تويت
الحلف بالقرءان وعقوبة الكاذبين
ورد المعهد على صندوق الرسائل الخاصة تساؤل من عضو كريم .. فيما يلي نص التساؤل مقرونا بالجواب
السلام عليكم ورحمة الله
المتردد او المطلع في المحاكم يرصد ظاهرة الحلف بالقران عند حضور الشهود للقضايا والملفت للنظر ان هناك قضايا كيدية يتم جلب ناس متخصصين بالحلف الكاذب بالقران والسؤال هنا لماذا لايؤخذ القران مجراه في تطبيق اثر عذاب الكذب على هؤلاء الناس والموضوع متكرر في مشاهد اخرى مثل الحلف على اداء الامانة بالنسبة للاطباء ومناصب الدولة وغيرها , في نفس الوقت المجتمع يعتقد انه القران سيعاقب هؤلاء بالمرض وغيره ولكن حينما تدقق تجد ان حياة هؤلاء طبيعية كحياة باقي المجتمع الذي لم يتورط بالحلف الكاذب
السلام عليكم
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقوبة الالهية (بشكل عام) سواء الحلف بالقرءان او السرقة او الربا او العدوان او مخالفة النظم الالهية كلاً او جزءاً مهملة في ثقافات الناس خصوصا المسلمين فلا يمتلك الناس (منهج) محدد الابعاد لادراك الحكومة الالهية النافذه وهي حكومة اكبر من كل حكومات البشر لو اجتمعت لان ميثاق المؤمن ان (الله اكبر) والله يقول
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } (سورة النمل 69)
الله يقول (انظروا) كيف كان عاقبة المجرمين والعاقبة هي من العقوبة بلسان عربي مبين وهي مرئية منظورة الا ان هنلك غشاوة على اعين الناس فلا ينظرون عقوبة الله فمن يتعرض الى ازمة وعذاب يقول (حظ عاثر .. توفيق سيء .. صدفة سيئة .. حسدوني .. ظلموني .. عدوان .. و .. و ) الا ان الحقيقة هو عقاب تفرضه نظم الخلق فرضا اجباريا نافذا ... الخطاب الديني (معوق) عوقا شديدا فـ حين نقرأ
{ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ } (سورة الذاريات 59)
النص يؤكد ان (الظالم والمظلوم) يحمل ذنوب الا انهم لووا السنتهم في (ذنوبا) وقالوا غير ما قال الله .. صاحب الظالم هو المظلوم وبالعكس فلا يوجد ظالم ما لم يكن مظلوم ولا يوجد مظلوم ما لم يكن ظالم والذين ظلموا انفسهم كانوا مظلومين بالتبعية (وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون) .. من ذلك العوق في الخطاب الديني قالوا مثلا في الحسين بن علي انه (مظلوم) بل هو اسعد سعيد لانه لو كان مظلوم يعني انه حامل ذنوب وهو منزه منها والتاريخ يعرفه والذين قتلوه يعرفون انه خير المؤمنين !!
من ذلك الرشاد الفكري المرتبط بالقرءان يتضح ان (النظر) الى عقوبة الله تحتاج الى ثقافة دينيه ومجتمعية عالية المستوى لمعرفة علم (الكيفية) في حصول العقوبة (فانظروا كيف) ومن اهم اركان تلك الثقافة ان عقوبة الله لا تقع بعد الحلف او المخالفة مباشرة كما تفعل الشرطة والمحاكم بل هنلك نظم الهية على الباحث ان يدركها
{ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } (سورة ءال عمران 178)
لـ الله برنامج يمنح فيه المخالف (زياده) في الاثم وهي عقوبة صعبة لان المخالف سيتحول لـ يكون (اداة) من ادوات نظم الله في ايذاء (عقوبة) ءاخرين مخالفين ايضا (ذنوبا مثل ذنوب اصحابهم) فلا نستعجل بعقوبتهم فالزمن هو مهم بين ايدينا الا انه (خادم) يخدم نظم الله فقد يتعرض شخص ما الى عذاب من ذنب فعله قبل عشرات السنين ويمكننا رؤيته والمجتمع يدرك بـ (وجدان مجتمعي) ان الشخص السيء لن يكون حسن العاقبة ابدا وكل على قدر ما يحمل من ذنوب وءاثام وكذلك نوع الذنوب يجب ان تكون ضمن تلك الثقافة فـ هنلك خطأ (خطيئة) تعذب الخاطيء حتى يصلح خطأه وفي القرءان هنلك موصوفات علمية لـ الثواب والعقاب علينا ان ندركها لدخول علم كيفية العقوبة الالهية
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } (سورة الروم 41)
ظاهرة الفساد هي جزء من عقوبة وليس كل العقوبة (ليذيقهم بعض الذي عملوا) وهي عقوبة سماها القرءان (فساد) وهو فساد الحال وهنلك نوع ءاخر هو (اثم) وهنلك نوع ءاخر هو (ذنب) وهنلك نوع ءاخر (غضب الله عليهم) وهنلك عذاب (الهون) و (الرجز) و الانهيار (فانهار به في نار جهنم) وهنلك مواضيع في المعهد يمكنكم مراجعتها ومنها
حــــكــومــة الله اين تكون
فان لـ الذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب اصحابهم ..!! فلا يستعجلون !! عدم الاستعجال بالعقوبة هو جزء من (الكيفية) التي يعاقب بها الله مخالفيه
نسأل الله ان يهبنا واياكم ومن معنا الرشاد في معرفة عقوبته لنتدبر امرنا لنأمن ثواب الله ونتقي عقوبته
السلام عليكم