بنظم ادارية وقانونية تحكمة فيها وهي الدولة الحديثة بمعيارها القرءاني المعروف (انا ربكم الاعلى) وهكذا تم الكفر بسنن الله في السكن القروي الامين واندرست القرى واصبحت اليوم (الناحية) مدينة مزدحمة السكن فاصبح البشر تحت راية الوطن في المدائن حاشرين واختفت راية (الولاية لله الحق) فترى في المدن والنواحي (العلم الوطني) !!
الحاج عبود الخالدي
تعليق