مهنية الطب الحديث والقرءان
ورد البريد الخاص رساله من اخ طبيب وفيما يلي نص رسالته محذوف منها شخص الطبيب ومكان عمله
حضرة الاستاذ الفاضل الحاج عبود الخالدي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني ويسعدني وانا اتابع بكل شغف كتابات ومقالات شخصكم الكريم ان اعبر لكم عن فائق اعجابي بأسلوبكم الحضاري والعلمي وجهدكم السخي في حث الاخرين على البحت العلمي في علوم القرءان كي يكون القرءان حاضرا في تطبيقاتنا العملية لمسيرة حياتنا ولا يكون القرءان مجرد تفسير واقاويل لاقوال الموتى , فهو ينذر من كان حيا:
من ملا حظتي لمقالاتكم تأكدون وتحثون الاخرين على البحث العلمي . ومن منطلق الاية الكريمة ( قل سيروا في الارض فانظروا كيف كانت عاقبة المجرمين)
انا طبيب اختصاصي في الطب وحاليا استاذ في كلية طبيه رسميه واعمل في مستشفى حكومي اضافة لوظيفة التدريس الجامعي ,وخلال ملاحظتي عن معهدكم الموقر تهتمون كثيرا بجانب الطب والامراض . وانا لدي بحوث عن امراض متعددة لكن هي بحوث تقليدية كالبحوث العالمية التي تهتم بالجانب المادي للمرض كمؤثر واثر وليس بجانبها الروحي او اعتبار الامراض عقوبة لذنب ارتكبه المريض..ومن منطلق الاية
( قل سيروا في الارض فانظروا كيف كانت عاقبة المجرمين) أود ان اجري بحوث على المرضى الداخلين للمستشفى او المرضى الذين اراهم في عيادتي.. لكن ليست لدية قاعدة بيانية كيفية التطرق الى الجانب الروحي للمريض وعلاقته بمدى التزامه بشريعة الله وارتباطه بنظم وسنن خلق الله , وصدق أيمان المريض عن كفره فمثلا لا يمكن ان اسأل المريض هل تتعامل بالرشوة او الربا او هل قمت بالزنا قبل وعدد المرات ,اوهل قمت بظلم الناس , او قمت باغتصاب اموال الاخرين او قمت بالقتل سابقا ولم تدفع دية القتيل او هل صلاتك مستوفية لصحة شروط الصلاة او هل انت عاق لوالديك ؟؟ فالمريض اكيد لن يجاوب صراحة عن هذه الاسئلة لانها محرجة وانما يعطي معلومات خاطئة وخصوصا امام المرافقين واهل المريض فهي محرجة !!!اذن كيف نحصل على بيانات حقيقية كي نحصل على نتائج لقاعدة بيانات ونربطها بنوع المرض او العقوبة لكل فعل او ممارسة خارجة عن نظم وسنن خلق الله ؟؟؟ فهل لديكم خطة وتجربة كيفية عمل هكذا بحوث ؟؟
ختاما اتمنى لكم خالصا ومن كل قلبي ان يوفقكم الله لخدمة دينه الاسلام واعلاء كلمته ويهدينا سبل الرشاد ويقينا عذاب النار, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سررنا برسالتكم اخي الدكتور ومباركة نيتكم في رفد مهنيتكم الطبية بعلوم الله المثلى ولنا في تلك الممارسة تجارب ميدانية تخص دائرة ضيقة من معارفنا واهل بيتنا ومن بعض من طلب النجدة منا ولكننا وجدنا على اثر ذلك تدهور كبير في صحتنا الشخصية ورغم رقابتنا لصحتنا بشكل فائق فلم نجد سببا لارتفاع ضغط الدم والسكري وانهيار قوى شديد اصابنا بشكل مفاجيء فعدنا الى القرءان فقرأنا
{ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا } (سورة النساء 85)
فعرفنا اننا قد خالفنا نظم الله واصلحنا ما كان عقوبة لظالم فسعينا لمعرفة تاريخ اثنين من الذين عالجناهم بعلاج غير معروف طبيا او مجتمعيا وهو ربط المريض بوعاء خمائري كبير في مجلس خاص له مراسم خاصه فشفي رجل كان يعاني من هشاشة العظام وامرأة كانت تعاني من شلل شبه تام بسبب التواء في النخاع الشوكي في الفقرات العنقية اثر حادث وقمنا بالبحث عن ماضي المرأة فوجدنا انها وزوجها من اسوأ ما خلق الله فهما سوية مارسا القتل والسلب والاعتداء حتى الزنا اثناء سقوط العراق عند الاحتلال !! اما الرجل فكان ذا ماضي عدواني يشتمه اكثرمن عرفه من الناس !!
بعد تلك البيانات امتنعنا عن علاج الاخرين وتمسكنا بعلاج اهل بيتنا فقط .. المشكله ليس ببيان المريض لمخالفاته فليبق على كتمانه الا ان الشفاء بنظم علوم القرءان تستوجب (التوبة) اولا ومن ثم الاصلاح وذلك من نص شريف
{ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة المائدة 39)
الطبيب لا يستطيع ان يضمن التوبة الصحيحة ليستطيع (اصلاح ) جسد المريض ففي القرءان نص تذكيري يعالج ذلك الامر بخصوص الاستشفاء بنظم علوم القرءان
{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } (سورة الإسراء 82)
فكيف لـ الطبيب المعالج ان يفرز الظالم من غير الظالم فتراه قد يعالجه بنظم منزله في القرءان فيزداد مرضا فيكون الطبيب في موقف مهني محرج .. المشكلة الاكبر هي ان لـ الطب منظومة لا يستطيع الطبيب المتنور بنور القرءان عبورها الا اذا حصل على شهادة اكادميه في ما يطلق عليه اليوم بـ (الطب البديل) وسمعنا ان في بيروت الان هنلك كلية طب تمنح شهادة بالطب البديل من خلالها يستطيع الطبيب ان يخرج من الدستور الطبي الاكاديمي الساري دوليا في كل مكان واذا حصلتم على شهادة بالطب البديل فلكم فتح عياده خاصه ومنح العلاج خارج نظم الطب الا ان المشكله هي في (التعيين) في المستشفيات فلا تزال المستشفيات لا تمارس الطب البديل الا في الصين فقط وفي بعض المستشفيات النادره في العالم .. الله يقول
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (سورة العنْكبوت 69)
ما يسمى بـ (الروح) او (الطاقه الروحانيه) هي مسميات ان كانت صائبه فهي تعني علميا (ربط العله بالمعلول) لذلك فان الشخص الذي يريد ان يكون القرءان دستورا له و لـ (مهنيته) ان يبني قاعدة بياناته على علوم القرءان من خلال ربط العلة بمعلولها وهو ما تحدثنا عنه بـ (معالجة المؤثر) لـ (يختفي الاثر) .. توسيع قاعدة البيانات الخاصة بعلوم القرءان تحتاج الى ابراهيميه فائقه والى جهد غير قليل الا انها ميسره ويمكن ان تكون على مكث بموجب نص قرءاني
{ فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْءانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (سورة طه 114)
ومن النص الشريف فان لـ القرءان (وحي) وهو من مقومات (الذكرى) فيقوم العلم منه مرتبطا برغبة عقلية تكوينية أن (رب زدني علما)
نرحب بتساؤلاتكم
السلام عليكم
تعليق