دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ .. من هم المخلصون ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ .. من هم المخلصون ؟

    إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ .. من هم المخلصون ؟

    من أجل تفعيل دستورية الإنذار القرءاني


    ورد جذر (خلص) اكثر من 30 مره في المتن القرءاني الشريف وقد ارتبط اللفظ بصفات وعد حميد لهم من الله وفي الوعد نجاة وجنات وحين نراجع المدرسة الدينة التقليدية واللغة الدارجة نفهم ان (الخلاص والاخلاص والمخلص) في فهم الناس انها الفاظ تحمل صفات حميدة الا ان (فاعلية الاخلاص والمخلص) غير واضحة الحدود في ثقافة الدين سواءا الفقهية او المجتمعية فـ الاخلاص يفهم على انه الاقرب الى مفاهيم (الصدق) فحين نقول (صديق مخلص) فهو يعني (صديق صادق) او ان نقول ان فلان (يخلص في عمله) فان القصد لا يختلف حين نقول ان (فلان يتقن عمله) وتلك المفاهيم لـ لفظ (الاخلاص) لا تمنح ثقافة المتدين مسرب عقلاني واضح البيان ليكون مخلصا في عبادة الله مما استوجب معالجة اللفظ على عربة اللسان العربي (المبين) لمعرفة كينونة الاخلاص في عبادة الله


    لفظ (مخلص) من جذر (خلص) وهو في البناء العربي (خلص .. يخلص .. مخلص .. أخلص .. إخلاص .. خالص .. خالصة .. تخليص .. خلاص .. خلاصة .. و .. و .. ) .. اذا عطفنا مراشدنا على لفظ (خلاص) فان عقولنا تدرك ان الخلاص يعني (التخلص) من شيء غير مرغوب فيه فمن يصاب بالمرض مثلا ويشفى يقال له قد (تخلص من المرض) وفي اعراف الناس المهنية يقال لـ المتخصصين في اخراج البضائع من الحجر الكمركي باسم (مخلـِّص) بتشديد الدال المكسورة ومثلها يقول المسيحيون العرب في المسيح عيسى انه (المخلـِّص) وهو يعني ان عيسى بن مريم يمارس عملية تخليص قومه من علقات ذنوبهم فالاخلاص في العمل لا يعني التفاني والاتقان في العمل فهو استخدام خاطيء لان الخلاص يعني التخلص من شيء غير حميد وهو (بيان) لصيق بـ اللسان العربي المبين الذي جعله ربنا خامة الخطاب القرءاني


    { فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (74) (سورة الصافات 73 - 74)

    واضح من النص الشريف ان (المخلصين) الذين تخلصوا من ما انذروا به هم الذين تستثنيهم نظم الله من العقوبة (العاقبة) والانذار لا يقع الا حين يكون هنلك صفة غير حميدة قد استوجبت (الانذار) لغرض البحث عن الخلاص فعلى سبيل المثال لو تعرض احد الاشخاص الى حالة اختناق وصعوبة في التنفس لاي سبب فان (المخلـِّص) هو الذي يعالج اسباب الاختناق فينفيها فيحصل الخلاص من سوء صعوبة التنفس او الاختناق والمثل المساق كان لبيان حالة سوء ظاهر مرتبط بسببه وهو صعوبة التنفس الا ان هنلك مسببات لا تظهر مظاهر سوئها حال قيام مسبباتها الا بعد حين وهو ما يحتاج الى تشغيل (الخلاص) بمجرد (الانذار) حتى وان كانت المظاهر غير الحميدة ظاهرة وانها سوف تظهر بعد حين ومن لا يسمع الانذار من مصادره الامينة ويعترف بضرورته فان عقوبته ستكون حتمية بموجب النص الشريف اعلاه خصوصا في زمننا الحضاري حيث الاغلبية الساحقة من الممارسات الحضارية لا يظهر سوئها الا بعد شوط طويل من الزمن حيث ترد نظم الله المتينة تلك الصفات غير الحميدة الى فعل ارتدادي يرتد على الساعي في نشأة ممارسة قامت من دون الله وهي نظم الحضارة التي تنحرف عن مسار نظم الله في صفة (احسن خلق) الى (اسفل سافلين) في امراض منتشرة سميت (امراض العصر)

    { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } (سورة التين 4 - 5)

    نحن اليوم بحاجة ماسة الى (تشغيل الخلاص) لنكون (من عباد الله المخلصين) وعلينا أن نعي خطورة الحضارة من خلال مظاهر عامة شاملة في (امراض العصر + تدهور البيئة) ولا ننتظر حلول العقوبة فينا بل علينا تخليص انفسنا قبل وقوع العقاب الحتمي ولا نحتاج الى تلك الممارسة (الخلاص) الى تقرير رسمي من فريق علماء الزمان او فتوى من مجلس افتاء شرعي لان القرءان بحكمة من أنزله احكم صفته بانه لـ (ينذر من كان حيا)

    { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءانٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } (سورة يس 69 - 70)

    فالقرءان ليس (حزمة مشاعر) بل هو وعاء (تذكيري انذاري) يتفعل في زمن شديد الحاجة اليه وفيه تذكرة علم كبير كما جاء في نص شريف

    { تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } (سورة يس 5 - 6)

    فـ ءاباؤنا ومنهم مفسري القرءان وناقلي الرواية (ءاباؤنا) ما كان لـ قيمومة الانذار (قيامه) فالنظم الحضارية لم تكن فيهم فما ما أنذروا اباؤنا وما انذرونا سوء حضارة اليوم فشربوا وشربنا ما هو خارج على سنن الخلق ومرضوا ومرضنا فاستشفوا واستشفينا بالادوية الكيميائية فأباء الامس القريب لم يكون قد انذرهم اباؤهم الاولين فمارسوا ما لم (تقوم مقوات الانذار فيه) مثل موجات الاتصالات والزحمة المفرطة في المدن والبسة تركيبية نلبسها تجعل جسد الانسان عبارة عن شحنة كهراباء مستقرة (كهرباء ساكنة) وكل شيء حضاري قائم اليوم ما كان يمتلك (مقومات الانذار) لـ ءابائنا فاصبح الخلاص والاخلاص في مفاهيمنا لا يعني (التخلص) من مظاهر السوء بموجب نظم الهية نقية من التلوث الحضاري المقيت في كل شيء من شربة ماء لغاية بناء العمارات والابراج وركوب مراكب الشيطان في كل شيء ونحن (الاحياء) لا زلنا (لم نشغل الخلاص) لنكون من عباد الله المخلصين فحق القول علينا واصبح يصيبنا ما يصيب مؤهلي الحضارة من سوء وفساد في كل شيء ولا كأننا مسلمون !!! ولا كأن القرءان فينا لينذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون وما اصعب الغفلة في زمن الحاجة الى الصحوة !!

    { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } (سورة البينة 5)

    وهل من يشرب ويأكل ويلبس ويسكن ويسافر ويكلم الناس بموجب نظم الحضارة قد عبد الله ام هو عابد لحضارة العصر الا انهم لا يذكرون نتيجة غضبة الهية ذات انتقام !

    { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)

    نظم الحضارة ... الكل غارق فيها وما تقوم لمسلم اليوم قائمة الا حين يكون لـ الصحوة من غفلة مطبقة قيامه (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) فـ هجر الحضارة صعب غير ممكن في المدن الكبيرة اما في الريف والمدن الصغيرة لا تختفي الحضارة بل يمكن للباحث عن الخلاص ان يكون (مخلصا) في عبادة الله على قدر كبير قد لا يتحصل في المدن الحضارية المزدحمة

    لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ دستور قرءاني غير فعال والمؤلم القاسي ان دولة (اسمها الصين) تسجل نسبة دنيا في انتشار الامراض العصرية وحين نتفحص السبب سنجدهم على اديان مختلفة واكثرها نسميها وثنية الا ان اكثر اهل الصين (طبيعيون) في المأكل والمشرب والملبس ونسبة سكان الريف عندهم هي اكثرية ساحقة !! فهل نسبة (المخلصين في العبادة) عندهم هي اكثر من امة الاسلام ؟ والمسلمون يحملون القرءان فيه ذكرهم

    انها (معادلة معاصرة) لا يمكن رؤيتها في التاريخ العتيد ومجد الاسلام الذي مضى ونحن نعيش يوما تتزايد فيه مظاهر السوء

    تلك السطور ليست مخصصة لـ (النقد الذاتي) بل هي سطور لاذعة تستوجب الصحوة لمن شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا فليعود الى سنن ربه متبرءا من حضارة اليوم بكل ما اوتي من قوة حتى ينجو من استحقاق القول على الكافرين بنظم الله فهم المستمسكين بنظم الحضارة وتقنياتها ولا نبريء انفسنا من سوء ما بنا

    { قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي } (سورة الزمر 13 - 14)

    { فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } (سورة غافر 14)

    فادعوا الله لن يكون باللسان فالله يدعى بنظمه وسننه التي بينها لنا في عقولنا التي فطرها فينا بما يختلف عن بقية مخلوقاته

    { بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } (سورة القيامة 14 - 15)

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ .. من هم المخلصون ؟


    بسم الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذنا القدير الحاج الخالدي ، احسن الله اليكم كما تحسنون الينا والى متتبعي هذا المعهد المبارك بمثل هذه الايات البينات .

    الخلاص صعب استاذي ، وان ما جاء في هذه التذكرة من حقائق يدمي القلب ، لان الفساد الحضاري قد عمّ واستفحل ، والحل الذي تفضلتم بطرحه هو الرجوع الى السكن في الريف والبوادي حيث ما زالت هناك بعضٌ من الفطرة .

    ولكن مع نظام الاسرة وهيكلتها كما هو عليه الحال الان ؟ فان العودة الى الريف شيء اشبه بالمستحيل !! فالعائق الاول هو ارتباط رب البيت لمعظم الاسر بعمله في المدن ، وكذا الدراسة للابناء والتعليم متمركز كذلك في المدن ، والكثير من المعوقات الاخرى .
    واظن انه من المستحيل التخلص من نظم الحضارة الفاسدة داخل المدن الكبرى الا اذا تبّنت تلك المدن داخلها نظام ءاخر اكثر صداقة مع نظم البيئة النقية والطبيعة والفطرة السليمة .

    وحقيقة لا اعرف لماذا لا تقام داخل كل مدينة قرية خضراء صغيرة تزود المدينة بما تحتاجه من اكل طبيعي ونسيج طبيعي ...الخ ، واعتماد بناء خالي من الخرسانة .

    السلام عليكم

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
    يعمل...
    X