دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ


    وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ

    من اجل ثقافة قرءانية دستورية


    { وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (سورة البقرة 224)

    قيل في تلك الاية انها نزلت بخصوص الحلف بالله في ما لا يستوجب اليمين الا ان اللسان العربي المبين وعقلانية النص وتدبره لا يوافق ذلك القول ذلك لان اخر الاية تطلب القربى الى الله بالبر والتقوى والاصلاح بين الناس وهي حالات لا تشكل ضديدا لحلف اليمين او اصلاحا لتلك الممارسه عندما يصلح المكلف بين الناس والاصلاح بين الناس ياخذ اشكالا عده في ما فسد بينهم يوجب الاصلاح اما اللسان العربي المبين يبين ان لفظ (عرضة) يعني المعارضة والاعتراض ولا يعني حلف اليمين فمن يحلف اليمين كأن يقول (والله اني لصادق) وهو كاذب فان ذلك الحلف لا يشكل اي تخريج للفظ (عرض) يتخذه القائم بـ حلف اليمين الا ان الاعتراض على امر الله شأن شائع بين الناس حين تكون الاحداث الخاصة به غير موافقه لرغبته فـ حين يخسر في تجارة مثلا يقول ان الله لم يوفقني وحين يتعرض لحالة اعتداء من ظالم يتهم الله انه سلط عليه ظالما وان انجب ابنا مشاكسا يقول ان الله لم يرزقني ابنا صالحا معترضا على حكم الله وهكذا يتم الاعتراض على امر الله في كل شيء ظنا منه انه هو الحسن وان الله خارج صفة الحسنى في ما يلقاه من فساد وسوء في يومياته وهي (ملكيات يمينه) تحصلت من ما كسبت يداه هو وليس غيره وفي كل شيء اي في كل (حيثيات حياته) تكون مرشحة للتصدع او بعضا منها وقد جاء بيان مثل تلك الصور السيئة من العبد تجاه ربه في نصوص عديده منها

    { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ } (سورة الفجر 15 - 16)

    فالابتلاء للعابد نفسه مرة يقول ربي اكرمن وفي ضديدها يقول ربي اهانن الا ان امر الله في كرمه وفي تقتير رزقه مرتبطا بحيثيات عبادته وبما كسبت يداه فان فعل مثقال ذرة خير يره وان فعل مثقال ذرة شر يره وذلك دستور من قرءان ولا يحق لـ العبد الاعتراض ربه او الاعراض عنه بل عليه تعديل مسار حياته في جنب الله قبل ان يعترض على الحكم الالهي ليسجل في مرابط الخلق (رجعة) الى الله وان لم يفعل ذلك يكون من الذين ظلموا انفسهم وغلقوا ابواب رحمة الله لان لرحمة الله مداخل فلا يدخلها المعترضون على احكام الله

    { فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا } (سورة النساء 175)

    فمن يعتصم بنظم الله حين يرى تصدعات في احكام نظم الله في كيانه عليه أن يتعامل معها كرسائل انذارية ترسلها نظم الله ليرجع الى ربه ويستقيم مع منظومة صراط ربه المستقيم

    { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } (سورة الروم 41)

    لعلهم يرجعون .. هو دستور لـ مظاهر الفساد التي تظهر في جنب الناس (الناسين) لـ تذكيرهم بعلة ما حاق بهم لـ يخرجوا من منسياتهم فيذكروا الله في ما حاق بهم من حق رغم انه فساد ظاهر بدلا من الاعتراض على الفساد الظاهر وهو قائم فيهم بامر الله وحكمه

    { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة الأَنعام 17)

    فـ مظاهر الخير هي من الله ومظاهر الشر هي من ما كسبت يد العبد تتفعل بموجب قانون الهي نافذ لا يستطيع احد رده (فلا كاشف له الا هو) وان اعرض العبد وعارض تلك الاحكام سيكون في ازمه تكتنف حياته من سيء لسيء ءاخر اصعب وامر فيركسه الله في اسوأ من ما اعترض عليه

    { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا } (سورة الإسراء 67)

    { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } (سورة النساء 88)

    ما كان لتلك السطور ان تقوم على ناصية خطاب ديني او على ناصية فكر معرفي بل قام على ناصية ثقافة قرءانية تسجل حاجة قصوى في زمن صعب وهي تفرض نفسها على طاولة علوم المثلى التي ينشر بيانتها قرءان عظيم متجدد لان الباحث في القرءان يرى القرءان في الدنيا ويرى الدنيا في القرءان

    الحاج عبود الخالدي

    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تذكرة نافعة باذن الله تعالى ، جوزيتم عنها خير جزاء ، ونفع الله بكم وبعلمكم .

    نشكر فضيلة الحاج عبود الخالدي ، هناك نقطة ( تفكر ) قرءانية قلّما يتم التطرق اليها وذلك حين يراد تسليط الضوء على موضوع ( ماكسبت ايدي من عذاب وضر بسبب ذنوبهم ، ونحن لا اعتراض لنا على هذا الامر !! فهذه حكومة الله ، ودين على العباد يُقضى بالحق بسبب ما كسبوا من ذنوب .

    ولكن !! ليس دائما هكذا يكون الامر فهناك فئة من الناس من المؤمنين تصيبهم البأساء والضراء ويتعرضون للويلات من طرف الكفار .

    وبين قوسين - لا يظن الاخوة ان مانقصده من لفظ ( كفار ) هم اليهود والنصارى وغيرهم ، بل فقط كل شخص قد يعاديك في مسربك الامني السلمي التي انت تنتهجه مع الله - .

    وهذا الامر حصل مع رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام والصحابة ، ولاهل الايمان من بعدهم ، وجميع الانبياء والرسل تعرضوا لذلك !! وكانت دعواهم ليس الارتكان الى ذلك الظلم والقول هذا ما اراد الله لنا !! بل كانت دعواهم بالفعل والقول ان ( ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين ) ( ربنا انجنا من القوم الظالمين ) ، ربنا انجنا من القوم المفسدين ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ...وغيرها من ابواب الدعاء ، يعد كرخصة وحق لا بد ان يسعى المؤمنون مع بعضهم البعض للتآزر ورفع المظالم عنهم ، فالمؤمن اخو المؤمن ، كما ان هناك مهاجرين في سبيل الله فهناك انصار !! وهم انصار جائوا لنصرة الساعين لمرضاة الله ورفع الضر عنهم .

    وهذا موسى أُرسل الى بني اسرائيل لرفع الضر عنهم ، لما لحقهم من استعباد من طرف ( آل فرعون ) ، وغيرها من القص القرءاني الناطق بميزان الحق في صنفين من الناس :

    1- صنف يعذب بذنوبه لايؤمن برسالة الله الا خداعا ونفاقا فلا يحق لعباد الله المصلحين ان ياتوا لنصرة هذا الصنف من الناس او رفع الضر عنهم !!

    2- اما الصنف الثاني : فهي الفئة الساعية المهاجرة في سبيل الله، المستضعفين المحاصرين الذين لا حول ولا قوة !! هي الفئة الاحق بالنصرة ورفع الضر عنها .

    والله ولي الذين ءامنوا .

    نرفع الايدي ابتهالا الى الله تعالى لما تكتنفه هذه البحوث من علم رفيع نافع للناس ...فجزاكم الله من الاحسان مثله واضعافا .

    السلام عليكم
    sigpic

    تعليق


    • #3
      رد: وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      في موضوع الجهاد في سبيل الله سواء بالبلاغ الرسالي او في مقاومة الفساد او عند اصلاح الخطايا قربة لله سبحانه تحصل ما يمكن ان نسميه (تبعات جهادية) لها اجرها عند الله مثل مقاتل الشهداء فهم لم يقتلوا عقوبة من الله ولم يمسهم الضر نتيجة ذنوبهم بل هم باعوا انفسهم لـ ألله والله اشترى من المؤمنين انفسهم وكذلك هم الذين اقرضوا الله قرضا حسنا فما تعرضوا له لا يندرج تحت صفات العقاب من اساسه فهم في رابط ءاخر نراه نحن ذو مظهر سيء بل هو خير لهم فالشهداء سعداء كذلك نقرأ في القرءان ان الضر الناتج من طغيان ان لم يكن عقوبه فهو تأهيل يكمن في منهج الجهاد مثل (سجن يوسف) فقد تم حماية يوسف من كيد النساء بسجنه وتحول السجن الى مفتاح جهادي عبر صاحبي السجن ليصبح ملكا على الناس!! ومثل ذلك حصل لرسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وصحبه الاوائل فان لم يكن بطش قريش لما رحلوا من مكة الى المدينة وهو برنامج رسالي تنفيذي بعيد كل البعد عن الصفات الغالبة في العقوبات كذلك هجرة المسلمين الى الحبشة فقد كانت هجرة من الوعاء الظالم اهله وهي سنه رسالية ترسم للذين يمارس ضدهم الطغيان لـ يخرجوا من اوعية الظلم ومحيطه

      { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ } (سورة البقرة 214)

      والله يقول بيانا عظيما لو تدركه العقول الحامله لـ القرءان

      { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } (سورة الِانْشقاق 6)

      فـ الكادح الى ربه ليس في نزهة

      هنلك مؤمنين لا تزال ذنوبهم عالقة بهم قبل الايمان فهم يتلقون العقاب تكفيرا عن سيئاتهم قبل ان يؤمنوا ايمانا ناجزا مستكمل لكينونته الا ان ذلك العقاب سيكون هينا عليهم لانهم يعرفونه بصفته (تسوية حسابات) فيهنأون بما هم عليه من ضر وبأساء

      { لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزًا عَظِيمًا } (سورة الفتح 5)

      فتكفير السيئات لن يكون باسقاطها ذلك لان التكفير هو (احتواء الكفر) من جذوره وهو يحتاج الى جهد والجهد في مصاعب وكأنها عذاب الا انها انشودة نصر عند ذوي القلوب المطمئنة لذلك قال ربنا

      { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي } (سورة الفجر 27 - 30)

      الطمأنينه هي (المشغل النافذ) الذي حين يتم تشغيله تقوم تسوية الخطايا بعد اصلاح وتلك هي (مداخل الجنه) وفيها معاناة فالاصلاح لا يقوم من ممارسة واحدة بل ممارسات وممارسات وممارسات ويعاني المطمئن (مشغل التوبه) و (الصلاح) معانات حتى يصرخ (متى نصر الله) فيكون جواب العقل المؤمن ان (الله قريب) الا انك كنت عن الله (بعيد) فاسجد واقترب وحين تعبر النقطة الحرجة و (ثقلت موازينه) ستكون في عيشة راضية مرضية

      { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } (سورة محمد 31)


      نأمل ان تكون التذكرة مستكملة لقيمومتها

      السلام عليكم
      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق


      • #4
        رد: وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ


        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        الفرق بين الحلف والقسم من خلال ايات القرءان الكريم وعلاقتهما باليمين

        ألأَيْمَان جمع اليَمِين، واليمين هو أن( يُقسم) الشخص أو( يحلف) بالله أن يفعل شيئًا ما أو أن لا يفعله.ويُعتبر العقد والعهد والميثاق والنَّذْر من الأَيْمان.

        التصديق كان في الغالب يتم بالمصافحة الشديدة باليد اليمين ، و منه أطلق كلمة اليمين على القسم ـ


        اليمين في ايات القرءان الكريم نوعان :

        1- اليمين الصادق وهذا يشار اليه في الايات بـ ( القسم)
        و 2- اليمين الكاذب ابتداءا ويشار اليه بـ ( الحلف)

        الحلف: في القرءان هو الإلتجاء إلى الله العلي القدير لتصديق وإثبات اليمين الكاذب على عهد او ميثاق او معاملة بين الطرفين ، فإذا حلفنا مُضمرين الكذب حين التلفظ باليمين فهو حلف .

        والحلف سيمة المنافقين والكفار :

        (وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) ( التوبة 42 ).
        (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ )التوبة:56
        (لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمْ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )التوبة:42
        يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ غ– وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىظ° شَيْءٍ غ? أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)

        فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)(القلم 8 ـ ).

        فالحلف في القرءان مقترن بالكذب

        أما القسم فهو تأكيد اليمين ، دائما باللجوء إلى الله العلي القدير وإشهاده على ما نقوله صادقين ولا نضمر الكذب عند اليمين، وذلك هو ما سماه الله باللغو في اليمين .ــ سماه الله لغواً حتى نتجنبه ولو صادقين –

        ( اللغوا في ايمانكم)

        (واقسموا بالله جهد ايمانهم )صادقين جاهدين في قسمهم لا كاذبين بالنسبة لاعتقادهم (إن كان صحيحا كان أم خطأً )

        (أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله)

        ــ حتى المجرمين يلاحط أنهم سيقسمون أمام الخالق يوم القيامة : أنهم لم يلبثوا إلا ساعة في قوله تعالى الروم 55
        .( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ...) .
        لأنهم صادقون في ذلك في اعتقادهم ! لا كما حلفوا - كذبا
        ــ أما صدقهم بالنسبة لقسمهم : ( ... أنهم مالبثوا غير ساعة ...) فلقد جاء مثل ذلك ، بالنسبة للناس جميعهم
        ( ويوم نحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار ...) . وما جاء في سورة الأحقاف35 تقريراً وتصديقا من لدُن الحكيم الخبير. (... لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ..)
        ــ وأنهم أقسموا (لا ظناً منهم )أنها صدق وإنما أقسموا جهد أيمانهم وهم صادقين ، جازمين وموقنين عِلماً( ان كان في الحقيقة صحيحا ام خطأ)،
        أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) الاعراف

        وما جاء في النحل 38 . ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ...) كلها قسم واحد جاهدين بما في قلوبهم ولكن بصيغ مختلفة .

        ــ جاء تكرار الله بجهد الأيمان في القسم – في كل قسم جاء منهم : ( ... وأقسموا بالله جهد أيمانهم ) مؤكدين ذلك لسامعهم . حقيقة ما في قلوبهم وحقيقة ما يعتقدون . وذلك في 53 المائدة و 109 الأنعام . و38 النحل . و53 النور. و 42 فاطر.

        ــ كما جاء في أصحاب الجنة أنهم أقسموا صادقين وجادّين أنهم سيصرمون جنتهم مصبحين ولا يستثنون . القلم 17. فلو كانوا كاذبين لأخبرنا الله الذي بعلم السر والنجوى والذي يعلم ما يُخفون وما يُعلنون، لأخبرنا الله بذلك ولاستعمل الحلف عـــــوض القسم
        وقد أمرنا الله بحفظ هذا اليمين، والوفاء به، أى تنفيذه بحذافيره، وتَهَدَّدنا بأشد العذاب لو نقضنا أيماننا وعهودنا ومواثيقنا.

        يقول تعالى:
        آ{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}النحل91


        الا ان عندما يكون هنالك ضرفا ما اثبت غير ذلك اليمين اما لقصور في علمنا( كأن نحرم ما احل الله لنا) او لم نلتزم بالأيمان لعائق طارئ على حياتنا او لمصحة تجدد لصالحنا فننقض العهد والميثاق ولم نلتزم بهذا الايمان او القسم هذا هو عقد الايمان( عقدم الايمان او بما كسبت قلوبكم) فيتحول الى حلف يستوجب كفارة وتحلة الايمان

        لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ غ? ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ غ? كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)
        آ{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}1 {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} 2 التحريم

        المؤمن الحق هو الذى يخشع قلبه عند ذكر إسم الله جل وعلا (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) ( الأنفال 2 )، وبالتالى فهو لا يستخدم إسم الله فى اليمين به فى كل صغيرة أو كبيرة ، لذا يقول جل وعلا فى سورة البقرة (وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )( البقرة 224 )هنا نهى عن إدمان الايمان (سواء القسم او الحلف) بالله جل وعلا.

        (المؤمنون هم عن اللغو معرضون)

        ولذا فإن المؤمن منهى عن تعوّد الايمان وجعل الله عرضة ( من عرض ومعرض )اي نعرضه على الاخرين ( تجعله حاوية عرض) كما يعرض التاجر بضاعته على الاخرين ـ ، حتى يتعود لسانه وقلبه على توقير رب العزة وتقديس إسمه وقرآنه .

        لذلك الذى عقد بقلبه يمينا قاله صادقا و متعمدا ولم يضمر الكذب عند العقد والميثاق ثم حنث فيه( اما لمصلحة متجددة او لغفلة ) ، ماذا عليه ؟ الجواب أن يدفع كفّارة تكون دليلا على توبته. و(الكفّارة ) من ( كفر ) أى (غطى ) ، وبالتالى فإن هذه الكفارة ستغطى على سيئة الحنث فى اليمين. يقول جل وعلا ( فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة 98 ). ثم يأمرنا رب العزة بأن نحافظ على أيماننا ،أى لا نحنث بها فان حنثنا بالايمان فانه يتحول الى الحلف( كفارة ايمانكم اذا حلفتم اي الايمان تحول الى كذب)،ولا نلغو بها ولا نتخذ اسم الله عرضة لأيماننا.

        فإذا ما لجأ أحدنا إلى اليمين ليعزّز به ما يريد أن يبْــلغه مُستمــعَـه كردّ مظلمة ، أو وفاء بعهد ، وغير ذلك، سواء أكان ذلك في الحاضر ! أم في المستقبل . فالحكم واحد لأن الأمر ينبَني على كوننا حلفنا، أم أقسمنا، حين اليمين.

        ــ فإذا حلفنا مُضمرين الكذب حين التلفظ باليمين فهو حلف يلزم الكفارة ، ذلك لأننا عزّزنا كذبنا بعظمة الله حتى نغري المستمع ونوقنه أننا صادقون وفي داخل قلوبنا غير ذلك .

        ــ وأما إذا أقسمنا له ونحن صادقين جاهدين في يميننا، وعزّزنا ما أقسمنا عليه بإشهاد الله العلي العظيم على صدق ما نقوله ، فسواء أكان ذلك في الحاضر أم في المستقبل فهو قسم . وهو لغو كما سماه المولى الكريم .

        ــ فمثلا : أقسمت صادقا – لزميل لي على أن أكون في موعد ما يوم كذا ... ولم أكن يومئذ ناسيا ( لا متناسيا ) أم لعائق خارج عن إرادتي. يبقى قسما ولا يلزمني الكفارة وأما إذا لم أكن في الموعد حين أنني تذكرته وحين أنه لا عذر لي ولا عائق تماما، بل مخالفا إرادياً ما وعدته ، يصير حينئذ قسمي له ، حلفاً ( قسم لم ينجز إراديا ) وتلزمني التوبة والكفارة ، ذلك لأنني سخِرت بعظمة الله في قسمي في إشهاده على يميني.


        ــ مثال ءاخر : حلفت لنفس الزميل ( كاذبا عليه ) على أن أكون في موعد ما ، يوم كذا ، وعزّزت له ذلك الكذب بيمين ( بإشهاد الله العلي العظيم على كذب ) ولكنه إيهام إياه فقط أنني صادق ( أما الحقيقة عند الله : أنا كاذب ، ولكن يوم الموعد كنت حاضراً. هنا تلزمني التوبة والكفارة – ولا يكفي حضوري – لأنني حين الحلف له كنت كاذبا – وذلك جزاء استهزائي وعبثي بعظمة العلي العظيم ، ذلك هو ( عقد اليمين كذباً )

        والسلام عليكم

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 2 زوار)
        يعمل...
        X