الحواريون والقرءان
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف:14)
نص قرءاني يعالج صفة الحوار ويضعه في مرتبة عالية في الاتحاد العقائدي والخطاب موجه الى المؤمنين (يا ايها الذين امنوا) ... وفيها امر الهي واضح (كونوا انصار الله) ووضع لها منهج (كما قال عيسى ابن مريم للحواريين) ... انهم اهل الحوار (انصار الله) وهو منهج قدسي يضعه الله في دستور المسلمين (قرءان) ويذكرنا القرءان بان (الحوار) ذو ثلا ث مرابط منهجية ملزمة
المسلمون :
وهم حملة القرءان .. والخطاب لهم ... يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين ...
النصارى :
وهم انصار الله (حواريون) في الصفة كما ثبتها القرءان ... وحوارهم سيكون وسيطا بين المسلمين وكل من شملته تكوينة بني اسرائيل عموما (الموحدون)
وقد وصف الله درجة علوية في منهجية الحوار بين يدي الحواريين
(إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة:112)
ورغم ان تلك الدرجة رفيعة المقام وهي تحقق (آية مادية) منزلة من السماء الا ان عظمتها في استجابة الهية لها .. يوم تقوم ... في زماننا .. تتفعل الآية من جديد .. لانها من قانون الهي ثابت ..!!
(قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:113)
لا يكفي النظر اليها ماديا او الاحساس بها .. بل قانون الله يؤكد الامعان ماديا بها (نريد ان نأكل منها و (تطمئن قلوبنا) ...!!
اقتنع عيسى عليه السلام بـ (حوارهم) لانهم (حواريون)
(قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (المائدة:114)
تلك اية (مائدة سماوية) ... تكون عيدا في اول تفعيلها مع رسول الله عيسى عليه السلام (اولنا) ... وتكون عيدا مع و (اخرنا) .. ومن اخر قوم عيسى ... انه يوم الاندماج في الاديان السماوية المتحدة .. بين ايديهم (آية) من منسك عبادي الهي هي (حيازة مادية) والعيد يأتي بعد اتمام المنسك دائما ... عيد الفطر يكون عند انهاء الصيام .. عيد الاضحى .. عند انهاء مناسك المشاعر المقدسة .. عيد اولهم قام فيهم (حواريوا عيسى) ... عيد آخرهم ... ينتظر (حواريون) معاصرون ...
(قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ) (المائدة:115)
ذلك يوم موعود ... يقترب ... اذا قام الحوار ... قام انصار الله ... فهل يسمعني احد ... يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله .. كما قال عيسى ابن مريم (للحوارين) من انصاري الى الله ... قال (الحواريون) نحن انصار الله ...
اليست تلك ذكرى ايها المسلمون ... ام نكون للذكرى نسيون ... فالذين نسوا الله انساهم انفسهم ...
تلك ذكرى ومن شاء حاور ... فنحن في واحة الحواريين .. نتحاور في شؤون ربنا .. عسى ان يكتبنا ربنا من الشاهدين .
الحاج عبود الخالدي
تعليق