(الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ )
من الاية 35 :الاحزاب
من أجل فهم التكاليف الاسلامية المعاصرة من نصوص القرءان
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30)
من الاية 35 :الاحزاب
من أجل فهم التكاليف الاسلامية المعاصرة من نصوص القرءان
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30)
الناس يتعاملون مع الالفظ كما كان يخصص الآباء وظيفتها في الاستخدام وبدون مراجعة لها من قبل مستخدميها المعاصرين لمعرفة حقيقة المستقرات الدالة على الالفاظ في فطرة العقل البشري الذي منحنا الله اياه وان لا نكون كافرين بنعمة العقل المفطور فينا (لا تبديل لخلق الله) ومن تلك الالفاظ التي نقلت الينا استخداماتها الوظيفية من الاباء لفظ (فرج) والذي التصق بالصفات الانثوية حصرا وحين يكلف الرجال بالحفاظ على فروجهم كما جاء في النص القرءاني الشريف بقي عند الاباء الاستخدام اللفظي في دلائله حصرا في الصفات الانثوية فاسفرت مقاصدهم في سفر بعيد في فهم وجوب حفاظ المؤمن على نسائه (يحفظوا فروجهم) وبقي عندهم لفظ الفرج في صفة انثوية رغم ان الخطاب القرءاني موجه اليهم في حفظ فروجهم هم وان كان نسائهم في نفس التكليف (والحافظين فروجهم والحافظات ـ الاحزاب 35) وبالتالي ضاع على المسلمين حكما اسلاميا في المحافظة على فروج الرجال ..!! ذلك لان الناس انحسرت مفاهيمهم في الفروج حصرا بصفاتها الانثوية
لفظ فرج يستخدم عربيا في ثلاث وظائف .. (الاولى) تقرأ (فــَر ِجْ) وهو المقصود في الصفة الانثوية ... و (الثانية) تقرأ (فـَرَجْ) وهو يعني (الإنفراج) بعد ضيق في المواقف والازمات او في غيرها كما نسمي الزاوية الهندسية التي تزيد عن 90 درجة بزاوية (منفرجة) ... و (الثالثة) تقرأ (فــُرُجْ) ومنها (الفـُرجة) ومن يشاهدها يكون (متفرج)
عند التمسك بحركات الالفاظ التي وردت من الاباء لتخصيص مقاصد الالفاظ بوظيفة محددة جاء فيها نصا قرءانيا ملزما
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (القيامة:16)
ولعل ادراك (حركة اللسان) عقلا في حركات الحروف لا يحتاج الى تفسير او تبصرة فالنص بلسان عربي (مبين) وكل قاريء للقرءان انما لسانه بلسان قومه وهو يحرك الحروف في اللفظ بالفتح والتسكين والكسر والتشديد والضم والتنوين واسمها المسمى في ذلك النشاط اللغوي (حركات الالفاظ) ... تحريك اللسان ينضوي ايضا تحت عنوان اخر هو (لوي اللسان) فاللسان يربط الحروف ببعضها لتقوم الكلمة الا ان تحريكها يحتاج الى (لوي لسان) ولوي اللسان جاء فيه نص قرءاني
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:78)
تلك ليست احجية تفسيرية او معالجة لغوية بل (تدبر) لنصوص القرءان في الزامية تلزم حامل القرءان (فطرة) فطرها الله في العقل البشري وان كان حامل القرءان مسلما مؤمنا بدستورية القرءان وان الله خلق عقله وليس الاباء فهو (مستقل الفكر) فطريا ومستقل عن أي قيود مذهبية او اراء تفسيرية لان القرءان لحامله ولن يكون ذا صفة كهنوتية كما هو الدين المسيحي او اليهودي او غيرها من الاديان التي تخضع الى احتكارية المادة الدينية عند مسميات دينية كهنوتية الصفة ..!!
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)
ولو تدبرنا القرءان بحق سنجد ان نصوص قرءانية تشكل ايات بينات منفصلات (مفصلات) لا يستطيع اللسان ان يلويها ويعجز عن تحريكها لو اجتمع كل العرب او كل لغويوا العرب فهي منقطعة لا تقبل التحريك ولوي اللسان وهي في (أ ل م ) و (ك هـ ي ع ص) وكل حرف منقطع جاء في القرءان يعجز اللسان عن تحريكه لان العرب ما استطاعوا ان يدركوا مقاصد الحروف المقطعة ولم يستخدموها كـ (مقاصد) يمكن توظيفها لنقل البيان فالحروف المقطعة لا تمتلك وظائف في مقاصد حملة القرءان ولا تقيم بيانا عندهم فهي لا تقبل الحركة ولا لوي اللسان لغاية اليوم ... وذلك ليس عيبا فيهم فهم قد استنفذوا حاجاتهم من القرءان ولكنه (مكعب فكري) محدد الابعاد يمنحنا الاجازة في وقف (لوي اللسان) عندما نريد بيان ايات من القرءان والدليل هو (ايات الحروف المقطعة) التي لم يستطع العرب لوي لسانهم فيها فهي في تدبر اجازة لقيام البيان من قرءان نحن في امس الحاجة اليه في يوم عصيب
في معالجتنا التدبرية لن تكون السطور مخصصة لانتقاص الجهد الذي بذله الاباء لفهم القرءان الا ان الفارقة اننا نحتاج القرءان اكثر من الاباء بمعدلات عالية جدا فهم كانوا في حياة (طبيعية) في كل اشكالها فهم كانوا خاضعين للطبيعة واليوم الناس يتحكمون بالطبيعة والمجتمع الاسلامي اليوم ليس كالامس فالاباء كانوا يعيشون في مدنهم وقراهم (مستقلين بدينهم) وتعاليمه بدون تطفل خطير على يومياتهم الاسلامية من قبل حضارات كافرة بدين الاسلام وكثيرا ما تعادي الاسلام في صلب منظومته فاصبحت حاجتنا للقرءان اكثر من حاجة الاباء وعلينا ان نفهم مكنوناته لبناء سفينة الخلاص من التطفل الغريب على التطبيقات الاسلامية لوقف ومنع التهجين الذين اصاب التطبيقات الاسلامية وبذلك نحتاج الى سبل النجاة من يوم عصيب نرى فيه المسلمين في مدنهم وقراهم وفي منازلهم نوافذ غير مغلقة على حضارات كافرة وفكر ملحد وممارسات تهجن الاسلام وتستهجن التطبيقات الاسلامية بمختلف النعوت وتجعل المسلمين متاسلمين وهم لا يشعرون حيث يحتاج جيل اليوم الى حصانة كبرى تختلف عن ما كان يتحصن به الاباء ..!!
الفـَر ِجْ في لفظ (فروجهم) .... الفـَر َجْ في لفظ (الانفراج) ... الفـُرجـَة في لفظ (التفرج) هي ثلاث وظائف للفظ من خارطة حرف لفظية واحدة (ف ر ج) ويجب ان لا نحرك لساننا بالقرءان وعلينا ان لا نلوي السنتنا في القرءان فتكون الاستخدامات الوظيفية للفظ (فرج) واحدة متحدة في العقل الا اننا نفرقهم بالحركات لتخصيص المقاصد اما (اوليات) المقاصد في العقل البشري فهي متحدة ..!!
فرج ... لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (سريان فعل احتواء فاعلية تبادلية الوسيلة)
فيكون اللفظ (فرج) في وظيفة اللفظ (الاولى) في الصفة الانثوية مطابقة لاوليات العقل في نشأة النطق العربي فهو فيه (سريان احتواء) و(الادب في الكلام يمنع التوضيح) وهو احتواء (فاعلية تبادلية) معروفة لكلا الجنسين وهو يمثل (وسيلة) غرائزية معروفة ... والغريزة هي صفة (سريان فاعلية) فهي فاعلية (سارية) وليس لها (زر تشغيلي) بل هي تسري بموجب سنن كونية نسميها (غريزة)
ويكون اللفظ (فرج) في وظيفة اللفظ (الثانية) في الفرج من الكرب والانفراج من أي ضيق هو نفسه في اوليات العقل عند نشأة المقاصد في العقل البشري فالفرج من ضيق هو (سريان فعل احتواء) يحتوي ازمة الضيق في (فاعلية تبادلية الوسيلة) فما كان سببا في الضيق يتبادل الفاعلية مع الفرج من الكرب وهو سريان تكويني في (ضديدان) فالفرج يبتلع الضيق (فاعلية سارية) ... فاليسر بعد عسر انما (يحتوي حال اليسر صفة العسر) في فاعلية تبادلية الوسيلة فمن كان (سجينا) يكون (حرا) بعد عملية (افراج) حين (تفرج عنه) نفس الجهة التي (سجنته) حيث تظهر (فاعلية تبادلية الوسيلة) لصفة (الافراج) فالسجان هو الذي يفرج عن السجين فيكون الافراج (تبادل فاعلية وسيلة) بين فاعلية السجن وفاعلية الافراج ..!! او من كان (فقيرا) يصبح (غنيا) حيث (الفرج) يكون وسيلة تتبادل الفاعلية مع حالة الضيق وتحتويها ..!! فالغنى يبتلع الفقر فمن كان فقيرا واصبح غنيا فيكون الغنى (فرج) له تبادل فاعلية الوسيلة بينهما فتم انقضاء الفقر بالغنى وكلاهما وسيلة شخص واحد تبادلت فاعليته في وسيلته ... ومثلها الزاوية المنفرجة فهي زاوية تبادلت الفاعلية مع الزاوية القائمة فانفرجت عنها أي احتوت صفة الزاوية القائمة وتبادلت الفعل مع الزاوية القائمة حين عبرتها لتكون زاوية منفرجة
ويكون اللفظ (فرج) في وظيفته (الثالثة) عندما يكون (فرجة) وله (متفرج) وهو مكمن النص القرءاني ومقاصده في ان يكون الرجل (فرجة) للاناث وعلى الرجال المؤمنين ان يحافظوا على (فروجهم) لكي لا تحتوي الاناث فاعلية الذكورة منهم لتكوين وسيلة تبادلية بين الذكورة والانوثة (سريان غرائزي) ليكون المجتمع المسلم طاهرا نقيا من دنس حضارة تهتك اعراض الرجال والنساء معا ..!!
عندما يتهتك الرجال امام النساء ويبرزون رجولتهم فليعلم من لا يعلم ان الانثى بغريزتها سوف تكون (متفرجة) على الصفة الذكورية بشكل (ساري) تكوينيا (غريزة) وهي تتبادل فاعلية احتواء (تحتويها عقلا) وتلك هي صفة (تبادلية) غرائزية لا يمكن صدها في اعماق العقل ولا يمكن وقفها لانها ان ملكت مقودا عقليا ظاهرا فهي لا تمتلك مقودا باطنا لان العين تسجل قي الذاكرة ما (يحلو لها) وما (لا يحلو لها) والعين تسجل في الذاكرة ايضا ما (يرضاه العقل) وما (لا يرضاه العقل) وبالتالي فان السوء يستشري في المجتمع المسلم وهو لا يشعر حين تكون الصفات الذكورية والصفات الانثوية تسمح للفرجة (التفرج عليها) وبالتالي سوف لن تكتمل قناعات زوج عن زوجته وهو يرى اصناف (سارية الغريزة) فيما (تفرج عليه) ولن تكتمل قناعات زوجة عن زوجها بنفس الصفات الغرائزية الفاعلة ويضطرب الحال وتضيع الخصوصيات التي يختص بها كل عقل متزاوج مع حليله من كلا الجنسين وتتناثر الشهوات بـ (عدم اشباع) غرائزي بسبب تنوع مضامين (الفرجة) ويحصل سوء في صفة (السكينة) بين المتزوجين وسوء في صفة (الاختيار) عند غير المتزوجين فتصعب الخيارات وتحصل المتاهات عند كل الجنسين ..!! ولا يفلح المؤمنون وهم لفروجهم غير حافظين ..!!
(وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ)(الأحزاب: من الآية35)
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (المؤمنون:1)
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) (المؤمنون:5)
(إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المؤمنون:6)
استحلال الفروج (حلال) في منظومة الخلق يقع حصرا في (سكينة الزواج) عندما يقع لفظ (الفرج) في الوظيفة (الثالثة) في ما استوظفه العرب للفظ (فرج) وهو عندما يكون الذكر (فرجة للانثى) في صفاته الذكورية وعندما تكون الانثى (فرجة للذكر) في صفاتها الانثوية ... ولا حصانة الا في (سكينة الزواج) ...
اذا كان للمرأة حجاب ... فللرجل حجاب ايضا بموجب نصوص القرءان ..
ذلك ما ذكرنا به القرءان (ذي الذكر) وبلسان عربي مبين فكان تكليفا علينا ان نذكر به الاخرين وان لا نكتمه لان في كتمانه لعنة من الله ومن اللاعنين الذي هم بحاجة لمثل هذه الذكرى
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) (البقرة:159)
من يمر على هذه التذكرة حين تقوم عنده الذكرى وجب عليه (اللاكتمان) ويستوجب البيان وان يتكلم ولا يكتم ما استذكر في كتاب الله من هدي وايات بينات منزلة من خالق عظيم لان الذكرى تنفع المؤمنين .
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق