لغة العرب بين الحرف والكلمة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
اعتمد العرب على الكلمة كلفظ جاهز للاستخدام دون ان يكون لاجيال حملة اللغة العربية الحق في معالجة الحرف بصفته لبنة بناء الكلمة العربية ... لم يكن اللسان العربي قادرا على بناء الكلمة وفق مقاصد الحرف بل اجبر اللسان العربي على اضافة الحرف الى جذر الكلمة العربية لتقوم المقاصد المختلفة مرتبطة بالكلمة الثابتة الموروثة ويكون دخول الحرف المسمى بتسمية المقاصد وهنا نرى ياء المتكلم وهنا نجد هاء الغائب وتاء التأنيث وواو الجماعة وهكذا كان للحرف حضورا عربيا يحمل القصد مضافا الى الكلمة دون المساس بجذر الكلمة فتظهر مقاصد الحروف المضافة بصفتها لبنة بناء الكلمة العربية ...
من اول اوليات الدستور القرءاني يستطيع الباحث ان يجزم ان (دستورية القرءان العربية) تجيز تهشيم الكلمة الى حروف وهو واحد من سلالم المعرفة في التعامل مع الحروف المقطعة في القرءان التي ننظر اليها بزاوية (الاجازة) في تهشيم الكلمة لنقول (أ ل م) او نقول (ك هـ ي ع ص) وتلك هي دستورية لغوية تملكنا الجرأة لان نكون رجال اليوم ونفكر بعقول معاصرة ..
رحم الله الخليل احمد الفراهيدي الذي كتب كتابه الشهير (العين) في القرن الثالث الهجري وحين اختار (العين) عنوانا لمؤلفه قال في العين ان لها قرابة 40 قصد في لغة العرب وهو يرى ان اضافة الياء الى لفظ (العين) لتكون (عيني) حيث يكون القصد في ياء المتكلم ولكنه لم يجرأ ان يهشم لفظ (العين) ليرى كيف يشطب حرف الياء من لفظ العين لتكون (عن) .. لقد ملك العرب اجازة الاضافة الحرفية للكلمة الا ان الذين تعاملوا مع الكلمة الموروثة لم يمنحوا انفسهم حق اختزال الحرف من جذر الكلمة العربية ...
اذا رسخت الاجازة القرءانية وسجلت حضورا دستوريا بين يدي الباحث ومنح نفسه الحق في تهشيم الكلمة العربية فيحق له ان يتسائل في الفرق بين (عين) و (عن) كما كان له الحق في اضافة الياء الى (عين) لتكون (عيني) ...
في المقاصد وليس في مسمياتها تكون :
العين مركز ... للبصر .. للحقيقة ... للماء ... للصواب .. للحب ... للهدف ... و ... و
وفي المقاصد دون المسميات تكون :
عن .... نقل صفه ... عن مركزها ...
وهل نستطيع ان نفتح مثل هذا المسرب العربي ..؟؟
بل هل نمتلك الجرأة عليه ..؟؟
ومن يساعدني في الاجابه ..؟؟
الحاج عبود الخالدي
تعليق