الحمد لله الموفق للهدى و العاصم من الضلالة و الردى
و الصلاة و السلام على حبيبنا محمد نبي الهدى
سلاما سرمد و صلاة نامية على طول المدى
أما بعد :
فيا ايها الكرام نسأل الله تعالى أن يهيء لنا من امرنا رشدا
وكل عام و انتم بخير
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سنوات عديدة مرت منذ ان انضممنا إلى ركبكم
بل منذ تأسيس المعهد تقريبا
و حتى و إن لم اكن مشاركا فاعلا بسبب الظروف و الاتصالات و لكنني كنت مراقبا لكثير مما ينشر في المعهد
لاحظت نهجا يقتصر على فهم النص القرآني بعيدا كل البعد عن رواية أو دراية للسنة النبوية المشرفة
فغالب المواضيع التي طرحت و نوقشت حتى التي تعتني بالتفسير منها أهملت السنة النبوية إهمالا عجيبا
إن اعتماد هذا النهج مخالف و بلا أدنى شك لصريح القرآن الكريم يقول الله تعالى في سورة الأعراف : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
و إنه لغبن منا أن ندعي فهم القرآن الكريم بعيدا عن ما جاءت به السنة النبوية المطهرة فالسنة جاءت مفسرة للقرآن الكريم فعنالمقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه.
الكتاب و هو القرآن العظيم و ( مثله معه ) أي السنة المطهرة و تركها لا شك اتباع للهوى يقول عز من قائل ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) و اتباعها اتباع للبصيرة التي جاء بها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول جل ثناؤه ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
هذه السنة النبوية التي جاءت متواترة مسلسلة بأسنادها المتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا
أفنى العلماء في تحقيقها و تنقيح رواتها و تهذيب أسانيدها و طلب علو الاسناد فيها و ضبط مصطلحها أعمارهم
فبينوا صحيحها و حسنها و ضعيفها و صنفوا فيها المصنفات المسندة إلى يومنا هذا كصحيح البخاري و الذي لو بحثت في المعهد ما وجدته فيه .
فكيف يصح لعاقل أن يسلك طريقا غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم و نهجا غير نهجه و يهتدي بهدي غير هديه ثم يدعي أن هواه هو الصواب إنها لقسمة ضيزى يقول الله تقدست أسماؤه : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )
و إن كنت تدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم فإن اتباعك له لهو عين المحبة : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) و يقول عز وجل ( رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
لا أقول هذا تانيبا لأحد فيشهد الله أنني احب كل مسلم
و لكنني أخشى إن تغرق السفينة فنغرق جميعا معها
فلا يشك عاقل أن فهم النبي صلى الله عليه وسلم و فهم صحابته و التابعين من بعدهم و سلف الأمة لهو الفهم الصحيح فهم اقرب العهود بنزول الوحي بل إن القرآن أنزل و رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم و عرفوا اسباب النزول و فسر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مراد الآيات و هم أفصح الناس فلا يدعي احد فهما و فصاحة في العربية بحضورهم .
و كان نهجهم اتباع السنة وما حادوا يوما عن اتباعها و لا غفلوا لحظة عن السير على نصوصها و نقلوها لنا مسندة فرضي الله عنهم لقد كفوا ووفوا و جزاهم الله عنا خيرا
أرجوا ان يكون في ذلك عبرة لمن كان له قلب و لكل ذي لب و فهم
و إلا فليس لي من الأمر شيء أو يتوب الله علينا جميعا
(فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)
كتبه الفقير عمار الملا علي
11 ذي الحجة 1437 الموافق 13/9/2016
و الصلاة و السلام على حبيبنا محمد نبي الهدى
سلاما سرمد و صلاة نامية على طول المدى
أما بعد :
فيا ايها الكرام نسأل الله تعالى أن يهيء لنا من امرنا رشدا
وكل عام و انتم بخير
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سنوات عديدة مرت منذ ان انضممنا إلى ركبكم
بل منذ تأسيس المعهد تقريبا
و حتى و إن لم اكن مشاركا فاعلا بسبب الظروف و الاتصالات و لكنني كنت مراقبا لكثير مما ينشر في المعهد
لاحظت نهجا يقتصر على فهم النص القرآني بعيدا كل البعد عن رواية أو دراية للسنة النبوية المشرفة
فغالب المواضيع التي طرحت و نوقشت حتى التي تعتني بالتفسير منها أهملت السنة النبوية إهمالا عجيبا
إن اعتماد هذا النهج مخالف و بلا أدنى شك لصريح القرآن الكريم يقول الله تعالى في سورة الأعراف : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
و إنه لغبن منا أن ندعي فهم القرآن الكريم بعيدا عن ما جاءت به السنة النبوية المطهرة فالسنة جاءت مفسرة للقرآن الكريم فعنالمقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه.
الكتاب و هو القرآن العظيم و ( مثله معه ) أي السنة المطهرة و تركها لا شك اتباع للهوى يقول عز من قائل ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) و اتباعها اتباع للبصيرة التي جاء بها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول جل ثناؤه ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
هذه السنة النبوية التي جاءت متواترة مسلسلة بأسنادها المتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا
أفنى العلماء في تحقيقها و تنقيح رواتها و تهذيب أسانيدها و طلب علو الاسناد فيها و ضبط مصطلحها أعمارهم
فبينوا صحيحها و حسنها و ضعيفها و صنفوا فيها المصنفات المسندة إلى يومنا هذا كصحيح البخاري و الذي لو بحثت في المعهد ما وجدته فيه .
فكيف يصح لعاقل أن يسلك طريقا غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم و نهجا غير نهجه و يهتدي بهدي غير هديه ثم يدعي أن هواه هو الصواب إنها لقسمة ضيزى يقول الله تقدست أسماؤه : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )
و إن كنت تدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم فإن اتباعك له لهو عين المحبة : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) و يقول عز وجل ( رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
لا أقول هذا تانيبا لأحد فيشهد الله أنني احب كل مسلم
و لكنني أخشى إن تغرق السفينة فنغرق جميعا معها
فلا يشك عاقل أن فهم النبي صلى الله عليه وسلم و فهم صحابته و التابعين من بعدهم و سلف الأمة لهو الفهم الصحيح فهم اقرب العهود بنزول الوحي بل إن القرآن أنزل و رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم و عرفوا اسباب النزول و فسر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مراد الآيات و هم أفصح الناس فلا يدعي احد فهما و فصاحة في العربية بحضورهم .
و كان نهجهم اتباع السنة وما حادوا يوما عن اتباعها و لا غفلوا لحظة عن السير على نصوصها و نقلوها لنا مسندة فرضي الله عنهم لقد كفوا ووفوا و جزاهم الله عنا خيرا
أرجوا ان يكون في ذلك عبرة لمن كان له قلب و لكل ذي لب و فهم
و إلا فليس لي من الأمر شيء أو يتوب الله علينا جميعا
(فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)
كتبه الفقير عمار الملا علي
11 ذي الحجة 1437 الموافق 13/9/2016
تعليق