بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10).... العديت
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سنحاول في هذه السطور البسيطة و المتواضعة أن نبحث للتعرف على علم بعثرة القبور و هي حتما و يقينا ليست تلك القبور ( الحفر ) التي تقبر فيها أجساد الموتى لأنه لا تحصيل لما في الصدور فيها و ما يمكن تحصيله منها سوى بقايا عظام إن وجدت و لم تتحلل إلى أولياتها المادية التكوينية ...
القبور التي يعرفها الناس و كما قلنا هي تلك المستقرات التي تستقر فيها أجساد و جثث الموتى التي استهلكت نصيبها و مقدراتها من الحياة الدنيا ...
فيكون القبر في معادلة أولية هو مستقر النبأ لأن جثة الميت في حقيقتها و في توقف نشاطها الكلي في الحراك الجسدي و الجزئي في حراكه العضوي هي نبأ لخروج الميت من زمن السعي في الحياة الدنيا إلى الحياة الأخرى ... إلا أن القبور المادية لن تكون ذات وجهة بحثية لقيام علم البعثرة إلا بقدر الحاجة إلى ضرب المثل بها ...
و بما أننا وقفنا على أن القبر هو مستقر النبأ فيمكننا أن نقف على وصف ءاخر لمستقرات النبأ في الذاكرة عموما التي تقبر فيها الوقائع و الأحداث و هي التي ينطبق عليها الوصف الحقيقي لتحصيل ما في الصدور فكل حدث قمنا به في حياتنا الماضية بصفته حدثا حاضرا في زمن حدوثه قد تم قبره في مقبرة الذاكرة يمكن تحصيله منها بوسيلة بعث ما في القبور و هي ذاتها بعثرة ما في القبور
بعثر = وسيلة بعث
القبور = وسيلة قبو
و القبو هو ذلك الجانب من البيت و الذي يستعمل لتخزين الأشياء التي لا تمثل حاجة ءانية لساكني البيت إلا أنها يمكن أن يصار إلى الحاجة إليها في الزمن المستقبل فيعمد إلى تخزينها في القبو و من هذه الكلمة في اللسان العربي نقرأ (القباء و القباب و الأقبية أيضا ) و جميعها تحمل مقاصد المخازن و التخزين ...
إذا تعاملنا مع التذكرة الإلهية في الآيات من سورة العديت على أنها إشارة قدسية إلى مخازن الذاكرة ... فإن البعثرة فيها إشارة أيضا إلى كيفية معالجة المعلومات لاستدعائها من مكامنها و مخازنها في الذاكرة و منهجية الفرقان في القرءان لدليل واضح على أهمية البعثرة في معالجة المعلومات بطريقة أفقية لا عمودية فكتاب الصلاة في القرءان و على سبيل المثال قد تمت بعثرة مفاصله في القرءان (فرقان) ... و على سبيل المثال أيضا حين نسعى إلى البحث عن شيء تم تكديسه في كيس ما مع أشاء أخرى فإن أسرع وسيلة لإيجاده هو بعثرة ما في الكيس لتكون زاوية الرؤية إلى الأشياء المخزونة في الكيس أفقية لا عمودية تمكن الباحث من رؤية الشيء الذي يبحث عنه بقليل الجهد و الوقت المبذولين للبحث ...
قبل أن يقبر المقبور في قبره فإنه يحمل على تابوت و هو حاوية ربط الميت سواء أكان جسدا أو حدثا مع القبر و على منهجية التابوت نقرأ حانوت و هي حاوية ربط البائع للمشتري أو ما يسمى دكان ذي دكتان ... دكة البائع و هي مقاصده المقروءة في معرض سلعه المعروضة للبيع و دكة المشتري و هي متطلبات الزبائن و من المثل في حاوية الربط بين البائع و المشتري تقوم قراءة أخرى في حاوية ربط الميت بالقبر لا بد و أن تكون ذات دكتان دكة النبأ و دكة المستقر ... يكون فيها التابوت حاوية الربط بين النبأ و المستقر ...
عندما تكون بعثرة القبور هي عملية معالجة و استدعاء المعلومات من مخازنها في الذاكرة و التي تخزن فيها المعلومات بطريقة رقمية فإن مفهوم ورود الإشارة الربانية لعلم البعثرة في سورة العديت تدفعنا إلى البحث عن المقاصد الإلهية في ( والعديت ضبحا) ...
الضبح كلمة كثيرة الاستخدام في منطق الناطقين في الغرب الجزائري فيقال نضبح يضبح و ضباح ... و هي كلمة للدلالة على فقدان شيء عزيز أو شيء ذي أهمية لدى الضباح حتى أنها تطلق على فاقد الصحة الذي يصرخ صراخا هستيريا من شدة الألم و تطلق أيضا على الحيوان الذي يصرخ بصوت مرتفع جدا حين ضياعه أو حين يفقد أثر القطيع أو الراعي الذي يرعاه .. و الشخص الضباح هو الشخص المريض بهستيريا الخوف من فقدانه لأي شيء يعتبر عزيزا عليه أو ذي أهمية عنده بما كان
عندما نتعامل مع العديت من منطلق الحراك الرقمي في الذاكرة فإنها العديت حيز حاوية استنفذ العد منها مثل الرقم 12 الذي استنفذه العداد في تعداده ليستقر عند الرقم 13 مثلا أو 14 أو 15 أو 16 ....
و الحراك الرقمي هو حراك للواحد القهار من في المراتب الرقمية المتفرقة و التي يكون فيها الرقم المستوفي لمحتوى العد نبأ و يكون فيها الرقم الدي استقر عنده العداد مستقرا للنبأ و قبرا نحتاج إلى بعثرته لتحصيل ما في الصدور
كل واقعة قامت أو يقوم بها الإنسان في حياته إنما قامت من خلال تفعيل مشترك بين رحم عقلاني و رحم مادي يشتركان مع شريك ثالث و هو موقع الحدث الخاضع تكوينا لنظام التموقع الكوني الذي تمثل فيه المساجد الإسلامية الثلاثة الحرام و الأقصى و النبوي بؤرة ذلك النظام و المصلون هم المؤهلون حصرا لتحصيل ما في الصدور من خلال بعثرة ما في القبور ... من خلال صلاة يقيمونها بقدر الحاجة إليها جمعا أو فرادى كما في صلاة الاستخارة أو صلاة الاستسقاء ...
إذا ما تمكن أحد الباحثون المسلمين من صناعة جهاز عقلاني للاتصال بأحد المواقع الثلاثة لنظام التموقع الكوني فإن العالم سيكون أمام شاشة كبيرة للحقيقة الكونية و الحقيقة التاريخية التي تدحض كل الأباطيل بل و أكثر من ذلك ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعليق