السلام عليكم
يعلم الجميع ان للقرءان قراءات متعددة وقالوا ان هنلك عشر قراءات معتمده من قبل مذاهب المسلمين وقالوا ان هنلك قراءات اخرى ضعيفة السند وغير معتمده , لاحظنا ان الاختلاف في القراءات مبني على الحركات في اغلب صور القراءات ولكن هنلك قراءات تختلف في الحرف وليس في الحركات مثل (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) ولكني سمعت قاريء يقرأها (مـلـِك مقتدر) وهنا سقط حرف وليس حركه كما نقرأ (الصراط) ويقرأها اخر (صرط) وكثيرة هي اضافات الالف في الرحمان وسبحان وغيرها لا يعد ولا يحصى
قرأت في بعض حوارات المعهد كلام للاستاذ حامد صالح يقول فيه ان القرءان رسم على حرف صدر من فم الرسول عليه الصلاة والسلام وذلك حق بالفطرة لان عرب الرساله لم يقرأوا القرءان قبل الرساله ومن المؤكد ان القرءان رسمت حروفه من الفم الطاهر للرسول عليه الصلاة والسلام الا ان الحيرة الان ظاهرة في الاختلاف سواء كان في الحركات او في الحرف سواء كان حرف مضاف او حرف مشطوب فكيف بنا وبيننا وبين عصر الرساله اكثر من 1400 سنه فكيف يكون لنا اليقين في حقيقة ما صدر من فم الرسول عليه الصلاة والسلام ولا توجد بين ايدينا ما كتبه كتاب الوحي وكذلك لا يوجد نسخة من المصحف الذي جمع في زمن عثمان بن عفان (رض) وكيف نتعامل مع الاختلاف اللفظي وحركات القرءان ورسم حروفه وما بين ايدينا خلاف يخنق اليقين
تحدثت مع متخصص في القرءان وهو استاذ جامعي رفيع عن تلك الهواجس فقال ان الرسول كان يحدث الناس بلسانهم اتى باية (وما ارسلنا برسول الا بلسان قومه) قلت له وبالقرءان ايضا ؟ قال نعم فقد قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام لوفد احدى القبائل (يأكوك ومأكوك) وليس (يأجوج ومأجوج) لانهم يعجمون حرف الجيم كما يعجمه اليوم بعض العرب في الحجاز وغيرها فعجبت من قول ذلك الدكتور وقلت له وهل كلمات القرءان تتحرك حسب السنة الناس وما هو الا بلسان عربي مبين ! فغضب مني وقال ان التشكيك في القرءان جريمة لا تغتفر ! فعجبت من امره ولم استمر بالحديث معه الا اني بدأت اكلم ذاتي انا واقول هل انا الذي صنعت الاختلاف ام اننا ورثناه ! وهل المختلف الموروث يعني اليقين ؟ فكيف يقوم اليقين في شيء محاط بالاختلاف ؟
هل ما يقال ان القرءان في معناه وليس في كلماته هو كلام حق ؟ لماذا اذن يجب اعادة الصلاة عند القراءة الخطأ في قرءان الصلاة ؟
عندما نستمع لخطيب بل كل الخطباء يتحدثون عن الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابه والتابعين والكفار وما دار من احداث واحاديث في زمنهم وكأنها حدثت اول أمس وليس قبل 1400 سنه وذلك الامر كنت اقبله باعتباره اساس الاسلام الا ان واقع الحال صعب بالغ الصعوبه فعلى سبيل المثال عاش العراق الحديث منذ 1920 لغاية 1958 عهدا ملكيا ونحن نعيش على مسافة حوالي 60 سنه تقريبا وزمننا زمن التصوير الفوتوغرافي والسينمائي والصحف والكتب المطبوعة بالمكائن والوثائق الرسمية وكثير من الناس من اهلنا عاصروا الحكم الملكي ولا يزال حديث جدنا وجدتنا وعمنا وخالنا متداول بين مجتمع اليوم الا ان حقيقة الاحداث والاحاديث عن تلك الحقبة مختلفة ملونة لا تقيم اليقين فمنهم من يمتدح اولئك الملوك ومنهم من يذمهم شر ذم ومنهم من يقول غير ما يقوله غيره في حق الاحداث التي حدثت في العهد الملكي فكيف بنا ان نكون على يقين على بعد اكثر من 1400 سنه سواء في الاحداث او في الاحاديث .. ازمة فلسطين بين اضلعنا الا ان اليقين في حصولها لم يتحصل بشكل مطلق وهنلك احداث واحاديث تتضارب بينها فيفقد الانسان قدرته على رؤية الحقيقة كما يجب للحقيقة ان تستقر في عقل من يطلبها وبيننا وبين فلسطين الامس واليوم حوالي 60 سنه فكيف الحال على اكثر من 1400 سنه
اللهم افرغ علينا صبرا حتى ندرك اليقين في دينك
السلام عليكم
تعليق