إتيان راحة الفكر
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28)
رغم وضوح النص الشريف وقبوله عقلا الا ان هنلك أزمة في تطبيقات تلك الراحة الفكرية فنتائجها لا تؤتى بشكل حاسم بل بموجب قناعات المؤمن الذي يذكر الله فتراه تارة (مطمئن) حين يذكر الله ويقرأ القرءان او يصلي وتارة اخرى نرى ان نسكه لا يمنحه راحة نفس (اطمئنان) فاين تكمن ضابطة إتيان الطمأنينة ..؟؟
إتيان الطمأنينة يؤتى من خلال نوعية (الذكر) فالمسلمين يعتقدون ان ذكر الله هو ترديد كلمات (سبحان الله) او القيام بمنسك الصلاة او قراءة القرءان ورغم ان تلك الصفات هي (ذكر الله) الا ان الذكر يقوم في غير القلوب المضطربة لكي (تنقلب) الى الطمأنينة فتلك (الاذكار) المنسكية او الكلامية تمنح المتذكر صفات غير الصفات الخاصة بالحالة المضطربة عند المتوتر فكريا او المحتقن فكريا ..!! ذكرى الله يجب ان تكون في (موضوعية الاضطراب) فتحصل الطمأنينة مأتية بوعد الهي ولن يكون (ذكر الله العام) مجزيا لاطفاء الاضطراب العقلي ومثل تلك (السنة) يمارسها الناس بشكل معتاد في حياتهم فعندما يتعرض مفصل من مفاصل حياتهم الى الاضطراب انما يسعون لـ (علاجه) بشكل مباشر من خلال اصوله التي ارتبط بها ذلك المفصل المضطرب ... مثال
عندما تتعطل ثلاجة المنزل فان ذلك العطل يقيم اضطراب في المنزل وعلى صاحب الدار ان يبادر الى اصول بؤرة الاضطراب وهو مصلح الثلاجات ولن يعالج اضطرابه من خلال دراسة تقنيات التبريد او تقنيات كهربائية ليوقف الاضطراب الحاصل في نشاطه ..!! مصلح الثلاجات انما يمتلك رابط مع نظم وضعها (المصمم) ومع نظم وضعها (المنفذ) الذي صنع تلك الثلاجة ليعرف بؤرة الاضطراب ويعالجها بموجب نظم فعالة من اصول بناء الثلاجات ... عندها يرتفع الاضطراب وتصلح (الثلاجة)
مثلها (سنة) الاضطراب العقلي فذكر الله يجب ان يكون في مفصل الاضطراب نفسه وليس في عملية تعبدية متباكية حنونة متوسلة بين يدي الله وكأن الله (صنم معبود) بل يستوجب ان يكون ذكر الله في بؤرة الاضطراب العقلي ويقع الذكر في نظمه التي احكم فاعليتها على الخلق ... مثال ..
تعرض منزل صاحب الدار الى سرقة جزئية او كلية وعزى صاحب المنزل تلك الحالة الى اخطاء في حصانة الابواب او سهوة من أي نوع كانت سببا في السرقة ... هنا لم يقوم صاحب الدار بذكر الله في ذلك الاضطراب العقلي المصاحب لفعل السرقة وحين تتكرر السرقة مرة اخرى فان الاضطراب يتصاعد وقد تصاب العائلة بالذعر المستمر من تواجد السارق في دارهم ... حين يقوم صاحب الدار بفاعلية (الذكر) فيذكر (الله) في ذلك المفصل ولن ينفعه غير القرءان (يهدي للتي هي اقوم) وهو موصوف بـ (ذي ذكر) فيقرأ فيه :
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
فيتذكر من ذكر حكيم (لماذا لم يدافع الله عنه ..!! ؟؟) اذن هو غير (مؤمن عليه) والدليل ان السارق استطاع ان يسرقه ... فيقوم عنده الدليل ان امواله غير مشمولة بالحماية الالهية وبالتالي فهو يحتاج الى اصلاحها لكي تعود الى حيازته مؤمن عليها من قبل الله ... سيعرف ان في امواله حرمات وعليه ان يزكيها وان يحذر البيوع والمعاملات التي اوقعته في تلك المحرمات والتي تسببت في (عطل) وضعه (المصمم) و (المنفذ) وهو (الله) فخسر حمايته فاستطاع السارق سرقته
في تلك (الذكرى) الموضوعية (تطمئن) القلوب ... وهي ليست القلوب النابضة بالدم بل (الفكر المنقلب) وهو (التفكر) حين (يتقلب الفكر) في عقل الانسان باحثا عن مستقر يستقر عليه فتكون (ذكرى) الله في نظمه وقوانينه التي احكمها نافذة في البشر فتستقر (مقالب الفكر) وتقوم الطمأنينة من خلال انضباط نشاط الشخص المضطرب في شؤونه او أي شأن خاص من شؤونه ..!! ولن تنفع معه (الاذكار) التي ورثنا فاعليتها من الاباء
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) (الشورى:47)
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر:19)
نسيان الله لا يعني شطبه من الذاكرة بل يعني نسيان الله في ناشطة محددة من انشطة الانسان المتصدعة
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
ففي مثلنا المساق اعلاه ظهر الفساد في فعل السارق بما (كسبت) يد المسروق لـ (يذيقه) بعض الذي عمل من محرمات في ما جمع من مال (لعله يرجع) الا انه حين ينسى الله في تلك السيئة فينسيه الله نفسه
تلك ذكرى تقيم تبصرة في افتتاحية الراحة الفكرية
رغم وضوح النص الشريف وقبوله عقلا الا ان هنلك أزمة في تطبيقات تلك الراحة الفكرية فنتائجها لا تؤتى بشكل حاسم بل بموجب قناعات المؤمن الذي يذكر الله فتراه تارة (مطمئن) حين يذكر الله ويقرأ القرءان او يصلي وتارة اخرى نرى ان نسكه لا يمنحه راحة نفس (اطمئنان) فاين تكمن ضابطة إتيان الطمأنينة ..؟؟
إتيان الطمأنينة يؤتى من خلال نوعية (الذكر) فالمسلمين يعتقدون ان ذكر الله هو ترديد كلمات (سبحان الله) او القيام بمنسك الصلاة او قراءة القرءان ورغم ان تلك الصفات هي (ذكر الله) الا ان الذكر يقوم في غير القلوب المضطربة لكي (تنقلب) الى الطمأنينة فتلك (الاذكار) المنسكية او الكلامية تمنح المتذكر صفات غير الصفات الخاصة بالحالة المضطربة عند المتوتر فكريا او المحتقن فكريا ..!! ذكرى الله يجب ان تكون في (موضوعية الاضطراب) فتحصل الطمأنينة مأتية بوعد الهي ولن يكون (ذكر الله العام) مجزيا لاطفاء الاضطراب العقلي ومثل تلك (السنة) يمارسها الناس بشكل معتاد في حياتهم فعندما يتعرض مفصل من مفاصل حياتهم الى الاضطراب انما يسعون لـ (علاجه) بشكل مباشر من خلال اصوله التي ارتبط بها ذلك المفصل المضطرب ... مثال
عندما تتعطل ثلاجة المنزل فان ذلك العطل يقيم اضطراب في المنزل وعلى صاحب الدار ان يبادر الى اصول بؤرة الاضطراب وهو مصلح الثلاجات ولن يعالج اضطرابه من خلال دراسة تقنيات التبريد او تقنيات كهربائية ليوقف الاضطراب الحاصل في نشاطه ..!! مصلح الثلاجات انما يمتلك رابط مع نظم وضعها (المصمم) ومع نظم وضعها (المنفذ) الذي صنع تلك الثلاجة ليعرف بؤرة الاضطراب ويعالجها بموجب نظم فعالة من اصول بناء الثلاجات ... عندها يرتفع الاضطراب وتصلح (الثلاجة)
مثلها (سنة) الاضطراب العقلي فذكر الله يجب ان يكون في مفصل الاضطراب نفسه وليس في عملية تعبدية متباكية حنونة متوسلة بين يدي الله وكأن الله (صنم معبود) بل يستوجب ان يكون ذكر الله في بؤرة الاضطراب العقلي ويقع الذكر في نظمه التي احكم فاعليتها على الخلق ... مثال ..
تعرض منزل صاحب الدار الى سرقة جزئية او كلية وعزى صاحب المنزل تلك الحالة الى اخطاء في حصانة الابواب او سهوة من أي نوع كانت سببا في السرقة ... هنا لم يقوم صاحب الدار بذكر الله في ذلك الاضطراب العقلي المصاحب لفعل السرقة وحين تتكرر السرقة مرة اخرى فان الاضطراب يتصاعد وقد تصاب العائلة بالذعر المستمر من تواجد السارق في دارهم ... حين يقوم صاحب الدار بفاعلية (الذكر) فيذكر (الله) في ذلك المفصل ولن ينفعه غير القرءان (يهدي للتي هي اقوم) وهو موصوف بـ (ذي ذكر) فيقرأ فيه :
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
فيتذكر من ذكر حكيم (لماذا لم يدافع الله عنه ..!! ؟؟) اذن هو غير (مؤمن عليه) والدليل ان السارق استطاع ان يسرقه ... فيقوم عنده الدليل ان امواله غير مشمولة بالحماية الالهية وبالتالي فهو يحتاج الى اصلاحها لكي تعود الى حيازته مؤمن عليها من قبل الله ... سيعرف ان في امواله حرمات وعليه ان يزكيها وان يحذر البيوع والمعاملات التي اوقعته في تلك المحرمات والتي تسببت في (عطل) وضعه (المصمم) و (المنفذ) وهو (الله) فخسر حمايته فاستطاع السارق سرقته
في تلك (الذكرى) الموضوعية (تطمئن) القلوب ... وهي ليست القلوب النابضة بالدم بل (الفكر المنقلب) وهو (التفكر) حين (يتقلب الفكر) في عقل الانسان باحثا عن مستقر يستقر عليه فتكون (ذكرى) الله في نظمه وقوانينه التي احكمها نافذة في البشر فتستقر (مقالب الفكر) وتقوم الطمأنينة من خلال انضباط نشاط الشخص المضطرب في شؤونه او أي شأن خاص من شؤونه ..!! ولن تنفع معه (الاذكار) التي ورثنا فاعليتها من الاباء
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) (الشورى:47)
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر:19)
نسيان الله لا يعني شطبه من الذاكرة بل يعني نسيان الله في ناشطة محددة من انشطة الانسان المتصدعة
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
ففي مثلنا المساق اعلاه ظهر الفساد في فعل السارق بما (كسبت) يد المسروق لـ (يذيقه) بعض الذي عمل من محرمات في ما جمع من مال (لعله يرجع) الا انه حين ينسى الله في تلك السيئة فينسيه الله نفسه
تلك ذكرى تقيم تبصرة في افتتاحية الراحة الفكرية
الحاج عبود الخالدي