الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2) .. المنخنقة
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً
(2)
المنخنقة
من أجل رسم خارطة الخلاص في قرءان يقرأ في يوم معاصر
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:3)
بعد ان عرفنا الدم في صفته (البايوكيميائية) فان حرمته تكون في انفصال يحصل بين فاعلية الرابط البياولوجي وبقاء فاعية صفته الكيميائية بصفته دما مسفوحا جاء به النص فيكون فاقدا لفاعليته البايولوجية فقامت حرمته لما يسببه من تصدع لمنظومة الجسد بما يحتويه من فاعلية كيميائية فقط ولن يبقى التحريم في صفة الدم الذي نعرفه حصرا بل تنسحب الحرمة تكوينيا في صفة الدم عندما تتطابق الصفة مع المركبات الغذائية الكيميائية التي لا ترتبط بوعاء بايولوجي .... نزحف بالبحث التذكيري في قرءان ربنا فننصت في لفظ (المنخنقة) لنقيم فيه تذكرة فنتعرف على المنخنقة في لسان عربي مبين فتكون هي (حاوية الخنق) في (منخنقة) وهي في معارفنا ذلك المخلوق الممنوع من الاوكسجين ... اذن هو مخلوق لا يمتلك اوكسجينا ليأكسد الكاربون في حاويته ويديم فاعليته البايولوجية وهو يحصل مرئيا في حياتنا عند الذين يموتون خنقا بسبب فقدان الاوكسجين في الحرائق التي تحرق الاوكسجين في مكان ما او باغلاق قناة التنفس فيحصل الموت خنقا فيكون (منخنقة) ... يندرج تحت فعل الخنق انتشار الغازات التي تطرد الاوكسجين ففي البساتين الكثيفة لا ينصح النوم ليلا في حالة سكون الرياح بسبب تزايد نسبة ثاني اوكسيد الكربون التي تطرحها النباتات ليلا ومن اعراف اصحاب البساتين ان يبتنون لانفسهم بيوتا في فسحة غير كثيفة بالاشجار حيث يمتلك ارشيفهم وفيات فيهم وفي حيواناتهم خنقا بسبب خلو الاجواء من الاوكسجين كما يعاني من ظاهرة الخنق الذين يعملون في الاقبية العميقة التي لا تمتلك منافذ للتيار الهوائي فيصار الا امدادهم بتيار هوائي مندفع في خرطوم يزود اعماق الاقبية بالهواء لكي لا تحصل عملية الاختناق .
لو وضعنا نبتة حية في دورق مقفل ومليء الدورق بغاز خالي من الاوكسجين او تم تفريغ الدورق من الهواء بشفطه فان ذلك المخلوق سيموت خنقا ...!! كثير من غلة النباتات الطرية (لا يزال الماء مختلط بها) تبقى تتصف بصفة فاعلية الايض الخلوي بعد قطفها ولفترة زمنية تختلف من غلة لغلة اخرى فهي اما يحصل فيها الجفاف فتكون غلة جافة كالحبوب وكثير من الفاكهة او ان تتفسخ لتقوم دورة حياتية في عالم بكتيري متفسخ وتجري في زمننا عملية (خنق متعمد) لتلك المخلوقات الطرية لغرض وقف التفسخ من خلال منع الاوكسجين لغرض اطالة زمن تسويقها ونقلها لمسافات طويلة وتكون عملية الخنق واضحة باساليب متعددة
• وضع الغلة الرطبة في اوعية مسحوبة الهواء لغرض منع عملية التفسخ
• حفظ الغلة الرطبة لزمن اطول من طبيعتها وذلك بعزلها عن الاوكسجين عن طريق تغليفها بغشاء من مادة شمعية من البرافين
• وضع الغلة الرطبة في اوعية لا تسمح بالتبادل الهوائي وهي تستخدم في عملية صناعة الخمور من خلال منع دخول الاوكسجين
في الموصوفات المذكورة اعلاه تبرز صفة فاعلية الخنق فتكون الغلة (منخنقة) مع التأكيد ان عملية التخمير لانتاج الخمرة هي عملية خنق لبايولوجيا التخمير فيكون نتاجها (الخمر) المحرم بنص قرءاني
الفواكه المغلفة بمادة البرافين الشمعية تنتشر الان بشكل واسع رغم تحذير منظمة الصحة العالمية التي تمنع استخدام البوليمرات بصنفيها التسلسلي ذوات السلاسل الطويلة والسلاسل المفككة فالبرافين هو من مادة نفطية بوليمرية ذات صفة تسلسل قصير (مفككة) ورغم ان تلك الصفة لوحدها مندرجة تحت مسببات السرطان الا ان مراصدنا الان في عملية خنق المخلوق بتلك المادة ومنعه من تبادل الاوكسجين فتنشأ فيه معادلات بايولوجية ضارة كما في الميثانول الناتج من خنق الوعاء الخمائري ومن تلك الصفة تقوم حرمته كمأكل بشري او حيواني ... وللقلب المؤمن ليطمئن فان الخمرة نباتية المصدر الا انها محرمة بنص قرءاني ملزم وهي من اصل منخنق يقينا فتقوم اركان الذكرى في المنخنق في كل غذاء بايولوجي يتم خنقه عمدا (منع الاوكسجين عنه) فهي محرمة حتى وان كانت من اصل نباتي ..!!
المحرم والحرام هي الفاظ من جذر (حرم) وهي تعني في مقاصد أولية بموجب علم الحرف القرءاني (مشغل فائقية وسيلة) فذلك المشغل الفائق الوسيلة يؤثر في الوسائل الاخرى في اوعية الخلق ومن ذلك كان المسجد الحرام (حرم آمن) لان فائقية وسيلته تؤثر في وسائل حياتية تخص اجساد الحجيج الا ان الله قام بتأمينه فاصبح في صفة تكوينية (من دخله كان آمنا) ...
الماكولات المنخنقة محرمة أي انها تمتلك (مشغل فائق الوسيلة) وبالتالي تضر بطاعميها لفاعليتها الفائقة في التشغيل شأنها شأن الخمرة فهو (مشروب فائق الوسيلة) بما يعلوا على وسيلة الجسد فيظهر السوء في السكر الذي يحل في ساحة شارب الخمر
في برنامجنا القرءاني يظهر ان الحرام والمحرم هو (بلاغ) للناس وليس (كره واجبار) كما يمارس الاصوليين منهجية الحلال والحرام بوسيلة العصا والتسلط على الناس وكأنهم وكلاء الله في الارض وكأن الله غير قادر على مرتكب الحرمات وهم القادرون ..!!
(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرءانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) (قّ:45)
من قراءة السنة النبوية الشريفة في القرءان يظهر ان سنة التذكير ممنوعة من (الجبر) وهي في نص واضح (وما انت عليهم بجبار .. فذكر بالقرءان من يخاف وعيد) وهو ما حصل في هذا الادراج حيث جاءت التذكرة من قرءان في كتاب مكنون ولا تمتلك (جبر الجبار) فليتلقفها من يخاف الوعد في تصدع جسده من سوء مأكله (حرمته) ... وهي ان تفعلت في المسلمين فان الله وعدهم بالنصر المبين
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً
فيكون الخلاص من رق وعبودية تبعية صنـّاع العلم الذين غلفوا كفرهم بالتطبيقات العلمية المعاصرة وارسلوه الى حياض اسلامية احتظنها المسلمون بلهف شديد فمزقت اسلامهم في سلام اجسادهم في خارجات يقينية على صراط الله المستقيم وحين ننجوا من تلك الخارجات يكون البشير
الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ
فالنصر نصر المسلم في سلام جسده قبل أي سلام اخر
(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) (الانسان:29)
لا خير في أمة لا تعرف طريق الخلاص وهي تحمل القرءان
الحاج عبود الخالدي
تعليق