دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)


    إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)


    ماذا قبل صيام الشهر وماذا بعده؟


    ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الءاخر والملئكة والكتب والنبين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتمى والمسكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلوة وءاتى الزكوة والموفون بعهدهم إذا عهدوا والصبرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون (177) يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسن ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم (178) ولكم فى القصاص حيوة يأولى الألبب لعلكم تتقون (179) كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للولدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين (180) فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم (181) فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم (182) يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (183) أياما معدودت فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون (184) شهر رمضان الذى أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هدىكم ولعلكم تشكرون (185) وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون (186)...البقرة

    صم الشهر متعلق بما شهدنا منه وما شهدنا منه متعلق بشهر رمضان وشهر رمضان متعلق بما أنزل فيه وما أنزل فيه متعلق بالناس وبينت من الهدى والفرقان (شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان...فمن شهد منكم الشهر فليصمه...) لنعلم ما هو شهر رمضان كي نشهده ونصمه يجب أن نعلم ونعقل ما هو القرءان إبتداءاً ومن ثم نذهب إلى عقل كيف أنزل...فهذا الشهر هو الذي أنزل فيه كل ما نقرأه الأن من الذكر المحفوظ لكامل برنامج خلق الإنسان وعلقه...فهو أنزل فيه ولم يتم إنزاله به أي أن شهر رمضان ليس هو سبب الإنزال بل هو الحيز الدائم للفاعلية التبادلية الخاصة بفعل الإنزال...والذي نزل به (وليس ما أنزل به) في شهر رمضان هو الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين وطريقة القبض تكون بلسان عربي مبين فإذا غابة علّة هذا القابض لا تحدث علّة الإنقلاب المنشود...وتبقى الصفة القابضة بالإنزال في عالم الغيب أي بماذا أنزل القرءان وما سبب إنزاله؟!...وأين كان القرءان قبل أن يتم إنزاله؟!...والسؤال ليس عن مكان جغرافي بل عن مكون ومستقر القرءان التكويني قبل أن يُنقل...فالقرءان كما تعلمنا من صُحبتنا لهذا المعهد وصاحبه العالم ليس هو الكتاب وبالتالي أنزل فيه القرءان وأنزل الكتاب والتورة والإنجيل والفرقان وغيرها من إنزالات تكوينية ليس لهم نفس المقاصد فالقرءان هو صفة أو (ذاكرة) لمحتوى كتاب الله وتفصيل كل شىء قبل أن ينفذ ويستقر في رحم الخلق (الرحمن) أما عند تنفيذه يصبح كتاب لصفة (الرحمن) وهو الرحم التبادلي أو الحيز التنفيذي لخارطة ومفاصل ذلك الشىء بكامل ذاكرته فالرحمن هو مشغل علّة القرءان وبغيابه تغيب علّة التشغيل...القرءان حين يقرأ وحين يكتب يتحول الى (كتاب) في ما كتبه الله في الخلق فلا يقرأه الا مخلوق ناطق (بشر) ولا يكتبه الا من هو فطر على علة القلم والخالق (واحد احد)...ولكن الذكر يقول لنا إنه لقرءان كريم في كتاب مكنون لنترك هذا السؤال جانباً الأن ولنركز على ما نود أن نبحثه ونُشير إليه...

    (هذا القرءان) موصوف إنه في (كتاب مكنون) ومكنون في فطرة العقل تعني انه غير ظاهر لانه لا يظهر الا عند التنفيذ مثله مثل المداينة فالكتاب يقوم عند قيام الدين وليس للكتاب مظهر لانه (مكنون) أما (هذا القرءان) فهو ظاهر في كلام الهي منزل وهو دليل لشيء مكنون (غير ظاهر) يتم ظهوره بعد تفعيل القرءان وكأنه خارطة خلق قابلة للتنفيذ ... تنفيذ تلك الخارطة لا تقع بين يدي الظلمة والفسقة بل يشترط ربنا ان يكون مساس القرءان من قبل شخص طهور قد طهر نفسه وليس بدنه لان القرءان عقلاني ولا يمتلك من الماديات الا نطقه ونطقه يقيم البيان والبيان هو عقل محض وبالتالي فان المساس عقلاني يستوجب طهر العقل وعندها يمكن ان ينفذ القرءان فيكون (كتاب) قابل للتنفيذ بايد بشرية اما (الوعاء التنفيذي) سيكون من خلال قيام الحاجة كما في المداينة وعندما لا تقوم الحاجة لا يتم مساس القرءان بل يبقى تفعيل الكتاب الهي المصدر في سنن العقاب والثواب التي اسهب في تفاصيل بيانها القرءان العظيم وعندما يخالف العبد سنن الخلق يكون الكتاب فعالا بشكل تلقائي فيكون العقاب وعندما يطيع العبد ربه يكون الكتاب فعالا بشكل تلقائي فيكون الثواب

    الكتاب والقرءان والذكر


    فلقد كُتبت أجزاء من ذاكرة هذا البحث وكانت ذاكرته متعلقة بتلك المقدمة البسيطة والمتعلقة بدورها بموضوع تم طرحه في المنتدى من قبل الأب الحاج عبود تحت عنوان...نزول القرءان في رمضان..كيف يكون؟...إلا أن عند التقدم في ذاكرة البحث أخذت روابط الذاكرة بالتوسع والتمدد ونحت منحى ءاخر ليس بشكل مغاير للموضوع المراد بحثه بل بمعنى أنها أخذت تُشير إلى كم هائل من البيانات والمعلومات والروابط والمقاصد أكثرعمقاً لم تكن منظورة في سياق وذاكرة البحث المشار إليها والتي كان يُعتقد أن بياناتها مستقرة ولكن شيئاً فشيئاً بدأت بعضاً من أبعادها تترابط ضمن سياق ذاكرة أوسع وأرحب والذي أكد أن لا وجود لذاكرة منفصلة أو مستقلة في الخلق بل أن فهم روابط وعلّة أي ذاكرة يتعلق بنقلها لأبعاد ذاكرة أعلى وأكبر مما زاد بدوره من حدة التباين الإيجابي بين مقاصد وموضوعات تلك الذاكرة وساعد على الربط في ما بينها ومن ثم الإمساك ببعض المقاصد الغائبة أو التي كانت غائبة عن فؤاد القلب والذي كان المسكين جُل همه أن يبحث في ذاكرة فائدة واحدة ظناً منه أنها مستقلة عن ما حولها وبالتالي هي المراد الإمساك بعلّتها!...وبعد جهداً جهيد إذا بذاكرة موسى الساحر تنقل لنا بيان أمر ربه بذبح بقرة!...وكأننا كنا أمام مكونات صورة محددة الأبعاد باهتة الألوان قليلة التفاصيل وما أن قُمنا بضبط إعدادات تباين وشدة الإضاءة والألوان وحجم الصورة حتى أصبحت مكوناتها فاقعة الألوان بيّنة الخطوط متزنة الروابط وبدأت أحداثها تظهر للعيان لتسر الناظرين...
    فالقرءان من بين خصائصه أنه يهدي للتي هي أقوم إلى أن يبلغ الهدي محله أي يقوم بتشغيل مكونات روابط القوة المتنحية من ذاكرته من خلال لسانه العربي المبين فيُقوّم لك مرابط الذاكرة التي تقوم في أسواق بيانه من خلال جعل ءاياته بينات مبينات كي لا يتشابه البقرعليك وتضل السبيل ويصبح تنفيذ أمر إستدعاء ذاكرة الذبح الربوبية أعجمي على عقلك ولا يتم ذلك إلا إذا إمتلك خاصية نقل وتشغيل البيان من داخل نظام ذاكرته الساري فيه والذي ندعو الله أن يهدينا لسُبله بالتقوى...وتقويم الذاكرة والتذكر لا نعني به إستدعاء لروابط ذاكرة فقط فالتذكر بحد ذاته ليس مشكلة فهو حاضر وساري في جميع مستويات علتنا التكوينية شئنا أم أبينا فجسمنا في مستوياته الدنيا كـ (كتاب تنفيذي) يعمل ليل نهار وعلى مدار الساعة بذاكرة ملئكية لا نُلقى لها بال فتنسخ وتكتب وتسجل وتمحو وتنسى وتحيى وتميت في كل ومضة زمن ونحن في غفلة تامة عن كل تلك الفعاليات...ولكن إن أمعنا العقل قليلاً في طريقة الربط بين مستويات تلك الذاكرة سنجد أنها هي العلّة الغائبة المراد تذكرها وعقلها والمودعة في زوجية خلق تنتظر التقوية والتفعيل!...فهذا الأمر هو ما يُميزنا عن بقية الكائنات وجعلنا خليفة في الأرض وخلائف ألأرض...
    ولذلك من الضروري التوسع في فهم الذاكرة المحيطة بالسياق الذي وردت فيه ذاكرة إنزال القرءان وتدبرها فالتدبر هو أن تجعل القرءان (وليك) ليقودك إلى تدبير كل أمورك وما أنت فيه من سعي وهو من أحد الوسائل العقلية الرديفة لمجموعة الوسائل الأخرى (القراءة/التلاوة/الترتيل/...) وذلك لإستقبال وإحتواء وقبض ما يحمله القرءان من بيان وهذه الوسيلة يجب أن تكون سُننية أي من الله وليس من غيره أو من دونه وإلا سيحدث الإختلاف الكثير والكبير...والقرءان لا يعني فقط كلمة أو جملة أو سياق أو موضوع بل ءايات لها لسان وعربة ومشغل بيان وكل ءاية هي حيز فعال بحد ذاتها لها قصد موحد في فطرة العقل ومن خلال إرتباط الأية بالأية ضمن نظام لسانه العربي يقوم تشغيل البيان ولا يكفي أيضاً الوصول لتشغيل البيان بل يجب أن نعلم مشغل علّة البيان في مكون الحيز الفعال أي لماذا ءتت هذه الذاكرة في هذا الموضع من الذاكرة الكاملة؟!...فأيات الكتاب والقرءان موصوفة أنها ءايات بينات مفصلات محكمات سواء في صدورها العقلي أو تنفيذها المادي فيجب أن ترتبط الأية بالأية ضمن علّة محددة ومسنونة ليقوم مشغل البيان بعربيته السانية ويُظهر المقاصد الإلهية الربانية بجميع أسمائها الحسنى ومثلها الكلمة والجملة وصولا للعنوان فالتباين يستلزم التجاور والترابط بالضرورة ولعل أقرب مثال فطري يوضح كيف تكون الأيات بينات هو تباين طيف الألوان وخصوصاً الأبيض والأسود فلولا الأبيض ما علم عقلنا الأسود ولولا الأسود ما علم الأبيض وهذين الونين أو (الموجتين) في الحقيقة هما ما يمسك عقلنا بنتاجهما دوما والباقي إدراكات تفاعلية ناتجة عنهما...ولا عجب في ذلك فذاكرة القرءان ولسانه العربي المبين تحمل في بياناتها بعضاً من خصائص تباين الألوان الضوئية وإلا فذاكرته نورانية ليلية وليست ضوئية!...فمن ءاياته إختلاف ألسنتكم وألوانكم...ولا مانع من التوسع قليلاً في ذاكرة تباين الألوان هنا إلى أن نبحثها بعمق أكثر في سياق ءايات شهر رمضان وليلة الصيام وهي ذاكرة تكلم عنها الحاج عبود كثيراً في أبحاثه إلا أننا نسوقها هنا بأمثلة ومقاصد لونية...فلو إفترضنا أن لكل حرف يدخل في عربة الّسان لون محدد يميزه عن بقية الحروف بغض النظر الأن عن الخصائص الأخرى والصفات التي تدخل في تكوينه كالصوت والشكل والحجم وغيرها كثير من الخصائص التي يُمسك بها الباحث أثناء وجهته وتدخل في مقاصد التباين ولكننا سنركز على الجانب الضوئي منها لما له من قوة بصرية سريعة الإدراك...وكمثال توضيحي سريع لما نود صرمه من حرث مقبلين عليه لو أننا وضعنا لكل حرف أو ءاية في كلمة معينة لون محدد بالترتيب التالي...أحمر...أخضر...أزرق...والتي تُعتبر من الألوان الأساسية أو الأولية في نظام الذاكرة (الإلكترونية) للضوء ولتكن هذه الكلمة كتاب فاتح البقرة ذي الّون الأسود والخلفية البيضاء...(الم)...

    الم

    فسنلاحظ أن تلك الوضعية من التجاور (المنفصل المتصل) أعطت مؤشر بصري على شكل تضاد أو تباين لوني للحروف الداخلة في المقاصد لم يكن مدرك عندما كانت جميع الحروف سوداء مما ساعد على إطلاق إشارات بصرية إلى العين ومن ثم الدماغ أدت إلى رؤية واضحة لشكل ومقاصد كل حرف والذي أصبح كل منهم متباين على حساب الأخر بما يحمله من خاصية لونية إنعكست منه...مع الأخذ بعين الإعتبار أن التأثير البصري لتباين ولون الحرف الواحد عن طريق وضعه بين حدين يخضع لعدة عوامل أو علاقات نسبية لعل من أهمها الإضاءة وشدتها وطبيعة صبغتها فمصدر الضوء وكميته وشدته هي المتحكم الأول في كيفية ظهور الحرف فكلما كانت أمواج مصدر الضوء متوازنة وشكل الحرف ذا مساحة أكبر والخلفية حيادية كلما كان انعكاس الضوء عنه أفضل وبالتالي ازداد وضوح إستقبال لونه أو مؤشره البصري...فالأحمر والأخضر والأزرق ألوان أولية ثابتة في مقاصد كل حرف ولكن جمع هذه الألوان أو تقاطعها أو تجاورها بطريقة وترتيب ونسب معينة يعطي مُحصلة لونية أو مقاصد لـ لون كُلي مختلف ناتج من تفاعل تلك الألوان (الضوئية) بعضها ببعض حين إستقبالها ونقلها إلى كهف الدماغ وكذلك ذاكرة الأصوات والأمواج بشكل عام....
    وفي هذا العرض نرى بعضاً من تلك العلاقات النسبية يشرحها عالم فيزيائي لطلابه وهم في حالة ذهول...


    وعلينا أن لا نقلب ذاكرة الألوان بشكل مادي محض فليس هذا المراد بل المراد من تلك الذاكرة تبسيط الفهم فنحن لا نعلم الأن ما هي مقاصد تلك الألوان ولكننا سنفترض أنها معلومة في الذاكرة وأن الّون الأحمر على سبيل المثال يدل على الإنذار والأخضر يدل على التبشير والأزرق يدل على الهداية وبذلك تصبح تلك الحروف بينة بما حملته من مقاصد ملونة متفق عليها وعند تفاعل تلك الألوان بعضها ببعض بنسب متفاوتة أو متساوية بشكل زوجي أو ثلاثي يظهر لنا حيز فعال ءاخر!!..
    فذلك المثل لتقريب المقاصد ليس إلا فذاكرة الألوان بشكل عام مثلها مثل ذاكرة الأرقام بمعنى أنها نتاج تفاعل كمي للشىء وليست خاصية مستقلة فيه فبرنامج جهاز الإدراك والتقليب المركزي (الدماغ) لا يعلم ولا يقرىء ولا يقلب ولا يعقل إلا بعد أن يتم تحويل ما إستقبله من مجساته لذاكرة موجية لها طول موجي محدد قادمة أو منعكسة من الشىء...إلا أن هذه العلّة أيضاً مخادعة أو ليست كاملة فما الذي يستقبله الدماغ من أمواج في سبته ومنامه وأحلامه؟!!...إذا أعدنا النظر للمسألة برمتها سنرى دون أدنى شك أن المسألة مسألة متعلقة بالذاكرة وطريقة سريانها وأن هناك رابط خفي دائم السريان لا يُمكن إيقافه أو قطعه إلا عمداً وبشكل جزئي!...

    سبب الذكرى في قرءان يربط عقل المتفكر (الواعي) بالذاكرة وهي (متنحية) ويكون الربط ذو فاعلية تكوينية أي ان قيام الذكرى هي تفعيل تكويني ولا يستطيع الانسان ان يوقفها او ان يتحكم بها ومن ذلك لا يستطيع الانسان أن يمحو من ذاكرته شيئا كما يتم مسح الشريط الممغنط او رفع صفحة من كتاب فالفاعلية التذكيرية هي فاعلية تكوينية والذاكرة متنحية عن الوعي الا ان يقوم سبب (رابط تكويني) والقرءان وسيلته ..!!

    والأمر لا يتوقف على تباين الأيات فقط كأصغر وحدة بناء بل يتعدى إلى وحدات بناء أكبر كالعبارات والجمل وصولاً إلى بناء السورة الواحدة وكامل سور القرءان والتي تنطبق عليها قاعدة التباين فيمكن إعطاء كل سورة لون محدد أو مقصد محدد يظهر في عنوانها والذي يمثل إسمها أو الصفة أو العلّة الغالبة لها والذي أتى نتيجة تفاعل عدة ألوان في داخلها وهذا الّون بدوره يظهر تباينه عند وضعه بين سورتين تمثلان لونين مختلفين...فالتباين هو حيز فعال لزوجية تضاد يظهر من خلالها وظيفة الصفة وعلّتها الغالبة فصفة اليل تظهر من خلال صفة النهار وصفة النهار تظهر من خلال صفة اليل وكلاهما ءاية وءايتين...
    لذلك للدخول لسياق الأيات البينات الخاصة بما كتب على الذين ءامنوا بعلّة الصيام وصيام الشهر لا بد من العودة إلى ذاكرة أسواق الأيات التي ءتت قبلها وبعدها ومن ثم محاولة ربطها مع مفاصل ذاكرتها بل بكل مفاصل ذاكرة سورة البقرة وهو أمر لا أدعي الإحاطة به بشكل كامل ولا سأوفي به إذ دائماً ما تظهر مفاجئات وأحداث تجعلك تُعيد الربط وتقلم ما سطرته من علق...ولا يمكن الإتيان كذلك على تلاوة ذاكرة كل الأيات وجعلها مبينة إلا أننا يمكننا الربط الجزئي لبعض المفاصل أثناء المسير والتي ستعيننا على عقل علّة الصيام وإنزال القرءان في شهر رمضان وهو الغاية المنشودة لتثبيت الفؤاد لذلك فالدخول في سلسلة هذه التلاوة لن يجدي نفعا الأن ونحن لم نحوز روابط البر والتقوى بعد وسنكتفي بمسح عقلي بصري وقراءة ما تيسر من هدى ومقاصد عامة علّها تنير لنا ما نحن فيه من سعي تدبري والذي سيمكننا من ربط المعلومات الواردة فيها والمنقولة من خلالها وذلك لمحاولة الإمساك بالمقاصد الكلية أو لون ذاكرتها القلبية العامة (الصبغة الّونية العامة) أو الصياغة الإلهية للقلب (صبغة الله) تمهيداً للدخول في ذاكرة ءايات شهر رمضان فهذه الذاكرة لها خلفية عقلية إنبنت عليها ولم تأتي هكذا دون علق ضابط لها وهذا هو سبب نسخي لكامل سياق ءايات شهر رمضان والمتمثل بصفحتين متقابلتين من صحف القرءان وذلك لزيادة مدارك التباين العقلية بين تلك الأيات فكلما زاد التباين زادت حاجة العقل للربط بين تلك المقاصد المتباينة والواردة ضمن ءايات بينات مبينات نزل بها الروح الأمين بلسان عربي مبين...فالقارىء والمتدبر لسياق ومحيط ءايات شهر رمضان يرى كم من البيانات والمعلومات لا يكاد يوجد بينهم رابط أو وحدة موضوعية تجمعهم بل لا يمكن أن تترابط على المستوى السطحي للفهم والعقل فما علاقة البر وتولية الوجه قبل المشرق والمغرب وكتابة علّة القصاص في القتلى والوصية والصيام على الذين ءامنوا وغيرها من صفات سابقة ولاحقة؟!!...
    دعونا نحاول فلعلّنا نُحسن الذبح لنحيى ذاكرة ما قتلنا ونخرج الأيات المكتومة...فأمر ذبح البقرة قائم من قبل قوم موسى ومن أراد أن يشارك معنا في قيمومة أمر الذبح الربوبي فمرحباً به فليستقبل القبلة وليحد شفرته ويُرح ذبيحته...

    ملاحظة عامة....كُتبت ذاكرة وأقلام هذا البحث بالإعتماد على ذاكرة البحوث المدرجة في مفاصل المعهد والتي تعتمد على إقامة الوجه للدين حنيفا وتفعيل العقل الفطري بلسان عربي مبين...وما سيُقرىء هو عبارة عن إثارات تذكيرية كما هو قلم الحاج عبود دوماً والتي يجب ان تتفعل في عقل المتلقي ولا تنتقل اليه كنتاج جاهز لان مهمتنا تذكيرية تنفع من يتذكر اما من يريد احتوائها نقلا فهي ستتهشم على مداخل العقل بسبب رسوخ مقاصدها الّسانية في مضامين اخرى غير التي نثورها على هذه السطور رغم انها لا تقيم عارضا عقائديا او جديدا عقائديا بل هي منهجية فهم وليس بناء عقائدي...ما كان فيها منقلبا عقائديا ولن يكون بل فيها وحدة فكرية تهشم مختلفات المسلمين عند قيام الفهم وفق صيغ التذكير بالقرءان ليعقل القرءان...

  • #2
    رد: إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)


    يأيها الذين ءامنوا...


    يأيها الذين ءامنوا...تركيب لساني تردد كثيراً في ذاكرة سور القرءان بشكل ملفت وتم حصر مقاصده بأنه نداء أو خطاب يتعلق بفئة محددة من البشر تحمل صفة (المؤمنين أو المؤمنون) وهي صفة تم تعريفها بالترادف أيضاً وحصرها عقائدياً في (الدين الإسلامي) لمن (صدق) بوجود الله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وبالقدر خيره وشره فبمجرد أن تُعلن إعترافك أو تصديقك بتلك الصفات تُصبح عقائدياً تحمل صفة (مؤمن) حتى ولو أنك لم ترى أو تفهم شيئاً منها يكفي أن تحمل تلك الذاكرة في العقل وتعتقد بها ومن ثم تنخرط بمجتمع الأمن والأمان العقائدي وطقوسه الإلهية الأخرى لتصبح لك مميزات في حياتك وبعد مماتك لم تكن لتحصل عليها في حال كنت كافر أو مشرك أو فاسق والتي تُعتبر بالمحصلة صفات تمثل الجانب المنكر لذلك الإعتقاد...إلا أنه لكل إعتقاد جانب نفعي يظهر عند تطبيقه ومن خلاله نحكم مدى فساده من صلاحه فعندما أصدق بوجود الله وبقية الصفات المرتبطة به لا بد بالمقابل أن يمنحني هذا الإله هبات وعطايا كمكافئة على الإعتراف به أقلها بأن أكون في (مأمن) عن عقابه وعذابه الذي توعد به كل من لم يُصدق بوجوده وإلا أصبح إعتراف وإدعاء فارغ من المحتوى ولا معنى له...فعند الإنتقال بذلك الإعتقاد العقلي الأن إلى الجانب التطبيقي منه وربطه بالذاكرة القرءانية سنرى أن من يدعي حمله هو عكس ذلك ولا يمتلك أي دليل ملموس على صحة إعتقاده وجانبه النفعي منه وفي أغلب الأحيان هو خارج دائرة الأمان تماماً ولا حاجة لنا الأن في الدخول في تفاصيل هذه الرؤيا ومدى فسادها ففي المعهد بحوث كثيرة تتحدث عن هذا الجانب...

    قرصنة الصلاحيات الإلهية
    سقوط الأمن عند سقوط الأمانة

    ويكفي أن نقول بأن ما نشهده الأن كواقع معاش في جميع المستويات (البيئية والصحية والإجتماعية و...) هو أكبر دليل على عاقبة المكذبين بذلك الإعتقاد وليس عاقبة المصدقين المؤمنين والمتقين لأنهم لو كانوا صادقين ومؤمنين ومن الذين ءامنوا فعلاً فلماذا يُعذبهم الله بذنوبهم وهم يعترفون به؟!!...إلا أن المصيبة الأخرى هي الظن بأن ما هم فيه من عذاب وذل وخزي هو نتيجة إختبار أو إمتحان الله لهم فالعبد المؤمن في ثقافة هذا الإعتقاد دائماً مبتلى وعليه أن يصبر لينال الأجر العظيم!!...ونسو أن لو شاء الله لهدى الناس أجمعين وأن ما أصبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وأن الأمر ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا...

    يظنون ان الله يمتحن العباد

    ولكن خطورة الإعتقاد بشكل عام لا تكمن هنا فلكل فرد معتقده الخاص بالنهاية ولا إكراه في الدين وستظهر طبيعة ما إستدانه بمشيئته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر بل الخطورة تكمن في إسقاط ذلك الإعتقاد على ذاكرة كتاب وقرصنة محتواها والعبث بها ثم تقديمها للناس على أنها مراد الله ومقاصده وكأنهم أحباء الله وخاصته أو كما يقال يظنون أن الله لم يهد أحدا سواهم...في حين أن هذا الكتاب لم يأتي أو يتم إنزاله لفئة محددة من الناس ولا ليُكرههم على الإيمان ولم يطلب من أي أحد كان مهما كانت صفته أن يُصنف الناس بناءا على ما يعتقدون بل طالب إبتداءاً الدخول في السلم كافة وأن تكون سلامة المعتقد مرتبطة بسلامة أداة الفعل وأن يفعل ما يقول وليس أن يقول ما لا يفعل ليكون الفعل ونتاجه العملي هو الفيصل في النهاية لطبيعة الجزاء من قبل الإله وسننه حصراً وليس من قبل عباده...وهذه هي الطامة الكبرى والتي طمرت كل شيء وعاثت في العقل فساداً وتخريباً بطريقة تفاعله وذاكرة القرءان والتي ما زلنا ندفع ثمنها غالياً جيل بعد جيل...فما العمل إذن إذا أردنا أن نعقل مقاصد الذاكرة وتراكيبها الّسانية ونتجنب إي ذاكرة دخيلة أو إعتقاد فاسد لنخرج من تلك القرصنة الموروثة والتي أثبتت فشلها؟...ففي النهاية لا بد لنا من فرضية (نعتقد) بها ونبني عليها كي نتفاعل مع الذاكرة التي بين أيدينا دون أن نضل الطريق ولكن هذه الفرضية بالضرورة يجب أن تُكتب بقلم بريء وسليم من داخل الذاكرة نفسها لنسطر به أي ذاكرة بحثية تتفاعل معه...
    فهذه الذاكرة لم تأتي ليعتقد القارىء ما يحلو له وعلى هواه فما نعنيه بالفرضية المشتقة من داخلها هي تلك الفرضية التي تجعلنا نرى الدنيا من خلال القرءان ونرى القرءان من خلال الدنيا كما يقول الحاج عبود دوماً...وأن يعيش الإنسان القارىء لهذه الذاكرة بكل حواسه تفاصيل خلقه كما تم وصفها له ليدرك أولاً منشأ الإسلام في نفسه وفي ما حوله ثانياً ليتقي ويواجه بها صفات الكفر والشرك والفساد والفسق والفجور والشيطنة التي تعم وجه الأرض الأن وجعلت معيشته ضنكا فإذا لم تكن القراءة حيّة في موضوعها وتحمل هذا الهم في الواقع فلا أرى نفعاً فيما نقرىء وندعي عقله ونكون مثل من أعرضوا عن الذكر وقالوا سمعنا وعصينا أو من قالوا سمعنا وهم لا يسمعون...
    لذلك لا بد أولا أن نتجنب ونبتعد عن أي تصنيف عقائدي أو مذهبي يمنح القارىء حصانة من نوع ما بل نتبرىء تماماً من أي إعتقاد ترتبط مقاصده بذاكرة أي دين مورورث مهما كانت طبيعته ويبقى مع ذاكرة دين الله الحي النافذة في خلقه ثم نحدد ثانياً ما هو القرءان وعن ماذا يتحدث وكيف يتحدث...ولا نريد أن نعيد ما ذكرناه فمن صاحب ذاكرة القرءان وتفاعل معها بعقل طاهر يخلص لنتيجة مفادها أن القرءان هو ذاكرة عقلية حيّة لخارطة الخلق مرسلة من قبل الخالق الحي وما دامت مرسلة من قبله فلا بد أن تكون كونية أي تنطبق على جميع مفاصل الخلق دون إستثناء وهذه الذاكرة فيها معلومات عنه وكيف خلق ويخلق ومعلومات عن منتجات الخلق وخصائص صنعتها وأنظمتها ومعلومات عن الشروط التي يجب توفرها ليعطي المنتج المخلوق والمتلقي لها أو المستهدف أو المختار النتائج المرجوة منه والموكلة إليه فهي بإختصار ذاكرة مسطورة تربط مدين بدائن والتي بدورها ليست إجبارية بل إختيارية لمن شاء أن يستقيم...

    فأين تذهبون (26) إن هو إلا ذكر للعلمين (27) لمن شاء منكم أن يستقيم (28) وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العلمين (29)...التكوير

    ولكن هنا تبرز لنا مشكلة يعاني منها أغلب من تلقوا هذه الذاكرة...ما هي الوجهة؟!...ومن أين وكيف نبدأ؟!...صحيح أننا حددنا فرضية أو أرضية عامة ننطلق منها ونبني عليها ولكنها تبقى غير مكتملة وناقصة إذا لم نحدد الأدوات والمقاصد العقلية التي يستخدمها المُرسل نفسه في رسالته كي نُعالج بها سياق ذاكرته...بمعنى ءاخر كيف يتم ربط وتطبيق الذاكرة القرءانية على موضوعها في كتاب الخلق أو وعاء التنفيذ إذا لم نعقل سياق الذاكرة وعن ماذا يتحدث وكيف يتحدث ومن أي مرحلة في الخلق يبدىء وكيف تم تسطيره؟!...هذا إذا تجاهلنا تماماً لّسان الذاكرة نفسه ومقاصده البنائية والتي هي الأخرى تحمل رسالة وأكتفينا بالمقاصد الظاهرية له...وتلك هي مشكلتي مع ذاكرة القرءان ومشكلتي مع مذكرات الحاج عبود ومع أي باحث ءاخر أي (السياق) سياق الذاكرة وموضوعها...فلكي نعقل مرحلة معينة من الخلق يجب أن يكون للعقل خلفية عامة عن ذاكرة وصورة هذا الخلق وإن كانت بشكل جزئي ومن ثم يبدىء بتركيب المراحل عليه وكما نقول دوماً مثلها مثل ما يفعله علماء الأحافير فلو لم يكن لهم تصور مسبق عن بُنية الهيكل العظمي لكائن ما لما أمكن تجميعها بشكل معين يحمل خصائص وصفات تُحدد هيئته وهويته التي كان يمتلكها...وإذا أردنا التجرد أكثر سنجد أن المسألة بكاملها هي مسألة لبناء ذاكرة تخص أجزاء مادية ميتة يتم تجميعها من قبل كائن حي يعمل بذاكرة حيّة يُحيي من خلالها ذاكرة ما إرتبط بتلك العظام الميتة...

    ...بل نحن ندعو الى الفطرة التي تربط العقل بالقرءان ذلك لان القرءان يخاطب العقل الانساني خصوصا وهو (خطاب تذكيري) يفعل مثل فعل الخارطة التي تقوم بتذكير المهندس التنفيذي بمفاصل ومرابط المصمم وهنا سؤال حاكم (اذا كان القرءان مذكر ... فما هو موطن الذكرى وموضوعها ..؟؟) هل يمكننا ان نطلب من احد الاشخاص ان (يذكر لنا) اسم ابنه وهو لم يتزوج ولم ينجب ..؟؟!! فالذكرى يجب ان تمتلك (قيمومة في العقل) وهي لا بد ان تكون موجودة في العقل (والا كيف تقوم ..؟؟) وهي لا تمتلك (مقومات) وهنا يقوم تساؤل حاكم ايضا (اين تقبع مقومات الذكرى ..؟؟) وهنا تتحكم الفطرة بالعقل فتجيب ان (مقومات الذكرى تقع في فطرة الخلق اجمالا) لان الله (فطر السماوات والارض) فاذا عرفنا ان السماوات والارض هي برامجية تنفيذية نافذة في اجسادنا وعقولنا فان مفاتيح الفطرة موجودة فينا بصفتنا مخلوقين في (وعاء السماوات والارض) وهنا تقوم الترجمة العقلانية للارتباط بالجذور (اصلها ثابت وفرعها في السماء) ... انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون...

    ولا نُريد أن نطيل أكثر ونخرج عن نطاق البحث ونكتفي بتلك الإشارات التذكيرية السريعة لمنهجية البحث العقلية ففي المعهد أيضاً مذكرات وحوارات عدة عالجت بعضاً من مفاصل تلك المشكلة لعلّ من أهمها سلسلة موضوع سر العقل والسموات السبع والتي لها مكانة خاصة جداً في ذاكرتي...

    العقل في الأرض والسماوات السبع
    الضلال العلمي في علوم الذكر والانثى
    الروح بين اللفظ والتطبيق

    فللبدء والدخول في ذاكرة سورة البقرة لا بد من سياق أو فكرة أو فرضية تتعلق بمراحل الخلق وذلك بعد قراءة عقلية أولية لها...

    من مباديء الحبو الفكري في القرءان والذي يقيم الرواسخ الفكرية ان لا نسمح ببناء الثوابت القرءانية من خلال ثوابت معارفنا المكتسبة ولكن يمكننا ان نقيم ثوابت (فطرية) لان الفطرة السليمة متصلة بنظم الله الذي فطر السماوات والارض ومنها فطرة عقل البشر واذا ظهرت ثوابت فطرية فعلينا ان نلج القرءان لنقرن ثابت فطرتنا بمقاصد الله الشريفة في القرءان فان نجحت المهمة وصل عقل الباحث الى اوليات النص القرءاني ونحن نؤكد ان ترسيخ منهج (وجهة الخطاب الشريف) صعبة جدا وان مهمتنا لا تزال في بدايات ذلك المنهج عسى ربنا ان يمنحنا ويمنحكم ومن يتابع هذه المعالجات قيمومة الذكرى

    فالمتأمل والقارىء لذاكرة هذه السورة يرى كما أسلفنا مواضيع ومقاصد شتى لا يكاد يربطها رابط سواء في الكتاب الفاتح لها (الم) أو في بقية الأسواق المتفرقة من أمثال مضروبة وخلق وخلافة وهبوط وتنجية وذبح وإمامة...و..و...ومليئة بصفات أخرى جاءت متعلقة بعلل محددة (لعلكم تتقون...تشكرون...تهتدون...تعقلون...تفلحون...تتفكرو ن) ولعل من أهمها صفة التقوى والتي جاءت بشكل ملفت كعلّة متعلقة بعربة وروابط القوة (قو/قوى/تقوى...)...
    ورغم تباين تلك المقاصد واختلافها إلا أنه يمكن بناء أو تنظيم سياق ذاكرتها من خلال صيغة هذا التركيب البلاغي (يأيها الذين ءامنوا) وما يصاحبه من ألفاظ أو صفات أو أفعال تظهر في محيط ذاكرته لها صفة الإرتباط الموضوعي به وقائمة على الملاحظة فهو يُعتبر تركيب محوري متكرر في الذاكرة العامة للقرءان ومن خلاله يتم بناء وتوجيه الأحداث ففي ذاكرة البقرة ذُكر في بداية ءايتها أحد عشر مرة على النحو التالي...
    • يأيها الذين ءامنوا لا تقولوا رعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكفرين عذاب أليم (104)
    • يأيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلوة إن الله مع الصبرين (153)
    • يأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبت ما رزقنكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون (172)
    • يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسن ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم (178)
    • يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (183)
    • يأيها الذين ءامنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوت الشيطن إنه لكم عدو مبين (208)
    • يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقنكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفعة والكفرون هم الظلمون (254)
    • يأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الءاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شىء مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكفرين (264)
    • يأيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبت ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بءاخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد (267)
    • يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين (278)
    • يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيءا فإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحدىهما فتذكر إحدىهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسءموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهدة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجرة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم (282)

    وعلى ذلك يُمكن إعتبارعلق وذاكرة هذا التركيب بأنه مفصل رئيس وناقل للذاكرة يوزع العلاقات بين الأسواق الأخرى...أما باقي ذاكرة الأيات التي ءتت بشكل بيني بين تلك المفاصل يمكن إعتبارها كـ ءايت ربط لتشغيل البيان كالتي تبدأ على سبيل المثال بـ (...من/ان/وان/الا/في/هو/ثم/قل/قال/قالوا/وقلنا/إذ/إذا/وإذا/ولقد/ولا/...) والتي أيضاً لها ألوان ومقاصد مختلفة...وعلى سبيل التذكير فبالإضافة لذلك التركيب هناك تركيبات قليلة أخرى في الذاكرة العامة والتي تبدأ بفاعلية الحيازة الدائمة لمكونات الحيز (يأيها) ومنها يأيها (الذين اوتوا الكتب/الذين كفروا) وتركيبات تبدأ فقط بـ (يأيها) ومنها (الناس/الرسول/النبى/الرسل/المزمل/المدثر/الإنسن)...

    طبعاً الذين ءامنوا صفة ذاكرتها كبيرة ولا يمكن حصرها في تعريف محدد إذ يجب تتبعها في جميع أسواق ذاكرة البقرة للإمساك بروابطها والتي تعود بالمجمل لبدايات الذاكرة والتي تم نقلها للمتقين ليسري تعريفهم بعد ذلك ويتفرع ويتشعب إلى عدة صفات وهذه الصفات مستثنى منها صفات أخرى مقابلة لها تعكس الجانب المضاد من التكوين وكلها كقلم مبدئي تُمثل العلق لمراحل إعادة تكوين النفس الواحدة والتي تحدث ضمن ثلاث فعاليات للخلق تحمل صفة كتب لا ريب فيه موصوف بأنه هدى للمتقين...

    بسم الله الرحمن الرحيم الم (1) ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين (2)...

    أي أننا بصدد ذاكرة كتابية لفعالية صفات في وعاء نفاذية الخلق منفي عن حيزها صفة قبض وسيلة الحيازة فهي بالتالي لا تتبدل ولا تتحول وتبقى محافظة على ذاكرتها في التكوين وتُعتبر ءالية عملها تفعيل دائم منقلب المسار منقول للمتقين والذين تم تبيين صفتهم مباشرة...

    الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقنهم ينفقون (3) والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالءاخرة هم يوقنون (4) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (5)...

    وفي نهاية الذاكرة من (261 إلى 286) نقرىء ملخص لرحلة ذلك الهدي لمن إرتبطوا (تكوينياً) بتلك الصفة وأنفقوا مما رُزقوا بعد أن تم تأهيل أو برمجة جميع مكوناتهم وروابطهم من جديد والتزموا بشروط الأمن وأنفقوا أموالهم في سبيل الله وإبتغاء مرضاته وأنفقوا من طيبت ما كسبوا ومما أخرج لهم من الأرض ولم يتيمموا الخبيث منه ينفقون منه ولم يبطلوا صدقاتهم بالمن والأذى وذروا ما بقي من الربا...فكل هذه الأحداث تتعلق بمكونات وقيمومة النفس الواحدة وما جاء في ختام الذاكرة يؤكد ما ذهبنا إليه...

    لله ما فى السموت وما فى الأرض وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شىء قدير (284) ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولىنا فانصرنا على القوم الكفرين (286)

    وعلى ذلك يمكن تعريف أو تعليم صفة الذين ءامنوا بشكل مبسط بأنهم أحد المكونات (النفسية) الحائزة لصفة الأمن والسارية فيهم بشكل تبادلي فعال وبمعنى ءاخر هم الذين قاموا بتأمين انشطتهم في منظومة الخلق الالهية ولا يشركون جهة تأمينية اخرى غير نظم الله...وهي النظم التي جاءت في ختام تلك الذاكرة وبالطبع ليس بجانبها الفظي ولكن بجانبها التطبيقي النافذ في وعاء الخلق كما أسلفنا فهي صفات تكوينية سارية في كتاب الله (المؤمن) المهيمن العزيز الجبار المتكبر...ومن جهة أخرى يمكن أن تكون تعبير عن مجموعة صفات مجتمعة في تكوين النفس البشرية ككل تعمل بشكل تبادلي مستمر ويمكن أن تكون صفات معبرة وسارية خارج تكوينها إلا أن ذاكرة البقرة بالمجمل عند قراءتها باسم الرب الذي خلق خلق الإنسن من علق توضح خارطة النفس الواحدة في مرحلة معينة من الخلق وأي قراءات علق ربوبية أخرى خارج تكوينة خلق الإنسن تُبنى عليها وتُعتبر صحيحة فذاكرة نظام السنن الإلهية لا تتبدل ولا تتحول سواء في السماء أو في الأرض أو ما بينهما...وفي رأيي أن من يمسك بروابط ذاكرة البقرة بشكل عقلي مبين ستصبح ذاكرة السور الأخرى سهلة البيان فالبقرة هي حاوية جامعة لقبض جميع وسائل فاعلية الربط المتنحية...

    البقرة في معارف الناس والمفسرين هي ذلك الصنف من المواشي ذو الحليب الا ان ذلك القصد وان كان (منطق حق) الا انه غير محدد القصد بموصوف واحد فالصفة دائما ذات وصف عام في الخلق (الصفة الغالبة للشيء) التي يحملها الاسم الا ان (الموصوف) قد يختلف مثلما نقول (حب) فهو في الالفة والتحابب وله موصوف ءاخر في (الحب والنوى) وهي البذرة ومثلها حين نقول (جبل) وهو من (صخر) او نقول (ما جبل عليه الناس) وهو عادات الناس واعرافهم فـ لفظ (بقرة) في علم الحرف القرءاني يعني (حاوية قابضة) لـ (وسيلة) (فاعلية ربط متنحية) وهذا الوصف ينطبق على (حاوية الذكرى) فهي (حاوية تقبض) (وسيلة) والوسيلة تعني انها (سنة خلق) فلا توجد (وسيلة مخلوقة) من غير الله فكل وسيلة في الخلق هي من خلق الهي والبشر انما يمتلك (حيازة الماسكة) او (القابضة) مثل لفظ (ربك) فهو (ماسكة وسيلة قبض) ومن ذلك الحبو (الحرفي) يتضح ان البقرة تمتلك (وسيلة قبض) فعل ربط متنحي وهو ما نلمسه وندركه في (حاوية الذاكرة) فالذاكرة تقبض (تسجل) كل مدرك يمر على العقل او يخرج من العقل فذاكرة الانسان تمسك بالقول المسموع من الاخرين او الافعال الصادرة من الاخرين وفي نفس الوقت تسجل القول الذي يصدر من حامل العقل او الفعل الذي يصدر منه وتتم عملية الربط بـ (فاعلية ربط متنحية) عن حاوية الذاكرة فتلك الحاوية لا تسجل حضورا في الحدث بل ترتبط بالحدث برابط فعل متنحي وذلك سر من اسرار (فاعليات العقل) يمكن ان ندركه عند التعامل مع الذاكرة الشخصية عندما تزود البيان او عندما تحتفظ بالبيان

    وهنا ذاكرة تأويلية ونافعة لعربة الأمن...

    اليمين...هو لفظ من جذر (من) وهو في البناء العربي (من .. أمن .. ءامن .. يأمن .. يمن .. يمين .. أيمن .. يؤمن .. ميمنة ... مناة .. و .. و .. و )
    من...هو لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (تبادلية مشغل) فاذا قلنا (بعض من الناس في ضياع ) فذلك يعني تبادلية مشغل (صفة الضياع) عند بعض الناس
    من .. عندما تكون من مقاصد الايمان ... فهو ايضا تبادلية مشغل مع نظم الخلق فيكون الانسان قد ءامن بالله (بمنظومة الله التشغيلية) فهو مؤمن حين يربط انشطته (تشغيليا) مع نظم الله (يتبادل التشغيل مع منظومة الخلق)
    من ... من اليمين ... ومنه اصحاب اليمين وهو وان كان في معارف الناس وصفا جغرافيا ماديا (يسار الشيء ويمينه) فهو يعني ان (تبادلية التشغيل هي مادية) وهو القطب الايمن للعقل (رحم العقل المادي) وهو يشمل كل المخلوقات قاطبة فهو (المشغل التبادلي) للخلق الاجمالي يقابله (اليسار) وهو في معارف الناس (الجهة اليسرى للشيء) وهو رحم العقل اي الجانب الثاني للعالمين (عالم مادي ذا صفة تشغيلية تبادلية ـ يمين) + (عالم عقلاني لا يمتلك صفة تشغيلية ـ تبادلية) بل يؤتى اتيان تكويني اي ـ جاري)
    {فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً }الذاريات3
    فالعقل (ساري) من (يسار) (ساري) واما الوجه المادي للخلق فهو من يمين اي (تبادلية مشغل مرئية) يراها ويدركها العقل البشري ومن تلك الصفة كان للمادة حضور واسع في العلم المادي لانه يمتلك (تبادلية مشغل مرئية) يمكن ادراكها اما العقل فلا يمتلك تبادلية مشغل لانه (ساري) في المخلوق من (يسار) بشكل (جاري) كالـ (جاريات يسرا) فاصبح العقل غير معروف في المدرسة المادية بشكل كبير ومبين حتى قالت اكاديميات العلم المادي (العقلا بلا جواب)
    اصحاب اليمين هم اصحاب التشغيل التبادلي المرئية مع نظم الخلق فهم في الفهم التدبري (الخاضعين للطبيعة) وحكمها لان مرابطهم المادية (طبيعية الربط) وفيهم (سلام) فمنهم (سلام) و (إسلام) .. اما المتحكمون بالطبيعة والعابثون بها فهم (اصحاب الشمال)


    وربما البعض يعترض على تلك الطريقة الإنتقائية بإختيار تركيب محدد والتي تعتمد على الحدس أو التحليل العقلي وهي عناصر ذاتية تفتقر إلى الموضوعية وتختلف من شخص لشخص وهذا صحيح إلى حد ما ولكن يمكن القول بوجه عام أن القارىء والمتلقي لوحي الذاكرة وبحسب خبرته الفطرية وطريقة تفاعله العقلية ينتقي من بين كم التفاصيل والبيانات التي بين يديه تلك الملامح أو الصفات التي يدور فيها السياق وتعد ميزة أو صبغة عامة له ثم يحاول أن يحلل هذه الملامح ويصنفها ثم يربط بعضها ببعض ويعلل حدوثها في السياقات المختلفة تحت عناوين محددة لكي يصل إلى صبغة عامة تجعل من هذا التركيب أو غيره متفرداً بالإختيار عن غيره من التراكيب وذلك تبعاً للقضية التي تدور في نفسه ويحاول أن يقضيها...فالأمر أشبه ما يكون بما يقوم به علماء المخ والأعصاب وذلك بدراسة نشاط شبكة متناسقة لمجموعة كبيرة من خلايا المخ والتي تُسمى (العصبونات) ثم إنتقاء عصبون واحد لدراسته وكيف يترابط ويتفاعل وبقية العصبونات في الشبكة وعلى ذلك فيمكن البدىء من أي تركيب فكل البدايات مفتوحة ولكن القارىء في النهاية هو الذي يحدد ويصنع ذاكرة الحدث في نفسه لينقلها برابط القول التطبيقي...

    وأن أتلوا القرءان فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين (92) وقل الحمد لله سيريكم ءايته فتعرفونها وما ربك بغفل عما تعملون (93)...النمل

    ولتقريب الفهم أكثر فمثلها مثل مشاهدة أي فلم سنيمائي والذي يتحتم على أي مشاهد عاقل يُريد أن يفهم الفلم ومقاصد أبعاده أن يبقى مع المُخرج والذي يتحكم في طريقة توجيه الكاميرا وتوزيع الأدوار والمشاهد بين الشخصيات التي تمتلك صفات محددة ومتى تظهر وتختفي وكيف يجب أن تترابط الأحداث والوقائع فهناك مخرجين يبدءون بعرض أحداث الفلم من النهاية ثم يقومون في بقية الفلم بإظهار كيف تم الوصول لتلك النهاية أو النتيجة وهناك العكس وغيرها الكثير من تقنيات الإخراج...فالمخرج يحاول أن يوصل رسالة ما إلى المتلقي العاقل مستخدماً في ذلك نظاماً معيناً من تسلسل الذاكرة (يُمكن إدراكه) وعن طريق متابعة تسلسل هذا النظام ضمن شخصية أو شخصيات تحمل صفات معينة وما يُصاحبها من أحداث يستطيع المشاهد المتلقي أن يبني ويعقل الأحداث ومقاصد تسلسلها بهذا الشكل فإما أن يكون من الجاهلين الغافلين ويستمتع ويتأثر فقط ببعض ما شاهد دون أن يُحدث له ذكرى (ممتع /رائع/جميل/...) وإما أن يحاور نفسه متسائلاً ماذا أراد المخرج بهذا مثلا ليبدىء بتقليب العلّة وتشغيل علقها الربوبي...ففي النهاية أنت الممثل والمُنتج والمُخرج الذي يُخرج العلّة ويحول تلك البيانات إلى مشاهد حية فذاكرة سيناريو الفلم مكتوبة أمامك وفيك من قبل من يُخرج الحي من الميت ويُخرج الميت من الحي!!...

    تنزيل الذكر صفة تفعيلية في تكوينة العقل فهي ناقلية تكوينية (سنة خلق) تقوم بتفعيل تبادلي بين مستويين للعقل .. صفة الذكر تبادلية المناقلة فالذكرى تفعـّل العقل بعد انتقال التذكرة تكوينيا من مستوى عقلي علوي الى مستوى عقلي ادنى في (دنيا الصحو) فالذكرى لا تقوم الا في حالة الصحو (دنيا)

    وطريقة البناء تلك لا تتوقف فقط على ذاكرة البقرة بل يُمكن متابعة البناء بنفس الطريقة في كامل مشاهد ذاكرة القرءان ذي الذكر فهذا التركيب (يأيها الذين ءامنوا) إذا قمنا بإحصاءه في بداية سجلات كل ذاكرة قرءانية سنراه يُذكر عداً ثماني وثمانون مرة ورقمياً (88)...ففي البقرة نحن نشاهد فقط (11) ثانية من ذاكرتها البالغة (286) ثانية ونقوم بالربط من خلالها على (إفتراض) أن رقم الأيات يدل على الثواني أو المدة الزمنية لكل مشهد مكون للذاكرة والتي بدورها تُعتبر جزء يسير من أصل (6236) ثانية هي كامل مشاهد ذاكرة القرءان...فما نحاول أن نُخرجه ونُحييه من ذاكرة الميت أو القتيل المكتومة هو فقط (11) ثانية من مشاهد الذاكرة المهجورة!...وكل ثانية يجب أن تقرىء ضمن حاوية سورها المحيط بروابطها...



    تعليق


    • #3
      رد: إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)



      يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى


      الذين ءامنوا كتب عليهم القصاص في القتلى....كتب لا تعني أمر تشريعي بمفهوم الذاكرة الفقهية المتوارثة من (بيئة) الأباء فكتب على نفسه الرحمة وكتب الله لأغلبن أنا ورسلى وكتب ربكم على نفسه الرحمة كلها لا تدل على تشريع!...بل على نظام سنني مرتبط بعلّة الأمان السارية في الذين ءامنوا وهو نظام (وظيفي) لقبض ماسكة محتوى في حيز صفة معينة من خلال القصاص في القتلى...
      فكُتب عليكم تعني أنه تم إضافة وظيفة أخرى على برنامجكم الوظيفي الأمني أثناء تطبيق سنن الخلق تنفيذياً أي أن ما أنتم فيه من ءامان يرتبط سريان علّته الدائم بقبض ماسكة محتوى القصاص في القتلى أي أن هذا النظام يجب تفعيله أثناء إستمرار سريان صفة الأمان فيكم فأينما ذهبتم هذه العلّة مرتبطة بكم فهي مكتوبة مكتوبة فمثلما حاوية الرحم هي علّة تفعيلية لنفس الله والرب كذلك علّة القصاص في القتلى وغيرها من علل فهذه الصيغة هي صيغة تذكيرية لقرءان مكتوب في عمق تكوين الذين ءامنوا العقلي والنفسي وكما قال الأسلاف أن هذه الصيغة مبنية للمجهول وهذا صحيح إلى حد ما لأنها كُتبت في ظلمات بعضها فوق بعض ومن لم يجعل الله له نور سيبقى موج ذاكرته مبني في المجهول...


      ولكن ما هو القصاص؟...ومن هم القتلى؟!...وما هي علاقتهم بالذين ءامنوا؟!...وكيف يتم تنفيذ القصاص فيهم؟!...


      فُهم القصاص في الذاكرة المقرصنة على أنه حد من حدود الله الشرعية وهو فعل يُمارس على كل من قتل نفساً (بشرية/إنسانية) بشكل فيزيائي بغير حق وكان وما زال يؤتى بالقاتل المتعمد بعد تجريمه وإعترافه بذلك ومن ثم تلاوة ءايت القصاص إبتداءاً وأمر الحكم عليه فيقطع عنقه ويسفك دمه أو يُعدم شنقاً أو رمياً بالرصاص...أما خارج تلك تلك الذاكرة ولمن قرصنوا ذاكرة الرحمة فيستخدمون الكهرباء أو الحقن بمواد سامة عقاباً له على فعله الإجرامي ولكننا لن نتبنى هذا الفهم ونذهب معه لأننا سنجد أن ذاكرته لا ولن تنسجم فيما نحن فيه من ذاكرة قرءانية حية نحاول أن نتدبر ءاياتها في تكويننا النفسي لذلك وكما إفترضنا لن نستجيب لأي ذاكرة موروثة ميتة ونستجيب فقط لمن يُحيينا وأنزلت ذاكرته لتُنذر من كان حيا...وليتسائل إبتداءاً من كان حيا هل ما كُتب على الذين ءامنوا هو القصاص (للقتلى) أم القصاص (في القتلى)؟!!...وهل الذي كُتب هو لهم أم عليهم؟!!...


      القصاص في الذاكرة العامة هو فصل صفة القصص بفاعلية (ا) والقصص هي سورة في التكوين ونرى في أسواقها سلسلة أحداث متتابعة تخص ذبح الأبناء وإستحياء النساء وجعل أهلها شيعا وكينونة فرعون المشغل للفساد وقتل موسى نفساً في المدينة وخروجه منها إلى مدين وصفات أخرى مترابطة والتي يُمكن أن نلخصها بقلم عقلي بأنها قص ذاكرة نشطة (بُنية عامة) من عدة أحداث إقترنت بها وتجميعها وربطها ضمن قالب غالب نافذ في ذاكرة واحدة وبالتالي يُمكن إعتبارها بأنها ءالية لربط الأحداث المختلفة في سياق وبناء واحد الهدف منه هو أرشفة معالم وخبرات رئيسية لوقائع نوعية متكررة وفي الوقت نفسه إستخلاص منها بُنية لمعلومات عامة يمكن تطبيقها في موقف مستقبلي قد يشترك معها في معالم عقلية أساسية ولكنه يختلف عنها في التفصيل الفيزيائي وإذا أردنا الغوص أكثر سنجد أن ذاكرة القصص تُشير إلى خاصية أساسية وجوهرية زُود بها العقل البشري ألا وهي المقدرة على التجريد في تعامله مع الحدث والتي تساعد في توليد مفاهيم ومقاصد ومعارف مجردة مأخوذة من التجارب اليومية التي نمر بها وتُتيح لنا حل مشكلات جديدة نواجهها في عالمنا المتغير بإستمرار عن طريق تكويدها في الذاكرة والقدرة على إستدعائها والتنبأ لما ستأول إليه الأمور عندما تتوفر الشروط...


      أما إذا أردنا تتبع ذاكرة عربته الفعلية سنجد أن القصاص من عربة (ق/ص/قص/قصيه/نقص/يقص/قصصا/القصص/...) فالـ (قص) في علم الحرف القرءاني هو (تنحية صفة سارية بفاعلية ربط منتحية) كقص قطعة قماش بأداة معينة على سبيل المثال أو قص الأثر بحاسة الشم لأحد الحيوانات أو بتتبع أحد فروع الأثار المتروكة للشىء على مادة معينة مع إقتطاع جزء منه في كل مرحلة إلى نبصر به عن جنب ونلاحظ بتلك الأمثلة السريعة أن صفة القص لا بد تُمارس على شيء يحمل ذاكرة متصلة فأصل القماش أنه نسيج متصل وعندما يتم قصه فذلك يعني تنحية صفة إتصاله بفاعلية ربط متنحية أخرى بهدف إستخدامه لغرض معين وقص الأثر بالمثل فلو لم يكن للشىء أثر متصل (ذاكرة إرتدادية) لما أمكن ربطه بفاعلية ربط متنحية...

      لفظ (قص) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية متنحية لـ فاعلية ربط متنحية) ومنها مثلا فعل (الاقصاء) فهو فعل لـ التنحية وفي نفس الوقت يقوم بتفعيل رابط متنحي فاذا قلنا مثلا (تم اقصاء الوزير) فهو يعني انه كان وزير واصبح (اقصا) عن الوزر وكذلك رابطه مع الوزارة تم تنحيته اي ان الفاعلية المتنحية تقوم بفعل رابط متنحي ايضا


      فحرف (ص) و (ق) هما من حروف ذاكرة القرءان ولكل منهما سورة بإسمه تبين صفته أو علّته الغالبة في التكوين ويمكن أن نقول مبدئياً بشكل مختصر أن كلاهما يُعتبر ذاكرة لـ (شيء) الأول تبقى فاعلية ذاكرته متنحية إلى أن ترتبط برابط قرءاني صفته (ذى الذكر) ويقوم بتفعيل فاعلية حيازة الذكر فيه والثاني تبقى فاعلية ذاكرته متنحية الربط إلى أن ترتبط برابط قرءاني صفته (المجيد) ويقوم بتشغيل الجيد فيه أي أن صفة هذا الشىء (ص/ق) تبقى متنحية وتحافظ على فاعلية ذاكرتها بكل روابطها ولا تتتغير إلا عند إرتباطها برابط (والقرءان) فتبدىء صفاتها المتنحية بالظهور والترابط من جديد والتي تُعتبر صفات مشغلة للإنذار وتدعوا للعجب من قبل من ظن أن روابطها لن تُفعل مرة أخرى بعد أن قام بتغطيتها...



      بسم الله الرحمن الرحيم ص والقرءان ذى الذكر (1) بل الذين كفروا فى عزة وشقاق (2) كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص (3) وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكفرون هذا سحر كذاب (4) أجعل الءالهة إلها وحدا إن هذا لشىء عجاب (5) وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على ءالهتكم إن هذا لشىء يراد (6)...



      بسم الله الرحمن الرحيم ق والقرءان المجيد (1) بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكفرون هذا شىء عجيب (2) أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد (3) قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتب حفيظ (4) بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم فى أمر مريج (5)...



      أما إذا تم ربط فاعلية لذاكرة متنحية أخرى (ص) بصفة القص تصبح (قصص) أي أن فاعلية الربط المتنحية أصبحت ترتبط بذاكرة مزدوجة ومتتابعة للتنحية...الأولى إستبدالية والثانية تبادلية ومثلها في الّسان العربي (حج/حجج...خف/خفف...) وجاءت فاعلية ألف القصاص لتفصل هذا التتابع وتُوقف مساره وسيتبين لنا معنى هذا الكلام لاحقاً...
      أما صفة (القتلى) المراد تنفيذ القصاص في حيزها لفصل تتابع ذاكرتها فهي صفة لمن قام بتفعيل القتل وليست صفة لجمع (قتيل) أو لمن قُتلوا أو تم قتلهم كمحصلة ونتائج لواقعة ما!!...


      بيان الألف المقصورة والألف الممدودة في فطرة نطق القلم


      وتفعيل (القتل) لا يعني ممارسة فعل القتل فيزيائياً لإزهاق النفس حصراً بل يعني تفعيل ءالية (غير نظامية أو قانونية) لوقف فاعلية معينة...ومن عربته (قتل/قتال/قتلوا/...) وفي علم الحرف القرءاني هو (ناقل فعال لمحتوى نقل فاعلية الربط المتنحية) أي أنه نقل لخارج حاوية السعي وهو بشكل عقلي أبسط وقف فاعلية سارية لإستمرار سريان فاعلية بديلة قد تكون حميدة أو فاسدة...ولا أعلم حقيقة لماذا تم حصر مقاصده بتلك الصفة الفيزيائية رغم وجود أكثر من دليل في ذاكرة القرءان ينفي هذا الحصر...


      وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولدهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون (137)... الأنعام



      القتل لفظ له وظيفة محددة في صفته الا ان تخصيص تلك الوظيفة حصرا في قتل البشر فذلك ما ترفضه الفطرة الناطقة فحين نقول (قتل الحقيقة) فذلك لا يعني ان للحقية دماء تسفك وحين نقوم بذبح الانعام ويسفك دمها فذلك ليس بقتل ولا نقول (قتل الانعام) ... القتل حتى في سفك الدم (القتل الميكانيكي) سواء كان للحشرات او للبشر او لسباع الحيوانات والافاعي هو انما (وقف فاعليه لوقف فاعلية اخرى) فحين نقتل المعتدي انما نوقف فاعليته الجسدية لوقف عدوانه اما جسد المعتدي فهو ليس هدف بل وقف العدوان هو الهدف .. في الذبح لا نقول (قتل) لان لحوم الانعام هدف الذابح اما حين يتم قتل المعتدي فان جثته لن تكون هدف القاتل بل الهدف يقع في صفة وقف العدوان وفي تلك الرجرجة الفكرية مماسك فطرية فحين يقول احدهم (قتلني الصبر) فهو يعني انه اوقف فاعليته العجولة من اجل فاعلية الصبر



      فالقتلى هم الذين قاموا بتفعيل القتل لسبب ما أو غاية معينة وأوقفوا فاعلية سارية بفاعلية بديلة أي نفوها والذين ءامنوا كُتب عليهم تكوينياً تنفيذ ءالية القصاص في محتواهم بتفعيل فاعلية بديلة عنها وفي أي حادثة ترتبط بتفعيل القتل بشكل عام لأنها صفة ليست سارية في نظام الأمن ومكوناته مع ملاحظة أن صفات (القتلى) لم يتم تحديدها بعد بل ما تم تحديده هو الألية المكتوبة والمراد تنفيذها في حال تم تفعيل القتل ولذلك فالصفات التي ستأتي ليست صفات من قُتل ومن سوف يتم قتله كمقابل وعقاب له فالسياق لا يدل على ذلك إطلاقاً...


      ولكن عند النزول عمقاً في مقاصد الّسان العربي المبين سنجد أن عربة (القتل/القتلى) تتشارك في البناء وعربة (قل/قلى) فكلاهما يحمل نفس الحمولة القصدية والفرق يكمن في إرتباط محتوى (ت) بعربتها قبل أن تُنقل وتُفعل...ولمعرفة كيف إرتبط هذا المحتوى بالعربة لا بد من معالجة لفظ (قل/قلى) في الذاكرة لما له من أهمية قصوى...فـ (قل) هو (ناقل فاعلية ربط متنحية) وفاعلية الربط المتنحية كما بينا هي صفة لشىء تبقى روابط ذاكرته متنحية دون تغيير إلا إذا إرتبط برابط إقتراني تكويني يقوم بتشغيل الجيد فيه وعندما يراد نقل فاعلية روابط ذاكرة هذا الشىء كما هو في (مستودع) التكوين يُربط بناقل في الذاكرة أيضاً ويصبح (قل) وهو بناء يُستخدم بكثرة في ذاكرة القرءان لنقل ذاكرة المقاصد العقلية من قبله ومن قبل القارىء له فكلاهما يخضع لنفس سنن التكوين في ربط ذاكرة حيز الأيات الفعالة وهو لا يعني أن يقوم المتلقي بربط أحرف وجمل ونطقها صوتاً بتحريك الّسان والشفاه كما نقول فهذا يعتبر أحد الطرق أو ءاليات النقل لمقاصد الشىء المراد لفظه من الذاكرة بفاعلية ربط هي الهواء والّسان والشفاه وليس الشىء نفسه المتنحي فقد تكون ءالية نقل مقاصد الشىء عبر رائحة أو صورة أو موجة ضوئية أو تصرف معين وحزمة كبيرة من أدوات نقل المقاصد ولكنها في المحصلة ليست هي المقصودة بل السبب الكامن خلفها والذي أدى لنقلها بتلك الطرق...


      فقلنا .. فهمت انها لفظ يعني القول في الماضي الا انها تعني في اللسان العربي المبين (قل .. قلنا) ولفظ القول في تكوينته يعني (نقل فاعلية ربط متنحية) اي نفي الرابط المتنحي من الصفة فيكون (ظاهرا) ومثله القول الذي نعرفه فهو قد خرج من رابطه المتنحي في العقل فصار قولا مسموعا بعد ان نقلت فاعلية ربطه المتنحية ومنه الـ (قل) من (القليل) فهو نقل رابط متنحي هو (الكثير) فيكون قد (قل)
      ... لفظ (فقلنا) حين يخاطب حامل القرءان فهو صفة فعالة قائمة وليست ماضي قيل في الزمن القديم ..


      فالشىء نفسه يبقى متنحي بوظيفته والمتلقي يقوم بنقل فاعلية روابطه بعدة وسائط أو وسائل يحددها محيط (القول) وطريقة الإلقاء والّقاء والموصوفة روابطه في الذاكرة بالقول الثقيل (إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا)...فعندما يقول القرءان (قل) هذا يعني أن صفة الشىء المراد نقله متنحية عن المتلقي ولكنه يمتلك تكوينياً فاعلية ربط معها أي أنه يُصبح وسط ناقل له ينقل مقاصده من خلال ذاكرة ءاياته وجميع روابطها حصرا والتي يحمل نسخة منها في تكوينه وإلا لما إعتبر متلقي عاقل مزامل لذاكرته...


      (ق وَالْقُرءانِ الْمَجِيدِ)

      لفظ ( قل ) في علم ( الحرف القرءاني )


      أما (قلى) فنجد روابط ذاكرته تظهر في سجلات ذاكرة سورة الضحى (ما ودعك ربك وما قلى) وهي سورة في التكوين تبين كيفية (تحديث روابط قاعدة البيانات) وذلك بتفعيل فاعلية فائقة لنقل فاعلية خروج الحيازة ضمن خطوات جاء في نهايتها هذه الخلاصة (وأما بنعمة ربك فحدث) وذاكرة هذه السورة تُقرىء وتُربط بالتزامن وذاكرة سورة الشمس وسورة الّيل فصبغتها الّونية البيانية متدرجة ومتقاربة...وهنا ذاكرة تُغني ما نود قوله من بيان...



      وما قلى ستكون في علم الحرف القرءاني ذات بيان مبين فلفظ (وما) يدل على مقاصد العقل (فاعلية ربط تشغيلي) ... قلى تعني (تفعيل فاعلية ربط متنحية النقل) وذلك يعني
      ان (ربك) وهو المدير لشؤونك في الخلق قد قام بتفعيل ربطك تشغيليا وهي روابطك بنظم الخلق (وما ودعك) حيث الله اودعك في عجينة الخلق بصفتك مخلوق يخاطبك الله في رسالته ... وتلك المرابط التشغيلية الفاعلة التي اودعك الله بها انما هي تفعل فاعلية ربط متنحية النقل اي ان مرابط الخلق تؤتى المخلوق منقولة اليه فالمخلوق لا حول له ولا قوة بتلك المرابط التي تعتبر (عجينة الحياة) او (وعاء الحياة) فالانسان مثلا لا يستطيع ان يصنع حمضه النووي بل ارتبط به ربطا تشغيليا بفاعلية تفعيل رابط متنحي ومثل ذلك نراه ايضا في الجاذبية او عمود الضغط الجوي فكل تلك هي مرابط تشغيلية تشغل جسد المخلوق وهي منقولة اليه على شكل (فاعلية رابط تشغيلي) يفعل رابط متنحي منه فهي مفروضة عليه (قلى) ..

      حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ ءامَنَ وَمَا ءامَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ) (هود:40)
      من سبق عليه القول هو الذي اودعه ربه في (وما ودعك ربك وما قلى) وهو الذي تم ربط فاعلياته بنظم الخلق الحق ولم يكفر بمرابطه مع عجينة الكون فيغيرها حسب مزاجه كالذين يأكلون الاغذية الصناعية بنهم بما تمتلكه من مرابط سيئة خارج النظم المخلوقة كمن يضع المازوت في سيارة خصص وقودها من البنزين او كمن ربط جهازه بتيار كهربائي يعمل بفولتية اقل او اكثر عن نظامه التصميمي ... الذي سبق عليه القول اذن هو المودع في (وما قلى) وهو الناجي من سوء الكفر بمرابط التكوين التي ربطها (هـ و) الله أحد وفيها سابقية فعل من المكلف (قل) فكان في (وما قلى) ونتيجته ان يكون من الناجين (من سبق عليه القول)


      ولكننا سنوسع قليلا من روابط تلك الذاكرة بالإنتقال من الذاكرة القرءانية إلى ذاكرة تطبيقات ما كتبه الله في وعاء الخلق لنرى فاعلية الروابط المتنحية لأحد الأنظمة المادية في النفس البشرية كيف تُنقل والتي كشف عن وظائفها أهل الكتاب وأصبحت أو (أضحت) مقاصدها العقلية مبينة...فـ (الدم) كمادة ووسط سائل أو مسال في شجرة نهرية من شرايين وشعيرات الجسم البشري والتي تُغطي جميع أجزاءه تقريباً يُعتبر من أهم أنظمته المودعة فيه وبدونه أو تحديداً من دون ذاكرته يفقد الجسم جنته وسلطانه في البقاء على قيد الحياة فمن خلاله يتم حمل ونقل وتبادل جميع إحتياجات الجسم بأعضاءه وخلاياه من هواء وماء ومأكل ومشرب ولكن رُغم قوة وظيفته المسخرة في التكوين والتي تعمل بكفاءة عالية إلا أنه كالحمار يحمل أسفارا!!...فبمجرد دخول شيء للجسم يقوم بنقله لجميع المستويات حتى ولو كان فاسد أو سام!...ولكن ما يهمنا هنا أن هذا السائل الغني بمكوناته الحمراء الغالبة وغيرها من مكونات بيضاء وصفراء يُعتبر وسط حائز وكاشف لصفتين رئيسيتين تعملان بشكل متوازن وتظهران من خلاله وهي ما تُعرف في الوسط العلمي بالصفة (الحمضية) والصفة (القاعدية أو القلوية) والأخيرة تُعتبر صفة غالبة لذاكرة قواعد النظام بحيث لو زادت نسبة الوسط الحمضي على الوسط القلوي ستؤدي إلى خلل (كيميائي) في معظم وظائف الأعضاء ومكوناتها ليظهر على شكل رسائل مرضية إنذارية تكون في بعض الحالات نتائجها وخيمة كفشل وتوقف أحدها نهائياً عن (عمل الصالحت)...وتُعرف الصفة الحمضية نظرياً أيضاً بأن لها القدرة على زيادة تركيز أيون الهيدروجين في الماء أثناء تفاعلها مع مادة أخرى وبالتالي تكون قادرة على إستقبال زوج أو أكثر من الإلكترونات...أما الصفة القلوية فتُعرف على أنها تمتلك القدرة على زيادة تركيز أيون الهيدروكسيد في الماء وبالتالي تكون قادرة على منح زوج أو أكثر من الإلكترونات...ومن خلال ذلك التعريف النظري وضع أهل الكتاب لتلك النسبة معيار عقلي رقمي ملفت للنظر يبدأ من (1 ألى 14) أسموه (الرقم الهيدروجيني) يتم من خلاله قياس درجة الحموضة بشكل عام ومن ثم التنبأ بمجريات الأمور
      فالحفاظ على توازن تلك الصفتين في الجسم يعني تنظيم تركيز أيون الهيدروجين في سوائله إلى حدود الرقم (7) وبعض الأعشار وبنو عليها عدة نتائج يمكن تلخيصها ببضع كلمات فكلما حافظ الجسم على مستوى ذاكرة الصفة القلوية بشكل متوازن أفلح وزادت قوته ومناعته ونشاطه العام وكلما نسي و(قلّت) تلك النسبة ولم يستطع أن (يُصلحها ويُنقيها) من الفائض الحمضي خاب وبدأت الأعراض السلبية المندسة بالظهور بشكل إجباري والتي يُمكن أن نصفها بأنها أحد الأمثلة الفاقع لونها لـ (ناقة الله وسقياها)...وعن كيفية زيادة الصفة الحمضية أو (نقص) الصفة القلوية ونحن لا نعلم فذلك يخضع لعدة أسباب نفسية ومادية لعل من أهمها الإنفعالات النفسية والتي تؤدي إلى إضطرابات وإفرازات هرمونية مفاجئة وطبيعة الأجواء الفاسدة المحيطة بنا والمؤججة بملوثات لا حصر لها وذات ذاكرة ميتة ترتبط بأهم الغازات التي يحتاجها الجسم كـ (الأوكسجين) بالإضافة إلى طبيعة أو نمط النظام الغذائي ونوعيته من مأكل ومشرب والتي تطلبه النفس البشرية في أحيان كثيرة بجهالة وفجور بفعل إتيان الذكران والزنى البصري وتطفيف الميزان وبخسه وغيرها من فواحش ومنكرات وأسباب كثيرة جاءت ذاكرتها مرتبطة بصفات محددة يحملها بعض النبيين لقومهم بهيئة رسائل إنذارية إلهية تكلم عنها الحاج عبود في أغلب مذكراته...أما كيف يُحافظ النظام على توازن تلك الذاكرة بشكل فطري فهذا ما نحاول أن نبحثه ونُبين بعضاً من ما في ذاكرة توراته وإنجيله لنصادق عليه وإرتبط ذكره بما بين أيدينا من خارطة الخلق بشكل عام وبـ (ص والقرءان ذى الذكر) (ق والقرءان المجيد) بشكل خاص وفي الإقتباس التالي مبادئ أولية نفسية خاصة بما يحدث في يسار الخلق العقلي أثناء إضطراب يمين الخلق المادي...


      المستوى السادس يتصل بالمستويات الاربع المادية عبر هرون فتمر الاواصر العقلانية عبر المستوى الخامس ويمكن ان نرصد ذلك من خلال ظاهرة (الانفعال) فان تعرض العقل الى الانفعال الحاد فان متغيرات بايولوجية وهرمونية تحصل في جسد المنفعل وبالعكس فمن ترتفع عنده بعض الهرمونات فتؤثر على فاعليات العقل واستقراره وذلك دليل مادي مرئي يؤكد فاعلية اتصال اواصر المستويات البايولوجية الاربع بالمستوى العقلي السادس عبر المستوى الخامس واذا كان حامل القرءان يؤمن بـ (الرقيا) القرءانية فان قراءة القرءان تحصل في المستوى العقلي الخامس ومن ثم السادس ومستقر قراءة القرءان هو المستوى العقلي السادس بدليل ان غير العربي يقرأ القرءان بعربيته بحكم تكليفي رغم ان مستواه العقلي الخامس لا يفقه عربية القرءان الا ان المستوى السادس يفقه عربية القرءان ويهدي للتي هي اقوم فيقوم الرشاد في العقل الموسوي وذلك الرشاد لا يتحصل في المستويين العقليين (الخامس والسادس حصرا) بل يستمر بـ (النزول) للمستويات الاربع فيحصل الرشاد في عقلانية السماوات الاربع الخاصة بجسد المخلوق فيحصل الشفاء


      { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } (سورة الإسراء 82)

      فعملية التنزيل تحمل (رشاد عقلاني) يخص بايولوجيا الجسد ومادته الكونية وهي متصلة بدورها بالمستوى العقلي السابع (جانب الطور الايمن) وفيه رشاد لكل شيء لان (الطور) مستوى (متفوق) على كل مستويات العقل (ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتيناكم بقوة واذكروا ما فيه) وان عملية (الاخذ) تؤتى من خلال (التنزيل) عبر مستويات العقل (السبع) يصاحبها عنصر الرضا

      { اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } (سورة الطَّلَاق 12)


      الامانة عرضت على مستويات العقل جميعا وما حملها الا الانسان وتلك الامانة لها ادارة في المستوى العقلي الخامس ذلك لان (العقل الخامس) هو مصدر (سعادة الانسان) او مصدر عذاب الانسان لان المستوى العقلي الخامس يمتلك خياران (اما شاكرا واما كفورا) والامانة تكمن في (شكورا) وتضيع الامانة في (كفورا) فيفقد الانسان علاقته الرحمانية بربه ويخضع رغما عنه الى علاقة الغضب من ربه فترتد عليه نظم الخلق فبدلا من ان تكون تلك النظم في خدمته فتتحول الى نظم ضده تعذبه وتجعل يومه اسودا بسواد كفره

      { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } (سورة التين 4 - 5)



      ونرى إبتداءاً كيف أن حافظات الذكر لصفة الأشياء ظهرت في فطرة النطق الحرفي عند من قام بتأهيل الكتاب وأطلق على تلك الصفة (
      Alkaline) ومن قام بنقل مقاصدها بنفس الفطرة وأطلق عليها (القلوي)...وعلينا أن نشير إلى نقطة مهمة تعلمناها من مقاصد علم الحرف القرءاني بشق الأنفس فدائما ما يتم الخلط بين صفة الفعل نفسه في رحم المادة ومقاصده في رحم العقل أثناء نقله قولاً حرفياً...وعلى سبيل المثال عندما نتسائل عن مقاصد جملة معينة كأن نقول أن فلان (قَلَى) الّحم بالزيت أو في الزيت فهذا لا يعني أن هذا هو المعنى (العقلي) المقصود من (القول) وإنما يجب أن نتسائل لماذا إستخدم تلك الصفة لـيعبر عن عملية (قلىِ) الّحم ويصبح مسماه لحم (مقلىِ)؟!...وهل إذا تم إستخدام صفة (شوى و طهى) سنحصل على نفس المقاصد العقلية؟!...فهذا هو الفرق الدقيق والبسيط الذي يجب أن ننتبه له ونُقلّبه عند أي قول يحمل صفة الذكر فالعقل دائماً لا يستجيب للصفات الفيزيائية النوعية الخاصة بالفعل في رحم المادة بل يستجيب أولاً لمقاصد وظيفته الجارية والتي تفعلت وإنفعلت في رحم العقل...

      فـ (قلى) إذن هو صفة ذاكرة لوسط ناقل يعمل بشكل متوازن يتم من خلاله تفعيل فاعلية ربط متنحية ومربوطة بمشغل فعال يرتبط بدوره بصفة سابقة له ولها مشغل فعال أيضاً (ما ودعك ربك) فهذه الألية المترابطة فيما بينها وبما قبلها تعمل بشكل تلقائي في التكوين من قبل ربك فتقوم بتنحية ذاكرة صفات في الحيز وإستبدالها بذاكرة صفات أخرى وذلك لتجديد أو تحديث روابطها في الخلق دون أن تختل مكونات ميزان الرضى أثناء خروج الحيازة (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وهي الألية التي تدل عليها صفة (الضحى) كما بينا سابقاً والتي جاءت تالية لصفة الّيل الناقل للحيازة وفاعلية مشغل زوجية الخلق (وما خلق الذكر والأنثى)...فـ (ق) أيضاً عندما ترتبط بـ (ليل) تصبح صفة مركبة لـ (قليل) وهو الجزء الأمن والمحمول مع نوح والذي يُعتبر خلاصة متاع الحيوة الدنيا في الأخرة...

      يأيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحيوة الدنيا من الءاخرة فما متع الحيوة الدنيا فى الءاخرة إلا قليل (38)...التوبة



      فالقارىء كحامل لمكونات وءايت هذا الذكر مطلوب منه في النهاية للمحافظة على توازن هذه الألية أثناء عملها أن يقوم بتشغيل فاعلية هذه الصفات وينفي عنها أي محتوى يرتبط بصفة (قهر ونهر) ليستطيع أن يتبادل الحدث المقبوض بنعمة ربه (فأما اليتيم فلا تقهر...وأما السائل فلا تنهر...وأما بنعمة ربك فحدث) والباقي يعمل بشكل تلقائي...


      ربما من هنا نستطيع أن نعقل بشكل جزئي ما الذي كُتب على الذين ءامنوا فالقصاص في القتلى هو قصاص في حيز فاعلية تبادلية تفعيل القتل والذي هو أساسا صفة من عربة (قل/قلى) تقوم بنقل فاعلية روابط متنحية لتجديد ذاكرتها في التكوين كي لا تُنسى ولكن إذا إرتبط بذاكرتها فاعلية محتوى ما يتحول إلى صفة (قتلى) فمن المفروض أن يتم نقل ذاكرة الروابط المتنحية كما هي من (مستودع) الماضي ونقلها وتحديثها في (مستقر) الحاضر دون أن يضيف الحائز لها على علّتها شىء لأن إضافة أي محتوى (ت) يجب أن يكون بعد الناقل (قلت) وليس بعد فاعلية الربط (قتل)...ويمكن أن نمسك بالمعنى المراد إيصاله من خلال عقل سريان ذاكرة هذا القول الجاري في التكوين الأن بين الله كصفة للنظام السنني وبين عيسى ابن مريم كـ ءاية أو حيز فعال يظهر من خلاله ما أُمر بقوله ونقله للناس...

      وإذ قال الله يعيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحنك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علم الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد (117) إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (118)...المائدة



      ف
      ـ القاف (ق) دائما تربط فاعلية ماضية تم (إيقافها) بفاعلية حاضرة تم تشغيلها والذين ءامنوا أوقفوا فاعلية محتوى (خارج عنهم أوعن نظامهم) بفاعلية ربط منتحية ونفوه (قتل) ولكن هذا المحتوى له ذاكرة ترتبط بعلّة سارية كما سنرى وبالتالي أصبح أثره جزء من ءالية (وما قلى) عندما تُفعل وترتبط بالصفات الأخرى المودعة في نظامهم (ما ودعك ربك) صحيح أنهم تخلصوا منه وأصبح ماضي ولكنه لم يمت في الذاكرة التي تنسخ وتكتب ما يفعلون لذلك لا بد من قص فاعلية هذا المحتوى المنسوخ (ت) والذي إرتبط بـ (القلى) من خلال فعل متنحي عنه له ذاكرة (ص) محمولة على عربة القصاص...فالقتل سببه فعالية عقلية مرتبطة بـ (نقص) في ميزان الرضى والمنزل مع الكتاب وعندما يتم قتل أحد مكوناتها (النفسية) المستقرة والمودعة فيها لأي سبب كان يترتب عليها وقف وظيفة أخرى مرتبطة معها وبالتالي يُصبح مسار الحدث القصصي كارثي بفعل الأخطاء التراكمية في حال لم يتم تصحيحه...لأن نظام سموات الإنسان سويت له سبعاً بناء على مكونات الرضى المخلوقة جميعا...


      هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسوىهن سبع سموت وهو بكل شىء عليم (29)...البقرة



      فكلها مكونات لمنظومة خلق مسخرة مترابطة ءاتية طائعة مسلمة وروابط ذاكرتها محفوظة وتعمل بشكل إرتدادي وترد عليك كل ما قمت بقتله وإفساده ولكن إنتبه حتى وإن كان بطريق الخطأ!!...والقاتل في غفلة ولا يعطي لها بال ولا يقوم بفعل الإصلاح وبالتالي تتراكم وتتراكم إلى أن ترتد عليه ويذوق وبال أمره في يومه الأخر وأجله المسمى فلا شيء ينسى في وعاء الخلق إن كان صالحا أو فاسداً (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) فما تم قتله من مكونات ميزان الرضى بغير حق سيبقى فعال في وعاء الكتاب وسيرجع لك بشكل إرتدادي سلبي إن لم تقم بتأمينه وغفره أو تكفيره وإرجاع مكونات الميزان لحالتها الطبيعية...


      لذلك الذين ءامنوا وعملوا الصلحت لا يغفلون عن تأمين نشاطهم في يومهم الأخر يوم يكون الجزاء من نفس كينونة العمل (وترى كل أمة جاثية كل أمة تُدعى لكتابها) ويقومون بتأمين حاوية مشغلاته التكوينية النشطة مباشرة بعدة ءاليات لمعالجة وإصلاح أخطائهم والتي منها القصاص في القتلى...فهو ءالية دفاع وتقوية في نفس الوقت لإصلاح ذات البين وشفاء لما في الصدور وليس لأخذ الثأر وجز الأعناق وسفك الدماء فهم قد نُزع منهم الغل إخوانا على سرر متقابلين ومطالبين بالدفع بالتي هي أحسن والعفو والصفح ولا يمكن أن تكون غايتهم المكتوبة عليهم هي للثأر بل هي لإستمرار الأمن وعمل الصلحت والذي نتيجته جنت تجرى من تحتها الأنهر وقد بُشروا بذلك في بداية الذاكرة...


      وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصلحت أن لهم جنت تجرى من تحتها الأنهر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشبها ولهم فيها أزوج مطهرة وهم فيها خلدون (25)...البقرة

      تعليق


      • #4
        رد: إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)


        ماهية القتل في التكوين


        لأهمية موضوع القتل في التكوين والذي يأخذ مساحة ليست بالقليلة في سجلات الذاكرة وأحداثها المرتبطة بالمستوى السادس لا بد من تغطية بعضاً من مرابطه العقلية والنفسية وذلك كي نُحرره من الوظيفة الفيزيائية الحصرية التي إرتبط بها...فعلينا أن نسأل لماذا كُتب على الذين ءامنوا القصاص في القتلى؟!...ومتى وأين يحدث تفعيل القتل؟!...فالذين ءامنوا صفة الأمان سارية فيهم ولا يمكن أن يقوموا بتفعيل القتل وخصوصاً أن لهم برنامج وظيفي يدخل في حيازة السلم...

        يأيها الذين ءامنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوت الشيطن إنه لكم عدو مبين (208)...البقرة

        فكيف يمكن أن نعقل هذا الفعل؟!...إذا أوقفنا قليلاً علق الذاكرة هنا وإنتقلنا به إلى الأمام سنجد هذه الذاكرة...


        وقتلوا فى سبيل الله الذين يقتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (190) واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكفرين (191) فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم (192) وقتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدون إلا على الظلمين (193) الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمت قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين (194)...البقرة


        وفي هذه الذاكرة نجد أن عربة القتل متداخلة ومتشعبة المقاصد (وقتلوا/يقتلونكم/واقتلوهم/القتل/ولا تقتلوهم/يقتلوكم/قتلوكم/فاقتلوهم/وقتلوهم) وكأننا أمام واقعة مفصلية تتعلق بمسار قضية ما بين فئات أو مجموعات ضمن حيز واحد أو شيء يجب المحافظة عليه كي تبقى روابطه مستمرة وإلا حصلت تداعيات لا تحمد عقباها...دعونا نبين بعضاً من مقاصد عربة القتل وما أرتبط في سياقها من صفات للكفرين والظلمين والمعتدين من خلال إسقاط مقاصد تلك الذاكرة بمكوناتها على مثال فطري يشترك فيه جميع من يحمل صفة الإنسان بشقيه العقلي والمادي فمن خلالها سيتمكن القارىء من الإمساك بذاكرة البحث ومقاصد البيان من تلقاء نفسه دون الحاجة لتلحيمه بأي ذاكرة ميتة لا تسمن ولا تُغنى من جوع ولن نذهب بعيداً فمثالنا فطري وتتعلق ذاكرته بنظام تكويني في كتاب الخلق ألا وهو الجهاز المناعي للكائن الحي بشكل عام (فيروس/بكتيريا//فطريات/خلية/نبات/حيوان) والكائن البشري بشكل خاص فهذا الجهاز بـ ءالية عمله الطبيعية والمكتسبة له برامج وشبكات إتصال وتقنيات معقدة جداً وخارقة وفتاكة في مكافحة أي دخيل على ذاكرة منظومة الجسم الطبيعية والتي في تكوينها الخلقي تعمل في وضعية ءامنة وسليمة بشكل فطري وأحسن تقويم بما تمتلكه من خطط وقوات دفاعية هجومية تحفظ السلام والأمان بشكل دائم داخل المنظومة سواءا بتقنية القتل أو التفتيت أو الإحتواء أو القصاص أو العفو أو الصفح!!...ومثلها مثل برامج مكافحة الفيروسات في الحاسوب والمشتقة أساساً من عقلانية تلك المنظومة الفطرية الربانية والتي تحميه من أي متطفل أو عدو يحاول أن يعبث في سجلات وإرشيف ذاكرته الرقمية!...ولا حاجة لتوسيع البيان عن هذا الجهاز الخارق والدخول في تفاصيله ومن أراد المزيد ففي الشبكة مواضيع شتى تتكلم عنه بشكل مُفصّل وأنصح بالقراءة العقلية المجردة الباحثة عن العلّة في مستوياتها العقلية العليا بغض النظر عن ما علّمه ءادم من أسماء ومصطلحات علمية رغم أهميتها...فالذي يعنينا في هذا السياق هو الذاكرة المختصة بالذين ءامنوا فالسياق يتحدث عنهم ومعهم فقضيتهم الأولى والأخيرة هي المحافظة على حيازة ذاكرة الأمن السارية فيهم وبأدق تفاصيلها (الأمانة المحمولة) فهم يعلمونها جيداً بشكل فطري ولا يعتدون عليها ولكنهم لا يعلمون مدى أمن مرابط المحيط الخارجي الذي يسعون فيه والذي يُمكن أن يحمل في ذاكرة مكوناته صفات تعيث فساداً وفسقاً في منظومة أرضهم الداخلية الأمينة!!...فكل تلك الإشتقاقات من عربة القتل تخص هذا الجانب من الذاكرة فهم في وضعية إستفار وترقب دائم لصد أي ذاكرة غريبة ودخيلة على ذاكرة منظومتهم ولكن لماذا؟!...إذا أكملنا ذاكرة الهدي ستظهر ذاكرة مبينة...


        وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين (195) وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب (196)...البقرة


        فالذين ءامنوا في سعي دائم مع المحيط الخارجي الذي هم فيه كأي كائن حي ءاخر فلا وجود لكائن حي يبقى بمعزل عن محيطه ولكنهم لا يعلمون مدى أمن وطُهر هذا المحيط بجميع أبعاده أثناء قبلتهم ووجهتم شطر المسجد الحرام لإتمام الحج والعمرة لله فهذا هو مشروعهم وغايتهم المنشودة والذي بدىء به ورفع قواعده وأشهر براءته الإمام إبرهم وإسمعيل من بداية الذاكرة (126)...فجهازهم المناعي وإن كان أمنه فطري النشأة إلا أنه أسكن بوادي غير ذي زرع وبالتالي فذاكرته الخارجية لم تكتمل بعد وتحتاج تحديث وسعي بشكل متواصل لضم أو إدخال ذاكرة أمينة أخرى لمنظومته لذلك يبحثون عن هدي لتقوية مرابط سننية وإتمام حاجاتهم وعمارة مساجد الله في تكوينهم من رزقه وثمراته لأنهم يعلمون أن سنن الحق مع المتقين ويعلمون أن المشروع ربوبي في تكوينه من خلال ما أعلنه ودعى إليه الإمام وابنه وبنيه لذلك لا يُمكن الشروع في هذا المشروع وإنجازه والقيام به وإتمامه وبعض أجزاء المنظومة متصدع أو مريض فعلّة القصاص وغيرها من علل كُتبت لأجل ذلك ويجب تفعيلها في القتلى بعد رد العدوان كي لا يهاجم النظام ذاته ويتحول إلى يُسمى الأن (الأمراض المناعية)!!...فالقتلى هم محتوى صفات تخص النفس تنحت عن الذين ءامنوا بفعل مؤثر خارجي إقتربوا منه وبالقصاص يتم متابعة الأثار المتبقية والمتنحية ومن ثم إصلاحها وإعادة تأهيلها...ففعل القصاص يأتي بعد أن كتب عليهم القتال وليس قبله أي أنه يأتي من أبعاده وهذه الملاحظة يجب أن تبقى فعالة في الذاكرة...


        كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيءا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيءا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (216)...البقرة


        فخارطة الأمن هاجس وقضية محورية في الكتاب وفي أي أمة ومجتمع وفي أي كائن حي...فعلى الصعيد العام هناك الأمن القومي والأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي والأمن الغذائي ...الخ...ولكن على الصعيد الخاص يبقى الأمن العقلي والنفسي الذاتي هو أهم قضية تخص الكائن الحي العاقل والحائز لصفة الذين ءامنوا فعن طريق القيام بها وتحقيق شروطها لا يضره من ضل إذا إهتدى!!...وهذا القانون عام وشامل من أراد أن يأخذ بذاكرته فهو في نعمة ومن أراد أن يهجر فهو في نقمة ولا يضر الله شيئا ويبقى الذين ءامنوا في صلاتهم ونسكهم ومحياهم ومماتهم وسعيهم أشد حبا لله فهؤلاء لهم سورة في التكوين تبين مرابطهم بشكل مبين والتي تُعلن في بدايتها (قد أفلح المؤمنون) ونحن في قراءتنا البقرية نحاول أن نكون منهم ونمسك بمرابط العلّة (لعلكم تُفلحون)...


        يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجهدوا فى سبيله لعلكم تفلحون (35)...المائدة


        سنحاول أن نضغط البيانات كي لا يضيع الهدي فصحيح أن المثال بسيط في فكرته ولكنه كبير ومعقد جداً في أبعاده وتفاصيله فنحن ما زلنا في قراءة أولية لربط هذا الكم البياني من القول الثقيل لذلك نقول بإختصار وتلخيصاً لما سبق أن الأمن الساري في الذين ءامنوا هو ذاكرة لمناعة فطرية أو تكوينية ذاتية في النفس ولها ءاليات تفعيل للمحافظة عليها قوية أو تقويتها جاءت ضمن ذاكرة البقرة (واذكروا)...أما فعل القتل وروابطه فهو تقوية أيضاً ولكنه يأتي كرد فعل إستثنائي خارج عن إرادتهم وفرضته الظروف المحيطة بهم وهو ءالية لعمل جماعي ضمن عدة مراحل لإحتواء ووقف وصد أي فاعلية عدوان أو عدوى وأي تغير في سريان ذاكرة النظام (حتى لو كانت منهم) قبل أن تتمرد وتنتشر وتُصبح مكونات فتنة خارجة عن القانون أو حرب أهلية لا يُمكن السيطرة عليها كـ (السرطان أو التهاب فيروسي أو بكتيري حاد) وتفتك بالمنظومة ككل لذلك نرى عربة القتل الجماعي في سبيل الله متنوعة الحمولة والمقاصد في كل مرحلة ففي المرحلة الأولى يكون القتل في سريان روابط من يقاتل دون التعدي على غيره...


        وقتلوا فى سبيل الله الذين يقتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين...


        ثم يربط فعل القتل الأول بمشغل فعل قتل ءاخر دائم والمربوط بدوره بفعل إخراج دائم...


        واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل


        ثم نفي محتوى القتل عند المسجد الحرام إلى أن يقاتلوا فيه فإن قاتلوا يتم الإستمرار في تنفيذ إجراء القتل...


        ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكفرين...


        إلى أن تظهر بوادر توقف العدوان فيتم إتخاذ إجراء بديل...


        فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم...


        ولكن ذلك الإجراء ليس بقول شفوي بل مربوط بفعل قتل ءاخر...


        وقتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدون إلا على الظلمين...الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمت قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين


        فلا بد من متابعة وتفعيل تقنيات تلك العربة لإقصاء وقص الأثار المتبقية والمتنحية بعد إعلان إنتهاء العدوان إذ في بعض الحالات العدو لا يُقتل مباشرة ولا يتم إحتواء مفعول عدوانه من أول مرحلة ويُمكن أن يكون إنتهاء عدوانه عبارة عن تمويه مرحلي ما يلبث أن يعود بعدة جديدة لذلك يجب الإستمرار في فعل القتل حتى لا تكون فتنة أي إلى أن تزول كافة الأعراض وكي لا تُصبح أو تتحول هذه الذاكرة المناعية المكتسبة إلى حاوية لمرض فتاك يُفتت روابط المنظومة ويستبدل محتواها وبالتالي تدخل في صفة النسيان وتُهاجم المنظومة نفسها أو لا تقوى على الرد والدفاع وفي نفس الوقت إكتساب ذاكرة هذا العدو بعد وقف ثقافته المنتشرة وتفتيتها ومن ثم إحتوائها لأرشفتها وإستدعاءها حين الطلب والإعتداء مرة أخرى وذلك كي يكون الدين لله والذي هو إرجاع روابط مكونات المنظومة النفسية التي تم إخراجها من وظيفتها لحالتها الطبيعية في نظام الخلق المُعطى والمنزل لهم (الدين المكتوب) بعد أن تم إخراجها من وظيفتها التكوينية (واخرجوهم من حيث أخرجوكم) وإصلاحها بتصفيتها من أي ديون مستحقة عليها نتجت عن التعدي على الغير وإحتلال أرضه وإخراجه من دياره أو تغير سلوك أو نمط أكل الأموال داخل المجموعة (ولا تأكلوا أمولكم بينكم بالبطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أمول الناس بالإثم وأنتم تعلمون) والذي يُعتبر السبب الرئيس للقتال في سبيل الله فالأموال والأولاد موصفة في الذاكرة العامة بأنها مكونات فتنة...


        لفظ الفتنة من جذر (فتن) وهو في البناء العربي الفطري (فتن .. يفتن .. فاتن .. فتنه .. فتنة .. فتـّان
        .. فتون .. مفتون .. و .. و ) وذلك الجذر الثلاثي الحرف يعني في علم الحرف القرءاني (استبدال فعل بديل المحتوى) فلو ان اشكالية قامت بين اثنين او جهتين فان اقامة (الفتنة) بينهما من خلال نبأ يقدمه الفتان مبني على (استبدال فعل) (يستبدل المحتوى) اي ان الفتان يذيع سرا فيعلنه للجانب الاخر فـ كشف السر هو (فعل بديل) عن (كتمانه) يؤدي الى (استبدال المحتوى) بين الشخصين او الفريقين فتقوم صفة (الفتنة) مثال .. دائن ومدين وللدين اجل لم يستطع المدين سداده فـ جاء المدين يعتذر للدائن عن عدم استطاعته تسديد الدين بسبب خلو يده من المال وكان هنلك شخص ءاخر سمع بـ اعتذار المدين للدائن وتصالحهما على تمديد الاجل الا انه اتصل بالدائن ليخبره ان المدين مليء بالمال وليس ذو عسره وانه اشترى كذا وكذا وذلك يعني انه مليء فاذاع للدائن سرا يخص المدين اي (استبدال فعل السرية بالعلن) وبذلك الفعل البديل (استبدل المحتوى) فيسحب الدائن قبوله بتمديد اجل الدين ويصر على سداده فورا وتلك هي (الفتنة)


        فلكل مرحلة من القتال في سبيل الله نظام دفاعي وتقنية قتل محددة ومختلفة عن الأخرى تتبعها ءالية إصلاح وفي مشهد تلك الذاكرة ذُكرت التقنيات بشكل عام وشامل وتبقى ءالية تنفيذها المفصلة تحتاج للمزيد من التذكر وإستحضار الأيت المفصلات لذلك سنكتفي بإحدى طرق القتال المذكورة (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمت قصاص) ولنترك الشهر الحرام ومسجده الأن فالسؤال عنه لم يحن وقته بعد وسجلات ذاكرته المكتوبة تأتي لاحقاً ولنركز على (والحرمت قصاص) وإن كانت مرتبطة بالشهر الحرام إلا أن هذا المقطع من الذاكرة هو الذي سيعيدنا لذاكرة العلق التي توقفنا عندها والذي سيفتح لنا روابط سجلات أخرى...


        فمن خلال تلك السطور السابقة يتبين لنا أن صفة فعل القصاص المكتوب والمراد تنفيذه في القتلى هو فعل للقتل أيضاً أي نقل لمحتوى فاعلية الروابط المتنحية ولكنه نقل متعلق بمحتوى الحرمت حتى لا تكون فتنة وأن القتلى كذلك ليسوا أموات!!...مما يؤكد قلمنا ومسربنا الفكري السابق ذكره في البداية بأن القتلى هم من قام بتفعيل القتل وإلا ما الفائدة أو الحكمة من ممارسة هذا الفعل في القتلى إن كانوا جثث هامدة؟!!...إلا إذا كان المطلوب إجراء تقصي للحقائق أو لأسباب القتل التي أدت للموت!!...أو أن الجثث نفسها حاملة لوباء معدي يجب إكتشافه ومن ثم إيقافه كي لا ينتقل للأحياء!!...وفي الحالتين تُعتبر ممارسة مقاصد هذا الفعل شيء مستبعد الأن لأن السياق الخاص لذاكرة القصاص في القتلى والسياق العام لذاكرة وقتلوا في سبيل الله الذين يقتلونكم لا يدل على ذلك كما أسلفنا فتنفيذ فعل القصاص إذان يكون على علّة الظلمين منهم (الأحياء) والتي إحتوت الحرمت وتعدوا بها عليهم كمنظومة لذلك فالسؤال هو...من أين وكيف ءتت الحرمت؟!!....

        للإجابة عن هذا السؤال المحوري يجب العودة ببيانات الذاكرة إلى الخلف بعد أن كنا في الأمام دون أن نضيف لها شيئاً من خارج السياق المحكم فما تم قتاله وقتله تمت تلاوته في الذاكرة السابقة للقصاص فجهاز المناعة كمعظم أجهزة الجسم كي يعمل بشكل ءامن وسليم يحتاج إلى تغذية سليمة وءامنة وإن مرض يكفي أن يأكل من طيبات الرزق ليعود لفاعليته الطبيعية ولكن في بعض الحالات هناك إستثناءات مرضية للأكل تُجبر الذين ءامنوا أن يأكلوا من خارج حدود منظومة الطيبات تلك ويترتب عليها نتائج ومعالجات للإصلاح لذلك دعونا نُدخل ذاكرة أخرى كي نوسع من مدارك التباين ويصبح العلق مبين أكثر فالإدعاء شيء والتنفيذ شيىء ءاخر...

        يأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبت ما رزقنكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون (172) إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم (173)...البقرة


        فمحتوى الحرم (الحرمت) الوارد في سياق ذاكرة القتال في سبيل الله من قبل الذين ءامنوا (والحرمت قصاص) يظهر هنا فيما حُرم عليهم من هذه الصفات الأربع وهي حُرم علّتها جاءت بعد تفعيل أو بيان برمجة ما يجب أن يأكلونه ضمن وظيفتهم المحددة في نظام الخلق وهو الأكل من طيبت الرزق وشكر لله ولكن دون محتوى متنحي (ت)!!...وعلينا أن نُذكر مرة أخرى أن الذاكرة التي نتحدث عنها ونحاول أن نمسك بأوليات ومحتوى علّتها هي ذاكرة عقلية أولاً وأخيراً تتفعل في رحم مادي ثانياً...


        كثير من الناس يتعامل مع الطعام والشراب والملبس والمسكن وغيرها على انها (قوة جسدية) الا ان الحقيقة القرءانية تؤكد ان الرحمان (رحمين) (رحم عقلاني + رحم مادي) وان الامان في الطعام الالهي والمشرب الرباني والملبس الرباني والمسكن الرباني انما تتفعل فيها القوة في (رحم عقلاني) ينقلب الى (رحم مادي) فالرحم العقلاني ومن خلال الانشطة الراسخة في نظم الله الامينة ترفع من درجة القوة في العقل اضافة الى درجة القوة في الجسد فيصبح الانسان مرتبط بعجينة كونية أمينة فيها (مأخذ) تؤخذ منه القوة ونقرأ

        {
        وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 63)
        الطور الشريف هو المستوى العقلي السابع وهو (حكومة الله الشريفة) وفيها من كل أمر , فعملية الاخذ (خذوا ما ءاتيناكم) تستوجب وجود (مأخذ كوني) يأخذ منه القوي (المتقي بنظم الله) فتراه ينسحب من دائرة الحدث المزلزل بسبب قد يراه هو سبب معتاد او قد يراه سببا غير معتاد الا ان المهم انه يخرج من دائرة الزلزلة فينجو من (العذاب الشديد)


        فكلوا لا تعني أن يُفعلوا غريزة والتي هي أصلاً مفعلة بشكل فطري فالقرءان لا يخاطب بهائم وإنما هو بلاغ لتفعيل العقل الأعلى والذي يستطيع أن يتحكم بهذه الغريزة ويوجهها لتكون من طيبات الرزق دائماً كما هي مبرمجة فهو خطاب تذكيري عقلي وليس مادي فـ كلوا تعني إربطوا ماسكة النقل من وسائل طيبت ما رزقنكم والمربوط واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون...و(إياه) لا تعني فقط ضمير عائد لصفة في السياق بل تعني نظام السنن الدائمة التكوين في فاعلية الحيز وهذا يعني أن هناك ذاكرة مؤرشفة أمينة ذات ترابط تبادلي بين من يأكل وبين من يرزق تستوجب العبادة أي قلب مسار نتاجها المقبوض لناقلها الدائم فعليهم فقط أن يأكلوا من طيبت الرزق والسنن باسم أو بصفة (الوكيل) ستقوم بوظيفتها التكوينية على أكمل وجه وتوصيل الرسالة إلى بقية مكونات المنظومة بالتبادل...وعلينا أن لا ننسى أن صفة (المال) تتدخل ضمن مقاصد الأكل والرزق أيضاً فهو ناقل لمشغل فعال تملىء الحاجات من خلاله وينفق منه وأحد مكونات الفتنة...


        الاكل في التكوين هو عملية (توكيل) لحاجات الجسد يقوم الانسان بتوكيلها للمأكل (تكوينيا) فحين يحتاج جسم الانسان عناصر المادة (وتركيباتها المادية) فان الانسان لا يستطيع ان يصل بوسيلته الى كامل مفاصل الجسد الداخلية لتأمين حاجات الخلايا والاعضاء لكل عناصر المادة ومركباتها التي تسهم في بناء الجسد مثل (الفيتامينات) وغيرها فيقوم الانسان والحيوان بـ (ايكال الاكل) في تأمين تلك التراكيب المادية المختلفة والكثيرة في بناء جسده


        الطب والطيبات ..!!
        فلو تدبرنا النص لوجدنا ان الاية هي (ءاية مأكل) وهو يخص جسد الانسان وفيه (كمال الدين) لان الجسد هو اول فقرات الامانة التي اؤتمن عليها الانسان فان اؤتمن الجسد سرت الامانة في غيره من مفاصل الامانة (التخويل) اما اذا تصدعت الامانة في جسد المكلف واساء الى جسده فهو لا يصلح ان يكون له الاسلام دينا ..!!

        فالحرم هي مشغلات فائقة الوسيلة والروابط وبالتالي لا ترتبط ذاكرتها بطيبت الرزق أو ليس لها إرشيف مؤرشف في الذاكرة الوظيفية لأكل الذين ءامنوا...


        نبات الارض هو (نبات ارض الرضا) وعندما يتم ترقيعه (لحام الخنزير) فان الطاعم يضطرب وتظهر عليه امراض سميت بامراض العصر لان الغذاء يتعامل مع (اساس بنية الخلق) الا انه تفصيل ءايات لـ (قوم يتفكرون) ولا يعصبون العيون فتعمى بصائرهم .. فاذا كان الجين رقم (كذا) خاص بطول ساق نبتة القمح المزروع في اقليم اوربي مثلا وطول ذلك الساق قصير لا تؤثر به الرياح الشديدة فيتم اخذ ذلك الجين وترقيعه في نبتة قمح تزرع في الارجنتين مثلا ذات ساق طويل لغرض تقصير الساق من اجل منفعة مستثمر الزرع وعدم تلف جزء من زرعه بالرياح الشديدة فعملية التقزم في ساق القمح ستجعل من قمح الارجنتين غير صالح لغذاء اهل ذلك الاقليم او غيرهم لان (طيف) بناء النبتة خرج من (سنة الله) وحين يدخل القمح المعدل في بطون المخلوقات فان جينات تلك المخلوقات سوف تعالج البناء مشوب بـ (نكرة) لان الشيفرة الجينية بين الزرع والطاعم ذات بناء كوني كبير ومحكم في (تقدير اقواتها) فيضطرب المخلوق و (الاسباب مجهولة) وفي تلك الازمة لا تنفع ظاهرة (الكم الرقمي) لان (موضوعية الرقم) تمثل حد الكفاية ولا تتطابق مع وحدة الطيف الوظيفي بين الزرع والطاعم فمن يأكل 20 حبة عنب مسمدة بسماد كيمياوي لا يطابق من يأكل 20 حبة عنب ايضا مسمدة بسماد عضوي طبيعي فاصبح (الرقم 20) في مثل ذلك الموصوف خارج خدمة المخلوق فلو اكل المخلوق اكثر من 20 حبه من العنب الطبيعي سوف تخدمه وتحسن الى صحته ولو اكل اكثر من 20 حبه من العنب غير الطبيعي فلسوف تضر بصحته اكثر وهنا يسقط (الكم الرقمي) عند تدهور المسرب الوظيفي المخالف لسنة الله في الخلق


        لذلك عندما يأكل أحدا ما من مكونات الذين ءامنوا تلك الحرم إضطراراً (أثناء وظيفته العبادية) وبغير غاية مقبوضة منه ولا عادة متأصلة أو نمط غذائي معين فلا إثم عليه ولكن هذا لا يعني أن الأمر قد إنتهى وأصبحت له حصانة أو مناعة فنهاية الذاكرة وما جاء بعدها لا تدل على ذلك أبداً ولا تُعتبر إضافة ذوقية أو مُكملات وصفية لا معنى لها بل تدل وتبين أن الله غفور رحيم وهذا يعني أن هناك نظام سنني تبادلي التكوين يجب تفعيله كي لا يبقى الإثم دائم العلّة لأن ما تم أكله من حرُم سيصبح له ذاكرة محتوى (حرمت) داخل في حيازة تكوين ذاكرته الخاصة وذاكرة النظام العام للذين ءامنوا فلا شيء يُنسى في الكتاب لذلك لا بد من ءالية للمعالجة والمكونة من صفة الغفر والرحم لتنحية محتوى تلك الذاكرة والذي كُتب بفعل ونيّة الأكل إضطراراً كي لا يتحول لاحقاً في (اليوم الأخر) إلى علّة دائمة لـ (مشغل تكويني لمنطلق فعاليات) أي إثم...


        ما هو الفرق بين ( العفو ) و( المغفرة ) .. !!


        وفي حال عدم معالجته أو تنحيته أو التعدي على برنامجهم الوظيفي بغير حق ونيّة ذات غاية مُبطنة سيتحول هذا النشاط في (يومه الأخر) إلى نشاط فاقد للأمن وفتنة وذاكرة نارية في البطون تُفتت روابط منظومة وشبكة الأمان ككل وتعيث فيها فساداً لأن نظام السنن نفى عنهم حيازة ذاكرة البيانات الأمينة (الكلام) يوم القيامة أي يوم قيامة مجمل حاوية النشاط المكتوب بأفعاله التكوينة بالحق في نظم الخلق لأنها أدت إلى حيازة كتم ما أنزل الله من الكتب والمرتبط بدوره بما يشترون به ثمنا قليلا...


        إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (174) أولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار (175) ذلك بأن الله نزل الكتب بالحق وإن الذين اختلفوا فى الكتب لفى شقاق بعيد (176)...البقرة


        يوم القيامة في ثقافة الدين


        وعلينا أن نعقل صفة النار بصفتها التكوينية كما أشار لها الحاج عبود...


        النار ناقل فعال : وهي صفة مركزية في وسيلة النار التي نعرفها فهي تنقل مكونات المادة من حالة تركيبية الى حالة تركيبية اخرى فهي تفرق مرابط الصفات وتعيد ربط بعض الصفات مرة اخرى ولعل المختصين بالفيزياء يتعاملون مع هذه البيانات بصفة مباديء لموصوفات الفعل الفيزيائي والكيميائي للنار فهي تنقل الكاربون وكثير من المواد الصلبة الاخرى من الحالة الصلبة الى الحالة الغازية وكثيرة كثيرة هي افعال النار التي تتصف بصفة التناقل واو ضحها الحرارة والضوء (ضوء اللهب) وغيرها من الموصوفات الكثيرة التي تقع تحت صفة
        (النار ناقل فعال) .


        النار صفة تناقلية تبادلية : وهي واضحة في تبادلية حرارية ومادية حيث تقوم النار بتبادل حراري معروف تحت قوانين مشهورة أي نقل الحرارة (الحرارة المكتسبة تساوي الحرارة المفقودة) كما تقوم النار بفاعلية تبادلية ناقلة في اواصر مكونات المادة فالنار تحلل روابط بعض المواد (مفرقة الصفات) كتحرير الاوكسجين من اكاسيده او تبخير الماء وتقوم ايضا بتوفير فرصة الترابط المادي كما يحصل في اتحاد الاوكسجين والكاربون لقيام تركيب ثاني اوكسيد الكاربون فصفة النار تكون تبادلية المناقلة . ذلك يعني أن تكوينة النار لا تكون بخصوصيتها هي كوعاء ناري بل يتبادل الوعاء الناري صفاته مع محيطه فتكون النار للطبخ او صهر المعادن او لتخليص الفلزات من اكاسيدها وهكذا نرى ان فعل النار تبادلي بين وعائها كنار ومحيطها الذي أججت النار من أجله
        أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ

        فتلك الذاكرة تعتبر ذاكرة تحذيرية إنذارية تُبين أثر الفعل الناتج من أكل ما حُرم وهي خلاصة لذاكرة محكمة تبدأ من المشهد رقم (158) والتي بالطبع ترتبط بما قبلها...فما أنزل الله من الكتب متعلق بما تم إنزاله في وعاء خلق النفس الواحدة فالكون ككتاب هو منزل فيما حولنا من خلق وكذلك منزل منه في خلقنا...فالكتم عملية خنق لمحتوى كمي ومنعه من التفاعل والدخول أو الخروج والتي تظهر نتيجتها الأن في معظم أمراض العصر نتيجة لضعف ووهن وفساد روابط الذاكرة العقلية لجهاز المناعة التي تم كتمها بفعل أكل الحرمت والناس الناسية في غيبوبة تامة عن هذا البيان المهجور رغم أن السنن الفطرية أعلنت ذلك بكل وضوح فما يتم كتمانه تظهر أعراضه المرضية مباشرة في وعاء النفس المادي وهو ما يسميه القرءان (الّعن)...

        إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم (158) إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينت والهدى من بعد ما بينه للناس فى الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون (159) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (160) إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملئكة والناس أجمعين (161) خلدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون (162)...البقرة


        فبيان هذه الذاكرة لا يتحدث عن عقيدة أو طقوس دينية بالمعنى المتوارث بل عن هدي تشخيصي ناتج من شعائر الله (الصفا والمروة) يُمسك به أحد مكونات الذين ءامنوا وهو يطوف بهما أثناء تطوعه خيراً والذي يُبين أنه في حالة وجود خلل ما في نظام البيت الداخلي والذي رفع قواعده إمام الناس وجُعل مثابة للناس وءامناً عليكم التأكد من الذين يكتمون أي الذين تسري فيهم صفة وحيازة الكتم والإبلاغ عنهم فوراً لأن أعراض أو أثر الّعنة الدائمة ستظهره السنن عليهم (لعلّ من أشهرها على سبيل المثال أمراض الحساسية) وعليكم متابعة هذا الأمر كي لا تختلط عليكم الأمور فليست أي أعراض تدل على الّعن فربما مؤشرات بلاء فقط من خوف وجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرت تندرج تحت نظام سنني ءاخر لتبشر الصبرين فهو برنامج تكويني فطري للإصلاح لذلك (الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا...) فهؤلاء ليسوا داخلين بالّعن لأن الذاكرة رقم (146) بينت لنا أن هناك فريقاً من الذين ءاتينهم الكتب ليكتمون الحق وهم يعلمون أي بعلم مسبق أو وهم حائزين للعلّة التبادلية...أما (الذين كفروا وماتوا وهو كفار...) سيدخلون مرحلة الإصلاح الإجباري كُرهاً حتى ولو أنهم ماتوا!!...
        وموضوع الّعن لا يكفي أن نمسك به عقليا فقط (وإن كان الأمر لا يخلو من صعوبة) بل يحتاج لمقومات تقوم في الجانب المادي ومن خلالها تقوم الذكرى فالأعراض المرضية بشقيها العقلي والمادي كلها بشكل عام تظهر نتيجة الّعن والناتج بدوره من كتم البيان ومنعه من أداء وظيفته في التكوين...وكمثال عقلي سريع فالأكل من ذاكرة ما حُرم هو بمثابة إيكال مفاتيح تدخل في أقفال قلوب بعض من النظم الإنزيمية أو البروتينية بالجسم ولكن خلافاً لمكونات (رزق الله) التي تدخل في القفل لتفتح الباب وتتبادل الفعاليات بشكل تكويني فإن تلك المفاتيح تملىء ثقب القفل بحيث لا يستطيع المفتاح السليم أن يُستخدم في فتحه فتمرض القلوب بما غُلفت به وتظهر لعنة الله بكفرهم!!...


        ما هي اللعنة وكيف تكون !


        وإذا أردنا أن نتخيل ونعقل ما الذي سيحدث لمنظومة الجهاز المناعي في حال قطع أو وقف سريان بيانات نظم الإتصال الأمينة عنها وسريان فاعلية بديلة ومضادة فسنرى أن هناك مثل مدرج في السياق يُبين لنا تفاصيل هذه العملية...


        وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيءا ولا يهتدون (170) ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون (171)...البقرة


        ونظرة عقلية سريعة على البحوث الدورية والمقالات العلمية الطبية تُظهر لنا أن المتهم بل المدان الرئيس لأغلب أمراض الجهاز المناعي والأمراض بشكل عام هي نوعية الأكل والطعام والشراب بالدرجة الأولى والتي جُلّها لم يسلم من الّعب في كتاب ذاكرتها (صبغة الله) وإقفال قلوبها بمفاتيح صدءة فاسدة ليست لها وتخريب مساجدها ومنع أن يُذكر فيها إسم الله وصفاته الحسنى بشكل شيطاني من قبل أهل الكتاب بما إتخذوه من مسجد ضرارا وكفرا وتفريقاً بين المؤمنين ليحلفن إن أردنا إلا الحسنى وإلا الإصلاح تحت بند التعديل والتطوير والتحسين ليشتروا به ثمنا قليلا (بنية الإستثمار وأكل أموال الناس بالباطل) وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت ويقولون للناس هذا من عند الله بما كتبوه بأيديهم وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون لبئس ما كانوا يعملون ويصنعون والله يشهد أنهم لكاذبون ومفسدون ولكن لا يشعرون والنتيجة مكتوبة في سجلات الذاكرة...


        إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6) ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصرهم غشوة ولهم عذاب عظيم (7) ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الءاخر وما هم بمؤمنين (8) يخدعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9) فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون (10) وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12)...
        البقرة


        فويل للذين يكتبون الكتب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون
        (79) وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون (80) بلى من كسب سيئة وأحطت به خطيءته فأولئك أصحب النار هم فيها خلدون (81) والذين ءامنوا وعملوا الصلحت أولئك أصحب الجنة هم فيها خلدون (82)...البقرة


        ربما الأن بعد ذلك التقديم والتأخير في الذاكرة أصبح الأمر بيّن...فأثناء القتال في سبيل الله للحفاظ على سريان ذاكرة ومقومات منظومة الأمان لا بد أن تحدث أخطاء غير مقصودة تقع على أحد مكونات بُنية النظام والناتجة من طبيعة الأسلحة المستخدمة في القتال ونفهم من هذا أن
        صفة القتلى أو من قام بتفعيل القتل هم من مكونات الذين ءامنوا حصراً ولكن لهم وظيفة مختلفة عنهم...فالحرمت التي إستخدمت في تقنيات ووسائل القتل والقتال هي حرمت تم أكلها إضطراراً من قبل تلك الفئة لرد العدوان أو (العدوى) ومعالجة الخلل الناتج من (أكل الأموال بالباطل) إلى أن يتم إحتواءه وبعدها تأتي عملية الإصلاح (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمت قصاص...) وإتمام مشروع الحج والعمرة لله وهذه العملية يمكن تشبيهها الأن بـ (مضادات حيوية) أو (صادات حيوية) مصدرها من ما حُرم عليهم إن كان (طبيعي المنشأ أو نصف مركب أو مركب بالكامل) ومن إسمها تظهر صفتها (صد أو ضد الحيوة) فهي مضادات نشطة مُعدة للقتل ومنع الحيوة عن كل ما تم برمجتها لقتله أي أنها صُنعت خصيصاً لهذا الوظيفة وهي تحت مسمى (الكتم) ولكن ليس بشكل دقيق لأنها لا تقتل فقط فاعلية العدو وثقافته بكتم أنفاسه بل تتعدى بالقتل (تعطيل /كبح/تثبيط/تسميم/...) بعض الوظائف السارية حتى على مكونات صديقة ذات ثقافة ءامنة تأم البيت والتي ينتج عنها أعراض تخريبية أثناء سعيها وفي بعض الحالات أعراض مدمرة إذا إستمر تواجدها في ذاكرة النظام وهي التي تُسمى بالـ (ءاثار أو المضاعفات الجانبية) والسبب واضح كما ذكرنا سابقاً فهذه المضادات (ذات مشغلات فائقة الوسيلة) لها نظامها الخاص وذاكرتها الأرضية محدودة وصُنعت من مكوناتها الميتة (والتي لها أيضاً نظامها الخاص بإحياء الموتى) وليس لها إرشيف سابق في منظومة وحاوية الأمان ـة المجعولة للبيت وقواعده المرفوعة ببراءة طاهرة وبالتالي لا تستجيب لكلم المنظومة السننية (الله) ولا تميز بين الرشد والغي في كل مستوى وتم إختبارها وتجريبها في محيط (كتاب) ءاياته تحمل صفة (متشابهات) وبقلوب تحمل صفة الزيغ...أما نظام المحيط الذي ستعمل فيه خُلق في أحسن تقويم وذاكرة ءاياته المكتوبة أو المنسوخة في كتابه محكمة واسعة ومعقدة الروابط والبناء والمستويات وبالتالي ستعيث فساداً في ذاكرته الحيّة مؤقتاً إلى أن تضع الحرب أوزارها وتستعيد المنظومة الكلية توازنها وقوتها بما يتم نسخه أو نسيانه من ءايات بشكل تكويني...لذلك تقنية القصاص في القتلى كُتبت علّتها لهذا الغرض أو الغاية أي إصلاح ذاكرة الأثار الجانبية من جهة ومعالجة الأمور التي أدت للبدء في تفعيل القتل والقتال من جهة أخرى وذلك كما أسلفنا بملاحقة ما حمله محتوى الأثر في القتل والذي إرتبط بأزواج المنظومة لتقصه من مرابطه بفعل متنحي وتنفي أو توقف صفة (الكتم) التي يحملها في ذاكرته وتسبدله بفعل متنحي ءاخر لأن صفة النار دائما بالمرصاد لمن لم يتقوا ويتخذوا عند الله عهدا ويظنون أنها لن تمسهم إلا أيام معدودة فما أصبرهم على النار عندما لا يخلف الله وعده ويكونون وقودها...لذلك لا تنفع المعالجة الجزئية (افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض...) إن لم يتبعها غفر وتكفير وإصلاح كامل للأثر من جذوره لتؤتى البيوت من أبوابها وتستوى المنظومة ككل من جديد فنوح في نهاية برنامجه وذاكرته الرسالية المسطورة في التكوين دعوته دائماً (رب اغفر لى ولولدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنت ولا تزد الظلمين إلا تبارا)...


        وهكذا تستمر الذاكرة بالتوسع والترابط كلما تقدمنا وتأخرنا في المشاهد ولا أعلم حقيقة كيف أختصرها وأغزل خيوطها فهي مترابطة ومحبوكة حبكاً فائقاً فكلما غزلت خيطاً أخذ ءاخر بالظهور ولكن سأحاول أن أبقى في ذاكرة البحث قدر الإمكان ففي كل مرة أقول في نفسي يجب أن أتوقف هنا ونكمل ما بدأناه ولكن أعود وأقول يجب على القارىء أن يعلم روابط الذاكرة التي بين أيدينا كي يتبين هو بنفسه من الأمر ويُقوّمه أكثر من جانب ومدى تعقيد إحكامه من جانب ءاخر وهو الأهم في نظري
        فموضوع الجهاز المناعي للعقل والمرتبط بالمادة وحرمات المأكل وكيف يتعرف على ذاكرة مكوناته وما ليس من مكوناته (الذات وما ليس من الذات) من بين تريليونات من الخلايا عوضاً عن عدد مكوناتها الفلكي هو موضوع قديم جديد ويشغل مساحة كبيرة في تاريخ عقل المؤسسة الطبية بجميع كوادرها وذاكرته واسعة البيان وتتشابك والعديد من نظم الخلق ولا يُمكن قراءته والإمساك بكامل علقه المفروق في القرءان إلا على مكث مكثف يُشارك فيه طائفة من المجاهدين المهتدين والذين ينفقون في سبيل الله ويقومون بتعليم الصفات الواردة في ذاكرة البقرة من (المتقين/الذين ءامنوا/الناس/الذين كفروا/المنافقين/ المفسدين/بنى إسرءيل/أهل الكتاب/اليهود /النصارى/...) وغيرها من صفات ووضعها ضمن شبكة علاقات تساعد على رسم خارطة عقلية تقابلية لمنظومة الجهاز المناعي المادية والتي بدورها ستساعد على الإمساك بـ (لوحة التحكم) تحكم وتحتوي المنظومة العقلية المادية ككل وتعطي خيارات كثيرة للتقوى فمن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا...


        لذلك من أراد المزيد من ذاكرة وروابط تلك الحُرم ليجاهد في سبيل الله ويتقوى ويرى ءاياته وملكوته في نفسه ليتم مشروع الحج والعمرة لله فعليه بذاكرة القرءان أولاً وربطها بما تم تأهيله من ذاكرة الكتاب المنشور وبـ مجلس مناقشة محرمات المأكل ثانياً ففيه مذكرات عقلية طيبة تغني عن طول البيان هو وغيره من مجالس فالحاج عبود لم يقصر أبداً أبداً بتحضيريه للوجبات والمقبلات العقلية ومنشطات الذاكرة بل نحن المقصرون بعدم مساعدته وتوسيع الذكرى وتحضير الطعام بأنفسنا ولم ننفر لننذر قومنا وأهلنا وإكتفى أغلبنا بما يقدمه لنا بكرم ضيافته في مطعمه من طعام جاهز أعده وحيداً حتى وإن لم يكن أحد الأصناف مدرج في القائمة ما عليك إلا تطلب حاجتك العقلية ليلبى طلبك بتشكيلة من الأطعمة الطازجة ذات مصدر عضوي حي...وإن كنت في السابق أعتب عليه وذلك لعدم إيضاحه (المقاصد الباطنية) في تركيزه الشديد على المأكل والمشرب والذي يُدخله في أغلب مذكراته ولكيفية الوصول (العقلي) لشبكة منظومة تلك البيانات ظناً مني أن المسألة مسألة تلقين وإستحواذ بيانات أو معلومات لمجرد المعرفة أو العلم بالشىء ولكن العتب تحول إلى عُذر مبين ورضى عقلي تام مصحوب بقبلة على الجبين فما تيقنت منه من خلال صُحبتي للمعهد وصاحبه أن المسألة برمتها ذاتية وأن ذاكرة القرءان لا تؤتى كخزين معرفي يُنقل من عقل إلى عقل وإنما تحتاج لعقل بريء من الشرك وجهد كبير وسعي حثيث بين الصفا والمروة ذاتي شخصي نفسي أولاً وأخيراً ليس للإمساك بذاكرة البيان فقط فهذا أمره يسير نوعاً ما وتكفل به منزله إن نحن أحسنا القيام به وبشعائره ولكن الأصعب هو القيام بالتطبيق العملي ينفعنا يوم الحج الأكبر والذي له سياق ومثل مضروب عميق ومؤلم في مشهده وصفاته كنت لا أراه ولا أعقل محتواه في السابق إلا أن بعد هذه التجربة البحثية إستدعته الذاكرة بالتداعي من تلقاء ذاتها وأصبح بين بل مبين جداً وأخذت النفس تُحدث نفسها وأخبارها بجنون يصاحبه الخجل هل أنت هو؟!!...أهذا هو أنت الذي ساء مثله؟!!...إذاً بئساً للظالمين بدلا!!...


        واتل عليهم نبأ الذى ءاتينه ءايتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطن فكان من الغاوين(175) ولو شئنا لرفعنه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هوىه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بءايتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (176) ساء مثلا القوم الذين كذبوا بءايتنا وأنفسهم كانوا يظلمون (177) من يهد الله فهو المهتدى ومن يضلل فأولئك هم الخسرون (178)...الأعراف


        لنترك تلك المفاجأة بل المفاجعة كما نطقها أحد الأطفال في محيطي وهو يفاجئني ببراءته بما إستحوذ عليه ونكمل رحلة القصاص وننفي القنوط فما زالت الذاكرة تحتاج للمزيد من عملية الأكسدة والإختزال ليدخلنا الله في رحمته التي وسعت كل شىء...ونتقل بالذاكرة إلى طريقة أو ءالية القصاص في حيز القتلى والتي يبدىء تنفيذها بالتقابل والترابط التالي...الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى...

        تعليق


        • #5
          رد: إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)


          الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى


          من المؤكد أن تلك الصفات الثلاثية المترابطة تدخل أو تعود في أولوياتها الإسمية ضمن صفة النفس ولكن ليست نفس مجسدة بشخوص لها جسد وجهاز تناسلي محدد والتي في حال تجسيدها بإتخاذنا العجل ستدخلنا في كارثة تأويلية عقلية كما حدث ويحدث بل هي صفة لنفس من أنفس خامات الخلق (غلبة تبادلية لفاعلية بديلة)...


          رؤى تطبيقية في مفهوم النفس


          وإن أخذناها وتعاملنا معها كصفات وظيفية لـ النفس ستتبين لنا علّتها الغالبة فعند تتبعنا أثر وعربة هذه الصفات في القرءان سنرى أن لها ذاكرة تكوينة وظيفية تصف فعلها سنحاول أن نذكر بعضاً منها بشكل سريع دون أن ندخل في تفاصيل وتأويل ذاكرة روابطها...


          الحر...هو صفة لوسيلة فاعلية فائقة النقل في الخلق ومن عربته (حر/حور/يحور/الحرور/حيران/الحواريون/محررا/...) أي أنه صفة لوسيلة فائقة النشاط ولكن لم تتحدد وظيفته بعد في التكوين لغياب شروط التفاعل وهوعكس ما يظنه البعض بأنه ضد (العبد) والذي لا يملك خيارات بل هو صفة لمن لم يملك بعد أي خيار نشط للتفاعل أو وجهة أو قبلة رُغم إستعداده فهو حيران في الأرض أو شروط القبول والإيجاب وتكمن خطورته بأنه يمكن أن تستهويه الشيطين ويرتبط بمحتوى مشغل قد يكون ميت ومميت (حر/ مت)...ويمكن أيضاً إذا تم نذره أن يرتبط بفاعلية تشغيل وسيلة ويصبح (محرراً) كما فعلت امرأت عمران لما في (بطنها)!...


          العبد...هو صفة لمنقلب مسار فاعلية قابض ناقل للنتاج ومن عربته (عبد/عبدا/عبده/يعبد/يعبدوا/يعبدون/...) أي أنه صفة لوظيفة محددة في التكوين (مقبوضة) سواء من الله أو من غيره وبالتالي هو مُخير فيما إستخلف فيه حسب طبيعة ونوعية الوظيفه الموكلة له من (مولاه) ولكن خياراته ونتائجها تتحدد بناءاً على ما يقوم بتعبيده فإن كان ما يعبدوه من دون الله فلا يملك له رزقا من السموت والأرض شيئاً ولا يستطيع أساساً لأنه مملوكاً لا يقدرعلى (شيء) أي لا يستطيع أن يتحكم بعلّة الشىء ويُقدرها إن كان فاسداً أو صالحاً ولكن بالمقابل من يكون عبدا لله مثلاً سيُرزق رزقاً حسنا وينفق منه سرا وجهرا وتكون خياراته واسعة بالنتيجة كـ (المسيح ابن مريم) لأنها منظومة غنية كريمة ترزق بغير حساب وما لها من نفاذ...إذن العبد قد يكون لله أو لغيره ولكنه في المنظومة الأولى خياراته محددة أو تكاد تكون معدومة وفي المنظومة العليا خياراته واسعة وكثيرة إن بقي ملتزم بشروطها والكل في النهاية ءاتي الرحمن عبدا...


          الأنثى...هي صفة لـ تفعيل فاعلية منطلق فاعليات تكوين تبادلية...ومن عربتها (انثى/الأنثى/أنثيين/...) ومن أهم صفاتها في ذاكرة القرءان وأوليات الخلق أنها أحد أطراف حيز الصفة الزوجية المقترنة بالـ (شىء) عندما تُنقل ماسكته والمرتبطة بدورها بنقل علّة التذكر (ومن كل شىء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) وهي ذاكرة جاءت في سورة الذاريات وسياقها مرتبط بالأرض وفرشها وفاعلية تبادلية النعم المشغلة لروابط الهداية (والسماء بنينها بأييد وإنا لموسعون...والأرض فرشنها فنعم الماهدون) ولها إرتباط في ذاكرة البقرة (الذى جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرت رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) وأيضاً في سورة الأنعام (ومن الأنعم حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوت الشيطن إنه لكم عدو مبين) ولا يكون ذلك إلا بحيازتها لصفة تخصصية وظيفية مهمة هي الـ (رحم) أو الـ (أرحام) والتي تُعتبر مشغلات تكوينية لفاعلية وسيلة فائقة تحتوي في داخلها كل تلك الفعاليات والنعم الأرضية سواءا من أزواج الأنفس أو من الأزواج الثمانية المنزلة من الأنعام...


          ونستطيع أن نختزل تعريف تلك الصفات بالشكل التالي...فالحر حر في روابطه ووظيفته والعبد مقيد في روابطه ووظيفته والأنثى رحم شامل لجميع الوظائف والمرتبطة بزوجية علّة التذكر العليا...أما الصفات المقابلة (بالحر/بالعبد/بالأنثى) فهي الصفات القابضة أو الكابحة لـ ءالية عمل تلك الوظائف...فهي إذن ءالية لذاكرة وظيفية (تم نسخها في نظام الأمن تكوينياً) تخص قصاص محتوى صفات من طرف بمحتوى صفات مقبوضة من طرف مقابل يحمل نفس الصفات ولكن هذه الصفات منها ما هو مرتبط بعلّة مُحرمة ومنها ما هو مرتبط بعلّة طيبة...أي أننا أمام تناظر في بُنية صفات موجودة وسارية في روابط نظام كلا الطرفين والذي يجمعهما حيز واحد...فـ الحر والعبد والأنثى هي الصفات الداخلة في محتوى ما حُرم (ذاكرة مصابة) ويتم قبضها أو كبح محتوى وظيفتها بقابض من نفس الصفة في الطرف المقابل (ذاكرة سليمة)...أي أن القتلى أصبحت وظائفهم الموكلة إليهم خارج السعي أي فقدوا وظائفهم التي يقومون بها فتلك الصفات هي صفات منسوخة ومشهورة تشير إلى غلبة محتوى لمشغلات تبقى فعالة في حيز القتل ومسبباته العقلية وبالتالي لا تُنسى أي أنها صفات عقلية متعلقة بـ (كلوا من طيبت ما رزقنكم) وتم قتلها أي وقف سريان فاعليتها بواسطة محتوى من ما حُرم عليهم (ـتـ) والذي إرتبط بالـ (قلى) أثناء نقل وتحديث ما هو مودع في المستودع...وهي بشكل أعمق إشارة قراءنية لمكمن أو موضع حدوث الخلل الناتج في حال تفعيل القتل بأكل الحرمت والذي يجب إصلاحه بتلك الألية كي لا يتطور نشاط النظام ويدخل في صفة الكتم والّعن والنار...ولكن كما أسلفنا يبقى هذا التعريف تعريف ناقص من حيث الدلالة الوظيفية المادية ضمن النظام الأمني للجهاز المناعي حتى نُعلّم بقية الصفات أو المكونات وكيف يعمل النظام ككل (البيت) وسُيعتبر بداية لـ فتح مبين في حال أمسكنا بوظيفته ولذلك سنبقى في الدلالة العقلية العامة لها دون الدخول في عجل المادة فـ البر ليس هنا...


          لقد علمنا الأن سبب القصاص وكيف يبدىء وءالية تنفيذه بتلك الصفات ومن هم القتلى ولكن متى وكيف يتوقف؟!...وكم عدد الأطراف التي تقوم بتفيذه؟!...وقبل ذلك ما هو الرابط الذي يربط الطرفين؟!...إذا أكملنا قراءة الذاكرة سنجد أن هناك أمور كثيرة تظهر لنا عند كل فاعلية تبادلية وإستبدالية (فـ) والتي يُبنى أو يترتب عليها أمور أخرى...


          فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسن ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم...


          ونلاحظ من هذه الذاكرة أن ءالية تنفيذ القصاص تبقى فعالة في عملها أو نشاطها بتلك الصفات إلى أن يتم إستبدال فاعلية تبادلية مشغل (فمن) لتفعيل نتاج فاعلية تبادلية (عفى) مرتبط بديمومة نقل (له) يتم تبادل مشغله (من) ديمومة مكون حيز فاعلية سارية في (أخيه) موصوفة بأنها مكون منطلق فعاليات متعددة متنحية التفعيل (شىء)...ونفهم من هذه الترجمة العقلية لمقاصد الحروف أن المجموعة التي تدير وتنفذ ءالية القصاص هي مجموعة مترابطة وكل منهم يحمل نفس الصفات ويعملون بالتقابل أي أخ مقابل أخ وكل أخ يمتلك نفس ذاكرة تلك الصفات الثلاثية ويتم فحصها ومراقبتها بشكل تكويني دائم فإن وجد أخ عند أخيه المقابل له محتوى لذاكرة غريبة أو دخيلة أثناء الفحص حرة طليقة ولا تؤدي وظيفتها الموكلة إليها ولا تُفعل مكون خاص بذاكرتهم ولا تنسجم والذاكرة العامة للنظام الأمني يتم القصاص مباشرة بقبضها وإستبدال ذاكرتها المصابة بذاكرة سليمة وإرجاع الأمور لنصابها بالصفات المقابلة لها تحديداً (الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) والتي تُعتبر صفات أساسية مودعة في بنية النظام (ما ودعك ربك وما قلى) ويتم فحصها بشكل دوري للتأكد من سلامة ذاكرتها...ونفهم أيضاً أن ءالية القصاص ليست لحظية ولا تتعلق بحدث خاص بل هي ءالية منسوخة وسارية في نظام الأمن تعمل على مدار الساعة للتأكد من محتوى القلى!...


          وكأننا أمام ذاكرة عقلية لـ خوارزمية (كونية) حيّة خاصة بنظام الأمن العقلي كُتبت بلسان عربي مبين ليتم تنفيذها (برمجياً) في حال إكتشاف ذاكرة غريبة قام أحد ما من مكونات النظام المادية بإحتوائها ولنكتبها بهذا الشكل دون التقيد بالصيغ الحاسوبية...


          المخرجات...إظهار نتائج فحص مكونات نظام الأمن الساري أثناء إرتباط القلى بما هو مودع
          المدخلات...يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى

          1- في حال إكتشاف محتوى مكتوم نفذ القصاص بالإجراء والتتابع التالي...الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى

          2- توقف عند إستبدال الفاعلية وظهور شيء ساري عند الطرف المقابل له...فمن عفى له من أخيه شىء

          3- قم بتنفيذ الإجراء التالي وتبادل فاعلية بديلة...فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسن ذلك تخفيف من ربكم ورحمة

          4- تأكد من المحتوى مرة أخرى بإعادت الخطوات (1-2-3) فإذا كانت أعراض المحتوى ما زالت سارية بفاعلية تبادلية...فمن اعتدى بعد ذلك

          5- قم بإستبدال الفاعلية وإنقلها بشكل دائم واطبع...فله عذاب أليم


          وبمعنى ءاخر أن مجموعة من كُتب عليهم القصاص يستمرون في تنفيذه مع مراقبة النتائج التي تنتج من تلك الألية إلى أن يجدوا فاعلية تبادليه له سارية في أخيه تكون منطلق فعاليات متعددة التفعيل أي (شيء) لأن حينها تكون مكونات هذا الأخ ليست منتجة للسوء وداخلة ضمن فاعلية بديلة (فمن إضطر غير باغ ولا عاد) فبمجرد أن يعفى له شيء من أخيه فيعني ذلك أنه ما زال يمتلك روابط أخوية سليمة معهم والذي في حال عدم تطابقها أو لم يقم أخيه بتكوين منطلق فعاليات متعددة التفعيل له ليتفعل عنده نتاج استبدالي حينها يُعتبر من الذين يكتمون ما انزل من الكتب لأنه لم يأكل إضطراراً بل أكله باطلا ًوباغياً وعادياً وبالتالي يًنقل لفاعلية إستبدالية أخرى...والسبب أن تفعيل الـ (عف) أي فاعلية إستبدل النتاج لا يتم إلا إذا كان هناك ذاكرة مشتركة (مؤرشفة) تربطهم أو كلمة سر والتي يدل عليها لفظ (شيء) أي أن النظام له قاعدة بيانات واسعة فـ (عُفى) ليس كما يقال فعل مبنى للمجهول بل هو مثل (كُتب) أي أنه فعل منسوخ في بنية الذاكرة ومؤرشف أي له قاعدة بيانات وتحتاج إذن للولوج إليها ( عفى الله عنك لم أذنت لهم) وهو من عربة (عفا/عفى/عفوا/...) وهي عربة لها ذاكرة ترتبط بالإنفاق وبالسيئة والسيئات وتقوم سنن الحق بتبديلها بشكل تكويني إذا توفرت شروط معينة (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) والتي من بينها عدم دعوة إله ءاخر مع الله وعدم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون...

          عندها يتم وقف تلك الألية بالقبض والإنتقال للإجراء التالي وإستئناف القصاص بفاعلية تبديل أخرى لها فعلين مترابطين قابضين بصفتين (فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسن) وهو إجراء متبع وله ذاكرة مشاعة ومعروفة في إرشيف المنظومة أي تعود وتعمل بوضعها الطبيعي فالمعروف هو مشغل روابط العرف والعرف من عربة (عرف/عرفا/عرفات/الأعراف/تعرف/تعرفون...)...


          عرف في علم الحرف القرءاني (تبادلية فاعلية نتاج الوسيلة) وهو رشاد فكري يتطابق مع البناء اللفظي في الاستخدامات اللغوية فتكون المعرفة هي (مشغل لتبادل فاعلية نتاج وسيلة) فقراءة كتاب ما او البحث في المعرفة للحصول على فعل تبادلي (عقلاني) بين (نتاج وسيلة المعرفة) والعارفين بها ... القول المعروف هو القول الذي يقوم (بتشغيل) فعل تبادلي بين القائل والسامع وهو ما (يرضاه) السامع فان كان القول (مرفوض) من السامع فهو لا يمتلك صفة (تبادلية) وبالتالي لا يكون (قول معروف) ومثله الصحبة بالمعروف فان كان المصحوب يتبادل الفاعلية مع الصاحب كانت صحبة معروف وان رفض المصحوب فاعلية الصاحب فهي صحبة في غير معروف ...
          الفعل المعروف ينحى نفس المنحى فان يتفعل (يشتغل) تبادليا مع اوليائكم فان فعل احد الاشخاص فعلا غير فعال في اوليائه فهو ليس بفعل معروف بل ضديده فرب الاسرة حين يفعل فعلا ليشبع جوعه وعياله في جوع فان فعله فعل ليس بمعروف ..!! فعندما يطعم رب الاسرة نفسه دون عياله فهو لا يقيم (ضرر) بل منفعة لنفسه الا ان فعله موصوف بانه فعل مقدوح وان لم يتحقق منه ضرر فهو ليس بمعروف ..!!



          ولا يُكتفى فقط بقبضه بالمعروف بل يجب إتقان ءالية عمل الإصلاح بأن يتم ربط أداءه بإحسن أي يجب أن يُعوض بأحسن الصفات المعروفة لأن الحسنت يذهبن السيئات...


          لفظ (احسن) في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية تكوينية فائقة الغلبة) فعندما يكون هذا الثوب (مثلا) هو احسن من ذلك الثوب فذلك يعني ان الثوب الاحسن يمتلك (تفوق في الصفات) فصار احسن من غيره فالاحسن هو المتفوق في عناصر تكوينته فاحسن القصص في الخطاب القرءاني هي قصاصات بيانية تم قصها من نفاذية نظم الله وهي تمتلك تفوق على اي قصاصة بيان اخرى قد يقصها بشر او يكتبها راوي


          وفي هذا المقطع (ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) تظهر لنا الغاية من كل ما تلوناه فماسكة سريان حيازة هذا الأمر (ذلك) أي ما كتب على الذين ءامنوا يُعتبر تخفيف من ربكم ورحمة أي ءالية فحص وإصلاح سريعة للمحتوى دون الإضطرار لفحص كل شىء...فالـ (تخفيف) يدل على محتوى (خفف) في حيز كمي قابض بالوسيلة (من ربكم) والمرتبط بحاوية رحم وهو ما يؤكد أن مسألة القصاص هي مسألة تنقيص أو تنحية محتوى لروابط أوزان مضافة للأوزان الأصلية يتم إقتطاعها أو إزالتها أو قصها من قبل شيء فاسد أو محرم العلّة تم أكله وأصبح له رابط منسوخ في مكونات نظام الكتب أي تم إنزاله فيه بشكل إضطراري بعد أن أزال جزء سليم منه فالإنزال هو إزالة تبادلية للمكون أي بمعنى ءاخر إستبدال أو نقل شيء بشىء...والذين ءامنوا مطالبين وظيفياً حين القتال (وإخرجوهم من حيث أخرجوكم) أي إرجاع الأمور لنصابها وبأن يتبعوا ما أنزل الله من الكتب ولكن لماذا؟!...ذلك بأن الله نزل الكتب بالحق والحق لا باطل فيه ولكن يمكن إلباسه به وهم يعلمون...


          أما (فمن إعتدى بعد ذلك) تدل إلى ما ءاتى بعد لفظ (ذلك) الموصوف بأنه تخفييف من ربكم ورحمة والذي يخص جميع منظومة القصاص...أي من قام بتفعيل (إعتدى) بعد تنفيذ منظومة الإصلاح تلك وأعاد إنتاج محتوى ما تم قصاصه (فله عذاب أليم) وهو وعاء نشط لمشغل مكون حيز النقل تحت رقابة ذي القرنين!...


          ولكن علينا أن نسأل بعد كل ذلك ما هو سر هذا الرابط الغريب الذي يربط ذاكرة المجموعة ببعض؟!!...ولماذا يتم تنفيذ هذا الإجراء فيه ؟!...
          لقد ذكرنا سابقاً أن الرابط الذي يربط بين الطرفين المتقابلين هو رابط (الأخ) والذي يُعتبر أحد أهم صفات مكونات الأسماء الخمسة في الذاكرة طبعاً ليست الموجودة في ذاكرة الّغو العربي بل في ذاكرة الّسان العربي المبين والذي يربط بينهم وبين قومهم في سورة الشعراء!!...ولكن كيف يعمل هذا الرابط؟!...سنجد العلّة في أحد سجلات ذاكرة سورة ءال عمران وهي موجهة أيضاً إلى (يأيها الذين ءامنوا) كي لا يظن القارىء أننا خرجنا عن علّة الهدي...



          يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (102) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخونا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم ءايته لعلكم تهتدون (103)...ءال عمران


          فتنفيذ القصاص إذن يتم بين أخوين من الذين ءامنوا والذين ءامنوا كمجموعة نظام هم القائمين على تنفيذه في حيز القتلى ويشكلون مجموعة متألفة القلوب ذات رابط أخوي وأصبح رابط أخوي بسبب نعمة الله الأمينة والطيبة الرزق وبدونها هم أصلاً (أعداء) في كينونتهم!!...ولكن من خلال القصاص المكتوب عليهم يذكرون نعمة الله عليهم ليقوموا بتعديل كفة ميزان الرحمن كي لا يطغوا فيه فسعيهم وقتالهم دائماً في حيز سبل الله وليس في حيز سبل الطغوت...


          الذين ءامنوا يقتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقتلون فى سبيل الطغوت فقتلوا أولياء الشيطن إن كيد الشيطن كان ضعيفا (76)...النساء


          وألف بين قلوبكم لا تعني فقط رابط المودة والرحمة الظاهر والذي نشاهده بين الكائنات وأزواجها بل يعني أيضاً في عمق الخلق أن هناك فاعلية تبادلية تكوينية النقل (ألف) تم وضعها بشكل بيني بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا بعد أن كنتم أعداء وفي حال توقف سريانها بفعل إتخاذ بطانة السوء تمرض القلوب وتبدىء العدوة والبغضاء...


          يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفوههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الءايت إن كنتم تعقلون (118)...ءال عمران


          وإذا أردنا أن نعقل معنى هذا البلاغ سنضرب له أحد الأمثلة الدقيقة في وعاء نفاذية الخلق فأهل الكتاب يقولون الأن بأن الميتوكوندريا أو مولدات الطاقة داخل الخلية الواحدة والخاصة بالكائنات المصنفة بأنها عديدة الخلايا هي عبارة عن مكون بكتيري ليس من أصل الخلية وإنما متألف معها ومتلاحم وهي العملية التي أشرنا لها سابقاً وبُشر بها الذين ءامنوا (ولهم فيها أزواج مطهرة)...وهذه المولدات وغيرها من مكونات ما تزال تحتفظ بحمضها النووي الخاص بها بمعزل عن الخلية الأم الحاضنة لها ولكن عند زوال قابض (نعمة) هذا التألف تبدىء العداوة والبغضاء بالظهور ويُعلن الجهاز المناعي أمر القتال ولكن ليس بشكل مباشر بل بعد إتخاذ عدة إجراءات أولها حجر المحتوى والذي تظهر ءاليته بهذا البلاغ التفصيلي...


          يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم ندمين (6) واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمن وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الرشدون (7) فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم (8) وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحدىهما على الأخرى فقتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (9) إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون (10)...الحجرات


          فالجهاز المناعي أو نظام الأمن والسلامة يتعامل مع جميع خلايا الجسم تحديداً بثقة تكوينية متبادلة دون أن يتدخل بمكوناتها الداخلية بمعنى أنه يمتلك ذاكرة لإرشيف فاعلية الخلية أو وظيفتها الموكلة لها ولا يمتلك ذاكرة لإرشيف فاعليتها الداخلية أو الوظيفية لذلك بمجرد خروج إحدى مكونات الخلية من ديارها أو من مكونات الرضى المجعولة لها لأي سبب كان يتم إعتبارها والتعامل معها ومع حاضنها أو عائلها على أنها مكونات غريبة عن النظام ولا بد من وقف فاعليتها والتي بدورها تُعتبر دلالة على ظهور الألم والأعراض المرضية والتي لن تزول حتى يتم إصلاح الخلل وتكفيره أو أنه يتطور لمرحلة أعلى من العذاب الأليم...فهي رسالة تذكير من الجهاز المناعي يرسلها إلى حامل الأمانة الأعلى والمسئول عن تلك الترليونات من الخلايا بأن هناك مكونات أوقفت فاعليتها وأصبحت خارج زمن السعي ولم تعد تأكل من رزق الله وأستبدلت أزواجها ويجب عليك التصرف ومعالجة الأمر أو أن أتصرف كما أنا مبرمج على فعله وتذكره!!...



          وكخلاصة لكل ما سبق فأي دواء أو علاج يقوم بصناعته أهل الكتاب يجب أن يمر من خلال خطوط دفاعات الجهاز المناعي فهو لهم بالمرصاد فمهما عملوا من تعديلات أو إختراقات فلن تُفلح إلا مرحلياً فمنظومة الله المؤمن أكبر منهم دائماً...فيأيها الناس منظومة الأمان ليست في المادة بل منظومة الأمان يعلنها القرءان ويرسم خارطتها بلسان عربي مبين...


          ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الءاخر والملئكة والكتب والنبين...


          وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها...


          فمن أراد أن يقبض بوسيلة في الخلق ويبرر من خلالها روابط أفعاله ليعيد تأهيلها عليه أن يحتوي رابط القوة المودع في تلك النظم فالبر والتقوى ثنائية من الصفات المترابطة في الذاكرة...


          وقبل أن نختم علينا أن لا ننسى ونشير بشكل سريع إلى أن أنبياء شبكة إتصال هذه المنظومة قد ذُكروا في سورة الأنعام ويشرف عليها نوح والإمام المجتبى إبرهيم الموصوف في النحل بأنه (شاكر لأنعمه) ونخص بالذكر منهم تحديداً إثنين مفضلين على كثير من عباد الله المؤمنين الصالحين بالوراثة (داود وسليمن) ودون أن ننسى عبده وكليمه وقائد هذه المهمة من القصاص (لإحياء من تم قتله وكتم أنفاسه وإستقطاب ذاكرته) المستوى العقلي السادس (موسى) لأنه من الأنفس المقضي عليها بالموت والمختص بإظهار الفساد في الأرض...فمنظومة الأمان منظومة كبرى تعمل مكوناتها بشكل جماعي والقصاص هو أحد الأنظمة المكتوبة فيها لمعالجة الخلل إن وجد في روابط الذاكرة السارية فيها فهذه العلّة المبنية للمجهول هي لأجل قطع الطريق على ذاكرة فرعون العالية في الأرض كي لا تتقاطع وذاكرتهم الأرضية وقبلتهم التي ارتضوها فيقصون الفاسد منها ويصلحون المتبقي حتى وإن كانت قد كُتمت أو ُقتلت...فهو فعل بحث في إرشيف الذاكرة الميتة للقتلى والذي تم نقل محتواها خارج زمن السعي بفعل فاعل وبشكل اضطراري وغير نظامي أو خارج نظام سنن التكوين المنزلة بـ (الحق)...


          الحدث يموت بين ايدينا ونحن لا نزال احياء فالسطور التي اكتبها الان (مثلا) هي من حراك ساعي في السعي (ساعة) سرعان ما يموت حراكها فهي قد خرجت من زمن الفلك واستقرت في عنصر زمني ءاخر ومثلها اي حراك في الكون فهو يسعى في الساعة ومن ثم يموت ويبقى الانسان يمتلك ذاكرة تحفظ ما مات من حدث الا ان الذكرى عقلانية وليست مادية فالانسان حين يستدعي مفصل من مفاصل الذاكرة فتأتيه الذكرى بالوانها واشكالها وما حدث فيها حتى انه يتذكر عطرها الا انها وعاء عقلاني محض لا يمتلك اي وجود مادي


          تساؤل عن ءاية ( الانعام ) في القرءان



          ولعدم الوقوع كذلك بما وقع ويقع به قوم موسى من قتل للنبيين وأنبياء الله وقتل مكونات أنفسهم وإخراج فريقاً منهم من ديارهم بعد أن أخذ الميثاق منهم ونهيهم عن إخراج مكونات النفس من ديارها ثم إقرارهم وهم يشهدون...فهو ليس عقوبة أو تطبيق لحد وليس لتقصي الحقائق وإكتشاف المجرم فقط بل هو فعل للفحص والمراقبة والوقاية ولإصلاح ءاثار ما تم قتله أو هو فعل لمكافحة مؤهلات (القتل) كي لا تحدث مرة أخرى وذلك بإعادة تأهيل المسببات التي أدت لتفعيل القتل إضطراراً...فإذا كانت مواقيت ومؤهلات النفس أو أهلتها الشهرية ليست متواقتة ولا تقية أو قوية ستُحدث مشاكل يترتب عليها عملية وكز وقضاء ثم قتل نفس بغير نفس فدائما ما يدخل موسى المدينة على حين غفلة من أهلها وكي لا يكون من الضالين حين الدخول يجب تقوية مكونات هذه المؤهلات لجعلها أمينة وسليمة لا عجل فيها وخالية من الأعداء وإلا سيأتمرون به ويضطر للخروج مرة أخرى إلى ماء مدين ليعمل كأجير مستأجر ويباشر طريق الإصلاح السنني كما يراه الشيخ الكبير...


          تلك الوسعة الموجزة جدا ندلو بيانها بحذر شديد وحرج شديد ذلك لانها تحتاج الى متلقين يفقهون مثل تلك المعالجة وبما ان جذور تلك المعالجة غير منتشرة في الناس الا قليلا فان كلامنا يعتبروه ضربا من الجنون ويقلل من شأن مشروعنا الفكري الساعي الى نشر علوم الله المثلى وطرح بياناتها ورميها في (يم فرعون) عسى ان تصيب هدفا يقع في صميم تصميم خلق الله في المنازلة العقلانية بين (موسى وفرعون) وفيها يختفي وزير موسى (المستوى العقلي الخامس) وتتجرد مقومات العقل من المنازلة مع فرعون (اذهب انت وربك فقاتلا !!)


          وختاماً كنا في رحلة موسوية عقلية لتنفيذ أمر ربه بذبح بقرة والخاصة بذاكرة القصاص ومكوناتها والتي لم ننتهي من محتوى ألوانها بعد وسنتابع النظر لربطها وتحديثها بما بعدها من ألوان إن أذن الله بذلك وأتم علينا نعمة الذكرى ولم يمنع عنا نوره لإصلاح مقوماتها المكتومة ونعقل روابط العلّة في عمق التكوين...فالقرءان نفسه له جهازه المناعي الخاص به ولا يقبل أي ذاكرة دخيلة عليه إلا بشروطه وإلا سيظهر لنا مضادات على هيئة تحذيرات ورد ذكرها تحت صفة (الشجرة الملعونة) فعندما يتم إستعمال ذاكرته بشكل غير سليم سينتج لنا عاجلاً أم أجلاً ذاكرة مضادة تقوم بتقييد ما إستعملناه من ذاكرة ليست منه أو له وندعو الله أن لا تكون ذاكرة شجرة البحث داخلة في هذا التحذير بل من شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للأكلين...لذلك أتمنى للقارىء الكريم ذاكرة نافعة له تُعينه وتعيننا على عقل منظومة الأمان المودعة في بيوتنا لنعمل كأخوة على تقويتها ونُعمرها بإيدينا ولا نخربها ومرحباً بكل من وجد سيئة وقصها وقوّمها وأبدلها بذاكرة حسنة بل بأحسن منها وأداها لنا بأحسان فبالنهاية كاتب السطور لا يدعي الأمان بل يبحث عنه وعن تقويته ولا علماً بل تذكيراً فما هي إلا تجربة بحثية حيّة ومتواضعة تقرن مقاصد ذاكرة القرءان بمقاصد كتاب الله النافذ فينا إستجابة لطلبه ودعوته...


          يأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون (24) ...الأنفال




          تحياتي والسلام عليكم

          تعليق


          • #6
            رد: إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)

            السلام عليكم ؛-


            تذكره عميقه نابعه من قلم رصين ، بوركت اخي الفاضل المهندس احمد محمود ،، وسلمت يداك

            نسجل مرورا ونقول الحمدلله الذي هدانا الى هذا المعهد الذي اخرجنا من الظلمات الى النور !!

            تعليق


            • #7
              رد: إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا
              الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة النمل 15)

              { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا } (سورة الكهف 1)

              لقد اوفيتم الذكرى مقومات قيامها عند من يمتلك صفة الاخاء في رابط (الامان) فالمؤمنون اخوة بموجب دستورية انظمة الخلق ورابط الاخاء بينهم رابط تكويني وليس كما نتصور بل هو كما نراه في اخاء الصلب حين يحمل طرفي الاخاء أوليات جينيه مشتركه من صلب واحد

              تذكرتكم طود فكري يرتبط بحاجة جيلنا ومن بعدنا اليه وان كان فينا من هو مؤهل للذكرى فان ما ذكرتمونا به يمكن ان يتحول الى (ادوات تطبيقيه) لقرءان عظيم لا يزال مهجورا رغم ان قومنا اتخذوه قرءانا مزيونا بزينة الدنيا وزخرفها الا انه مهجور العله والوظيفه

              ان استطاع نفر من متابعينا الكرام ان يستلهموا الذكرى من عملية (ذبح البقرة) التي ذبحتموها فانهم سيجدون الحقيقه الا اننا نخشى ان يستخدموا وسيلة (مسك الحقيقة) بادوات تقليدية فالحقيقة القرءانيه لا يمكن الوصول اليها بادوات تقليديه ابدا بل ادوات الباحث القرءاني مختلفه اختلافا تكوينيا (جوهريا) عن ماسكات الحقيقه العائمه في بحر المعرفه البشري جميعا

              الناس جميعا بلا استثناء يرون ويشعرون ويدركون ان الصراع البشري (قاتل ومقتول) ظاهرة تظهر في الجيوش المتحاربه وقتال الشوارع وصراع المذاهب والشعوب والامم ومظاهر صناعة السلاح الفتاك المتكاثر (كماً) والمتطور (فتكا) الا ان (نور قلمكم) حول مجهر الفكر الى صراع ءاخر من نوع اخر يقبع في (اجساد المعاصرين) وهي نقلة نوعية تذكيريه لكم فيها راية مرفوعه مكتوب عليها ان (الولايه لله) حين فشلت اسلحة الطب الحديث والقديم وذبحتم بقرة بل اكبر بقرة بقرت اجساد المعاصرين وشتت سكينتهم وادمت عروقهم بدم فاسد افسد سعادتهم وافقد الناس يومهم الاخر في امرض عصر تفتك بـ راحة الانسان قبل ان تفتك جسده فتمزق اوصال سكينته

              رفعتم راية (الولاية لله) في اعلى (سارية فكر) فاجزل ربي لكم العطاء وامدكم بالقوة في (الفكر والقلم) لتقولوا للناس ما يهشم نسيانهم ويرعووا لولاية الله من منبع قرءاني لا يدانيه فكر فهو للذين يتفكرون ويعقلون وعلى ربهم يتوكلون ولكننا باسف شديد نعلن ان تذكرتكم سوف لن تقوم الا في قلة قليله من قلة قليله فالناس بنسيانهم (ولاية الله) جعلهم تحت عقوبة صارمه فـ انساهم الله انفسهم فلن يدركوا حبر قلمكم ولن يفقهوا ادوات بيانكم الا اقل القليل منهم

              { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (سورة الحشر 19)

              ولكنهم كانوا ولسوف يبقون الا قلة من قليل يجتبيهم ربهم لمثل هذه الذكرى فترعوي انفسهم فيذكروا الله وينصروا الله في انفسهم فينصرهم ربهم ويمنحهم الفتح (فتح المغاليق) فيبصروا بما لم يبصر به غيرهم

              { إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الأَنْفال 19)

              لا حول لنا ولا قوة الا ان نقول ما جاء في لسان حال (النائح النواح نوح)

              { فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)
              قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْرًا اللهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ } (سورة هود 27 - 31)

              لقد ازدادت اركان هذا المعهد بركن متين ونطالبكم بالمزيد فالشجرة تنمو حين نرى تزايد في (القمم الناميه) والبلاغ الرسالي هو اسمى سنة استن بها رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وفي البلاغ الرسالي تقوم مقومات الارتباط بالعلة المحمدية الطاهرة ومن يرتبط بـ العلة المحمدية الشريفه يكون ممن وصفهم القرءان

              { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } (سورة الفتح 29)

              من يقرأ سطوركم وينتفع بها سوف لن يدفع لكم اجرا والمعهد الاسلامي هذا لن يدفع اجرا لمن يكتب فيه فما سألتمونا اجرا بل اجركم على كريم عطاؤه لا ينضب فطوبى لكم ونغبط انفسنا

              تحذير لكل من يمر على هذه الذكرى فهي ليست لطالبي المعرفه بل هي لطالبي التذكرة من بيان القرءان

              { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)

              السلام عليكم


              قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

              قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

              تعليق


              • #8
                رد: إشهارات رمضانية في ذبح بقرة...(1)


                تحية واحترام

                اخي الفاضل احمد محمود نحييكم اطيب تحيه على جهدكم الكبير والحقيقه ان ذكرى ذبح البقره كان له اثر كبير في انفسنا بعد ان قامت ذكراها في هذا المعهد التذكيري وحقيقة كان موضوعكم الباحث في تلك التذكره بارقة امل واشراقة علم تعودنا ان نلمسها في هذا المعهد الكبير بمؤسسيه والرصانه في اعضائه

                من خلال متابعتي للحدث السياسي وما يذكرنا المعهد دائما عن تلك الفئة الخفية التي (تكتم) خطتها في قتل بناة الاسراء وتحويلهم الى مشغلين للخطة السوداء كما نراه ونلمسه من فئات اسلاميه كلهم يصلون ويبنون الاسراء الا انهم يحملون السلاح ليقتلون بعضهم لان نفوسهم قتلتها تلك الفئة التي تخطط بخفاء عميق ولا بد ان نبقر بطن ذلك الخفاء ونخرج ما يكتمون لانفسنا على اقل تقدير بعيدا عن اي رغبه ليسمعها الناس الذي لا يسمعون نداء القران ويتمسكون بما يروجه الاعلام الحديث الذي يخدم خطط تلك الفئه

                اوجه سؤالي للحاج الخالدي ولكم ولكل من يبحث عن ذبح البقره اننا لو عرفنا ما يكتمون فهل نكتفي بالمعرفه او اننا نحتاج الى منهج محدد بعد ان نضرب البقره ببعضها ليخرج لنا ربنا ما كتموا

                احترامي
                sigpic

                من لا أمان منه ـ لا إيمان له

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجمعين
                  نرجوا من الاب الفاضل ومعلمنا الرباني تصويب ما جاء عاليه من بيانات قيمة للأخ الكريم احمد محمود ثبت الله جنانه وفتح له من بركاته
                  👈 (بقرة) في علم الحرف القرءاني يعني (حاوية قابضة) لـ (وسيلة) (فاعلية ربط متنحية)
                  الان ماستقر عليه الوضع في معهدنا ان حرف (ة) تنطق (ه)
                  فكيف يكون على المعنى الجديد بدل (حاوية قابضه)
                  👈 تكون (دوام قابض) وكيف يكون المعنى عموما للفظ ( بقره) ام إن التاء ههنا اصليه وفهمي على ركاكته كما اظن...
                  سدد الله سهامك أبتاه الرباني
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجمعين

                  لاتستبدلو ولاية ءلله تعالى بالولايات الجاهلية

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺑﻮﻃﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﻧﺄﺗﻰ ﺑﻤﺜﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻫﺎﺀ ﺃﻭ ﺗﺎﺀ . ﻣﺜﺎﻝ : ﻭﺟﻪ ﻭﺟﻬﺎﻥ . ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻫﺎﺀ ﻓﺘﻜﺘﺐ ﻫﺎﺀ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ : ﻭﺟﻪ . ﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ : ﺣﻴﺎﺓ ﺣﻴﺎﺗﺎﻥ . ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺗﺎﺀ ﻓﺘﻜﺘﺐ ﺗﺎﺀ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ : ﺣﻴﺎﺓ . ومثله بقرة بقربان نجدها تاء فتكتب تاء مربوطة: بقرة. السلام عليكم.

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة وليدراضي مشاهدة المشاركة
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجمعين
                      نرجوا من الاب الفاضل ومعلمنا الرباني تصويب ما جاء عاليه من بيانات قيمة للأخ الكريم احمد محمود ثبت الله جنانه وفتح له من بركاته
                      👈 (بقرة) في علم الحرف القرءاني يعني (حاوية قابضة) لـ (وسيلة) (فاعلية ربط متنحية)
                      الان ماستقر عليه الوضع في معهدنا ان حرف (ة) تنطق (ه)
                      فكيف يكون على المعنى الجديد بدل (حاوية قابضه)
                      👈 تكون (دوام قابض) وكيف يكون المعنى عموما للفظ ( بقره) ام إن التاء ههنا اصليه وفهمي على ركاكته كما اظن...
                      سدد الله سهامك أبتاه الرباني
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجمعين
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                      صفة (بقره) تمتلك (ديمومه) فتكون هـ في ءاخر اللفظ اما انها كتبت بـ (ة) مقصورة فهو في صميم ما تحدثنا به عن الادخال العمد للحركات على الفاظ القرءان بلا سند شرعي او قرءاني فالثابت تأريخيا اتفاقا ان الفاظ القرءان حين كتبها كتاب الوحي لم تكن تحمل حركات على الحروف في منهج الخط العربي وعندما تصدى الفرس وغيرهم من غير العرب لتفسير القرءان استحدثوا (قواعد اللغة العربية) وفرقوا ما بين تلك المستحدثات بالضم والتنوين والكسره والفتحه وغيرها وبذلك السبب جعلوا للهاء المقصوره (ه) نقطتين لتكون (ة) عند كسرها او رفعها او ضمها فلا يستساغ النطق العربي عند قول (بقرهََ) بهاء منونة بل يجب ان تنطق حكما مستحدثا (بقرةً) بتاء منونة وذلك المستحدث المجافي للغة العرب (تحريك الحروف) تحول الى (ثابت) بمروره على اجيال المسلمين خصوصا المتخصصين بالفقه ومثلها عندما نقول (وصفه طبيه) الا انها ضمن مقطع عربي وفق القواعد العربية التي استحدثت في التاريخ يقال (اعطاني الطبيب وصفةً طبيةً)

                      ومثلها يقال عند النصب (سيفاً) ولكن يمكن القول الرفع (سيفٌ) بدون اضافة حرف الف الرفع وهكذا تغير رسم الالفاظ القرءانية بسبب قواعد اللغة العربية التي فرضها جيل لم يكن يمتلك فطرة العربية لان العربي الفطري لا يحتاج للنصب والرفع والتنوين وغيرها مثل لفظ (بِبَكَّةَ) ولكن قيل فيها (بكةَ , بكةُ , بكةٌ , بكةِ) واصلها العربي الفطري (بكه)

                      نأمل أن تكون التذكرة نافعة


                      السلام عليكم
                      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                      تعليق

                      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 6 زوار)
                      يعمل...
                      X