الايمان وتكوين العقيدة :حالة فردية يتدرج فيها الفرد كل حسب ثقافته وامكانيته العقلية وجهده وسعيه ونتاج خبراته الى تكوين ايمان و عقيدة يحصل فيها اطمئنان قلبي ويرتبط ارتباطا عموديا مع خالقه وربه ويكون هو سيد نفسه وليس سيدا على الاخرين ويترجم ما اعتقده من المعتقدات ترجمة عملية تطبيقية في واقع حياته فـ يتعلم ويكتسب خبرة ويرتقي لتكوين كينونة ذاتية بنفس مطمئنة ترجع الى ربها راضية مرضية بكل ما اعتقد وأمن به وما ترجمه الى واقع عملي تطبيقي فينبئه الله بما كان يعمل في يوم لا يجزي والد عن ولده شيئا ولا مولود هو جاز عن والده شيئا يوم تجادل كل نفس عن نفسها و لا يسال حميم حميما ...وليس لنا سيادة افقية على الناس أو ارتباط افقي مع الناس من حولنا الا بحدود وقوانين وعقود, فكل فرد هو سيد نفسه وليس هنالك وكالة من الله لاحد على احد لكن لنا ان نستأذن ممن حولنا ان سمح لنا ان نحاورهم ونتبادل المعلومات ان سمحوا لنا ولسنا عليهم بوكيل ولا حفيظ وانما وظيفتنا مع الاخرين من حولنا هو تذكرة في علاقة تبادلية مشروطة بشروط وعقود معهم ( يايها الذين امنوا اوفوا بالعقود) . وانما ليس لنا وكالة ولا سيادة ان نجبره الى الاستماع لرأينا وما انت عليهم بجبار وما انت عليهم وكيلا . فنحن وافراد المجتمع كأصابع اليد تختلف بعضها عن بعض في قدراتنا وخبراتنا ومسؤليتنا امام انفسنا في التعليم والارتقاء ( تعلم وارتقي).مهمتك ان تذكر فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر فيحصل تبادل معلومات من الممكن ان نكون نحن مطبوعين على خطأ ونغير من ما اعتقدنا من قبل او يتغير المقابل فمن شاء ذكره وما يذكرون الا ان يشاء الله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والى الله ايابهم وان على الله حسابهم ...
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الأيمان وتكوين العقيدة
تقليص
X
-
رد: الأيمان وتكوين العقيدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على افاضتكم المباركة ونسأل الله ان يعي المسلمون (التكفيريون) مخاضكم الفكري الرفيع لانهم الاحوج اليه من غيرهم .
حسب مراشدنا في علوم الله المثلى وما افاض علينا الله في قرءانه المبين وجدنا ان الايمان يمكن تقسيمه الى نوعين رئيسين حسب جذوره في المنشأ الذي نشأ منه الايمان وهما
النوع الاول : الايمان الفطري .. وهو يبدأ بالفطرة منذ الطفولة الاولى فيكون (جذر الايمان) نابت في فطرة سليمة غير ملوثة بالمخالفات ويحصل ذلك في مجتمعات بريئة بطبيعتها ورغم قلة مثل تلك المجتمعات في زمننا الا انها لا تزال موجودة ولو على شكل بقايا فيكون (المؤمن) من ذلك النوع غير محمل بالخطايا حيث دفعته فطرته ليؤمن بالغيب قبل ان تناله ملوثات تحيق بالفطرة وتصدع وظيفتها
{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (سورة البقرة 3 - 5)
النوع الثاني : ايمان المذنبين والمخالفين وهو ايمان يتحصل على كبر ورشاد في الفكر وقد ورد مثله في (ملة ابراهيم) بشكل مبين ومثل ذلك الايمان حصل مع نشأة الايمان الرسالي الاول في صدر الاسلام حيث شمل المؤمنون وهم على (توبة) وصلاح بعد تبليغهم بالرسالة المحمدية الشريفة ومثل ذلك الايمان يكون (الاصعب) على المؤمن ونقرأ فيه نصا قرءانيا
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ } (سورة البقرة 214)
لذلك فان الايمان من النوع الثاني يصاحبه ابتلاءات متعددة حتى يرسخ في نفس المؤمن بعد تسوية ذنوبه واصلاح خطاياه وذلك الشأن لا يؤتى بين ليلة وضحاها بل قد يطول زمنا حسب حجم الخطايا وما تحتاج الى سعي في الساعة لـ اصلاح تلك الخطايا كذلك تتعلق الابتلاءات بـ نوع الذنوب وحجمها وتقادم الزمن عليها وهنلك من الذنوب ما تقطع سبل الايمان
{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } (سورة الأَنعام 158)
فكثير من الناس يتوبون ويتصورون ان الله يصدر عنهم عفو حال توبتهم كما يصدر الاباطرة عفوا عن مخالفيهم الا ان نظم الله لا تسمح لعودة المخالف الى حياض الايمان اذا قطع شوطا مهما من كفره وصل الى 90% من الفساد واكثر في دنياه فتتوقف عنده العشار (والعشار اذا عطلت) ولا يستطيع الرجوع الى حالة ايمانية وهو شديد الكفر
{ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (سورة المنافقون 6)
ومهما بلغ الفساد في الارض حتى لو شمل الناس اجمعين وبقي بيت واحد من المسلمين فان الله بالغ امره في من ءامن به ونجا من حياض الكفر واستقر في حياض الايمان
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (سورة المائدة 105)
وذلك النوع من الايمان يتمتع بحماية الهية من الفساد المنتشر ومن الضلال
{ مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (سورة فاطر 2)
فاذا عرفنا ان لفظ (الناس) في القرءان يعني (الناسين) امر ربهم فان الله يفتح لهم رحمته فطوبى لمن ناله الفتح وتعسا لمن ابى واستكبر
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة النحل 97)
ابواب رحمت الله مفتوحة وهو سبحانه يختص برحمته من يشاء
السلام عليكم
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
تعليق