من هم الذين يجعلون القرءان عضين ؟
من أجل قرءان يقرأ في يوم معاصر
من أجل قرءان يقرأ في يوم معاصر
{ كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْءانَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة الحجر 90 - 93)
النص الشريف يثير في العقل تساؤلات من اجل معرفة البيان الشريف الذي حمله القرءان فالذين جعلوا القرءان (عضين) هم الذين انزل عليهم صفة (المقتسمين) فمن هم المقتسمين لمعرفة الذين جعلوا القرءان عضين وما هو عضين
المقتسمين ... جذر اللفظ هو (قسم) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (قسم .. يقسم .. قاسم .. قسيم .. مقسم .. مقتسم .. مقتسمون . مقتسمين . مقسمين .. اقسام .. تقاسيم .. و .. و .. و .. )
قسم .. في علم الحرف القرءاني يعني (مشغل فاعلية ربط غالبة) وذلك الرشاد الحرفي نجده في اي (قسم) من الاقسام فهو جزء من اصل انقسم لصفة (غالبة) فيه وهي قابليته للتقسيم فليس كل الاشياء تنقسم الى اقسام فقطعة القماش يمكن تقسيمها لخياطة ثوب اما كثير من الصفات لا يمكن تقسيمها مثل الارث فهو (مال) لا يمكن تقسيمه على الورثة قبل وفاة المورث ومثلها (ابوة النسب) لا يمكن تقسيمها ومثلها صفة (الزوجية) فالزوجة لا يمكن تقسيمها واشراكها مع زوج ءاخر واكثر الصفات غير القابلة للتقسيم هو (وحدانية الله)
عضين .. يعني في علم الحرف القرءاني (استبدال نتاج) لـ (حيز خارج الحيازة) والصفة تخص القرءان حصرا (جعلوا القرءان عضين) ومن خلال ادراك القصد الفطري لحرف الضاد (ض) وليس ظاء (ظ) وذلك يقيم دليل على ان صفة (عضين) تتفعل في غير فاعلها فلفظ (ظل) المبني على حرف (ظ) لا يتفعل في غير فاعله فان كان (ظل شجرة) فالشجرة هي (فاعلة الظل) فان اختفت الشجرة فلا وجود لـ (الظل) اما (ضل) فهو يتفعل في فاعله ويتفعل في غيره فالضلال يسري في غير فاعل الضلال ( انهم اضلونا) وننصح بمراجعة المنشور الخاص بذلك البيان (الناطقون بالضاد عاجزون فيها) (القرءان بين الضاد والظاء)
القرءان بين الضاد والظاء
الناطقون بالضاد عاجزون فيها
فـ (عضين) لم تشمل المقتسمين فقط بل سرى فعلها في غيرهم بدلالة حرف (ض) وان ما تم انزاله على المقتسمين هو القرءان لانهم (جعلوا القرءان عضين) لان صفة القرءان انه منزل
{ وَقُرْءانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } (سورة الإسراء 106)
وبما انهم جعلوا (القرءان عضين) فان الذي اتصف بصفة المقتسمين هو انزال القرءان (كما انزلناه على المقتسمين * الذين جعلوا القرءان عضين) وهي فاعلية تقسيم استبدلت (وحدة القرءان) بتقسيمه الى (اجزاء واحزاب) وانصاف حزب وارباع حزب !! وهو فعل حدث بعد نزول القرءان وعند التبصرة في القرءان نجد ان اقصر سورة واطول سورة تمتلك موقعا ثابتا في القرءان من غير قسمة في كمية الالفاظ بينهما وذلك يعني ان القرءان لا يتجزأ وان تم تنزيله في (سور) فهي ليست اجزاء من القرءان بل هي (وحدات قرءانية مؤتلفة) غير منقسمة وعندما نسمع القرءان يتضح ان صفة التقسيم غير حميدة عند الله (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
القرءان غير مقسوم الا ان (المقتسمين) هم الذين جعلوا القرءان (عضين) ومن الترشيد الحرفي للفظ (عضين) اتضح ان (استبدال نتاج القسمة) لـ (حيز خارج حيازة القسم الاخر) هو ما يقصد بـ (عضين) ولذلك اللفظ تخريج لا يزال في منطق الناس في لفظ (عضة) فهي جزء مقتسم من حشوة اكل تسمى (عضة) وهنلك مثل (عضة الكلب) وهي الضغط على (حيز يخرج حيازة الدم) من الجزء المعضوض الا ان لدغة العقرب او الافعى لا تسمى (عضة) لانها لا تخرج الدم من الملدوغ بل تضيف الى دمه كمية من السم
حاولنا تكرارا ان نربط تقسيم القرءان الى اجزاء او احزاب لـ حالة (موضوعية) تفرز هذا الجزء عن ذلك الجزء او تفرز هذا الحزب عن ذلك الحزب فلم نفلح في انتاج شيء فكري يفرز موضوعية الاجزاء ورغم ان ذلك لا يؤثر في النص القرءاني ولا يترك اثرا الا انه منهج وردنا عبر التاريخ لم نجد له تطبيقا الا في تعليم حفظ القرءان حين يجزء الى اقسام يتم حفظها تباعا
نأمل ان تكون التذكرة نافعة لـ الباحثين في النص القرءاني ولغيرهم من حملة القرءان عسى ربنا ان يهبنا واياكم الرشاد انه (الوهاب)
الحاج عبود الخالدي
تعليق