بسم الله الرحمن الرحيم
بين العوامّ والعلماء
أو
الاتباع والاطمئنان
والاقتناع بالرأي وتبنيه
كتبها: فيصل الملوحيّ
العالم الربّانيّ قادر على الاقتناع بالرأي الذي تبناه والإقناع به لأنّه امتلك ناصية العلم الشرعيّ.
ولا سبيل للعاميّ والمثقّف ثقافة شرعيّة وطالب العلم الذي لم يصل إلى مرتبة الاجتهاد إلا اتباع اجتهاد عالم ربّانيّ والاطمئنان القلبيّ إليه.
المشكلة أن يظنّ هؤلاء حين اطمأنّوا إلى رأي أنهم اقتنعوا اقتناعا قائما على أدلّته الشرعيّة، فيبدؤوا بالجدل ويدافعوا عن هذا الاجتهاد فيضيعوا ويضيع معهم أقوام تبعوهم بغير علم، وتتكون جماعة تقود الأمة إلى الفتنة والخراب بما توقع من تنازع مع جماعات أخرى نشأت على غير علم صحيح كما نشأت جماعتنا التي نتحدّث عنها.
وإذا انتقدتُ العامّة - وأشباه العامّة - في هذا الموقف، فإنّي لا أبرّئ العالم المقلّد دون اقتناع برأي من يقلّده، بل عليه أن يرجع إلى مظانّ الحكم، ويدرس الأدلة الشرعيّة، ولا منجى له من الله إلا أن يقتنع. وهذا ما تحتاج إليه أمتنا: علماء مجتهدون في كلّ آن.
نحن بحاجة إلى تقليد علماء أحياء لأن حركة الحياة تحتاج إلى الاجتهاد الدائم، ولن نجد الجواب عند إمام متوفّى إلا بإمام قارئ لنصه واع موافق عن علم أو مصحح بدليل. نعم! نحن نقلد اليوم أمواتا لمشكلة تعقّدت أسبابها خلال قرون.
لا يكفي أن يكون العالم متمكّنا في العلوم الشرعيّة، بل عليه أن يدرس ما يريد أن يفتيّ به في مصادره العلميّة، لا يحقّ لعالم أن يحرّم فوائد المصارف – مثلا- إو يحلّلها إلا بدراسة نظامها من مصادرها الاقتصاديّة، ولا يحقّ لعالم أن يحضر إلى الغرب ويفتيَ في قضاياه دون أن يمضيَ زمنا يمكّنه من الاطلاع على واقع الحياة فيه ويدرسه دراسة علميّة. لا تظنّوا أني أضفت شيئا، إنّما هو قول العلماء الأموات الذي اشترطوا في المجتهد أن يعرف أحوال عصره.
ولا تظنوا أني مع أولئك الذين يعيشون في الغرب، ويفتون وينظّرون رغم أنّهم لم يتمكنوا من التتلمذ على العلماء المتمكنين ودراسة علوم الشرع من مظانّها العربيّة التي لا لبس فيها.
علينا اليوم أن نتطلّع إلى علماء ربانيين متمكنين في علمهم، مخلصين لله قلوبهم وعلمهم، و ما أروع أن نجد مجمعا فقهيّا يضمّ أمثال هؤلاء العلماء الذي لا تأخذهم في الله لومة لائم، فالاجتهاد الجماعيّ أقرب إلى الصواب، وإن وصل إلى الإجماع فهو اليقين الذي الذي لا مرية فيه.
بهذا نخلص الأمة مما تعانيه من ضياع واضطراب وفوضى - إن شاء الله تعالى-.
والله أعلم.
في السادس عشر من شوّال الحادي والعشرين من الشهر السابع
بين العوامّ والعلماء
أو
الاتباع والاطمئنان
والاقتناع بالرأي وتبنيه
كتبها: فيصل الملوحيّ
العالم الربّانيّ قادر على الاقتناع بالرأي الذي تبناه والإقناع به لأنّه امتلك ناصية العلم الشرعيّ.
ولا سبيل للعاميّ والمثقّف ثقافة شرعيّة وطالب العلم الذي لم يصل إلى مرتبة الاجتهاد إلا اتباع اجتهاد عالم ربّانيّ والاطمئنان القلبيّ إليه.
المشكلة أن يظنّ هؤلاء حين اطمأنّوا إلى رأي أنهم اقتنعوا اقتناعا قائما على أدلّته الشرعيّة، فيبدؤوا بالجدل ويدافعوا عن هذا الاجتهاد فيضيعوا ويضيع معهم أقوام تبعوهم بغير علم، وتتكون جماعة تقود الأمة إلى الفتنة والخراب بما توقع من تنازع مع جماعات أخرى نشأت على غير علم صحيح كما نشأت جماعتنا التي نتحدّث عنها.
وإذا انتقدتُ العامّة - وأشباه العامّة - في هذا الموقف، فإنّي لا أبرّئ العالم المقلّد دون اقتناع برأي من يقلّده، بل عليه أن يرجع إلى مظانّ الحكم، ويدرس الأدلة الشرعيّة، ولا منجى له من الله إلا أن يقتنع. وهذا ما تحتاج إليه أمتنا: علماء مجتهدون في كلّ آن.
نحن بحاجة إلى تقليد علماء أحياء لأن حركة الحياة تحتاج إلى الاجتهاد الدائم، ولن نجد الجواب عند إمام متوفّى إلا بإمام قارئ لنصه واع موافق عن علم أو مصحح بدليل. نعم! نحن نقلد اليوم أمواتا لمشكلة تعقّدت أسبابها خلال قرون.
لا يكفي أن يكون العالم متمكّنا في العلوم الشرعيّة، بل عليه أن يدرس ما يريد أن يفتيّ به في مصادره العلميّة، لا يحقّ لعالم أن يحرّم فوائد المصارف – مثلا- إو يحلّلها إلا بدراسة نظامها من مصادرها الاقتصاديّة، ولا يحقّ لعالم أن يحضر إلى الغرب ويفتيَ في قضاياه دون أن يمضيَ زمنا يمكّنه من الاطلاع على واقع الحياة فيه ويدرسه دراسة علميّة. لا تظنّوا أني أضفت شيئا، إنّما هو قول العلماء الأموات الذي اشترطوا في المجتهد أن يعرف أحوال عصره.
ولا تظنوا أني مع أولئك الذين يعيشون في الغرب، ويفتون وينظّرون رغم أنّهم لم يتمكنوا من التتلمذ على العلماء المتمكنين ودراسة علوم الشرع من مظانّها العربيّة التي لا لبس فيها.
علينا اليوم أن نتطلّع إلى علماء ربانيين متمكنين في علمهم، مخلصين لله قلوبهم وعلمهم، و ما أروع أن نجد مجمعا فقهيّا يضمّ أمثال هؤلاء العلماء الذي لا تأخذهم في الله لومة لائم، فالاجتهاد الجماعيّ أقرب إلى الصواب، وإن وصل إلى الإجماع فهو اليقين الذي الذي لا مرية فيه.
بهذا نخلص الأمة مما تعانيه من ضياع واضطراب وفوضى - إن شاء الله تعالى-.
والله أعلم.
في السادس عشر من شوّال الحادي والعشرين من الشهر السابع
تعليق