السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أجد اصداء ارتفاع درجة الحرارة المستمر لقرابة 50 يوم ، سوى في ذلك التذمر وتلك الولولة اليومية البائسة !!! .( الجو موت حر ) و ( ربي هواك ) و ( الدنيا جهنم ) و (راح نموت ) هي جميعها موصوفات واقع مناخنا البائس في فصل الصيف من دون دول وشعوب المعمورة حتى تلك القابعة على خط الاستواء!!!!
من المسؤول عن هذا الارتفاع الهائل لدرجة الحرارة في العراق لأرقام قياسية ( فوق 50 درجة مئوية ) دون باقي البلدان او على الاقل البلدان المجاورة للعراق والتي وصلت العظمى فيها 45 درجة مئوية ؟؟ هذا ان علمنا ان العراق ليس بلدا صناعيا مثل باقي الدول المجاورة!!!!
في أستطلاع لقناة dw الالمانية ضمن برنامج السلطة الخامسة الذي كان موضوع حلقته عن التغير المناخي ، حيث كانت نتيجة الاستطلاع ان التغير المناخي وداعش هما وجهان لعملية واحدة !!! وكلاهما حصد النتيجة نفسها من التأثير المميت للبشرية !!! . الا أن الذي استفز عقلي هو انسحاب امريكا من اتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي والتخلي عن موضوع القيادة الاخلاقية ؟؟؟ فأمريكا تساهم بتلوث نسبته 15% من مجموع تلوث الارض بثاني اوكسيد الكربون co2 ، اي بعد الصين مباشرة.
فهل هناك خطة مناخية مميتة للشعوب العربية المسلمة أعدتها أمريكا في ظل تحكمها بالمناخ بما يطلق عليه مشروع (هارب) السري!!! تجعل من اجسادنا تموت بـ (دم بارد) ، والمسؤول بشكل اكيد هو (الله) وليس امريكا التي تخلت عن قيادتها الاخلاقية عند مجئ ترامب للسلطة؟؟؟؟
في العقدين الاخيرين ، أرتفعت الحرارة بشكل هائل في عموم الارض في ظل ما يسمى بـ (الاحتباس الحراري) بسبب الانشطة الصناعية للدول الكبرى ، الا ان المنطقة العربية تركز فيها هذا الارتفاع بشكل ملفت للنظر على الرغم من ان معظمها لايقع ضمن المنطقة الاستوائية او المدارية الحارة على خط الاستواء ، بل جميع المناطق العربية هي بعيدة جداً عن هذا المدار الحار والعراق ابعدها . فلو اخذنا ( الصومال) مثلاً وهي احدى الدول الاستوائية ، بل في قلب المدار الاستوائي لوجدنا ان درجة حرارتها هي (28 درجة مئوية ) ، بينما نرى العراق القابع خارج المنطقة الاستوائية يسجل مناخه ( اكثر من 50 درجة مئوية ) . شيء غريب فعلاً ، فما الذي يحدث ؟؟ وما تفسير نفسر ذلك ؟؟؟ ...
ما استنتجه بشكل شخصي هو ان ما يحدث في العراق ليس بفعل الطبيعة وانما بفعل آخر ، لديه القدرة بالتحكم في مناخ الارض.
ربما أميل الى موضوع ( المؤامرة المناخية ) في ظل مشروع (هارب ) السري الا ان ما يهمني أكثر هو مسؤولية هذه الشعوب المسلمة لمواجهة هذا المارد المناخي الذي سيفتك بشعب العراق اولاً والشعوب العربية المسلمة ثانياً!!! ، وها نحن نرى بأم اعيننا افرازات الارتفاع في درجة الحرارة ، امراض الحمى بانواعها ، انخفاض ضغط الدم ، الاعياء ، الطفح الجلدي ، التيفؤييد ، التشنجات العضلية ، تورم الساقين ، التوتر العصبي ، انقطاع الانفاس ، وغير هذه الامراض كثير فضلا عن هلاك الانعام والنباتات الاخرى.
فلماذا لم يبادر المجتمع المسلم بأعداد خطط من شأنها التقليل من هذا التغير المناخي ؟؟؟؟ ونحن نعلم ان الزراعة هي الحل الامثل لذلك بل الحل الاكثر نجاعة لتقليل درجة حرارة الجو ولمكافحة التصحر والتلوث في آنٍ واحد!!!!.
لماذا ينظر شعب العراق المسلم بعين عوراء الى المسؤولين في دولة العراق المعاصر وهو يعلم بأنهم ادوات لتنفيذ برامجية الموت للعراق وأهله؟؟؟؟ بشتى مجالات الحياة ....
لماذا لم يبادر كل منا بزراعة شجرة واحدة على الاقل في بيته او في اي مساحة فارغة قرب بيته كصدقة جارية (لاسنية ولاشيعية) تمد الجو بالاوكسجين وتستهلك ما انتجه الغرب من مواد ملوثة للحيلولة من هذا الهلاك القادم ؟؟؟؟ ويكون فيها للمسلمين قرة عين لاجيالهم القادمة ؟؟؟؟ بدلاً من اللهاث وراء المذهبية المقيتة؟؟؟.
لماذا لا تتطرق المرجعية (العليا) لهذا الموضوع الذي تقع عليه مسؤولية استمرار الحياة وهي ترى ان اضراره قائمة في المسلمين ؟؟ فهل اصبحت قاعدة ( لا ضرر ولا ضرار في الاسلام ) منتهية الصلاحية (اكسباير) وبالتالي فان الموضوع ليس من اهتماماتها؟؟؟!!!!
لماذا لا تصدر المرجعية فتوى تلزم بها مقلديها بزراعة شجرة واحدة على الاقل في كل بيت فضلاً عن احياء الاراضي الزراعية كما اصدرت فتوى الجهاد الكفائي؟؟ والعالم يصرخ ان داعش والتغير المناخي وجهان لعملة واحدة؟؟ فداعش يفتك بالمسلمين والتغير المناخي يفتك بالمسلمين ايضاً.
حدثنا التاريخ عن أزمة الجفاف ايام عهد الرسول الخاتم (عليه الصلاة والسلام) وكيف صلى بالناس صلاة الاستسقاء ، وحدثنا التاريخ ايضاً كيف ان الامام الرضا صلى (صلاة الاستسقاء) للقضاء على هذا التغير المناخي ونزول المطر في زمن المامون العباسي ، فلماذا لانرى مسلماً (مرجعا دينيا او داعيا اسلاميا) بأحياء هذه السنة (النبوية) الطاهرة في صلاة مثيلة لصلاة (الاستسقاء) كصلاة قضاء الحاجة ويكون الطلب من الله بأعتدال المناخ وخفض درجة الحرارة (لتكون برداً وسلاما على المسلمين)؟؟؟!!!
اليس هذه سنة رسالية يجب تفعيلها في كل نشاط ننشط به يومياً عندما نصل الى مرحلة ( ان لامنجي الا الله ) كما في صلاة ( الاستشفاء) وصلاة (الايات) وصلاة (المسافر) وصلاة لـ (قضاء الحاجة)...وغيرها كثير.
فهل ما ينادي به المسلمون اليوم يمثل (ميتافيزيقا دينية) أم هو خرف لعقلانية المسلم في ظل اتباع (مرجعيات اصولية ) قابعة وراء مكيفات (سامسونك ) و (ال جي ) ؟؟ ولا يهمها (مناخ المسلمين)؟؟؟؟
أرى ان من محاسن قدر هذه الحرارة العالية هو سمو أثرها فوق المذهبية المقيتة ، فـ (50 درجة مئوية ) من الحرارة تكفي لـ (كوي) عقل المسلمين بما يجعل من المذهبية المقيتة كسلة مهملات تاريخية لايغني فيها (علي) من حرها ولا يسمن فيها (عمر ) من لظاها ... فهي كما وصفها الله في قرءانه المجيد (أنها هاوية) ... وما ادراك ماهية ... نار حامية.
أرى ان (50 درجة مئوية ) تكفي لجعل المذهبية في مزبلة التاريخ ، فالحرارة العالية لا تميز بين شيعة علي وسنة عمر بقدر ما تميز بأن هناك شجرة ( لاسنية ولاشيعة ) قد استهلكت طاقتها لتكون (بردا وسلاما ) على المسلمين وعلى اجيالهم في ظل سنة نبوية مهجورة في الزراعة وهي ( ازرع ولا تقطع ) .....
أتمنى ان تكون دعوتي لاصلاح مناخ العراق دعوة ( الصالحين) الذين يصلحون ما افسده (الفاسدين ) في الارض ... فأن أحسنا الى (طبيعة) خلق الله فان رحمت الله تقترب الينا لاننا (احسنا ) الى خلقه ، وكنا سبباً لاستمرار الحياة الحسنى على هذه
الارض..................وتذكروا قوله تعالى
{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }
تعليق