كيف تنعقد النية بين العابد ونص القرءان ! قيام (الصله)
ورد تساؤل واثاره كريمه من احد اعضاء المعهد على صفحة الفيسبوك فيما يلي نصها :
اثابكم الله حاجنا الفاضل على هذه التذكرة القرءانية .... جنابكم الفاضل يتفق معي في ان صلاة الصبح هي اكثر صلاة هجرها الانسان بسبب ظاهرة النوم العميق او التأخر في النوم لساعات متأخرة جدا ، لذلك يلجأ المصلين الى صلاتها قضاءا في خارج وقتها وتحديدا بعد شروق الشمس ، المشكلة هي ان هذه الظاهرة شبه مزمنة عند الناس الا في ايام رمضان نوعا ما مما يخلق ظاهرة غير حميدة عند المصلي تكمن في تصدع الاجساد وغيره .... نأمل ان تكون هنالك معالجة قرءانية لهذه الظاهرة التي اصابت الناس في زمن الحضارة ....شكرا لكم
الجواب :
الترابط العقلاني بين القرءان وقارئه :
السلام عليكم ورحمة الله
احسنتم فـ صلاة الفجر هي الاصعب في زمننا بسبب امتداد مساحة زمن النهار نتيجة غزو اضاءة الكهرباء وما يصاحبه من برامج تلفزيونيه وحضور فائق لشبكة الاتصالات فاصبح نهار المعاصرين اطول بكثير من نهار الاولين حيث صار النوم المبكر نادر او معدوم لذلك فان الصحوة الصباحية تأخرت على شروق الشمس كثيرا ..
المعالجات الجذريه هي في الاصرار على النوم المبكر الا ان ذلك صعب جدا بسبب ارتباط كل شخص بمحيطه ومحيط كل شخص ينشط في الليل حتى صغار الاطفال .. هنلك معالجه قرءانيه وهي تقع ضمن رابط (فاعلية نصوص القرءان) عند قرائتها وتلك الفاعلية نعرفها في الصلاة المنسكية بشكل مبين فلا صلاة بلا قرءان بعربيته حصرا دون غيرها وبنطق صحيح وشرط صحة القراءة ملزم لقبول الصلاة والا فالصلاة باطله وذلك الركن في الصلاة يعلن عن ءايه قرءانيه مبينه مفادها ان هنلك وظيفة لكل نص قرءاني ومن خلال بحوثنا الطويله في القرءان وجدنا ان التخصص الوظيفي لبعض نصوص القرءان تقوم عند الارتباط بحاجة قاريء القرءان فلو اراد قاريء القرءان نصا قرءانيا للشفاء فعليه ان يختار نصا قرءانيا معقود عليه النية للشفاء من قبل القاريء وحين يكرر ذلك النص باستمرار فان النص الشريف المختار يفعل فعله ..
لذلك اكثرت المدرسه الدينيه من طرح وظائف لبعض نصوص القرءان فهنلك مثلا سورتي التعويذ والتي قيل في سبب نزولهما لرقية الحسن والحسين ابناء فاطمه وقيل في ءاية الكرسي انها للحفظ من المكاره في النهار وقيل في الايه 13 من سورة الزخرف انها للحفظ من مكاره السفر
{ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } (سورة الزخرف 13)
وقيل في فاتحة الكتاب انها للشفاء من الحمى والالم الا ان تلك الاقوال لا ترتبط بمشغل عله واضح كما هي المادة العلمية المعاصرة الا ان ما رأيناه من مشغل عله يشغلها النص القرءاني تكمن في اختيار قاريء القرءان فالاقتران مع نص قرءاني لـ علة يريدها القاريء تقيم رابط كوني بين نظم الخلق وكيان القاريء العقلاني والمادي (رحمي الخلق) فيحصل قاريء القرءان المؤمن بالقرءان على غايته باطهر وسيله واعظم وسيله ..
في معالجة تصدع ميقات الصحو لصلاة الفجر اخترنا الايات الاربع الاخيره من سورة الكهف تقرأ كل يوم قبل الخلود الى سرير النوم ولفترة زمنية كلما تستمر وتطول تكون الصحوة بميقات اقرب الى ميقات الاذان لصلاة الفجر حتى تصبح الصحوة وكأنها ساعة بايولوجيه توقظ المصلي في الميقات الكوني لصلاة الفجر رغم انه ميقات متغير على دورة الشتاء والصيف والايات هي
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } (سورة الكهف 107 - 110)
ننصح برفع كل علقة لغوية في النص عند القراءة وكل اضافه لحرف الالف فلفظ (مدادا) مثلا يقرأ (مداد) ولفظ (جنات) يقرأ (جنت) ولفظ (لكلمات) يقرأ (لكلمت ربي) كما ترفع الحركات جميعا .. سنجد ان القرءان يعمل لحملته (تقنية عقلانيه) لا وجود لها في علوم العصر ولا اثر لها في معارف البشرية سوى ما جاء في المدرسة الدينية من بيانات تخص (الرقيا) ..
الممارسه تحتاج الى ايمان مطلق بفاعلية النص القرءاني اما الشك والظن و (دعني اجرب) مثلا فهي لا تقيم رابط مع النص الشريف لان (النية الصادقة) هي الاساس في نشأة الرابط بين العابد ونص القرءان ومن يجرب القرءان انما يكون قد ظلم نفسه وفي ذلك بيان قرءاني مبين
{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا } (سورة الإسراء 82 - 83)
السلام عليكم
تعليق