جنازة موسى وهرون
من اجل سلمة متميزه في علوم العقل من القرءان
من اجل سلمة متميزه في علوم العقل من القرءان
{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءالُ مُوسَى وَءالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (سورة البقرة 248)
اول ما يمكن تدبره من نص القرءان اعلاه نسمع (وقال لهم نبيهم ..) ونسمع ءاخر الايه (ان في ذلك لاية لكم إن كنتم مؤمنين) ويتسائل العقل الباحث هل الخطاب (ان كنتم مؤمنين) موجه للذين قال لهم نبيهم او لحملة القرءان ؟؟ والعقل الباحث يقطع باليقين ان الخطاب ليس لمن قال لهم نبيهم لانه اخبرهم ان ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ءال موسى وءال هرون فـ الاية متحققه لمن قال لهم نبيهم (يأتيكم التابوت) ومن ذلك ندرك (ان كنتم مؤمنين) هو خطاب موجه لـ حملة القرءان
فـ (لندعي الايمان) حين نتعرف على مقاصد الالفاظ التي حملها النص الشريف في (التابوت) (ءال موسى) (ءال هرون) و (ما ترك ذينيك الـ ءالين) وكيف (تحمله الملائكه)
(ان كنتم مؤمنين) هل تعني الايمان بالله ؟؟ وهل حملة القرءان هم غير مؤمنين بالله !! فمن يحمل القرءان يكون مؤمنا بالله والا لما حمل القرءان لان غير المؤمنين بالله لا يعترفون بـ القرءان لذلك فان مراشد الباحث تحبو نحو ايمان من نوع ءاخر الا وهو (تأمين ادوات تلك الاية) وهي :
1 ـ التابوت .. معارفنا النافذة في فطرة النطق بين السنتنا تدرك التابوت انه الوعاء الذي يودع فيه الميت (جنازة الميت) فما يحويه التابوت يكون لـ (ءادمي كان حيا) واصبح بلا حياة فلا يستخدم التابوت لغير الموتى وفيه بقيه من (ما ترك ءال موسى وءال هرون)
اذا بقي فكر الباحث مرتبط بما قيل في القرءان فان ذلك التابوت كان قصة لحكاية تخص بني اسرائيل (اليهود) في التاريخ ولن تكون الاية لنا ولجيلنا او لاجيال لاحقه تعيش في زمن هيمنة العلم وسيادته على الفكر البشري عموما واذا ما رسخ لدى الباحث ان ما جاء في النص على انه (ءاية لكم ان كنتم مؤمنين) فنحتاج ان نكون (مؤمنين بالقرءان) وفيه تأمين ادوات علم أمين ونقرأ ماذا يعني الايمان بالقرءان في :
لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْءانِ ! كيف يكون القرءان محلا للايمان
وعلى ذلك المنحى الفكري (المعاصر) يتم (تأمين ادوات الاية) التي تخص تابوت السكينه وفيه ما ترك ءال موسى وءال هرون تحمله الملائكه
2 ـ ءال موسى وءال هرون ... اذا كنا مؤمنين بالقرءان فان ثابت نتاجات هذا المعهد رسخت وباستمرار ومن كل الاتجاهات الفكريه مع حزمه كبيره من النصوص الشريفه ان (موسى) هو وعاء مساس العقل اي انه يمثل المستوى العقلي السادس الذي يحمله العقل البشري كذلك وبنفس الدرجة من الرسوخ الفكري يكون (هرون) هو المستوى العقلي الخامس للعقل البشري
موسى وهارون في التكوين
مكونان في الخلق اسمهما موسى وهرون اودع الله كتابه المستبين لذلك العقل المفطور مع فطرة السماوات والارض فكان الانسان سيد المخلوقات الارضيه فيرى بـ بيان مستبين كينونة ما خلق الله في مجمل خلقه المرئي كما قرأ المعاصرون كيف ان الماء من هيدروجين واوكسجين وكما رأى (نيوتن) خلق الجاذبية واوجد قانونها وكما عرف (جيمس واط) كيف يحول الطاقة الحرارية الى طاقة حركية فصنع المحرك البخاري ونقرأ
{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَءاتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ } (سورة الصافات 114 - 119)
واذا تدبرنا النص الشريف لوجدنا فيه (وتركنا عليهما في الاخرين) معطوفا على ما جاء في مقدمة هذه السطور (وبقية ما ترك ءال موسى وءال هرون تحمله الملائكه) من ذلك يتضح ان هنلك (شأن تكويني) يتم تركه من وعائي العقل البشري (السادس والخامس) يمثل (ءاية خلق) فيها سكينه (من ربكم) وذلك الشأن المتروك متصل بعلتهما كـ مكونين في الخلق بدلالة لفظ (عليهما) فهي تعني في علوم القرءان (مشغل حيز علتهما) كما سنرى
انتقال النص القرءاني الى وعاء التنفيذ دستور قائم في بحوث علوم الله المثلى متكئين على نص قرءاني كبير يقيم ادوات (الايمان بالقرءان) فنقرأ
{ إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } (سورة الواقعة 77 - 79)
حين نرى القرءان بكرمه لانه (كريم) ننتقل الى ما كتبه الله في الخلق مرئيا كما قال ربنا (وءاتيناهما الكتاب المستبين) فنرى ذلك التابوت فيه ما ترك ءال موسى وءال هرون تحمله الملائكه !!
3 ـ الملائكه : ورد لفظ الملائكة في القرءان قرابة 70 مره الا ان ذلك المخلوق غير معروف علميا وبقي في بطون كتب الفقه بصفته شخصية (ملائكية) لا تعلن عن نفسها وهنا قراءة في علوم الله المثلى
الملائكة في التكوين
فاذا رسخ لدى الباحث ان الملائكة هي (مكائن الله) وهي ادوات الله المادية في عناصر الماده وما ارتبط بها من فيزياء وكيمياء وبايولوجيا فنرى الارض والسماء والشمس والقمر والماء والهواء وكل شيء حتى نصل الى اصغر صغيرة مرئية وهي (ميزونات الماده) وعند تلك النقطة الفكرية المبنية على (التفكر بـ ءايات القرءان) تتاح لنا فرصة رؤية ما ترك (ءال موسى وهرون) محمول من قبل الملائكة في تابوت حين نرى
جرة فخاريه .. نرى فيها ما ترك ءال موسى وهارون وان كان عمرها ءالاف السنين الا ان ما تركه موسى وهرون في تشكيلة تلك الجرة وشويها بالنار لمعرفة تفاصيل عقلانيه لا يقدر عليها الا بشر بعقلانيته الموسويه وما تعمل يداه الهرونيه ويعرف عقلانية موسى في صنعها لـ (جر الماء) فسماها (جره) وتلك الجره تجعلنا ندرك انها (تابوت) من طين حمله ملائكة الله الماديه عليه ءاثار (ما ترك) ءال موسى وءال هرون ومثلها حين نقرأ كتاب كتبه احد من الناس مات قبل زمن فاصبح الكتاب (تابوت) يحمل ما ترك موسى وهرون ذلك الكاتب محمول على قرطاس وحبر مادي وهي مواد من مكائن الله (ملائكه) !!
ذلك الرشاد الفكري القائم على تدبر النصوص والتبصرة فيها والتفكر بـ ءايات الله في قرءان مبين يقيم مادة علمية يراد منها قفزة علمية في علوم العقل لها مرءاة في وعاء مادي وهي محاوله قيام رابط بين (العقل والماده) في اتجاه معاكس فالعقل يقوم اولا في فاعلية (رحم عقلاني) ينتقل الى (فاعلية رحم مادي) وذلك منهج خلق يخضع له الانسان طوعا او كرها حتى في شربة ماء يشربه الادمي فلا بد من قيام فاعلية عقل في رحم عقلاني ليكون طالب الماء قادرا على تفعيل رحم الماده لذلك نرى ان الصغير غير قادر على شرب الماء حتى وان كان منتصبا يمارس نشاطا ءادميا ابتدائيا (رحم مادي) الا ان رحم العقل لا يزال غضا وفاعليته غير مكتمله وذلك الوصف ينطبق على كل ناشطة في الخلق الا ان محاولتنا البحثية تقفز الى سلمة متقدمه في علوم العقل لتمسك بالعقل كأثر متروك من مستويين عقلين (موسى وهرون) الا انه (متوقف الفاعليه) فهو محمول في جنازة (تابوت) تحمله اوعيه ماديه (ملائكه) وذلك الرشاد البحثي هو نقطه من بحر علمي يوصل الباحثين في القرءان الى تطبيق ءاية عظمى في زمن العلم
{ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } (سورة الأَنعام 67)
والنبأ بطبيعته يكون قد استكمل فاعليتي رحم العقل ورحم الماده فتحول الى (نبأ) اي خبر الا ان لذلك النبأ مستقر يبين هذا البحث صفته ان (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) وتلك السكينه تقضي على كل مختلف وتقوض كل باطل فيكون سكون لـ الحقيقه خصوصا اذا كان من وراء الحقيقه مؤامره او من وراء الحقيقه مذاهب دين او اديان كاذبه او حقائق كاذبه او اسماء في التاريخ لا وجود لها فيرينا ذلك (المستقر) الذي اشار اليه النص كيف صنع ذلك الاسم وتم حشوه في مادة تاريخية بالباطل لان ادخال اسم في التاريخ مثل (ذو القرنين) بصفته شخصية تاريخية قام بمقومات (نبأ) من موسى وهرون كاذبين قالوا ان في التاريخ ملك اسمه ذو القرنين !! الا ان القرءان يكشف كل شيء وفيه معامل تصريف لكل مثل
من كل ذلك الحراك الفكري نقرأ
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 9)
فـ مقومات الهدي تقيم (عمل) اصلاحي في كل شيء حتى في ادق دقائق شؤوننا العامة او الخاصة
بقية ما ترك ءال موسى وءال هرون محمول في تابوت تحمله مكائن الله فان استكمل هذا البحث على يد حشد يأتلف من اجل قرءان يهدي للتي هي اقوم فان الحق يكون مبين بالصوت والصوره والباطل سيكون مبين بالصوت والصوره كما هي مستقرات (النبأ) في تقنيات الحضارة حين تكون اشرطة سينمائيه او فيديويه تحمل الصورة والصوت وبما ان (الله اكبر) فـ منظومة الله في حافظات النبأ في مستقر هي اكبر من حكومات المتحضرين وعندها يمكننا ان نرى رسول الرحمه عليه افضل الصلاة والسلام وهو يقرأ ءاي من القرءان لاول مره على مسامع البشر
سطورنا اعلاه وان امتلكت مدخل لمسرب علمي قرءاني متطور الا ان صفة (التفاؤل) بتطور ذلك السبيل رسمت معالمه في محيط دائرة يأس من صحوة قرءانيه تجعل من ذلك السبيل مسارا للدفاع عن القرءان الذي اصبح في زمننا ذا صفة متحفية محض .. تلك رساله وفيها (رسول فكري) ناطق
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا } (سورة الفرقان 30)
الحاج عبود الخالدي
تعليق