( أحسن القصص ) : هل الله يقص علينا قصص انتهت قصصها بموت رسلها وانبيائها؟
مقدمة لا بد منها :
اذا لم نهجر الموصوف التاريخي فاننا لا نستطيع ان نمسك بالموصوف المعاصر ويبقى القرءان لغزا يحير عقول حملته وتضيع الصفة عليهم
مسلموا هذا العصر تشبثوا بالموصوف التاريخي في القصص القرءاني التي تكون معظمها محشوة بخرافات واسرائيليات يندى لها الجبين ...!! من الوهم والخيال !!!
ونسوا ان هذا القرءان يحمل ( موصوف علمي) لا ريب فيه يدلنا عليه كتاب الله وسننه الموصوفة في امثاله القرءانية والقصص القرءانية وفي ءاياته ، فهي ليست قصص قامت في الماضي وانتهت لنعتبر بها فقط ؟!! بل هي قوانين (كونية ) + و ( علمية ) مسطورة في كتاب الله قائمة حية فينا ما دامت السموات والارض .
احسن القصص :
احسن القصص .. بيان قرءاني ذهبت اليه مراشد الناس على انها (احسن الحكايات) الا ان لفظ (قصص) من جذر (قص) ومنه (قصة) وجمعها (قصص) فهي قصاصة بيان يريد الله ان يبينها لعباده وتلك القصاصة البيانية هي امثال قرءانية تذكيرية النشيء والنفاذ وحين تصل عقل الانسان فان عقل الانسان يستكمل تلك القصاصات التي حملتها امثلة القرءان فيقوم الرشاد المكتمل بفاعلية تلك القصاصة البيانية التي حملها الخطاب القرءاني
ما ذكر من قصاصات البيان لاحسن القصص في اللواط والزنا لا يعتبر منقوصا ليكون خارج وصف (احسن القصص)
قال العرب ان لفظ احسن او اجمل او اكثر هو (اسم تفضيل) الا ان علوم الحرف القرءاني تمنحنا راشدة تذكيرية تختلف عن مدارس مناقلة الالفاظ على قواعد لغوية اقل ما توصف انها (لغو) .... لفظ (احسن) في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية تكوينية فائقة الغلبة) فعندما يكون هذا الثوب (مثلا) هو احسن من ذلك الثوب فذلك يعني ان الثوب الاحسن يمتلك (تفوق في الصفات) فصار احسن من غيره فالاحسن هو المتفوق في عناصر تكوينته فاحسن القصص في الخطاب القرءاني هي قصاصات بيانية تم قصها من نفاذية نظم الله وهي تمتلك تفوق على اي قصاصة بيان اخرى قد يقصها بشر او يكتبها راوي فـ (أحسن القصص) هو بيان قرءاني حملته رسالة الله لتعلن ان الامثال القرءانية هي (المتفوقة) في صفاتها البيانية وذات (غلبة) تغلب اي قصاصة بيان غيرها...
- ونؤكد ان البحث في علوم الله المثلى ترفض ربط الوصف التاريخي بحادثة تاريخية كانت او شخوص في التاريخ ذلكك لان شمولية القرءان لكافة الاجيال وكافة الاقاليم والقوميات فان (بدا) في القرءان مثلا قرءانيا يخص (سبب للنزول) فقد عفا الله عنه بل يبقى المثل قائما قيمومة دستور عام شامل
ونقرء قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) (سورة المائدة 101)
فما كان موصوفا في زمن نزول القرءان ليس دائم البقاء الا ان الصفة باقية لانها سنة خلق لان القرءان خارطة خلق.
الامثال القرءانية :
ورد المثل في القرءان ضمن نهج بالغ الحكمة في قصص وحكايات الانبياء وغيرهم ويمتاز المتن القرءاني بصفة سرد المثل لتثوير العقل او طرح المثل دون سرد مثل (ان اللذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) او مثل (وانطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب) ومثله (ولا الليل سابق النهار .. ولا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر) فتلك امثال لا تتعلق بحكايات الانبياء او معانديهم بل تندرج في امثال قرءانية مستقرة في القرءان بما يثير العقل .. (ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) وهو وهو خطاب مباشر لقاريء القرءان ومثله كثير ...
الاشكالية التي وقع فيها الباحثون في القرءان الكريم ، ظنهم ان الاسماء التي يذكرها الله تعالى في كتابه الكريم ومنها اسماء الانبياء والرسل هي اسماء وفقط !! ونسوا ان الاسم في القرءان هو ( الصفة الغالبة للشيء ) !! ويحمل وظيفة تلك الصفة ، واذا استطاع الباحث ان يصل الى هذا المدرك الفكري سيدرك حتما ( الموصوف العلمي ) لقصص الانبياء والرسل ووظيفتهم الاصلاحية !!
فضلا يتبع ....
تعليق