السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أية التخليق في سورة الحج جعلت ألمضغة بقسمين قسم منها (مُخلّقه) وأخرى (غير مُخلّقه) . تقسيم ألمضغة إلى قسمين متضادين احدهما قابل للتخليق والأخر غير قابل للتخليق جاء بالمرحلة الرابعة بعد ثلاثة مراحل سبقته هي "التراب-النطفة-ألعَلقه"
.(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ))5\الحج
يؤكد لنا القرءان أن ألمضغة ألمذكورة في أية الحج قد تم خلق ألعظام منها وذلك في أية (المؤمنون).
( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ))14\المؤمنون
هذا خلق ألانسان ويبدو انه مختلف مرحليا عن خلق الناس المخاطبين في اية الحج لان المضغة هنا خلقها عظاما وليس لحما فمن أين يأتي اللحم إذا كانت المضغة قد استحالت بالكامل إلى عظام ؟
هل جاء اللحم (وهو كل الأنسجة الأخرى ما عدا العظام) من الجزء غيرالمخلقة من المضغة . بينما العظام جائت من المضغة المخلقة !!؟ فمن اين جاء الغير مخلقة ؟؟؟
((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ))
هذا هو الإنسان بكامل شخصيته جعله نطفة في قرار مكين وإذا فالنطفة أتية من إنسان أخر سابق ثم توالت عمليات التخليق عليه مترتبة بالفاء ((ثم خلقنا النطفة علقة )) .
((فخلقنا العلقة مضغة)).
ولكن أي مضغة أهي المخلقة أم غير المخلقة ؟
فأين المضغة غير المخلقة ؟
لقد بقيت المضغة غير المخلقة بدون إشارة لها في آية المؤمنون.
ولكن إلا يمكن إن يكون إن المضغة المخلقة ( العظام )هي القابلة للتخليق ...وبينما الغير المخلقة ( اللحم ) هي الفانية بموت الانسان ؟ بحيث العظام مكونات غير قابلة للتلف التام إلى الأرض.
لقد ثبت ألان إن خلايا العظام لا تذوب ولا تتفسخ خلافا لبقية الأنسجة حتى لو أصبحت العظام رميما.كل ما في الأمر إن الخلايا العظمية تتفرق.
ومعلوم إن تكوين جسد لكائن حي منقرض أصبح ميسورا الآن حيث يصنع له نموذج من الجبس ولو عثر على جزء من الفك فقط بل لو عثر بعض الأسنان المتفرقة حيث يبنى الفك ثم الفك الأخر ويحصل تصور تام عن الجمجمة وبالتالي عن الهيكل العظمي الكامل ثم يغلف بما يمثل البدن وما يناسب تلك المقاييس .فأي جزء من العظام ينطوي على "هيكلية كاملة" للجسم الذي كان عليه الكائن ويبدو إن هذا هو السر في تأكيد القران على الإحياء من العظام .وتحتفظ العظام والخلايا العظمية بأخر ما حصل للبدن.
ومعلوم إن كل ذلك مرتبط بالأفعال التي قام بها الكائن في حياته. واننا مسؤلون على مصير ابنائنا فما نفعله من خير سيدخل في جيناتنا وندخره لاطفالنا وما نفعله من السيئات سندخرها ايضا لاطفالنا عن طريق جيناتنا في عظامنا فما نطعم لحومنا من السيئات سنتركه في العظم وما نطعم اللحم من الحسنات ستنتقل الى العظم ومن ثم الاطفال من سلالتنا
فتاتي عبارة ((وغير مخلقة لنبين لكم )) هنا (لنبيّن) هو غاية وهدف للتقسيم إذ لو كانت المضغة ذات طبيعة واحده لا دخل للاختيار فيها لما كانت ثمة فائدة من التبيين إذ لايقدر الإنسان على تغيير (المخلّقة) أصلا على المعنى الأخير فتكون (غير المخلّقة) اي لحومنا تاثير على عظام اجيالنا وعلى الانسان ان يختار أفضل ما يمكن لأجل الترقي والتطور..ومن شان الاختيار السيئ في حياته سيغير من خلق العظم وان كان قد استلمه من ابائه حسنا؟ أليس تكوين الأبدان هو من شأن الوراثة ومرتبط بالمضغة المخلّقة؟ ولن يظهر بالتالي أي شيء من خيارات الطفل فيه ؟ فكل فرد قد اختاره الآخرون بسابق من أفعالهم وسلوكهم و مجبورين على أن ينقلوا له (مضغة مخلقة ) يقوم الله باعطائه مضغة (غير مخلّقة) ( قال من يحي العظام وهي رميم قل يحيها الذي انشأئها ول مرة) اي انشاء الانسان وليس خلق !!! فهذا الانسان مرة ثانية أيضا يمنحها لغيره فلينظر ماذا يفعل ؟هل يمنح مخلقة سيئة جدا ام حسنة ؟
وإن بمقدور الطفل محاسبة جميع الذين منحوه هذا البدن وأنه بمقدوره محاسبة عدد لا محدود من ذريته ان يخاصموه على ما منحهم من مضغة سيئة جدا سبب لهم مشاكل كثيرة .ومعنى ذلك إن الولد المؤمن لا ينفع الوالد الكافر بل على العكس سيكون أول خصم له من خصومه الكثيرين وبذلك يظهر حمقه وعظيم غفلته إذ كان يربي لنفسه خصوما وهو يحسب أنهم خيرٌ له .أما أبيه الكافر فهو في وضع خصومة معه منذ الأصل ,ذلك إن الاختيار ألسيء هو فعله الدائم سواء في الحياة أو بعد الإحياء من الموت .
وهكذا يكون صاحب الاختيار السيئ وحيدا فريدا منعزلا بفعله الذاتي فلا يجد مؤيدا ولا نصيرا حتى ان احب اولاده حبا جما ويبدو ان القرءان يؤكد على هذه النتيجة في عدد من الآيات:
((فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارا))25\نوح
((وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ))116\التوبة
((أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ)) 91\آل عمران
((هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون))
أية التخليق في سورة الحج جعلت ألمضغة بقسمين قسم منها (مُخلّقه) وأخرى (غير مُخلّقه) . تقسيم ألمضغة إلى قسمين متضادين احدهما قابل للتخليق والأخر غير قابل للتخليق جاء بالمرحلة الرابعة بعد ثلاثة مراحل سبقته هي "التراب-النطفة-ألعَلقه"
.(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ))5\الحج
يؤكد لنا القرءان أن ألمضغة ألمذكورة في أية الحج قد تم خلق ألعظام منها وذلك في أية (المؤمنون).
( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ))14\المؤمنون
هذا خلق ألانسان ويبدو انه مختلف مرحليا عن خلق الناس المخاطبين في اية الحج لان المضغة هنا خلقها عظاما وليس لحما فمن أين يأتي اللحم إذا كانت المضغة قد استحالت بالكامل إلى عظام ؟
هل جاء اللحم (وهو كل الأنسجة الأخرى ما عدا العظام) من الجزء غيرالمخلقة من المضغة . بينما العظام جائت من المضغة المخلقة !!؟ فمن اين جاء الغير مخلقة ؟؟؟
((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ))
هذا هو الإنسان بكامل شخصيته جعله نطفة في قرار مكين وإذا فالنطفة أتية من إنسان أخر سابق ثم توالت عمليات التخليق عليه مترتبة بالفاء ((ثم خلقنا النطفة علقة )) .
((فخلقنا العلقة مضغة)).
ولكن أي مضغة أهي المخلقة أم غير المخلقة ؟
فأين المضغة غير المخلقة ؟
لقد بقيت المضغة غير المخلقة بدون إشارة لها في آية المؤمنون.
ولكن إلا يمكن إن يكون إن المضغة المخلقة ( العظام )هي القابلة للتخليق ...وبينما الغير المخلقة ( اللحم ) هي الفانية بموت الانسان ؟ بحيث العظام مكونات غير قابلة للتلف التام إلى الأرض.
لقد ثبت ألان إن خلايا العظام لا تذوب ولا تتفسخ خلافا لبقية الأنسجة حتى لو أصبحت العظام رميما.كل ما في الأمر إن الخلايا العظمية تتفرق.
ومعلوم إن تكوين جسد لكائن حي منقرض أصبح ميسورا الآن حيث يصنع له نموذج من الجبس ولو عثر على جزء من الفك فقط بل لو عثر بعض الأسنان المتفرقة حيث يبنى الفك ثم الفك الأخر ويحصل تصور تام عن الجمجمة وبالتالي عن الهيكل العظمي الكامل ثم يغلف بما يمثل البدن وما يناسب تلك المقاييس .فأي جزء من العظام ينطوي على "هيكلية كاملة" للجسم الذي كان عليه الكائن ويبدو إن هذا هو السر في تأكيد القران على الإحياء من العظام .وتحتفظ العظام والخلايا العظمية بأخر ما حصل للبدن.
ومعلوم إن كل ذلك مرتبط بالأفعال التي قام بها الكائن في حياته. واننا مسؤلون على مصير ابنائنا فما نفعله من خير سيدخل في جيناتنا وندخره لاطفالنا وما نفعله من السيئات سندخرها ايضا لاطفالنا عن طريق جيناتنا في عظامنا فما نطعم لحومنا من السيئات سنتركه في العظم وما نطعم اللحم من الحسنات ستنتقل الى العظم ومن ثم الاطفال من سلالتنا
فتاتي عبارة ((وغير مخلقة لنبين لكم )) هنا (لنبيّن) هو غاية وهدف للتقسيم إذ لو كانت المضغة ذات طبيعة واحده لا دخل للاختيار فيها لما كانت ثمة فائدة من التبيين إذ لايقدر الإنسان على تغيير (المخلّقة) أصلا على المعنى الأخير فتكون (غير المخلّقة) اي لحومنا تاثير على عظام اجيالنا وعلى الانسان ان يختار أفضل ما يمكن لأجل الترقي والتطور..ومن شان الاختيار السيئ في حياته سيغير من خلق العظم وان كان قد استلمه من ابائه حسنا؟ أليس تكوين الأبدان هو من شأن الوراثة ومرتبط بالمضغة المخلّقة؟ ولن يظهر بالتالي أي شيء من خيارات الطفل فيه ؟ فكل فرد قد اختاره الآخرون بسابق من أفعالهم وسلوكهم و مجبورين على أن ينقلوا له (مضغة مخلقة ) يقوم الله باعطائه مضغة (غير مخلّقة) ( قال من يحي العظام وهي رميم قل يحيها الذي انشأئها ول مرة) اي انشاء الانسان وليس خلق !!! فهذا الانسان مرة ثانية أيضا يمنحها لغيره فلينظر ماذا يفعل ؟هل يمنح مخلقة سيئة جدا ام حسنة ؟
وإن بمقدور الطفل محاسبة جميع الذين منحوه هذا البدن وأنه بمقدوره محاسبة عدد لا محدود من ذريته ان يخاصموه على ما منحهم من مضغة سيئة جدا سبب لهم مشاكل كثيرة .ومعنى ذلك إن الولد المؤمن لا ينفع الوالد الكافر بل على العكس سيكون أول خصم له من خصومه الكثيرين وبذلك يظهر حمقه وعظيم غفلته إذ كان يربي لنفسه خصوما وهو يحسب أنهم خيرٌ له .أما أبيه الكافر فهو في وضع خصومة معه منذ الأصل ,ذلك إن الاختيار ألسيء هو فعله الدائم سواء في الحياة أو بعد الإحياء من الموت .
وهكذا يكون صاحب الاختيار السيئ وحيدا فريدا منعزلا بفعله الذاتي فلا يجد مؤيدا ولا نصيرا حتى ان احب اولاده حبا جما ويبدو ان القرءان يؤكد على هذه النتيجة في عدد من الآيات:
((فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارا))25\نوح
((وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ))116\التوبة
((أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ)) 91\آل عمران
((هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون))
تعليق