الميــــزان في علوم القرءان
من اجل حضارة اسلامية معصرة
من اجل حضارة اسلامية معصرة
لقد قدم مشروعنا الفكري المنشور في صفحات الكترونية بداية فكرية لموضوعية (العلوم المعاصرة وضرورة القرءان) وهي محاولة ابجدية لاستقراء علوم الله المثلى وكانت تمثل بداية حرجة وحذرة جعلت بعض جوانب الطروحات مبتورة البيان تعتمد التلميح الحذر دون البيان التفصيلي …
الارتفاع بعقولنا من اجل ان يكون بيان القرءان في جيلنا بقدرات ذاتية لجيل العلم يحتاج الى المبدأ الذي تم تأكيده في معالجاتنا المنشورة وبمعدلات تزيد على خط البداية الاول …
لقد حاول رهط كبير من المفكرين العقائديين المعاصرين ولوج علوم الذكر الحكيم لايمانهم بدستوريته في الفكر الانساني بمختلف انشطته وبما فيه النشاط العلمي الذي صاحب النهضة المعاصرة … الجهد الفكري المبذول من قبل رجال الفكر في ساحات الفكر العقائدي المعاصر اتسع اتساعا كبيرا وانتشر انتشارا عشوائيا حتى فقدت فيه المنهجية العلمية واصبح اى طرح فكري يحاول ان يسمو بالقرءان مع العلوم المعاصرة لا يعدو ان يكون طرحا صحفيا يقرأ في صحيفة اليوم ويتحول الى ارشيف فكري….مثال ذلك ما قاله طبيب مجاهد في الله يعيش القرءان في وجدانه ان (شكل الدماغ يمثل شكل انسان ساجد) وقال اخر ان شكل الانسان برأسه ويديه وقدميه يمثل رسما للاسم الشريف (محمد) … وحلل اخرون الوصف الوارد في القرءان من خلق النطفة والعلقة والمضغة بما يطابق الرصد العلمي المعاصر في عملية الاخصاب … لابد ان يكون لتلك المحاولات الفكرية حضور في اسطر بدايتنا في هذه المعالجة ونؤكد ان الهدف من العرض السابق ليس لانتقاص الجهد المبذول من قبل رجال الفكر العقائدي او لاجهاض همتهم الفكرية في رفع القرءان في الاروقة العلمية بل لغرض ايضاح الوصف الدقيق للمحاولة ورصد غياب المنهج العلمي الثابت والمستقر في معالجة المتن الشريف بحيث اصبحت العملية الجهادية لرفع القرءان في اروقة العلم تخضع لتيارات غير منضبطة بضابطة فكرية محددة المعالم وواضحة المسلك مما زاد في حيرة الجماهير المسلمة في ميزان علوم العصر وبيانات المتن الشريف…
العلوم المعاصرة سجلت هيبة عالية في نفوس الجماهير التي تعودت على استقبال ما هو مذهل وعجيب وجديد وفي نفس الوقت سجلت تلك العلوم وفي مواقع متعددة انكفاءات فكرية وتراجعات تتصف بطابع اللاثقة بأي وليد علمي جديد …
الانكفاءات الفكرية تمثلت في انحسار الثقة المطلقة بالعلوم المعاصرة كونها انشطة تمثل حلولا لكافة المشاكل التي تعانيها مسيرة الانسان على كوكب الارض … لم تستطع علوم اليوم ان تضع حدا للعبث الفايروسي في اجساد المخلوقات ولوحظ ان الاعلان عن تجارب لنجاح عقار معين لا يقابل بثقة مطلقة من قبل الجماهير بل بريبة وحذر سواء لمرض نقص المناعة او لمرض السرطان وثمة ملاحظة خطيرة بل في غاية الخطورة طفت على سطح الاعلام العلمي المعاصر جدا وهي في ازدياد الخطر الفايروسي في الوقت الذي تزداد فيها الجهود لتحجيم دور الفايروس او وقف التدهور السرطاني … لقد اصبح طموح العلماء يتناقص امام الدور الخطير للفيروس او الورم السرطاني بحيث تحولت طموحات العلماء في القضاء على عبثه بالاجساد الى طموح علمي بالوقاية منه فقط وكأن العلم الحديث بدأ يهادن مخلوقاً فايروسياً لا يرى بالعين المجردة ولكنه مارد مخيف ويهادن زائراً قاتلاً اخر لايعرف العلم متى يطرق ابواب الجسد ومن اين يدخل لينهي حياة الانسان تحت اسم مخيف اسمه السرطان… حتى طموحات الوقاية لم تفلح ازاء الهجمة العنيدة لذلك الشبح الفايروسي الذي قيل فيه انه لا يمتلك قدرة ذاتية على الايض الخلوي والانتاج وانه يتطفل على خلايا الاحياء من المخلوقات التي يستعمرها كما يستعمر الاقوياء الضعفاء … ان اختيارنا للمثلين السابقين لا يعني انهما امثلة متفردة بل تم اختيارهما لمساسهما المباشر مع الجمهور … رغم ان هذا النتاج لا يتصف بصفة صيد صحفي الا انه نتاج فكري يمكن اعتماده ردا داحضا لنظرية التطور التي قال بها (داروين) وهو رد قالت به الطبيعة نفسها والتي عزى اليها داروين فكرته الكافرة في اصل الانواع تحت شعار التطور الذاتي للمخلوقات البدائية …
علم الحقائق الثابتة قائم فينا بكل علوم العصر المعاصرة لنا ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين وكل حقيقة تتصف بالثبات تدخل في العلوم العلوم الحديثة ويكون لها حضور اجباري في الفكر الانساني ومن ثم في تطبيقات تقنية او منهجية .. مهما كانت نتائج تلك الحقيقة حتى ولو كانت تمثل دمارا شاملا للبشرية بكاملها كما في علوم الطاقة النووية ….فنون العلم المعاصر لا تقوم على اساس الحاجات الضرورية للمجموعة البشرية بكاملها والعلماء يتعاملون مع الحقيقة الثابتة تعاملا مجردا من الضرورة الثابتة واكبر تلك البؤر الفكرية اثارة هي محاولات الاستنساخ الحيواني او البشري والتي اتخذت من الاهتمامات العلمية عروشها العالية دون ان تقدم تلك العروش العلمية ضرورات احتضان تلك الجهود
في الاثارة المروجة على الاسطر السابقة تطفو حقيقة صاحبت تلك الجهود(العلمية) وهي في غلة الجهد العلمي الخاضع للرقابة الجماهيرية … انسان مستنسخ او نعجة مستنسخة لا بد ان تكون له غلة بين مجتمعات بني البشر ولا بد ان تلك النتاجات سيكون لها حضور يتوالد في انشطة الانسان ولا يمكن ان تحسر النتاجات العلمية في المعاهد والمؤسسات دون ان يكون لها حضور تطبيقي في مجتمعات انسانية مثل تطبيقات الموجة الكهرومغناطيسية وما اعقبها من اجهزة بث لا سلكي وبث اذاعي مسموع ومرئي … انها ليست صواريخ تتصف بالسرية فلا تظهر لها غلة بين الناس … انها ليست بيانات فضائية تبقى حكرا لمالكي محطة الفضاء … انها ليست ثوابت علمية مجردة من التطبيق كنظرية نشوء النفط … انها ليست تقنية لجيل من الحاسبات خصص للبحرية الامريكية … انها نتاجات تهم كل فرد من المجتمع الانساني لان تلك الجهود تعزز تبجحات حامل الفكر الكافر ليدافع عن فكرته الكافرة وفي نفس الوقت ترسم الحيرة في الفكر الذي يحمل شيئا من الايمان ….
عندما نضع الحقائق الثابتة على طاولة بحثية نجد ان العقل الانساني يشترط عنصر الفائدة من الحقيقة الثابتة وذلك الشرط شرط عقلاني تفرضه بداهة اى نشاط انساني والا فانها وان كانت حقيقة ثابتة فان عدم الاستفادة منها يجعلها كلعبة الكلمات المتقاطعة التي يعبث بها من يمتلك فائضا من الوقت فتكون مضيعة الوقت فائدته…
العقل الانساني يشترط الفائدة من الحقيقة الثابتة لكن المنهجية العلمية المجردة لا تشترط الفائدة من الحقيقة العلمية الثابتة حيث نجد ان الجهد العلمي المبرمج يبحث عن الحقيقة ليمنحها صفة الثبات دون ان يدخل عنصر الفائدة من تلك الحقيقة في برنامج ذلك الجهد المبرمج ..العالم الباحث عن الحقيقة او المؤسسة الباحثة عن الحقيقة لاتضع شرط الفائده من تلك الحقيقة في برنامج البحث وتبقى عناصر الفائدة من الحقيقة حالة وجدانية تخص الباحثين انفسهم دون ان يسجل ذلك حضورا في برنامج البحث …ونسوق لذلك مثلا عندما اراد العلم المعاصر ان يتعامل مع حقيقة (النوم) وتحويل مفرداته وكينونته الى حقائق ثابتة دون ان تكون للفائدة من تلك الحقائق برنامج مسبق
الفائدة من الحقيقة الثابتة هي محور موارد الحكمة التي وردت في الذكر الحكيم وفي صفة (الحكيم) فيه … شروط تلك الفائدة هي في تأكيد موضوع (الضرورة) التي ترسخها علوم الله المثلى … الحقيقة الثابتة في موضوع معين قد تسجل فائدة لحائزي تلك الحقائق دون غيرهم ولكنها لا تسجل ضرورة تتصف بالثبات كما هو حال حائزي السلاح النووي حيث فائدتهم لا تشكل ضرورة لبني البشر بل لا تشكل ضرورة حتى لهم او لمجتمعهم البشري …
الفائدة من الحقيقة الثابتة هي محور موارد الحكمة التي وردت في الذكر الحكيم وفي صفة (الحكيم) فيه … شروط تلك الفائدة هي في تأكيد موضوع (الضرورة) التي ترسخها علوم الله المثلى … الحقيقة الثابتة في موضوع معين قد تسجل فائدة لحائزي تلك الحقائق دون غيرهم ولكنها لا تسجل ضرورة تتصف بالثبات كما هو حال حائزي السلاح النووي حيث فائدتهم لا تشكل ضرورة لبني البشر بل لا تشكل ضرورة حتى لهم او لمجتمعهم البشري …
الفيصل الفاصل بين الحقائق العلمية (علوم العصر) والحقائق العقائدية (الشريعة) في ثبات (الضرورات) ... ولثبات الضرورات وعاءان الاول في نتائجها التطبيقية والثاني في رسوخها العلمي لدى (العالمون) وسنجد ذلك في المتن الشريف بوضوح بالغ
(إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) (يّـس:11)
وهو الايمان بثبات الضرورة في الوعاء الاول
(بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ) (العنكبوت:49)
(وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
وهو الوعاء الثاني من اوعية ثبات الضرورات ويدعم وجاهة قولنا الآية 43 من سورة العنكبوت فالذي يؤدى مناسك الحج او الصلاة فهو في الوعاء الاول حتما وتتحصل عنده نتاجات تلك الضرورات لانها ثابتة وقد حصل المكلف بها على عقلانية ثباتها بالخبر الصادق (يؤمن بالغيب) … العالم بعلوم الله المثلى ستتحصل لديه (بيان الايات) وهو علم الضرورات وهو من اعمال (العقل) والاشارة القدسية (يعقلها) تؤكد التفاعلية العقلية في (الضرورة) و (ثباتها) لان اعمال العقل ترفض ان يكون الثبات بلا ضرورة او ان تكون الضرورة بلا ثبات لان التلازم بين الضرورة وثباتها هو تلازم تكويني والا لما قام الخلق وهي الضابطة التي تضع لفعل العقل الشرط الوحيد بان (يعقل) وبالتالي لايتحصل بيان الايات لدى (العالمون) مالم يكن لفعل العقل ان (يعقل) ذلك التلازم التكويني بين الضرورة وصفة الثبات التي تتصف بها تمنح مراشد العقل القدرة على ان تتكئ عقولنا على الضرورات الثابتة بديلاً عن الحقائق الثابتة…
الحقائق الثابتة التي تعيش فينا الان (تطبيقات العلوم) تمتلك من البهرج الآخاذ ما يجعل الركون اليها ركوناً اجبارياً جامحاً لانها تتعامل مع العقول بيقين تقبله العقول بشكل آني (معاصر) … فمن يستخدم اقراص الاسبرين فانه سيلمس بعد نصف ساعة نتاج تلك الاقراص التي تتعامل مع الحقائق العلمية الثابتة … ولكن التعامل مع الآية 82 من سورة الاسراء
(وَنُنَزِّلُ مِنَ القرءان مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَاراً)
لا تمنح المريض نتاجا آنيا في الاستشفاء كما تمنحه له الحقائق الثابتة … الرقى (قراءة ايات من القرءان) من طرق الاستشفاء القرءاني المعروفة لدى اهل العقيدة ولكن تلك الوسيلة في الاستشفاء تبقى واهية النتاجات لافتقاد المنهج الذي يربط السبب بالمسبب كما هو حال الحقائق الثابتة (شروط الفيلسوف ديكارت)…
ان منظومة علوم الطب تستطيع ان تمنح العقول ترابطية السبب والمسبب في فعل اقراص الاسبرين في جسد المريض … منظومة الفكر العقائدي لا تمنح العقول تلك الترابطية السببية بين (ما هو منزل من القرءان) والحاجة الى الاشتشفاء التي يعاني منها المريض …
السبب في تلك المفارقة الفكرية بين منظومة العقيدة ومنظومة العلوم المعاصرة ادت الى الانحسار الجماهيرى للعقيدة وضياع دستورية الاحكام الشرعية واكتسحت تطبيقات الحقائق الثابتة ميدان التطبيق للضرورات الثابتة فضاع الايمان بين الناس بالشكل الذي نراه ونلمسه بشكل واضح ومبين وبلا ريب …
العقيدة تحولت في عقول حملتها جماهيريا الى شيء يمكن ان نطلق عليه مصطلح (الهيكلة) … هيكلة الشريعة والاحكام الشرعية هو الوصف المعاصر والدقيق للفكر العقائدي الذي يزامن عصر النهضة المعاصرة … انه مصطلح فكري اختصت به اسطرنا كنتاج فكري لصراع فكري متأثر بتبعية الحضارة الاسلامية التي كانت رائدة لغاية قيام حضارة علوم العصر المادية مع بقاء شيء من المناسك يحافظ على هيكل اسلامي محاط بهالة فكرية غير فاعلة
علل الاحكام التي قيلت في مناسك الحج وان الافعال في الحج هي افعال تعبدية تقرب العبد الى الله وتلك نتيجة لا تمنح العقول التي تأقلمت مع الحقائق الثابتة مدا فكريا يمنح عقولنا المعاصرة ان صفة ما يجري هو ضرورة ثابتة وليس صفة تعسفية من الله سبحانه ليمتحن فيه طاعة العبد … من تلك البؤرة الفكرية العميقة جدا تهيكل الدين في العقول فاصبح حملة العقيدة يفصلون بين حياتهم المعاصرة التي تسبح في بحر من الحقائق الثابتة وبين مقومات الدين القيم فاصبح الدين متهيكلا في برامجية عقلية قاسية واوضح ما وصل اليه الانسان في تلك الهيكلية هو في المعتقد المسيحي حيث اصبح الدين لا يغادر اروقة الكنائس والاديرة واصبح الدين يزار كما تزار المتاحف … حملة عقيدة الاسلام قد يقتربون من تلك الهيكلة او قد يبتعدون الا ان مراقبة الفكر العقائدي في عقول حملة العقيدة من خلال التصرفات الجماعية للجماهير العقائدية توحي اننا نسير الى نفس النتيجة التي وصل اليها قوم عيسى (ع) ومثل ذلك ينطبق على قوم موسى (ع) …
الدين المتهيكل نمسكه بمماسك عقلية من حيث النتيجة التي وصل اليها المعتقد لا من حيث النهج الايدولوجي الذي فرضته النهضة المعاصرة على الفكر العقائدي لان ولوج ذلك النهج سيخرجنا من الموضوع الذي جندنا عقولنا من اجله ونخشى ان تتحول اسطرنا الى اسطر تتصف بالصيغ النقدية او الطرح الفلسفي الذي قد يصيب وقد يخطئ …
عندما نرصد الهيكلية في الدين لا نمتلك مقومات اخراج المعتقد من الهيكلة التي هو فيها لان الهيكلة تمت بقرار جماعي في غفلة من اهل القرار …!
لا يمتلك احد مهما اتصف بصفة عقائدية او صفة سياسية او صفة بطولية ان يخرج الدين من الهيكلة التي هو فيها لان مقومات الخروج غير متحصلة ولا يمكن ان يحوزها فرد الا تلك الصفات التي يتصف بها الانبياء حصرا , نقصد باخراج الدين من هيكلته ان يكون بمعالجة عقول حملة الدين لالغاء قرار العزل بين الدين والعلم المعاصر … الكلمات السابقة وان تبدو كانها فكر مولود من ساطر هذه السطور الا انها حقيقة ثابتة روائيا فى القرءان وحمل القرءان الكريم وصفا لتلك الهيكلة الفكرية وصفتها العقائدية رغم الفارق بين رصدنا المعاصر للفكر العقائدى السماوى وما ينقله القرءان من بيانات روائية استوجبت ان تكون مهمة في تفتيت الهيكلة الفكرية من خلال فرد يتصف بصفات الرسل والانبياء …
من الكلمات الحذرة السابقة فرضت علينا حكمة الحذر الشديد ان نكتفي بالاشارة لان الاشارة فيها بيان مبين لمن يتصف بصفة الغيرة على بقية الله في ارضه …
الهيكلة التي نحن فيها تختلف عن هيكلة اليهود والنصارى وعين الاختلاف في عدم غياب القرءان كما غابت التوراة والانجيل لان حفظ القرءان فينا مكفول من الله سبحانه وان الهيكلة التي نحن فيها قد رسمت على خارطتها منافذ كونية مرتبطة بضرورة القرءان فالقرءان نفسه والذي يقع في موقع في قلب منظومة الهيكلة يمتلك مفاتيح الخروج من الهيكلة لان فيه (قرءين) ومن القرءين تكون بين ايدينا مفاتيح النجاة لنا لنقوم مع ديننا لانه قائم ومعنا الآية 46 من سورة الطور
الآية 183 من سورة الاعراف (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً)
ومن مفاتيح القرءان نفسه (كيد الله) نقرأ القرءان بقرئه الثاني لنعالج الهيكلة التي اصابت شريعتنا المجيدة ,ذلك ما حملته الاسطر الحذرة في الدعوة الى القرءان في مجمل مشروعنا الفكري …
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ) (آل عمران:7)
اذا كان الزيغ عن القرءان او الزيغ في اياته في قلوبنا فلن ندرك تأويله والتأويل في عربيتنا هو اعادة الشيء الى اولياته ومن اولى اولياته انه مجموعة الفاظ هي مداليل قصد المتكلم وهو الله سبحانه وليست مداليل لمقاصد عرب الرسالة ..
تحت عنوان الميزان نحاول ان نمسك بالشريعة التي حلت في ساحتها (الحقائق الثابتة) التي رسخت في العقول ان كل نشاط فكري خارج الحقائق الثابتة لا يمكن ان يكون مقبولا قبولا معتمدا في انشطة الفكر المعاصر … كل شيء لا بد ان يسبب وكل شيء لا يرتبط فيه السبب والمسبب فانه مركون … مركون في ركن مأرشف … مركون في ركن مقدس .. مركون في متحف .. مركون في ركن تراث شعبي … المهم انه مركون خارج الانشطة الفكرية …
التواصل الفكري مع الشريعة السمحاء كان متألقا قبل الثورة العلمية لان العلم كان يتحقق بالخبر اليقيني (الصادق) فكان وجود الملائكة والشياطين علماً متحققاً بوسيلة الاخبار السماوي بتلك المخلوقات … تلك الوسيلة في العلم اصبحت في زمن علوم الفضاء خرافة مركونة في زاوية قدسية لا يمكن ان تمسها الاروقة العلمية … لكن المنهج العلمي هو الذي يمس قدس تلك الضابطة العلمية المؤكدة لدينا بالاخبار القدسي عنها رغم ان المسلمين يتمسكون بها كحقيقة ترقى للعلم الا ان المنهج العلمي المعاصر يرفض ذلك الاخبار فيرسل المحطات الفضائية الواحدة تلو الاخرى ليبحث عن مخلوق عاقل في الكون الرحيب …محاولتنا لا تعترض على ارسال المحطات الفضائية بل علينا ان نتحرك علميا بثوابت قرءانية مستخلصة من دستوريته العلمية وعلوه في الهرم العلمي لكي لا يصيبنا الشطط في ايدلوجية علمية كافرة ... لو كانت المؤسسات العلمية المعاصرة تبحث عن الجان او الملائكة باعتبارها من وعاء علمي دستوري فان عقولنا ترفض ان نتهم نشاطنا الانساني ذلك بانه يركن القرءان في ركن مهمل وان كان ركناً قدسياً لان بيانات مخلوقي الجان والملائكة في القرءان اكبر حجما مما تتوصل اليها وكالة الفضاء (ناسا) لان القرءان لا يمس علومه الا المطهرون… لو كان حملة العقيدة يسعون للبحث عن مخلوق عاقل كالجان او الملائكة لما استطعنا ان نتهم انفسنا بهيكلة الدين .. فاي معادلة تبحث عنها محاولتنا والتي تحمل اسطراً لها مرارة قاسية حتى ولو افرغ عليها خزين السكر في الارض كلها ….
يتبع ..
تعليق