تحريك الفاظ القرءان يعني اضافة حرف لـ اللفظ !
من اجل بيان تكليف المسلم عند حمل القرءان
من اجل بيان تكليف المسلم عند حمل القرءان
ورد في مشاركات المعهد تساؤل مهم لعضو كريم في المعهد ارتأينا ان يفرد له متصفح خاص
نص التساؤل :
المشاركة الأصلية بواسطة اسعد مبارك
مشاهدة المشاركة
نص الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افتراضا لو قلنا (عد النقود) .. (عد زيد بسداد دينه) .. (عد حيث انت) .. (عد نفسك جيدا لـ الامتحان) او قلنا (اكلنا الطعام كله عدا الرز) .. (عدى علينا بافعاله) او قلنا (النار عدو لا يرحم) .. (عدو الحصان خير من عدو الحمار) او قلنا (عداء الناس لبعضها فساد) .. (كان المتسابق عداء متميز) ..
ولو افترضنا ان لفظ (عد) وتخريجاته كلها خالية من لوي اللسان (الحركات) فان الفهم لا ينغلق في الامثلة السابقة والعقل يستطيع ان يفرق بين وظيفة عد النقود والـ عد من الوعد والعد من العودة والعداء من العدوان والعداء من العدو .. السابقون خصوصا عرب الجزيرة كانوا يتعاملون مع الجذور العربية قبل الفاظها وذلك واضح من شعرهم الجاهلي ومسمياتهم لانفسهم واولادهم وهم يدركون العربية على (عربة متحركة المقاصد) وليس مثلنا يدركون العربية على السنة الناس !! فهم عرفوا معنى (قرءان) وهو لفظ لم يكن في لسانهم وعرفوا لفظ (عجم) وهو ليس من لسانهم لانهم يتعاملون مع الجذور فيفهمون الالفاظ دون معلم يعلمهم ولا يحتاجون الى لوي الالسنة وتحريك الحروف
في الفطرة الناطقة ندرك وكل عقل ناطق يدرك ان تحريك اللفظ يعني اضافة حرف فعندما نقول (يا جبارُ) بضم الراء فيمكننا ان نقولها من كتاب مقروء (يا جبارو) وقد وجدنا ان غير العرب في الحج خصوصا الافارقة يقرأون دعاء الطواف في الحج ليس باضافة الضمة بل يقرأون دعاءا مكتوبا (يا عزيزو .. يا جبارو .. يا قديرو .. يا سميعو ..) فالحركات في مخارج الحروف تعني (حرف مضاف) وهو مدرك عقلاني لا فرار منه فحين نحرك الفاظ القرءان يعني اننا نضيف حروف الى الالفاظ فنقول مثلا (لهُ) بضم الهاء ونستطيع ان نقرأها بنفس المخارج الحرفية (لهو) بسكون الواو فالحركات تعني اضافة حرف على الكلمة وذلك تلاعب في النص غير حميد وغير ناجز لان اللفظ القرءاني عند تحريكه لا يرتبط بالعقل البشري الذي اودع الله فيه القرءان بلسان عربي مبين يعالج اللفظ عند نشأته من جذره وليس من لغو الناس لذلك نرى الحكم الشرعي بوجوب يقع في تكليف حامل القرءان الذي يتكلم بـ لسان غير عربي ان يقرأ القرءان بعربيته وان لم يفعل ذلك تبطل صلاته !! ونسمع قول الله
{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (سورة آل عمران 78)
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } (سورة القيامة 16)
واذا تدبرنا النص اعلاه واستبصرنا فيه مع عقلانية النص سنجد (لا تحرك به لسانك) وليس (لا تحرك لسانه به) والفرق بين الاثنين ان القرءان (به) يتوقف تحريك اللسان وبغيره يمكن تحريك اللسان ولا جناح وحتى وان حركنا الفاظ غير قرءانيه فهي لا تقع في وصف (لا تحرك به لسانك) لان التحريك وقع في غير القرءان على ان لا يطغى التحريك على اللغو فيزحف على القرءان ونحن في غفلة عن تحريفه
{ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (سورة البقرة 225)
اللغو و اللغة هو (الكلام الساري) المبتذل بين الناس وهو في ايماننا اي ما تستوجبه موجبات (اليمين) اي خصوصية الرحم المادي فنسمي الاشياء كما نريد (لغو) على ان لا يكون اللغو طاغي على منطقنا فيزحف في متقلباتنا الفكرية ونبتعد عن جذور الالفاظ ونتمسك بالالفاظ الجاهزة ونعتمدها في المقاصد بصفتها (مستقلة) لها ماضي عربي متقولب مع مقاصد السابقين .. ان (كسبت قلوبنا) اي ان استفحلت متقلباتنا الفكرية في اللغو ودخلنا القرءان بها فان لساننا سوف يتحرك بـ القرءان وهو ممنوع بنص دستوري حاسم اما الفهم حين يكون الكلام بلا حركة مثل (جـِنة) و (جـَنة) فالمعنى لا يختلف بلوي اللسان فـ (جنة) هي حاوية جني سواء جني الثمار الحميدة او جني مرابط الناس (من الجنة والناس) فمن يجني مرابط الناس (الناسين) فيكون (ناسي) مثلهم وفيه عوذ منهم برب الناس وما كان لنا ان نعرف ان كلمة (الناس) تعني صفة (النسيان) الا بعد ان الحقنا الكلمة بجذرها العربي (نسى) وهو في البناء الفطري البسيط جدا (نسى .. ناسي .. ناس .. نسي .. و .. و .. )
السلام عليكم
تعليق