إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)
ماذا قبل صيام الشهر وماذا بعده؟
صم الشهر متعلق بما شهدنا منه وما شهدنا منه متعلق بشهر رمضان وشهر رمضان متعلق بما أنزل فيه وما أنزل فيه متعلق بالناس وبينت من الهدى والفرقان (شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان...فمن شهد منكم الشهر فليصمه...) لنعلم ما هو شهر رمضان كي نشهده ونصمه يجب أن نعلم ونعقل ما هو القرءان إبتداءاً ومن ثم نذهب إلى عقل كيف أنزل...فهذا الشهر هو الذي أنزل فيه كل ما نقرأه الأن من الذكر المحفوظ لكامل برنامج خلق الإنسان وعلقه...فهو أنزل فيه ولم يتم إنزاله به أي أن شهر رمضان ليس هو سبب الإنزال بل هو الحيز الدائم للفاعلية التبادلية الخاصة بفعل الإنزال...والذي نزل به (وليس ما أنزل به) في شهر رمضان هو الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين وطريقة القبض تكون بلسان عربي مبين فإذا غابة علّة هذا القابض لا تحدث علّة الإنقلاب المنشود...وتبقى الصفة القابضة بالإنزال في عالم الغيب أي بماذا أنزل القرءان وما سبب إنزاله؟!...وأين كان القرءان قبل أن يتم إنزاله؟!...والسؤال ليس عن مكان جغرافي بل عن مكون ومستقر القرءان التكويني قبل أن يُنقل...فالقرءان كما تعلمنا من صُحبتنا لهذا المعهد وصاحبه العالم ليس هو الكتاب وبالتالي أنزل فيه القرءان وأنزل الكتاب والتورة والإنجيل والفرقان وغيرها من إنزالات تكوينية ليس لهم نفس المقاصد فالقرءان هو صفة أو (ذاكرة) لمحتوى كتاب الله وتفصيل كل شىء قبل أن ينفذ ويستقر في رحم الخلق (الرحمن) أما عند تنفيذه يصبح كتاب لصفة (الرحمن) وهو الرحم التبادلي أو الحيز التنفيذي لخارطة ومفاصل ذلك الشىء بكامل ذاكرته فالرحمن هو مشغل علّة القرءان وبغيابه تغيب علّة التشغيل...القرءان حين يقرأ وحين يكتب يتحول الى (كتاب) في ما كتبه الله في الخلق فلا يقرأه الا مخلوق ناطق (بشر) ولا يكتبه الا من هو فطر على علة القلم والخالق (واحد احد)...ولكن الذكر يقول لنا إنه لقرءان كريم في كتاب مكنون لنترك هذا السؤال جانباً الأن ولنركز على ما نود أن نبحثه ونُشير إليه...
(هذا القرءان) موصوف إنه في (كتاب مكنون) ومكنون في فطرة العقل تعني انه غير ظاهر لانه لا يظهر الا عند التنفيذ مثله مثل المداينة فالكتاب يقوم عند قيام الدين وليس للكتاب مظهر لانه (مكنون) أما (هذا القرءان) فهو ظاهر في كلام الهي منزل وهو دليل لشيء مكنون (غير ظاهر) يتم ظهوره بعد تفعيل القرءان وكأنه خارطة خلق قابلة للتنفيذ ... تنفيذ تلك الخارطة لا تقع بين يدي الظلمة والفسقة بل يشترط ربنا ان يكون مساس القرءان من قبل شخص طهور قد طهر نفسه وليس بدنه لان القرءان عقلاني ولا يمتلك من الماديات الا نطقه ونطقه يقيم البيان والبيان هو عقل محض وبالتالي فان المساس عقلاني يستوجب طهر العقل وعندها يمكن ان ينفذ القرءان فيكون (كتاب) قابل للتنفيذ بايد بشرية اما (الوعاء التنفيذي) سيكون من خلال قيام الحاجة كما في المداينة وعندما لا تقوم الحاجة لا يتم مساس القرءان بل يبقى تفعيل الكتاب الهي المصدر في سنن العقاب والثواب التي اسهب في تفاصيل بيانها القرءان العظيم وعندما يخالف العبد سنن الخلق يكون الكتاب فعالا بشكل تلقائي فيكون العقاب وعندما يطيع العبد ربه يكون الكتاب فعالا بشكل تلقائي فيكون الثواب
الكتاب والقرءان والذكر
فلقد كُتبت أجزاء من ذاكرة هذا البحث وكانت ذاكرته متعلقة بتلك المقدمة البسيطة والمتعلقة بدورها بموضوع تم طرحه في المنتدى من قبل الأب الحاج عبود تحت عنوان...نزول القرءان في رمضان..كيف يكون؟...إلا أن عند التقدم في ذاكرة البحث أخذت روابط الذاكرة بالتوسع والتمدد ونحت منحى ءاخر ليس بشكل مغاير للموضوع المراد بحثه بل بمعنى أنها أخذت تُشير إلى كم هائل من البيانات والمعلومات والروابط والمقاصد أكثرعمقاً لم تكن منظورة في سياق وذاكرة البحث المشار إليها والتي كان يُعتقد أن بياناتها مستقرة ولكن شيئاً فشيئاً بدأت بعضاً من أبعادها تترابط ضمن سياق ذاكرة أوسع وأرحب والذي أكد أن لا وجود لذاكرة منفصلة أو مستقلة في الخلق بل أن فهم روابط وعلّة أي ذاكرة يتعلق بنقلها لأبعاد ذاكرة أعلى وأكبر مما زاد بدوره من حدة التباين الإيجابي بين مقاصد وموضوعات تلك الذاكرة وساعد على الربط في ما بينها ومن ثم الإمساك ببعض المقاصد الغائبة أو التي كانت غائبة عن فؤاد القلب والذي كان المسكين جُل همه أن يبحث في ذاكرة فائدة واحدة ظناً منه أنها مستقلة عن ما حولها وبالتالي هي المراد الإمساك بعلّتها!...وبعد جهداً جهيد إذا بذاكرة موسى الساحر تنقل لنا بيان أمر ربه بذبح بقرة!...وكأننا كنا أمام مكونات صورة محددة الأبعاد باهتة الألوان قليلة التفاصيل وما أن قُمنا بضبط إعدادات تباين وشدة الإضاءة والألوان وحجم الصورة حتى أصبحت مكوناتها فاقعة الألوان بيّنة الخطوط متزنة الروابط وبدأت أحداثها تظهر للعيان لتسر الناظرين...
فالقرءان من بين خصائصه أنه يهدي للتي هي أقوم إلى أن يبلغ الهدي محله أي يقوم بتشغيل مكونات روابط القوة المتنحية من ذاكرته من خلال لسانه العربي المبين فيُقوّم لك مرابط الذاكرة التي تقوم في أسواق بيانه من خلال جعل ءاياته بينات مبينات كي لا يتشابه البقرعليك وتضل السبيل ويصبح تنفيذ أمر إستدعاء ذاكرة الذبح الربوبية أعجمي على عقلك ولا يتم ذلك إلا إذا إمتلك خاصية نقل وتشغيل البيان من داخل نظام ذاكرته الساري فيه والذي ندعو الله أن يهدينا لسُبله بالتقوى...وتقويم الذاكرة والتذكر لا نعني به إستدعاء لروابط ذاكرة فقط فالتذكر بحد ذاته ليس مشكلة فهو حاضر وساري في جميع مستويات علتنا التكوينية شئنا أم أبينا فجسمنا في مستوياته الدنيا كـ (كتاب تنفيذي) يعمل ليل نهار وعلى مدار الساعة بذاكرة ملئكية لا نُلقى لها بال فتنسخ وتكتب وتسجل وتمحو وتنسى وتحيى وتميت في كل ومضة زمن ونحن في غفلة تامة عن كل تلك الفعاليات...ولكن إن أمعنا العقل قليلاً في طريقة الربط بين مستويات تلك الذاكرة سنجد أنها هي العلّة الغائبة المراد تذكرها وعقلها والمودعة في زوجية خلق تنتظر التقوية والتفعيل!...فهذا الأمر هو ما يُميزنا عن بقية الكائنات وجعلنا خليفة في الأرض وخلائف ألأرض...
ولذلك من الضروري التوسع في فهم الذاكرة المحيطة بالسياق الذي وردت فيه ذاكرة إنزال القرءان وتدبرها فالتدبر هو أن تجعل القرءان (وليك) ليقودك إلى تدبير كل أمورك وما أنت فيه من سعي وهو من أحد الوسائل العقلية الرديفة لمجموعة الوسائل الأخرى (القراءة/التلاوة/الترتيل/...) وذلك لإستقبال وإحتواء وقبض ما يحمله القرءان من بيان وهذه الوسيلة يجب أن تكون سُننية أي من الله وليس من غيره أو من دونه وإلا سيحدث الإختلاف الكثير والكبير...والقرءان لا يعني فقط كلمة أو جملة أو سياق أو موضوع بل ءايات لها لسان وعربة ومشغل بيان وكل ءاية هي حيز فعال بحد ذاتها لها قصد موحد في فطرة العقل ومن خلال إرتباط الأية بالأية ضمن نظام لسانه العربي يقوم تشغيل البيان ولا يكفي أيضاً الوصول لتشغيل البيان بل يجب أن نعلم مشغل علّة البيان في مكون الحيز الفعال أي لماذا ءتت هذه الذاكرة في هذا الموضع من الذاكرة الكاملة؟!...فأيات الكتاب والقرءان موصوفة أنها ءايات بينات مفصلات محكمات سواء في صدورها العقلي أو تنفيذها المادي فيجب أن ترتبط الأية بالأية ضمن علّة محددة ومسنونة ليقوم مشغل البيان بعربيته السانية ويُظهر المقاصد الإلهية الربانية بجميع أسمائها الحسنى ومثلها الكلمة والجملة وصولا للعنوان فالتباين يستلزم التجاور والترابط بالضرورة ولعل أقرب مثال فطري يوضح كيف تكون الأيات بينات هو تباين طيف الألوان وخصوصاً الأبيض والأسود فلولا الأبيض ما علم عقلنا الأسود ولولا الأسود ما علم الأبيض وهذين الونين أو (الموجتين) في الحقيقة هما ما يمسك عقلنا بنتاجهما دوما والباقي إدراكات تفاعلية ناتجة عنهما...ولا عجب في ذلك فذاكرة القرءان ولسانه العربي المبين تحمل في بياناتها بعضاً من خصائص تباين الألوان الضوئية وإلا فذاكرته نورانية ليلية وليست ضوئية!...فمن ءاياته إختلاف ألسنتكم وألوانكم...ولا مانع من التوسع قليلاً في ذاكرة تباين الألوان هنا إلى أن نبحثها بعمق أكثر في سياق ءايات شهر رمضان وليلة الصيام وهي ذاكرة تكلم عنها الحاج عبود كثيراً في أبحاثه إلا أننا نسوقها هنا بأمثلة ومقاصد لونية...فلو إفترضنا أن لكل حرف يدخل في عربة الّسان لون محدد يميزه عن بقية الحروف بغض النظر الأن عن الخصائص الأخرى والصفات التي تدخل في تكوينه كالصوت والشكل والحجم وغيرها كثير من الخصائص التي يُمسك بها الباحث أثناء وجهته وتدخل في مقاصد التباين ولكننا سنركز على الجانب الضوئي منها لما له من قوة بصرية سريعة الإدراك...وكمثال توضيحي سريع لما نود صرمه من حرث مقبلين عليه لو أننا وضعنا لكل حرف أو ءاية في كلمة معينة لون محدد بالترتيب التالي...أحمر...أخضر...أزرق...والتي تُعتبر من الألوان الأساسية أو الأولية في نظام الذاكرة (الإلكترونية) للضوء ولتكن هذه الكلمة كتاب فاتح البقرة ذي الّون الأسود والخلفية البيضاء...(الم)...
الم
فسنلاحظ أن تلك الوضعية من التجاور (المنفصل المتصل) أعطت مؤشر بصري على شكل تضاد أو تباين لوني للحروف الداخلة في المقاصد لم يكن مدرك عندما كانت جميع الحروف سوداء مما ساعد على إطلاق إشارات بصرية إلى العين ومن ثم الدماغ أدت إلى رؤية واضحة لشكل ومقاصد كل حرف والذي أصبح كل منهم متباين على حساب الأخر بما يحمله من خاصية لونية إنعكست منه...مع الأخذ بعين الإعتبار أن التأثير البصري لتباين ولون الحرف الواحد عن طريق وضعه بين حدين يخضع لعدة عوامل أو علاقات نسبية لعل من أهمها الإضاءة وشدتها وطبيعة صبغتها فمصدر الضوء وكميته وشدته هي المتحكم الأول في كيفية ظهور الحرف فكلما كانت أمواج مصدر الضوء متوازنة وشكل الحرف ذا مساحة أكبر والخلفية حيادية كلما كان انعكاس الضوء عنه أفضل وبالتالي ازداد وضوح إستقبال لونه أو مؤشره البصري...فالأحمر والأخضر والأزرق ألوان أولية ثابتة في مقاصد كل حرف ولكن جمع هذه الألوان أو تقاطعها أو تجاورها بطريقة وترتيب ونسب معينة يعطي مُحصلة لونية أو مقاصد لـ لون كُلي مختلف ناتج من تفاعل تلك الألوان (الضوئية) بعضها ببعض حين إستقبالها ونقلها إلى كهف الدماغ وكذلك ذاكرة الأصوات والأمواج بشكل عام....
وفي هذا العرض نرى بعضاً من تلك العلاقات النسبية يشرحها عالم فيزيائي لطلابه وهم في حالة ذهول...
وعلينا أن لا نقلب ذاكرة الألوان بشكل مادي محض فليس هذا المراد بل المراد من تلك الذاكرة تبسيط الفهم فنحن لا نعلم الأن ما هي مقاصد تلك الألوان ولكننا سنفترض أنها معلومة في الذاكرة وأن الّون الأحمر على سبيل المثال يدل على الإنذار والأخضر يدل على التبشير والأزرق يدل على الهداية وبذلك تصبح تلك الحروف بينة بما حملته من مقاصد ملونة متفق عليها وعند تفاعل تلك الألوان بعضها ببعض بنسب متفاوتة أو متساوية بشكل زوجي أو ثلاثي يظهر لنا حيز فعال ءاخر!!..
فذلك المثل لتقريب المقاصد ليس إلا فذاكرة الألوان بشكل عام مثلها مثل ذاكرة الأرقام بمعنى أنها نتاج تفاعل كمي للشىء وليست خاصية مستقلة فيه فبرنامج جهاز الإدراك والتقليب المركزي (الدماغ) لا يعلم ولا يقرىء ولا يقلب ولا يعقل إلا بعد أن يتم تحويل ما إستقبله من مجساته لذاكرة موجية لها طول موجي محدد قادمة أو منعكسة من الشىء...إلا أن هذه العلّة أيضاً مخادعة أو ليست كاملة فما الذي يستقبله الدماغ من أمواج في سبته ومنامه وأحلامه؟!!...إذا أعدنا النظر للمسألة برمتها سنرى دون أدنى شك أن المسألة مسألة متعلقة بالذاكرة وطريقة سريانها وأن هناك رابط خفي دائم السريان لا يُمكن إيقافه أو قطعه إلا عمداً وبشكل جزئي!...
سبب الذكرى في قرءان يربط عقل المتفكر (الواعي) بالذاكرة وهي (متنحية) ويكون الربط ذو فاعلية تكوينية أي ان قيام الذكرى هي تفعيل تكويني ولا يستطيع الانسان ان يوقفها او ان يتحكم بها ومن ذلك لا يستطيع الانسان أن يمحو من ذاكرته شيئا كما يتم مسح الشريط الممغنط او رفع صفحة من كتاب فالفاعلية التذكيرية هي فاعلية تكوينية والذاكرة متنحية عن الوعي الا ان يقوم سبب (رابط تكويني) والقرءان وسيلته ..!!
والأمر لا يتوقف على تباين الأيات فقط كأصغر وحدة بناء بل يتعدى إلى وحدات بناء أكبر كالعبارات والجمل وصولاً إلى بناء السورة الواحدة وكامل سور القرءان والتي تنطبق عليها قاعدة التباين فيمكن إعطاء كل سورة لون محدد أو مقصد محدد يظهر في عنوانها والذي يمثل إسمها أو الصفة أو العلّة الغالبة لها والذي أتى نتيجة تفاعل عدة ألوان في داخلها وهذا الّون بدوره يظهر تباينه عند وضعه بين سورتين تمثلان لونين مختلفين...فالتباين هو حيز فعال لزوجية تضاد يظهر من خلالها وظيفة الصفة وعلّتها الغالبة فصفة اليل تظهر من خلال صفة النهار وصفة النهار تظهر من خلال صفة اليل وكلاهما ءاية وءايتين...
لذلك للدخول لسياق الأيات البينات الخاصة بما كتب على الذين ءامنوا بعلّة الصيام وصيام الشهر لا بد من العودة إلى ذاكرة أسواق الأيات التي ءتت قبلها وبعدها ومن ثم محاولة ربطها مع مفاصل ذاكرتها بل بكل مفاصل ذاكرة سورة البقرة وهو أمر لا أدعي الإحاطة به بشكل كامل ولا سأوفي به إذ دائماً ما تظهر مفاجئات وأحداث تجعلك تُعيد الربط وتقلم ما سطرته من علق...ولا يمكن الإتيان كذلك على تلاوة ذاكرة كل الأيات وجعلها مبينة إلا أننا يمكننا الربط الجزئي لبعض المفاصل أثناء المسير والتي ستعيننا على عقل علّة الصيام وإنزال القرءان في شهر رمضان وهو الغاية المنشودة لتثبيت الفؤاد لذلك فالدخول في سلسلة هذه التلاوة لن يجدي نفعا الأن ونحن لم نحوز روابط البر والتقوى بعد وسنكتفي بمسح عقلي بصري وقراءة ما تيسر من هدى ومقاصد عامة علّها تنير لنا ما نحن فيه من سعي تدبري والذي سيمكننا من ربط المعلومات الواردة فيها والمنقولة من خلالها وذلك لمحاولة الإمساك بالمقاصد الكلية أو لون ذاكرتها القلبية العامة (الصبغة الّونية العامة) أو الصياغة الإلهية للقلب (صبغة الله) تمهيداً للدخول في ذاكرة ءايات شهر رمضان فهذه الذاكرة لها خلفية عقلية إنبنت عليها ولم تأتي هكذا دون علق ضابط لها وهذا هو سبب نسخي لكامل سياق ءايات شهر رمضان والمتمثل بصفحتين متقابلتين من صحف القرءان وذلك لزيادة مدارك التباين العقلية بين تلك الأيات فكلما زاد التباين زادت حاجة العقل للربط بين تلك المقاصد المتباينة والواردة ضمن ءايات بينات مبينات نزل بها الروح الأمين بلسان عربي مبين...فالقارىء والمتدبر لسياق ومحيط ءايات شهر رمضان يرى كم من البيانات والمعلومات لا يكاد يوجد بينهم رابط أو وحدة موضوعية تجمعهم بل لا يمكن أن تترابط على المستوى السطحي للفهم والعقل فما علاقة البر وتولية الوجه قبل المشرق والمغرب وكتابة علّة القصاص في القتلى والوصية والصيام على الذين ءامنوا وغيرها من صفات سابقة ولاحقة؟!!...
دعونا نحاول فلعلّنا نُحسن الذبح لنحيى ذاكرة ما قتلنا ونخرج الأيات المكتومة...فأمر ذبح البقرة قائم من قبل قوم موسى ومن أراد أن يشارك معنا في قيمومة أمر الذبح الربوبي فمرحباً به فليستقبل القبلة وليحد شفرته ويُرح ذبيحته...
ملاحظة عامة....كُتبت ذاكرة وأقلام هذا البحث بالإعتماد على ذاكرة البحوث المدرجة في مفاصل المعهد والتي تعتمد على إقامة الوجه للدين حنيفا وتفعيل العقل الفطري بلسان عربي مبين...وما سيُقرىء هو عبارة عن إثارات تذكيرية كما هو قلم الحاج عبود دوماً والتي يجب ان تتفعل في عقل المتلقي ولا تنتقل اليه كنتاج جاهز لان مهمتنا تذكيرية تنفع من يتذكر اما من يريد احتوائها نقلا فهي ستتهشم على مداخل العقل بسبب رسوخ مقاصدها الّسانية في مضامين اخرى غير التي نثورها على هذه السطور رغم انها لا تقيم عارضا عقائديا او جديدا عقائديا بل هي منهجية فهم وليس بناء عقائدي...ما كان فيها منقلبا عقائديا ولن يكون بل فيها وحدة فكرية تهشم مختلفات المسلمين عند قيام الفهم وفق صيغ التذكير بالقرءان ليعقل القرءان...
تعليق