اين نحن ؟؟ على هدى ام على ضلالة ؟؟
كل مسلم يريد ان يجتمع على فهم وتدبر موحد للاسلام بعيدا عن الزيغ واتباع الاهواء يجمع علماء وخواص الأمة فضلا عن عوامها لفهم موحد لـ كتاب الله وتلتقي كلمتنا على نهج سديد وكلمة سواء .
.قالوا ان الايمان حالة فردية يتدرج فيها الفرد كل حسب ثقافته وامكانيته العقلية وجهده وسعيه ونتاج خبراته الى تكوين ايمان و عقيدة يحصل فيها اطمئنان قلبي ويرتبط ارتباطا عموديا مع خالقه وربه ويكون هو سيد نفسه وليس سيدا على الاخرين ويترجم ما اعتقده من المعتقدات ترجمة عملية تطبيقية..
ولكن أنى لنا ذلك مع اختلاف العقول ؟ واختلاف المشارب ؟ واختلاف الدراسات والثقافات ؟!! .. ومن الذي يملك أن يضع هذا النهج والكلمة السواء ؟ وكيف يمكن أن تكون وسيلة للالتزام فضلاً عن الإلزام؟ .
قالوا القرآن حمال أوجه ؟
وقالوا: " لا يفقه الإنسان كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوه ’’
وقد تركت هذه الكلمة آثارها في كتب التفسير ، وكتب العقائد والفرق ، فكثيرا ما يجد القارئ لتفسير آية أقوالا عدة ، ووجوها مختلفة ، يقف حيالها حيران ، لا يدري ماذا يأخذ ، وماذا يدع ، وكذلك الآية الواحدة تستشهد بها الفرق المختلفة ، وكل منها تحملها المعنى الذي تريد ، وهي تود نصرة قولها وتأييده بآية من القرآن ليكون مقبولا عند الناس ، لا مجال للاعتراض عليه وطبعا اتبعوا قواعد واصول في الكلام والمنطق والنحو والاعراب تصالحوا عليها كل في مدارسهم وحوزاتهم ، حتى قال بعضهم : إن القرآن قد وسع الفرق الإسلامية كلها ، نظرا لأن كل فرقة تحاول جاهدة أن تجد مستندا لما ذهبت إليه من القرآن
فانشاءوا مدارس وحوزات للطائفة الفلانية والعلانية ومجامع لعلماء وفقهاء خاصة بالمذهب الفلاني واخرى بالمذهب العلاني .
نتساءل هل أن رؤية وجوه عدة لمعنى الآية يدل على التبحر وسعة المعرفة الأفقية , ولكن ترجيح واحد من هذه المعاني يدل على الرسوخ في العلم والتعمق في الفهم ؟؟
. القرآن نزل ليكون حكما بين الناس فيما اختلفوا فيه ، والحكم لابد أن يكون له قول واحد ليكون حجة وقابلا للتنفيذ ، أما إذا تعددت أقوال الحكم ولم يمكن الترجيح بينها فكيف يمكن أن تكون حكما ؟؟
. وهكذا بدلا من أن يحكم القرآن بين الناس فيما اختلفوا فيه ، يختلف الناس في فهم القرآن . وينشأ عن ذلك فرقة وخصام ومذاهب واتجاهات . على حين نجد القرآن يأمرنا بالاعتصام بحبل الله وينهانا عن التفرق:
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " _ آل عمران: 103 ــ كما أن الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ بين لنا المخرج حين نزول الفتن بما رواه علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قلت يا رسول الله ، ستكون فتن ، فما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله . وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تختلف به الآراء ولا تلتبس به الألسن ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يشبع منه العلماء ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أجر ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم"( 1 ).
والشاهد في هذا الحديث قوله : قلت : يا رسول الله ، ستكون فتن فما المخرج منها؟ قال: كتاب الله. ثم قال : " وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تختلف به الآراء ، ولا تلتبس به الألسن...".
كما يبين لنا القرآن الكريم أن سبب اختلاف الناس منشؤه البغي بينهم مع وجود البينات والعلم والكتاب :
" كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" ــ البقرة : 213 ــ وبين سبب العداوة والبغضاء بينهم بقوله :
" ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة..." ــ المائدة : 14 ــ
فتحصل من ذلك كله أن منشأ الاختلاف لا يرجع إلى أصل الكتب المنزلة ، وإنما يرجع إلى سلوك الناس تجاهها نتيجة بغيهم بينهم أو نسيانهم حظا مما ذكروا به .
وقد بين لنا القرآن الكريم أن كونه من عند الله يقتضي عدم وجود الاختلاف فيه ، " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" ــ النساء: 82 ــ فدل ذلك على أن الاختلاف فيه لا يرجع إليه وإنما يرجع إلى ما عند الناس. ومن ثم لابد أن تحكم آراء الناس بالكتاب ، ولا يحكم الكتاب بآراء الناس . فكيف الوصول الى فهم موحد للكتاب ؟؟
وقالوا : لا سبيل إلى الهداية بغير الدرس والتدارس للقرآن الكريم
كما جاء في الحديث الصحيح المشهور الذي تعرفون «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» .
هذا الترقي في مقامات الفهم ومقامات العلم بالكتاب يبدأ بالتلاوة والتدارس فتنزل السكينة ، وإذا انزل السكينة ازداد الإيمان ! هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم .. ثم يكون غشيان الرحمة ، وإذا غشيت الرحمة أذهبت الاختلاف وجاءت بالائتلاف . ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك .. ثم يكون حفوف الملائكة ، وإذا ترقى الأمر إلى درجة حفوف الملائكة وإحاطتهم بالمتدارسين أدت المصاحبة للملائكة إلى التخلق بأخلاق الملائكة " والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" الى أن يتأهل العبد نتيجة عروجه في هذه المقامات إلى حال أن يُذكر في الملأ الأعلى عند الله تعالى ، كما ذكر الأنبياء قبل عليهم الصلاة والسلام .
هذا التدارس إذن هو أسرع طريق لاستخلاص هذا الهدى واستنباطه ، وهو الشرط الذي يشير إلى الجهد الجماعي المشترك الذي لا تحصل تلك النتائج كلها إلا بوجوده .
وقالوا وقالوا وسيقولون اقوالا بلا تطبيق عملي الى ان ينقبرون فيومئذ يصدعون ويقولون ربنا اننا اطعنا ساداتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا ....
تعليق