شروط قيمومة الحماية الالهية للمؤمنين
من اجل قيامة الدين في الزمن الصعب
من اجل قيامة الدين في الزمن الصعب
{ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا } (سورة النساء 141)
{ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا } ذلك نص قرءاني يقيم دستورا تكوينيا (علميا) يحتاج الى ثقافة قرءانيه ومتسعات بيان تفي حاجة المؤمن (طالب الامان) في زمن صعب الامان بسبب التدهور الخطير الذي يصيب يوميات الناس في كل مفاصل الحياة من اصغر صغيرة فيها (شربة ماء) الى اكبر كبيرة فيها من الحروب والامراض الفتاكة التي لا شفاء لها وبين هذا وذاك صور لا حصر لها من مظاهر السوء والفساد في كل امر
هنلك مبدأ فطري يستقر في فطرة كل حامل عقل مفاده مبني على فرض فكري لو ان شخص ما مؤمن شرب جرعة قاتلة من السم على امل ان ينجيه الله منها لان الله يدافع عن الذين ءامنوا فلن يحصل طالب الامان على الامان وهو قد شرب السم بارادته ... من ذلك المنطلق الفكري الفطري يكون لزاما على المكلف ان يحمي نفسه من السوء الذي يدنو من ارادته هو فلا يحصل الامان والمكلف قادر على درئه او الامتناع عن المساس به بل يستوجب عليه درء الخطر عن نفسه وعن كيانه وذلك الجهد ليس جهد من اجل النفس بقدر ما هو طاعة عبد لخالقه واجب وجوبا مطلقا لتوفير قيمومة (طلب الامان) فالامان غاية كبرى يسعى لها كل حامل عقل
الكافرون بنظم الله وسننه انما ينشرون الفساد في الارض جميعا عبر منظومة فرعونية سماها القرءان واوضح معاييرها وهي في مسمياتنا (الدولة الحديثة) بهيمنتها على شعوبها كـ (رب اعلى) و (وما من اله غيرها) ولها ملك كل مصر والانهار تجري ببنيتها التحتية
ففي ماء الشرب جعلوا مواد تعقيمية ضارة وفي الغلة الزراعية ادخلوا نظم التعديل الوراثي (تخريب وراثي) وكذلك اضافوا اسمدة تتلاعب بهرمونات النبات وانزيمات يتم تحفيزها لزيادة ربح المستثمر على حساب المستهلك وعند تربية الحيوان اضافوا عليقة تحمل هرمونات نمو غير طبيعي او استدرار الحليب بشكل مفرط وكثيرة هي افعال الكافرين الذين حاربوا الطبيعة بشتى صنوف الحرب وعلى المؤمن ان يعي تلك الخروقات فلا يكفي طول صلاة المؤمن ودوامه على قراءة القرءان ودفع الصدقات وفعل الخيرات الا ان كيانه غير محمي من فعل الكافرين فافعال الكافرين تخترق كل كيانه سواء في المأكل او المشرب او الملبس وحتى الانشطة الفكرية حين يسرح الفكر في شبكة النت وفيها ما فيها من سموم فكرية او ما يحمله البثق التعليمي المعاصر من سموم فكرية فـ الله سبحانه مشطوب في الفكر التعليمي فـ الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا فهي في منظومة التعليم الاكاديمي انما هي ءالهة متألهة لنفسها وعلى المؤمن ان يحمي نفسه وكيانه من اختراق مادة الكفر لكيانه على انه لا يعلم ذلك لان الايمان يستوجب الحذر الشديد في زمن صعب جدا اصبح فيه كل شيء منحرف عن سنن التكوين ونقرأ صيغة الحذر ودرجة رفعتها حين قال الله فيها
{ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ} (سورة آل عمران 28)
يحذركم الله نفسه .. شأن كبير في الحذر فاتخاذ الكافرين اولياء لا يعني تلك الولاية التي نعرفها في الدين او في المجتمع مثل ولاية الاب على اولاده الصغار بل هي (ولاية) التبعية حين يصدق المؤمن ما يقال له وما يراد له ان يفعله في كل النظم الحضارية المعاصرة .
شهدنا مداخل الحضارة الحديثة في ابائنا فكان قبول الشيء الحضاري وكأنه (أمين) وهم يعلمون انه شيء (مبتدع) وكل المسلمين يعلمون ان (كل بدعة ضلالة) وان كل ضلاله في النار فما كانوا حذرين وورثنا من جيل الاباء مسلمات استسلموا لها فمرت على اجيال اولادهم موروثة من الاباء الاوائل الذين استقبلوا الحضارة على انها الافضل والاقوم من سنن الاولين الذين كانوا خاضعين للطبيعة التي خلقها الله
كل من تحدث معنا في ذلك الشأن اعلن استحالة شطب الحضارة وممارساتها سواء كان اعتزالها كليا او حتى جزئيا وان كان ما قيل في تلك الحوارات له صورة محددة في الصدق الا ان (فقدان الامان) هو النتيجة الحتمية التي تتحصل من الركون للذين كفروا (المعاصرين) فما فائدة حربهم والناس يستخدمون كل ممارساتهم دون تعيير او دون ان يفكروا بتأمينها بوسيلة الهية النشيء والهية التفعيل !! فقدان الصلة بالله هو خسران مبين (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ)
نحن نشرب ونأكل ونلبس ونسافر وننام ونربي اولادنا ونعالج امراضنا بموجب (المعايير الدولية) التي وضعتها مؤسسات كافرة بالله (لا تعترف بالله) في كل ما ابتنته من نظم حتى في انجاب الاولاد حيث تتدخل تلك المعايير (بموجب قوانين نافذة) وتشطب نظم الله في الانجاب وتتدخل فيها بمزيد من اللقاحات والتعليمات المخالفة لدين الله فعلى سبيل المثال انخفضت نسبة الولادات الطبيعية الى الحضيض واصبحت الولاده الجراحية هي الاكثر انتشارا خصوصا في المدن عند الركون الى المشافي في عملية التوليد !! فاصبحت الولادة الطبيعية في المنزل حالة نادرة والناس فرحين بما هم عليه حين يتم تولية منظومة كافرة بالله في قانونها وفي بنائها يوم تم بنائها رغم ان الطبيبة التي تقوم بالتوليد امرأة مسلمة الا ان دستورها المهني جيء به من منظومة كفرت بالله علنا وعبثت بالطبيعة في (التوليد) عبثا مركزيا !! انها ولاية كافرة تتحكم بـ أس من أساسات المجتمع الاسلامي وهو (الانجاب السليم) وبذلك ستشهد الاجيال اللاحقه سوءا وفسادا كبيرا لا تحمد عاقبته بسيل كبير من الامراض تصيب الاجيال اللاحقه في ظاهرة تدهور صحي نحن نشهد اليوم صورته فـ ابناء الامس اشد قوة من ابناء اليوم واكثر مقاومة لـ الامراض فنكون نحن نصنع السوء بعيدا عن نظم الله الامينه .. ما كان مثل الانجاب حصريا في وصف صورة ولايتنا لـ الكافرين بل هو مثل من امثال لا تعد ولا تحصى
ولاية الكافرين تحتاج الى (ثقافة قرءانية) لا تحتويها سطور كالتي نسطرها ولا يحتويها خطاب يدعو الى الدين بل هي (تبصره) تليها (تذكره)
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)
فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)
فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13)
مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14)
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)
كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)
قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)
فمن شاء ذكر ومن يشأ هجر فكل انسان له قدر مقدر مع ربه بما هو عليه من رغبة في عبادة الخالق رافضا عبادة المخلوق في كل صغيرة وكبيرة من يومياته فمنهم من يرفض البدع ومنهم من يعتبرها خير منتشر !!
{ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 55 - 56)
الرجوع الى الله (نظم الله) سبيل نجاة امين فمن طلب النجاة فلن يجد غير الرجوع الى الله سبيلا
{ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة هود 4)
ثقافة القرءان ليست كأي ثقافه محدودة النتيجة بل هي ثقافه تقيم مقومات الحسنى في كل شيء وتجعل المكلف سيدا فوق كل سياده واميرا فوق كل اماره وقويا فوق كل قوه ذلك هو الله ولي المؤمنين (طالبي الامان) فمن كان وليه الله (من خلال تطبيق نظمه) فلا يخاف دركا ولا يخشى
{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا } (سورة طه 112)
الحاج عبود الخالدي
تعليق