ما هو العرجون القديم ؟
من اجل بيان ءايات الله في زمن العلم
من اجل بيان ءايات الله في زمن العلم
{ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } (سورة يس 39)
لفظ (عرجون) في لسان عربي مبين من جذر (عرج) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (عرج .. يعرج .. أعرج .. عروج .. معارج .. عرجون .. متعرج .. تعاريج .. و .. و .. و ) وقد استخدم اللفظ في وظائف متعددة لا تشبه بعضها في المقاصد العائمة الا ان حقيقة تكوين القصد موحدة في كل وظائف لفظ (عرج) فنقول :
عرج : يعني (1) انه انحرف في مساره لـ (غاية احتواء فاعلية صفه اخرى) فنقول ان فلان ذهب الى الجامع فـ عرج على السوق فعروجه الى السوق هو انحراف مسار لغاية يريد الساعي احتواء فاعليتها من السوق او يقال (تحدث عن الازمه ثم عرج على اسبابها) وهو عروج عقلاني وليس مادي كما في المثل الاول (2) انه (أعرج) وهو يعني عوق في احد قدميه فيكون مساره متقلب الوزن في المشي اي انه ينحرف في توافقية قدميه لغاية يريدها في احتواء فاعلية بدائل الاتزان وعدم السقوط اثناء المشي (3) متعرج وهو وصف لنشاط او لارض غير مستوية متعرجة او خط متعرج وهو انما سجل انحراف عن المسار المستقيم لغاية تخص احتواء فاعلية طبيعة الشيء ان كان خاص باستواء الارض مثلا او خاص في ارض زراعية تكون شوارعها متعرجة نسبة الى تداخل مساحة اراضي المالكين غير النظاميه او ان الطريق المتعرج يخضع لطبيعة غابة او انهر او منطقة جبلية ... ما يعرج في السماء مختلف عن التنزيل وهو مختلف عن الخروج ومختلف عن ما يلج في الارض والاختلاف تكويني مودع في نظم الهية محاطة بعلل لا حصر لها
{ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ } (سورة سبأ 2)
فهو من بيان وتدبر النص الشريف (ما يعرج فيها) مختلفا عن (ما يخرج منها) ويختلف ايضا عن (ما يلج في الارض) ويختلف ايضا عن (ما ينزل من السماء) وبذلك فان مسار وظيفة القمر ستكون متعرجة (عرجون) وهي تذكرنا بـ المختلفات في المقاصد الشريفة لتأكيد اختلاف وظيفتها لكي نقيم مقومات الذكرى لـ مواد علمية تطبيقية يستوجب على الباحثين في علوم القرءان ربطها بما هو مكنون في كتاب الله في الخليقة وهي تخص تعدد التعرجات الخاصة بوظيفة القمر كمخلوق مسخر لمخلوقات الله وهي ليست تعرجات جغرافية بل هي تعرجات تبادلية مثل الذي ذهب لـ الجامع وعرج على السوق فهي تعرجات مرابط ذات (علة) سخرها الله لمخلوقاته والرابط الذي اقامه القرءان ليذكرنا هو في لفظ (عرجون) في الاية 39 من سورة ياسين مرتبطا بـ (وما يعرج فيها) في الاية 2 من سورة سبأ
لا زلنا في دوحة اللسان العربي المبين فنقرأ (عرج ..عرجون) فهي ليست جمع (عرج) بل كما نقرأ (سعد .. سعدون ..عجل .. عجلون .. زيد .. زيدون .. مرج .. مرجون.. و .. و ) فـ حرف النون يدل على تبادل فاعلية الصفة او تبديل فاعلية الصفة اي ان (العرج) هو انحراف (عروج) فاعلية احتواء الغاية
(عرجون) لفظ في علم الحرف القرءاني يعني ( تبديل نتاج فاعليه) لـ (رابط وسيلة فاعلية احتواء) ومن ذلك فان (منازل القمر) لها (عداد وإعداد مقدر) وهو من لفظ (عاد كالعرجون) فـ لفط (عاد) منه العد والعدة والاعداد وذلك من اللسان العربي المبين وبذلك تتضح صفة (عاد كـ العرجون القديم) ففي القمر (إعداد كوني) جاء بيانه بوضوح في النص الشريف
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } (سورة يونس 5)
فاذا عرفنا ان (عدد السنين) فنعرف ان عملية (العد والاعداد) لا تنحسر في السنين الزمنية بل تتعداها الى مجمل (سنن الله) في وظيفة القمر فالقمر ليس (ساعه سماويه) فقط بل هو مسخر لوظائف عظمى وعلى البشرية ان تتجرد من تقنياتها لادراك وظيفة القمر التسخيرية في الخلق فهو مسخر لـ (سنن معدة اعدادا) وجميعها تحتاج الى علم (لـ تعلموا) وفيها تكليف علمي متين لمعرفة مشغل علتها !
القديم .. لفظ يستخدم في منطقنا بصفته (ليس جديد) ويراد به عنصر (الزمن) الا ان منطقنا ينطق لفظ (القدم) وهو يراد منه الارجل والاقدام ولا يحمل القصد عنصر الزمن ويراد منه ايضا مشغل الاقدام فنقول (مقدام) كما يراد منه معنى النفاذ فنقول (أقدم على تنفيذ خطته) وكذلك يراد منه ايضا صفة التقدم فنقول فلان يتقدم على زملائه في العلم كما يراد منه (الفاعلية المأتية) فنقول مثلا أن (الشتاء قادم) او الصيف القادم وهو ليس زمن مضى (قديم) بل زمن ءاتي وكل تلك الالفاظ جيء بها من جذر عربي هو (قدم) فاصبح ساري في منطقنا على عربة عربية مبينة تمنحنا مقومات الذكرى في لسان عربي مبين يبين مقاصد الله الشريفة حين ترتبط بمقاصدنا لان الله انطقنا وعلمنا الحرف والمنطق ! وانزل الينا قرءانه لنفهم بيانه بمنطقنا ونحن احياء لانه نزل لينذر من كان حيا !!
لفظ (قدم) في علم الحرف القرءاني يعني (مشغل فاعلية ربط متنحية منقلبة المسار) ونجد تلك الراشدة في القدم التي نستخدمها لـ المشي فهي انما تقوم بتشغيل (فاعلية ربط متنحية) من موطيء قدم لـ موطيء قدم ءاخر هو (متنحي) عن الموطيء قبل فاعلية القدم .. القمر ايضا يمتلك (فاعلية ربط متنحية) بدلالة ظهور حرف (ق) في اللفظ وهو يمتلك ايضا (مشغل) بدلالة حرف (م) في لفظ (قمر) وهو يمتلك ايضا (وسيله) بدلالة الحرف (ر)
لفظ (قديم) في علم الحرف يعني (مشغل فاعلية ربط متنحية) لـ (حيازة منقلب مسار) مثله مثل (القمر الصناعي) الذي (يشغل فاعلية ربط متنحية) اي ليست منه بل من القائم بتفعيل الاتصال فيستلمها القمر الصناعي ومن ثم (يقلب مسارها) الى المرسل اليه فالقمر الصناعي يمتلك (وسيله) مثل ما يمتلك (القمر المسخر) وسيلة تشغيلية لـ قلب مسار كينونة التشغيل التي سخرها الله فيه ويقلب مسارها لمخلوقات الله في الارض فـ القمر الكوني ليس لـ الاتصالات البشرية بل لاقامة صلة بين (بصمة الكون الاجمالي) وهي (مرابط سنن الله) فـ يستلمها تكوينيا ومن ثم يرسلها لتغطي حاجة المخلوقات التي خلقها الله لاقامة فاعلية ربط متنحية عن المخلوقات اي الـ (تصدعات) فيقوم القمر بتأمينها لغرض ديمومة الخلق او عدم تأهيل التصدعات لـ المخالفين لانهم فقدوا رابطهم بنظم الله الامينه فهم (لا ايمان لهم) اما عباد الرحمان فالقمر يحميهم من التصدعات وان حصلت لاسباب مرتبطة بانشطتهم الا ان رابط القمر يؤهل تلك التصدعات فهو (يقدم) لعباد الله الخير لانه (القديم) وهو لا يعني (غير الجديد) بل يمتلك (اقدام) فـ (يقدم) لمخلوقات الله مرابط ديمومة التكوين (خيرا) حسب فاعلية الفاعل ذلك لان القمر (دائم) الوظيفة ما دام الخلق قائما والخالق لن يستقيل عن صفته في الخلق بما يتصف به من ديمومة رحمت عباد الرحمن وديمومة عقاب المخالفين (عباد الشيطان) وعقوبتهم ان تنقطع عنهم روابط الخير بما كسبت ايديهم وتستبدل بروابط اخرى تركسهم في ما كسبت ايديهم فـ وظيفة القمر (خير) الا ان الخير القمري لن يصيب فاعلي الشر بموجب احكام الهية نافذة الا بعد توبة مقبولة تقبلها نظم الخلق فالتوابين لهم مرابط خير قمرية الوصال
كـ العرجون القديم في مراشد علوم الله المثلى هو (التعرج) في اداء الوظيفة حسب حاجة المخلوق لـ تأهيل تكوينته فالواصلة التي توصل المخلوق بالقمر لا تأتي من مفصل كوني واحد بل تعرج على حزمة مفاصل في نظم الخلق لتصل المخلوق الذي هو في حاجة اليها وتلك الباثقات (المنازل) القمرية تعرج من نظام كوني الى نظام كوني الى نظام كوني ذات (إعداد مسبق) لحاجة المخلوق انما تقدم ماسكة يمسك بها كل مخلوق حسب حاجته هو وطبيعة التصدعات التي حلت في كيانه كمخلوق مرتبط بالكون بمجمله وكأنها في مثل توضيحي (فيض النت) الذي يوصل (المرسل) بـ (المرسل اليه) عبر منظومة مادية تحمل في مضامينها (عقلانية) تنتقل من المرسل الى المرسل اليه
لـ القمر الكوني باثق منقلب المسار من الكون بمجمله وليس اشعة الشمس وحدها فالقمر يستلم من كل الكون ومن الارض نفسها ايضا يتحول الى منقلب مسار لـ ما يجب تسليمه لـ مخلوقات الله الذين هم في حاجة لها لانهاء التصدعات بدءا من عقلانية المادة صعودا الى عقلانية الانسان فهو دائم في فاعلية الربط سواء كان في المحاق او في البدر فالقمر موجود في مداره الا اننا نرى اشعة الشمس فقط المنعكسه من سطحه المضاء باشعة الشمس كـ هلال ثم يصبح بدرا ثم يتناقص الى هلال ومن ثم يختفي يوما ويعود يظهر على شكل هلال جديد ولكن القمر موجود بكامل كتلته المسخرة يغذينا ما يرده من الكواكب والنجوم والمجرات وكل ما يحويه الكون من نظم فعالة سواء بالحركة اوالضوء او فاعلية في اي فيزياء اخرى لم يعرفها العلم بعد او اي فعالية بنظم عقلانية احكم الله علتها فكانت كالعرجون القديم على حسب (تقدير الله) في تصميمه لـ القمر عند خلقه على شكل (منازل) عرّفها مؤهلي علوم الفلك على دورة القمر حول الارض فهي ليست منازل دائرية تخص حجم الهلال او اكتمال البدر كما يقول مؤهلي علوم الفلك بل لها خصوصية (التنزيل) فهي (منازل منزله) وليس منازل فيزياء دورة القمر حول الارض فذلك هو حراك فلكي ولا يحمل صفة (نزل .. منزل)
لفظ (منازل) من جذر (نزل) وهو في البناء العربي البسيط (نزل .. ينزل .. منزل .. منازل .. منزلة .. نزول .. نزيل .. نازلة .. نوازل .. و .. و .. و ..)
لفظ (نزل) في علم الحرف القرءاني يعني (ناقل يتبادل مفعل الوسلية) وذلك يعني ان (القمر الكوني) يستلم من المخلوقات حالهم وتصدعاتهم ويعيد يرسل اليهم ما يحتاجونه من (اعدادات) وهي مفعلات وسيله تصلح حالهم (هذا اذا كانوا عباد الرحمن) اما اذا كانوا (عباد الشيطان) فان الامر ينقلب الى مرابط لا تنفع المخالفين حين تتصدع كياناتهم المخلوقة فـ تركس المخالف في مخالفته !! فالقمر لا يمنح المخالفين رابط خير ينفعهم الا بعد توبة ومغفرة فهو يمتلك (منازل) مقدرة بقدر اعدادات تمثل حراك ونشاط الخلق بكل مفردة من مفرداته بدءا من عقلانية (ميزون) وهي اصغر صغيره اكتشفها العلم الى اكبر كبيرة في الخلق .. لفظ (منازل) وليس (منزل) واحد فهي تعني ان التعريجات القمرية تمتلك ماسكة ترتبط مع العبد باقدام لان (عرجونه قديم) مقدام هو الذي يبادر الى اقامة الصلة شاء العبد ام ابى والعباد تستلم من القمر (منازل) اي (مشغلات مفعل وسيله) ترتبط بدستور قرءاني عظيم
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } (سورة الزلزلة 7 - 8)
من ذلك يتضح ان القمر بمنازله يمثل جزءا مهما مسخر من حكومة الله في الخلق فهو مسخر من قبل الخالق لـ ربط المخلوق بمنظومة الخلق المحكمة بـ عللها المتينة التي لا يمكن تبديلها او تحويلها لانها سنة الله وجمعها (سنين) لها (اعداد) و (إقدام) كـ العرجون القديم لانها تتبادل العروج على كل صغيرة وكبيرة من حيثيات الخلق فلا يوجد في الخلق شيء (سائب الصله) بنظم الله لان الله بيده ملكوت كل شيء فالقمر هو اداة من ادوات الخلق سخرها لـ الخير لـ عباده الا ان الخير لا يصيب مخالفيه ومعانديه والمشركين به والكافرين به
{ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } (سورة الأَنعام 59)
ما كان لتلك التذكرة ان تقوم الا حين وردنا تساؤل من احد الاخوة الافاضل عن مقاصد الله في (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)
الحاج عبود الخالدي
تعليق