تحية واحترام
منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 لغاية اليوم مارس البنك المركزي العراقي طريقة (بيع الدولار) بالعملة المحلية على شكل مزاد علني تسهم فيه المصارف المجازة وشركات الصيرفة وكان ذلك الاجراء هو السبيل الحكومي للمحافظة على سعر صرف العملة العراقية بسبب تدهور خطير في الدخل القومي عند موت الجهد الصناعي وضمور الجهد الزراعي الا ان اسعار الدولار استقرت على قرابة (1200 دينار لـ الدولار الامريكي الواحد) مع تقلبات زيادة ونقصان لا تصل الى 2% ويمارس البنك المركزي العراقي عملية البيع خمسة ايام في الاسبوع مع اعلان رسمي يومي عن عمليات البيع واحجامها وسعر الصرف ليحافظ على استقرار سعر الدينار العراقي ازاء الدولار والعملات الصعبة
الارقام التي يستوجب التوقف عندها في ذلك المزاد لبيع العملة حيث بلغت المبيعات في ذروة اسعار النفط الى ما يقرب من 60 ـ 70 مليار دولار سنويا فقط لتغطية عملية تدوير العملة المحلية بيد الجمهور ومدخولات النفط في اوج سعرها لا تحتمل تلك المبيعات مع ما يصاحب ذلك من حجوم ضخمة لـ الانفاق الحكومي للحرب والسلاح والمشاريع وبعد التدهور الشديد لاسعار النفط اعلن التقشف الشديد وبدا العراق يستدين من صندوق النقد الدولي وءاخر صيحة قرض كانت قرض بـ مليارين دولار من صندوق النقد الدولي وهنا المفاجأة !!
مبعيات البنك المركزي العراقي للفترة من 29 ـ 6 ـ 2016 لغاية 26 ـ 7 ـ 2016 كان بقيمة مليار وتسعمائة وخمسه وثمانين مليون دولار (1985000000) فاذا كان انفاق العراق في الشهر الواحد قرابة 2 مليار دولار لغرض تغطية تدوير العملة المحلية فقط فماذا ينفع قرض بـ 2 مليار من صندوق النقد الدولي وما هي الغاية لمثل ذلك القرض ؟؟!! علما ان ذلك القرض حصل على مساحة اعلامية غريبة وشروط فرضت على الحكومة العراقية
الانسان العراقي حين يرى مثل تلك التراكيب الرقمية الخارجة عن المنطق الاقتصادي دون الحاجة الى رأي خبراء الاقتصاد فيدرك ان هنلك خطة اممية سارية في العراق وان سيولة الدولار الامريكي في الكيانات الحكومية يمتلك خلفية غير مرئية الا انها تمتلك رائحة غير حميدة
اللهم نعوذ بك من شر يوم عبوس قمطرير سيمر على العراق واهله اذ لا سبيل الى صحوة محلية او صحوة عربية او اسلامية او انسانية فالخطط غير الحميدة لا تزال متشبثة في اغراق العراق بصراع وقتال الى امد غير واضح الحدود فلا يزال عدد النازحين يتزايد والمشهد المرئي سيء للغاية في (مدن مدمرة) و (قتال مستمر) ومخيمات نازحين غير محكومة بسقف زمني واضح مع وفرة سلاح وتعدد اصناف المسلحين واختلاف غاياتهم واهدافهم واطيافهم
العراق الى اين !!؟؟
احترامي
تعليق