وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ
من أجل تطبيقات قرءانية معاصرة
من أجل تطبيقات قرءانية معاصرة
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } (سورة البقرة 113)
لم نسمع مثل ذلك القول من اليهود والنصارى بل بالعكس نجد ان التوراة والانجيل كتبت على عهدين (العهد القديم) وهو يمثل التوراة كما زعموا و (العهد الجديد) والذي يمثل الانجيل كما زعموا او انهم اطلقوا تسمية (السـِفر الاول) و (السـِفر الثاني) في كتابهم المقدس وما هو بتواراة ولا بانجيل بل هو قصص بشرية وكلام منسوب الى بشر وليس الى الله وقد روجنا في بحوثنا ان (التوراة) هي (حاوية المتواري) نزلت على المستوى العقلي البشري السادس (موسى) وهو رشاد تدبري قرءاني من لسان عربي مبين يمثل خامة الخطاب القرءاني الملزم وهو نظام تكويني يخص المستوى العقلي السادس الذي يدرك المتواري بما يختلف عن عقول بقية المخلوقات التي لا تستطيع قراءة المتواري من نظم الخلق ومنها الملائكة التي قالت (لا علم لنا الا ما علمتنا) اما العقل البشري فقد ادرك اسماء الملائكة وان كانت متوارية عنه ! (علم الانسان ما لم يعلم) و :
{ وَعَلَّمَ ءادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا ءادَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } (سورة البقرة 31 - 33)
كذلك الانجيل فهو (نجل التوراة) اي هو نتيجة نشطة وفعالة من العالم المتواري تستحضر في الظاهر فتصبح مرئية في نظم الخلق الخفية مثلها مثل الجاذبية وقوانينها لـ نيوتن او قوانين الطفو والاجسام المغمورة لـ أرخميدس لانهم انما (يتلون كتاب الله) وهو ما كتبه الله في الخلق وقد تم كشف الغطاء عنه في زمن نهضة العلم المادي فسمي (اكتشاف) والذي يكتشفه يسمى (مكتشف) لانه كشف ما هو متواري في مفصل من مفاصل الخلق !!
{ إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرءانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (سورة التوبة 111)
فاي توراة واي انجيل يشير اليهما الذكر الحكيم مقرونة بالقرءان !! وهل وعد الله في هلام مفترض او مفقود اسمه التوراة والانجيل بين ايدي غير اسلامية ..!! هل القرءان بيننا منقوصا في وعده بلا توراة مبينة ولا انجيل معروف !! ؟ بل التوراة والانجيل والقرءان بين ايدينا ولكننا اتبعنا كيانات هادية في ءاباءنا في (مدرسة التفسير) فضاعت علينا الحقيقة !! لذلك فان (اليهود) و (النصارى) هم ليسوا حملة الدين المسمى باليهودية ولا حملة الدين المسمى بالنصرانية بل هم ذوي الكيانات الهادية والكيانات الناصرة وهم معاصرون معنا فمؤسسات العلم عندهم هي كيانات هادية تهدي الناس في الارض وهي ايضا كيانات ناصرة تنصر الانسان على حد زعمهم فالمؤسسات الباحثة في الاحصاء والمختبرات وكأنها مؤسسات تنصر الانسان وبين رعيل كبير من مؤسسات الهداية يقابلها رعيل كبير من مؤسسات النصرة سجال مشهور ومعروف سنفصله هنا بموجز تذكيري وقد يحاول متابعنا الفاضل الاطلاع على الراوبط التالية لغرض توسيع دائرة البيان
اليهود والنصارى في القرءان
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء
مؤسسات هداية الانسان (اليهود) تنضوي تحت مسميات متعددة لمؤسسات وكيانات هادية مشهورة مثل منظمة الصحة العالمية ومؤسسات علمية اخرى مثل وكالة الفضاء وجهود الفضاء اجمالا ومؤسسات البحث العلمي التي تبحث الى ما يهدي الانسان لـ معالجات مهدية منها مثل معالجات المياه وبحوث الفايروسات ومثلها كثير لا يحصى وهي مشكلة على شكل لجان او فرق بحث او مؤسسات بحث هدفها هدي الانسان المعاصر الى (الافضل والاحسن والاقوم والاقوى و .. و .. و ) ولكن !!
هنالك مؤسسات اخرى وكيانات تنصر الانسان مثل مؤسسات الطب والجهد الصحي عموما ومؤسسات الدواء واللقاحات وانشطة عديدة في مؤسسات قضائية ومؤسسات مسلحة من الشرطة والجيش ومؤسسات تنظيمية في بدن الدولة المعاصرة وما يطلق عليه بـ (المصلحة العامة) او (النظام العام) ومنها انشطة نسوقها على سبيل التعريف مثل تحديد النسل والمواطنة وحقوق الانسان والزامية التعليم وكثيرة تلك المعالجات ولا تحصى لانها تعتمد على مبدأ (نصرة الانسان) في اي مفصل من مفاصل النشاط البشري بشكل مطلق وعام له كيانات تخصصية كما يجري مثلا في قوانين السلامة وقوانين اللقاح الالزامي لـ الاطفال والكبار عند الاوبئة فكل تلك المؤسسات والكيانات بانشطتها الضخمة خصصت لنصرة الانسان او هديه ومثلها (الاحزاب السياسية) فكل حزب سياسي انما قام بالتنظير لحزبه سبل هداية ولها مريدين ومثلها (الطائفة المذهبية المغلقة) فكل طائفة مذهبية مغلقة انما تهدي اعضائها (الطائفة المذهبية المغلقة لا تقبل عضوا جديدا فيها) فهي تعتمد على سلالة او اكثر من مريديها !!
لا يوجد حد فاصل مرئي ومقروء لـ الكيانات الهادية والكيانات الناصرة فالهدي انما لنصر مريديه والنصر انما هدي لمريديه اي ان هنلك (تداخل وظيفي) بين الكيانات الهادية والكيانات الناصرة الا ان الفصل بينهما يتم في (العقل) وفق معيار يتغير بين حالة واخرى فـ (المصلحة العامة) + (النظام العام) انما هي مجاميع من النظم منها ما هو اجباري تحت مبدأ نصرة المواطن مثل اجبارية (المواصفات القياسية) او الانسان (مثل تحديد النسل) ومنها ما هو طوعي مثل الاحزاب السياسية والنظريات الفكرية العامة فمؤسسة السجن مثلا هي مؤسسة عقابية الا ان التنظير لها هو (اصلاح المجرم) واعادته الى مجتمعه كما يزعمون الا انه اودع في سجن هو اقرب ما يكون الى (نادي المجرمين) فبدلا من اصلاحه الا انه في الحقيقة درس الاجرام في السجن فصار مجرما متمكنا من فنون الاجرام وهنلك بعض الرموز الفكرية المفروضة على الناس فرضا مثل (عدالة القضاء) وضرورته فهو اما ان يكون طوعا عندما يختار المشتكي كيان القضاء لنصرته او ان تكون النصرة اجبارية مثل نفاذية قوانين العقاب التي لا تفترض ان يشتكي الشخص المجني عليه بل هنلك ما يسمى (الادعاء العام) او (الحق العام) حتى ان تنازل المجني عليه عن الدعوى القضائية !! اما منظري القانون فهم افترضوا عدالة القضاء فرضا اجباريا على الناس الا ان (نقض القرار القضائي) في مراحل الدعوى ما هو الا اعلان عدم عدالة قضاة المرحلة السابقة الا انهم كانوا ضمن كيانات هادية نظرت لـ القانون اسباب موجبة ولـ القضاة دورات تأهيل يفترض ان تكون ثابتة الا ان واقع الحال ان القاضي المتقدم ينقض قضاء القاضي السابق في شأن معروف يسقط مبدأ عدالة القضاء تكوينيا وكثير من المسلمين يلجأون الى القضاء وان كان مخالفا لاحكام الدين في هديهم لـ القانون او في انتصارهم بمؤسساته !! من ذلك يتضح ان الكيانات الهادية والكيانات الناصرة تتبادل الصفة في ما بينها بصفتها التكوينة وليست بصفة اختيار النشاط الذي تسعى فيه ..
هنلك سجال كبير بين طبيعة المؤسستين الهادية والناصرة رغم التداخل بين مفاصلهما الا ان السجال والاتهامات هي من خلال تكوينتها ومنهجية ممارستها لـ الهدي والنصرة ومن اجل اظهار البيان علينا ان نتدبر النص الشريف ونستبصر به من اجل البيان فنغور عمقا في ادراك ما نصه (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ) (وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ) وذلك لا يعني (كل الاشياء) بل لـ كلا المؤسستين (شيء) ليس مرتبط بعلته فصار بموجب اللسان العربي المبين بـ (على شيء) ذلك يعني ان مؤسسات الهداية ترى ان مؤسسات النصرة ليس لها (علة شيء محدد) ومثله تقوله مؤسسات النصرة ليست اليهود معتلة بعلة شيء محدد .. ومثل ذلك القول كثير ويتكاثر في زمننا في سجال علمي وغير علمي ومنتشر بشكل واسع الا انه لا يشمل (كل شيء) فهنلك كيانات هادية ذات مسرب صالح وكيانات ناصرة ذات مسارب صالحة وذلك من نصوص القرءان
{ إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ ءامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( } (سورة البقرة 62)
اما الذين اشركوا منهم فهم في وصف غير حميد
{ إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (سورة الحج 17)
( الصابئون ) و( الصابئين ) في اللسان العربي المبين
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
ادراك المقاصد الشريفة ليس لغرض (تفسير النصوص) بل لغرض (تطبيق النصوص) الشريفة بسبب المتاهة الشديدة التي تعتري كيان المسلمين في ظل حضارة احكمت سلطانها على العنصر البشري بشكل كبير جدا حتى خرج الناس من نظم الله وغرقوا في نظم حضارية مبتدعة والمسلمون هم القائلين ان (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وهل كانت الممارسات الحضارية الا بدعة ابتدعها المبدعون وافرغوا تطبيقاتها في المسلمين بشكل معسول !! هل المشروبات الغازية هي من نظم الله ام انها بدعة !! الا ان مؤسساتهم الهادية قالت ان المشروبات الغازية تحسن اداء جهاز الهضم !! الا ان المسلمين قالوا ايضا ان (اصل الاشياء الاباحة الا ما حرم بنص) فكيف يكون لـ الببسي او معجون الاسنان او الانسجة التركيبية نص في الروايات وهي لم تكن موجودة يوم صدرت الروايات من قائليها !! الا ان في القرءان صرف ربنا من كل مثل
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا } (سورة الإسراء 41)
لذلك فان قيام الذكرى يعني تجديد الحكم الشرعي مع كل جديد مبتدع ومنه الكيانات الهادية والكيانات الناصرة فالصفة (ثابتة في القرءان) الا ان (موصوفها) متغير عبر تعاقب الاجيال وذلك ما لم يدركه مسلموا اليوم فابقوا الدين في التطبيق على صورة ماضي الاباء والاجداد وابسط تذكرة عامة يمكن ان نقيمها من النص الشريف
{ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا } (سورة فاطر 43)
القرءان فينا (لينذر من كان حيا) والاولين بالنسبة لنا هم الذين عاشوا قبلنا قبل قيام الحضارة التي لم يكن فيها كيانات هادية وكيانات ناصرة كالتي فينا اليوم (لا تعد ولا تحصى) .. النص الشريف اعتمد سنة الاولين انها تمثل (سنة الله) واشار النص ان سنة الله لا تتبدل ولا تتحول الا ان غاز ثاني اوكسيد الكربون تم تحويله من غاز يتنفسه النبات الى غاز مختلط بشراب !! كما استبدلوا سنة الله في اداة السفر على ظهور الانعام فصارت على ظهور ءالة مصنوعة !!
شحوم الغنم والبقر والحوايا وما اختلط بعظم في تذكرة قرءانية
{ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } (سورة الأَنعام 146)
فاليهود والنصارى في زمننا هذا هي كيانات خطيرة اخرجتنا من ديننا مما استوجب الصحوة في (قرءان) وليس في كتاب يكتبه منظر دعوي يدعو الى الدين ولا يقيم ذكرى من قرءان كما حدث من تنظيرات في الفكر الاسلامي الحديث والذي ادى الى الصراع المسلح بين المسلمين وغيرهم كما في الصورة القاسية التي نحن عليها اليوم
من احصائيات منشورة بشكل واسع وكثير نقرأ ان الدواء الفلاني كان سببا من اسباب السرطان او ان ممارسات التلقيح ضد الامراض كاذبة او ان تعقيم المياه بالمادة الفلانية يسبب الامراض واذا راجعنا الممنوعات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية العالمية لوجدنا كيف يقول النصارى ان اليهود ليست على شيء + شيء + شيء ..!! وبما ان لكل (شيء علة) خاصة به فجاء النص الحكيم ان اليهود ليست (على شيء) !! وان النصارى ليست على شيء
المؤسسات الهادية مثل الدولة الحديثة فهي تنصر مواطنيها عندما تحضر نشاط حزب معين او طائفة معينة (ليست النصارى على شيء) و (ليست اليهود على شيء) حتى يصل الحضر الى عقوبة السجن او الاعدام ...
القانون الالهي في (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ) هو قانون واسع شامل حتى بين اخوين اثنين فقط احدهما نصر نفسه بـ مهنة النسيج مثلا والاخر اهتدى لمهنة الزرع مثلا فيكون الاول معتزا بقراره معترضا على الاخر وبالعكس فهي سنة عقل بشري تظهر بين الافراد وتنتشر بين المؤسسات التي صنعها البشر الا ان (منهج السجال) بينهم يختلف من نشاط الى نشاط ءاخر ومن حجم الى حجم ءاخر ونرى ان هنلك اتهامات (مثلا) بين علماء الاحصاء و علماء نشطاء في شؤون اخرى تخص ما احصوه وبالعكس حيث يتهمون علم الاحصاء ان الاحصاء لا يقيم الدليل في علاقة السببية بين الظاهرة المزعومة التي تؤدي الى ظاهرة اخرى فعلى سبيل المثال لو ان علماء احصاء احصوا الذين يتناولون الزيوت النباتية فيجدون ارتفاع نسبة الكولسترول فيهم في حين ان المؤسسة الطبية تتهم الزيوت الحيوانية برفع معدل الكولسترول الا ان علماء الطب يعزون السبب الى نظام (الهدرجة) لـ الزيوت النباتية كسبب ارتفاع الكولسترول في الدم وليس في الزيوت النباتية ومثل ذلك السجال هو المرصود في الدستور القرءاني (ليست اليهود على شيء) فيرد اليهود (ليست النصارى على شيء) .
{ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (سورة البقرة 135)
في خضم ذلك السجال الكبير جدا في انشطة البشر ضاع (البيان الحق) في كل شيء حتى في شربة ماء او خامة سرير ينام عليه الانسان صعودا الى اكبر الاشياء حاجة عند الانسان في رعاية الام الحامل ورعاية الرضيع والطفل ونظم البناء ونظم الزرع والعيش في المدن المزدحمة وركوب السيارات والطائرات والمواطنة باختلاف اطوارها والوقاية من الامراض والاستشفاء منها
الحل : في القرءان ومنه نقرأ ءاخر الاية 113 من سورة البقرة التي يأمرنا الله بذبحها ({ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) لنخرج ما كنا نكتم من حقائق ونقرأ (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) واذا اردنا ان لا نكون معهم في ما اختلفوا فيه فعلينا ان لا نأخذ الهدي الا من نظم الله ونترك الهداية المأتية من كياناتهم الهادية او نقوم بتعييرها وفق ميزان في كفته الاولى (نظم الله) وفي الكفة الثانية (نظم البشر الهادية والناصرة) فان مالت عتلة الميزان فالكفة الاولى (نظم الله) هي (الامينة) ومنها (الايمان بالله) وليس بغيره
{ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (سورة آل عمران 73)
اما الكيانات الناصرة فهي مشمولة بالاختلاف ايضا ولها يوم قيامة نتجرد منه ونعتزل عندما نقر دستور القرءان فينا وفيه
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } (سورة البقرة 186)
فمن يستدعي نظم الكيانات الناصرة فلن يكون الله نصيرا له ومن يستدعي نظم الكيانات الهادية فلن يهديه الله ومن يستدعي نظم الله فان الله يهديه وينصره وهو على كل شيء قدير
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (سورة العنْكبوت 69)
فاذا كان الله يهدي الى سبله الامينة فهل كيانات الهداية او كيانات النصرة (اكبر) من الله فكيف نكون قد عاهدنا ربنا وشهدنا ان لا إله الا هو وان (الله اكبر) ومن ينقض العهد الا القوم الذين ظلموا أنفسهم فاضلوا السبيل الى رضوان الله
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 9)
وتلك ذكرى وما كان لها ان تقوم الا من قرءان ذي ذكر حكيم
الحاج عبود الخالدي
تعليق