لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ .. كيف ولماذا .؟
من اجل معرفة الدين في اصلاح بين الناس
من اجل معرفة الدين في اصلاح بين الناس
{ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } (سورة النساء 114)
عرفت النجوى في (مناجاة الله) او النجوى بين الناس جمعا او نجوى اثنين او ثلاث او اكبر وذهبت مقاصد الناس الى ان النجوى هي كلام موضوعي يتبادله الناس الا ان انعطافة الزامية لـعلة اللسان العربي المبين يتبين فطرة ان النجوى من جذر عربي (نج) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (نج .. نجا .. نجى .. نجي .. نجو .. نجوى .. نجاة .. ناجي .. ينجى .. ننجي .. مناجي .. مناجاة .. و .. و ..) وحين نعالج الجذر العربي (نج) في علم الحرف القرءاني يتضح ان المعنى هو (فاعلية احتواء بديل) وعندها سندرك ان النجاة تقوم عندما يحيق بالشخص خطر او مخاطر اي (لا أمان) يكون استبداله وجوبا دستوريا
كذلك عندما نتعامل مع لفظ (الاصلاح) في لسان عربي مبين سندرك ان الاصلاح والصلاح من جذر (صلح) وهو صفة حميدة تقيم الـدليل على وجود خطأ وخطيئة تستوجب الاصلاح فـ عباد الله الصالحين هم الذين يصلحون الخطأ كلما أخطأوا او كلما زحف خطأ الغير في كيانهم فهم يصلحوه فهم عباد الله الصالحين !! لذلك فان عباد الله الصالحين لا يستخدمون شيئا او يمارسون ممارسة الا بعد اصلاحها ان كانت مشوبة بالخطأ وحين نريد توسيع دائرة الفهم لـ دستورية سبل النجاة نسمع القرءان في نص شريف أن (لا خير في كثير من نجواهم) وهو أمر خطير يذكرنا به القرءان ان (لا خير) في كثير من (دستور سبل النجاة) التي يمارسونها ذلك لان هنلك (نجاة كاذبة) مؤقته يمارسها الناس ظنا منهم انها (سبيل نجاة) الا انها ليست دستورية في مرابطها مع نظم الخلق مثل (قرص البانادول) فهو يزيل ألم وصداع الرأس الا ان الالم يعود ويظهر في يوم ءاخر ويتكرر ظهوره في نوبات تتقارب كلما استخدم طالب النجاة تلك الاقراص الكيميائية بشكل متوالي
ذلك الانذار القرءاني (لا خير في كثير من نجواكم) يقيم دستور قراءاني عظيم ان تكون دستورية نظم النجاة من كل شيء سيء يجب ان تكون من صلب نظم الله بلا شراكة مع انظمة وضعها بشر او جيء بها من غير الله لذلك يتوجب علينا ان نتخذ من (سبل النجاة) التي نحتاجها وان كانت شائعة بين الناس على ان تخضع لـ معايير دستورية تقوم بتعيير اي سبيل نجاة مطروح (بين الناس) لان الله قال لنا (لا خير في كثير من نجواهم) فـ مرابط النجاة المعتدة من قبل الناس (غير أمينه) بنص قرءاني دستوري ينذر من كان حيا { لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ـ يس } كما ينذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون { لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ــ يس}
ما يؤكد مراشدنا المستحلبة من القرءان ان القرءان يحذرنا ان هنلك نجوى من الشيطان وذلك يعني ان سبل النجاة تؤتى من سبل قامت خارج الصراط المستقيم اي من صفة (الشيطان) وتصيب الذين أمنوا ايضا وهو شأن خطير إن عرفنا كيف ينذرنا القرءان ويحذرنا ما لم يحذرنا منه الاباء الذين وصفهم الله بالغافلين ونقرأ
{ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ ءامَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (سورة المجادلة 10)
وبذلك يكون التوكل على الله ليس في عالم عقلاني حصري فـ ابعاد التوكل على الله بخصوص النجاة لا تأخذ مسارا عقلانيا متفردا في دعاء او توسل بل يجب ان تنتقل الى عالم مادي تنفيذي متصل بنظم الله النافذة في الخلق فالله لا يمكن شخصنته وكأنه شبح جبار بل الله سبحانه ملأ اركان كل شيء في خلقه فيكون التوكل عليه في امرين الاول هو (الوقاية من الخطر) حين نشطب نجوى الشيطان ونجوى الناس (الناسين) ونتعامل مع نظم الله وجها لوجه بلا واسطة والثاني (حين يمسنا الخطر) فلا دعاء ينفع ولا مناجاة كلامية تنفع كالمصابين بالامراض المزمنة او الامراض الخطرة فان النظم الدوائية الكيميائية جاءت من ميتة الارض وليس من مصدر حيوي (بايولوجي) فهس سبل نجاة غير أمينه (غير دستوريه) ويستوجب تعيير استخدامها وفق نظم الهية وليس وفق نظم صحية مزعومة وضعها بشر مثلنا
إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ .. عرف الناس صفة (الصدقة) على انها مبلغ من المال او عين من المال كأن يكون طعام او شيء من ملبس (يتصدق) به الشخص على المحتاج الا ان (الصدقة) بلسان عربي مبين تعني (حاوية الصدق) فالصدقة كما يتصورها الناس لا تحتاج الى (أمر) ليقول ربنا (الا من أمر بصدقة) الا ان (حاوية الصدق) تحتاج الى (أمر بالصدق) سواء كان في كيان طالب النجاة او في مجتمعه الذي يعيش فيه فيأمر باحتواء الصدق في التصرفات والممارسات غير الصادقة واذا اردنا ان نرصدها فهي في تصرفات وممارسات لا حصر لها من العادات المجتمعية العامة والممارسات الخاصة التي تجري بعيدا عن حاوية الصدق وتتصل بحاوية الكذب والمتعلقة بـ (دستورية النجاة) مثل المهاجرين الى دول التحلل الاخلاقي في الاقاليم المتحلله ظنا منهم انهم سينجون هم واولادهم من المخاطر الا انهم اركسوا انفسهم واولادهم في مخاطر تعلن عن نفسها عبر تقادم الزمن !! ..
نؤكد لمتابعينا الكرام ان الامثلة اعلاه توضيحية ترتبط بالمادة العلمية المعلنة في القرءان وهي ليست صفات محددة لوجهة الانذار القرءاني فالدستور القرءاني شامل عام يشمل حالات لا حصر لها نوعا او مضمونا ولا يحدها زمن محدد او عصر من العصور فالدستور القرءاني متصل بكامل الكياني البشري بشكل متجدد لان القرءان يتصف بصفة (مجيد) .!!
المعروف ... هو لفظ ظاهر المعنى بلسان عربي مبين فهو يعني (المبين) الا انه في معارف الناس محدد بصفة منسكية في صوم او صلاة او زكاة او صدقة مال او كلام طيب او ممارست وتصرفات معروفة بصفتها الحميدة وغالبا ما تسمى بـ (العرف المجتمعي) او (الالتزام الديني) الا ان المعروف علميا يعني (عرفان مشغل العلة) اي استبيان مشغل العلة وليس عرفان الفاعلية او العادة فكثير من الاشياء المعروفة في المجتمعات لا تمتلك (مشغل علة أمين) مثل ما يجري من (ذبح) يقال انه اسلامي الا انه مليء بكثير من المخالفات كمار روجنا له في منشورات سابقة ذلك لان (علة الذبح) غير معروفه ولكن (منسك الذبح) معروف الا انه مشوب بـ انحراف خطير في المنسك يجري على اعين الناس بصفته منسك سليم (معروف) ذلك لان (مشغل علة الذبح خفية) والناس في غفلة عن تلك العلة ولو ابقوا منسك الذبح على قديمه فان (معرفة العلة) ليس واجبا لان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ارسى اركان الذبح وانتقل الينا عبر الاجيال (فعلا منقولا) كما انتقلت الينا ممارسات الغزل والنسج ونجارة الخشب وغيرها الا ان ذلك المنسك اصابته رياح حضارية اخرجته من (دستورية النجاة) مثل (صعق الحيوان) بالكهرباء قبل ذبحه او الذبح مع وضع الحيوان في حالة منتصبة وغير ذلك من التداعيات الطاعنة بدستورية النجاة في ذلك المنسك وبذلك يحتاج منسك الذبح الى (أمر بالصدقة او بالمعروف) فكثير من ممارسات الذبح (كاذبة) وكثير من ممارسات الذبح لا تتصل بمشغل علة الذبح والمثل ضرب لتوضيح مربط المادة العلمية ولا يمثلها حصرا
أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ .. الرصد الاولي الذي يرصده الباحث القرءاني ان الاصلاح بين الناس يعني اصلاح التداعيات بينهم اي (بين الناس) الا ان عربية اللسان تفرز المقاصد الشريفة ليدركها الباحث فلفظ (بين) لا يعني التبادلية في الناس ببعضهم حين تتصدع بل يعني (استبدال قابض الحيازة) عند الناس حتى ان ذلك المنطق ساري في منطق بعض الناس حين يقال (ذات البين) فهو وصف غير حميد لصفة معينة تنتج الـ (لا أمان) .. الا ان الناس يمارسونها على (خطأ) وهم بحاجة لمن يصلح ذلك البين ويطفيء خطره مثله في مجتمعاتنا استخدام مكبرات الصوت التي تضخم صوت الخطيب او المنادي مئات المرات والله يقول في قرءانه (واغضض من صوتك) ومثله الحشر في زحمة المدن وهو (لا أمان) الا ان الناس يعتبرونه (أمينا) فيهجرون القرى والارياف ليسكنوا في مدينة مزدحمة خانقة لا أمان فيها ومثلها ما انتشر من البسة صنعت من خامات تركيبية تحتقن فيها وعليها الشحنات الكهربية الضارة ويتصورنها أمينه وما هي بأمينه ومثلها كثير لا يعد ولا يحصى من الاخطاء التي يسهل اصلاحها والتي تم فيها (استبدال قابض الحيازة) عند الناس على خطأ غير أمين الا ان الناس (ناسين) ويحتاجون الى لمن يذكرهم بالخطايا ولا يوجد بشر يستكمل نظم التذكير بعد المصطفى محمد عليه افضل الصلاة والسلام الا ان القرءان فينا وهو (ص والقرءان ذي الذكر) وهو الهي التنزيل محمدي التلاوة ولكنه قران مهجور حيث تم هجر القرءان وتمسكنا بما قيل فيه في اجيال سابقة وهو قرءان ينذر من كان حيا ولينذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون
ما كانت تلك السطور لتقيم منهجا تفيسيريا بل هي ذكرى عسى ان تنفع المؤمنين (طالبي الامان) وهم ذوي النجوى (طالبي ـ دستورية ـ سبل النجاة)
الحاج عبود الخالدي
تعليق