( والذي جاء بالصدق ) في ميزان شعار ( ثورات ) الربيع العربي !؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المتقون موصوفون في نص شريف
(وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (الزمر:33)
الا ان الناس لم يأتوا بالصدق حين يطالبون حكوماتهم برفع الفقر عنهم وكأن حكوماتهم ترزقهم وهم يطلبون من حكوماتهم شأنا فرديا ليس في يد الحكام ولا من وسيلتهم بل هو في يد إلهية محض
(وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (النحل:71)
كلما اقترب الناس من حكوماتهم كلما تمكنت (أم الحكومات) التي تحكم الارض من احكام قيادتها للناس والتحكم بهم وتحويلهم الى عتلات متحركة بامر منهم ... اقالة الحكومات السيئة لا تبدأ في (استقالة الحكومات) بل في (اقالة الحكومات) من (مملكة فردية) وتبدأ الإقالة في الفرد الذي يحمل محاسن التقويم فيعزل حكومته (مملكته هو) عن (حكومة غيره) في مجمل قاموس نشاطه قدر ما يستطيع العزل وقد يجاهد شخصيا في عزلته عن الحاكم والحكام وليبق الحاكم السيء يسود رعية السوء تلك الرعية التي تريد من حكومتها الامن والرزق والشفافية و .. و ... وهم موصوفون بمزيد من السوء
ان الذي يقيل حكومة الزمان انما يكون في حكومة الله ولا يمكن ان يكون (الله اصغر) حين يكون المكلف قد ركل حكومة زمانه ليخضع الى حكومة (الله اكبر) الا ان الناس على دين ملوكهم يهتدون ولحظوة عند السلطان يسعون فيكونون طيف السوء في ما اختاروا من سوء في حكومات معاصرة هجرت الله في دستورها وقوانيها ونفاذية امرها فالله مشطوب مشطوب في مادة قانونية تخطها حكومات زماننا الا ان الناس في غفلة عن أمرهم في شأن خالقهم ويتصورون ان حكومة الله متغيبة وكأنهم لا يقراون في القرءان
(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255)
الدعوة لتغيير (النفوس) وربطها بما خلق الله بديلا عن ما خلق الانسان هو الخلاص الحقيقي من ظلم ظالم لان الله يقول
(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) (الذريات:59)
فمن يصاحب الظالم هو مظلوم ومن يصاحب المظلوم هو ظالم ولا يوجد مظلوم من غير ظالم ولا يوجد ظالم من غير مظلوم ... صحبة الظالم للمظلوم تؤتى من حمالة ذنوب لكليهما فمن كان يريد الخلاص عليه ان يتقي الذنب وبتلك الصفة يهنأ من يريد الحياة الطيبة
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
فمن يبحث عن حياة طيبة صحبة حكومة غير طيبة فلن ينال رحمة الله ابدا ويبقى في مسلسل السوء متقلبا حتى ينال حظه مما كسبت يداه
من يكفر بحكومة الله ويجعل حكومة السلطان هي (الأمل) انما يعشو عن ذكر الحمن ويجعل الله اصغر وليس الله اكبر بدليل ان ايمانه بحكومة تصلح حاله انما هو كفران بحكومة الله وولايته
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (الزخرف:36)
(هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (الكهف:44)
اما الخائفين من ان تخذلهم حكومة الله فهم الاسوأ دينا وهم متاسلمين وليسوا مسلمين وخاب ظنهم وحبطت اعمالهم وما لهم من غير الله من ناصرين
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام:61)
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طـه:112)
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً) (النساء:45)
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (النساء:173)
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:14)
(قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (الأحزاب:17)
وهنا نداء لمن يقرأ هذه الايات في رسالة ارسلها الله للبشر وهل يمكن ان تكون حكومة الاوطان (اكبر) من حكومة الله اكبر ..!!!!
تذكرة سياسية في دين عسى ان تنفع المؤمنين
عن ادراج :
حكومة الله وحكومة الإنسان
تعليق