المسيح وعيسى ومريم (1)
من اجل علم يقرأ في قرءان ذي ذكر
من اجل علم يقرأ في قرءان ذي ذكر
ورد اسم (المسيح) في القرءان 11 مره وورد اسم (عيسى) في القرءان 25 مره وكانت الاسماء في بعض النصوص مفرده وفي اخرى مزدوجه كـ التالي :
{ وَءاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ } { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ } {اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ } { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } فهي
1ـ عيسى .. عيسى ابن مريم 2 ـ المسيح .. المسيح ابن مريم 3 ـ المسيح عيسى ابن مريم
تدبر النصوص الشريفه تلزم الباحث في القرءان ان يتدبر الفارق التكويني التخصصي بين الاسمين (المسيح) و (عيسى) ولماذا وردت منفصله ومزدوجه فلا بد ان يكون حكم ذلك الفصل والازدواج مرتبطا بـ (قاعدة البيان) في نصوص القرءان التي انفرد فيها اسم المسيح عن عيسى وبالعكس او النصوص التي جمع بيانها الاسمين عيسى والمسيح في نص واحد لنتدبر ما وراء ذلك من مختلف في البيان القرءاني كذلك فان تدبر النصوص الشريفه تري المتدبر لها بيان الخالق في كينونة ما اراد الله ان يسمي (المسيح عيسى ابن مريم) وفي نص ءاخر (المسيح ابن مريم) او ان يسميه منفردا (عيسى بن مريم) وهنلك نص انفرد فيه اسم عيسى دون ذكر امه { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ }
ألمسيح .. ورد اللفظ بـ (الالف واللام) في مجمل النصوص الاحد عشر التي حملت ذلك الاسم ولم يأتي الاسم (مسيح) فقط وذلك سيلزم الباحث ان يتعامل مع خارطة اللفظ القرءاني بوجود الالف واللام رغم ان لفظ (المسيح) هو من جذر عربي مبين (مسح) وهو في البناء العربي البسيط (مسح .. يمسح .. مسيح .. ماسح .. ممسوح .. مسحة .. مساحة .. مساح .. ماسحه .. و .. و .. و ..)
لفظ (مسح) في علم الحرف القرءاني يعني (فائقية مشغل غالب) وهو اسم يحمل صفة التفوق والغلبه في كينونة مقاصد الاسم فعلى سبيل المثال حين تؤخذ (مسحه) من نسيج حي او مسحة من دم لغرض فحصها تحت المجهر او في منهج الفحوصات فانها ستكون ذات صفة تشغيلية (فائقه) (غالبة) لانها سوف تعلن عن حالة النسيج الحي او الدم فنتائج الفحص من (مسحة) سوف تفي طالب الفحص حاجته البيانيه ومنها تقوم مقومات غالبة متفوقه لعلاج شيء او تقوية شيء او حذف شيء وهي جميعا ستكون مشغلات فائقة الغلبة مثلما نقول (المسح الجيولوجي) او (المسح الميداني) لوباء او ظاهرة يراد معرفة مشغلها الفائق الغالب بوسيلة المسح واهم مظاهر المسح الحديثه هو (علم الاحصاء) الذي يستخرج البيانات الرقمية احصائيا لتشغيل مدارك العقل ازاء ذلك المسح الرقمي لظواهر يراد معالجتها وهي وظيفة علم الاحصاء عموما
اذا ربطنا صفة (فائقية مشغل غالب) في ما قيل تاريخيا عن نبوة المسيح عيسى فان نبوته لم تسجل حضورا غالبا متفوقا كما يروي التاريخ فلم يكن المسيح في حياته اميرا او ملكا او ذا قوة وسلطوية الا ان القرءان يبين لنا تلك الصفة التشغيلية الفائقة الغالبة متخصصه بمشغلات (علميه) وليست (مجتمعية) او (سلطوية) فنقرأ
{ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ }
{ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}
{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }
{وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (سورة ءال عمران)
الصفات التي وردت في النصوص الشريفة وردت تحت مسمى (المسيح عيسى بن مريم) وفي نفس متوالية الايات من سورة ءال عمران { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } (سورة آل عمران 45)
تلك الصفات ذات التشغيل الغالب المتفوق لو تم تدبرها لوجدناها بيانات (علمية تشغيليه) وليست سلطانية او عبقرية او اي وصف ءاخر غير العلم !!
لفظ (ألمسيح) كخارطة لفظ حرفية قرءانية يعني (فائقية مكون) لـ (حيز نقل) لـ (غلبه تشغيليه) وذلك الرشاد الفكري الحرفي يمكن ان نراه في (المسح) الذي نجريه عن الاشياء وحين يتم المسح تكون نتيجته (المسيح) باضافة حرف الياء وذلك من لسان عربة عربية مبينه فنقول نرى (المطر) ومن نفس الجذر نقول اننا (لا نستطيع المشي في هذا الجو المطير) وهو من اصل لفظ (مطر) اضيف اليه حرف الياء ومثله حين نقول (المرض .. المريض) ومثله (المسح .. المسيح)
لفظ (عيسى) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية منتجه) لـ (غلبة حيز) مثله في المعالجة اللفظية (عسى .. عيسى) مثلما نقول (دنى .. دنيا .. سقى .. سقيا .. ) والفاعلية هنا تخص فاعلية (العقل والمادة) لان الالف كتبت مقصوره (ى) في لفظ (عسى .. عيسى) الا ان منطق البشر يبين ان الصفه حين تكون في حيازة ماديه فهي بالف ممدودة (سقى .. سقيا) الا ان مراشد بحوثنا الحرفيه تجمع بين الالفين (الممدودة والمقصوره) لان عملية (المسح) في (المسيح) هي فاعليه ماديه تنقلب الى فاعليه عقلانيه وبذلك تكون قراءة نتائج المسح عقلانيه تقييميه تخضع لمعايير رسمت في العقل وتنفذ في الماده ومثل ذلك الشأن ينطبق على اللفظ المشترك (المسيح عيسى) اما حين يكون اللفظ (عيسى) فهو عقلاني الفعل ويكتب بالف مقصوره مثل (موسى) عندما يكتمل (المسح) لحيازة مادية تنقلب الى حيازه عقلانيه عند تحليل المسح لمعرفة نتائجه وذلك الشأن يعرف بـ فلسفة الظاهرة العلميه ولها متخصصون خبره يحملون اسما اكاديميا (بروفيسور) وخبرتهم تتقلب بين الفاعلية الماديه والعقلانيه بين (عيسا و عيسى)
بيان الألف المقصورة والألف الممدودة في فطرة نطق القلم
(المسيح عيسى) هما لفظان حين نعالجهما مرتبطان في القصد الشريف سنرى ان تركيبتهما اللفظية تعني (فائقية مكون) لـ (حيز ناقل) لـ (غلبه تشغيليه) لـ (فاعلية منتجه) لـ (غلبة حيز) وذلك يعني في تركيبة الاسمين توجد المدارك التاليه :
1ـ مكون فائق يحمل صفة حيازه نشطة ناقله والتي تمتلك صفة التشغيل الغالب عند مناقلته ـ المسح
2 ـ فعل عقلاني لـ فاعلية منتجة لحيز غالب ـ عيسى
من ذلك الترشيد التدبري للحرف القرءاني قد يتسائل سائل عن مدى دستورية ذلك الرشاد الحرفي ومن اين اتى باليقين على صفحات هذا المنشور فنسأل فطرة النطق العربية (لسان عربي مبين) حين نقول (عسى ان يكون خيرا) او (عسى ان ينجح التلاميذ) فلفظ (عسى) يدل في مقاصد العقل الفطري على (صفة فعل منتجة وغالبه) في الخير او النجاح وغيره كما جاء لفظ (عسى) وحين يتحقق عسى في الحيازه يكون (عيسى) وذلك من لسان عربي مبين مثله مثلما نقول فطرة ( فصل .. فيصل .. سطر .. سيطر .. ضزى .. ضيزى .. عسى .. عيسى .. )
عندما نريد ان نستخدم صفات الاسمين في فهم نص القرءان
{ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ }
حيث يتضح من النص ان صفة المسيح عيسى (مكون فائق يحمل صفة الحيازه النشطة نقلا والتي تمتلك صفة التشغيل الغالب) فـ عيسى بن مريم هو (مكون فائق) فهو يخلق من الطين (لكم) والفعل الفائق مبين في النص (فانفخ فيه فيكون طيرا) وبذلك تكون (الحيازه النشطه الناقله والتي تمتلك صفة التشغيل) اودعت في (حيز طيني) كهيئة الطير !! ...
ومثله {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا} {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ} {وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ} ..
تكليم الناس في المهد تحتاج الى (فائقية نشطه لفطرة النطق) وهو يكلم الناس (الناسين) اي انه يمتلك ذاكره واسعه تفوق صفته وكأنه (في المهد) فهو وان كان وليدا في المهد الا انه يمتلك (ذاكرة) فائقة اكبر من الناسين مجتمعين (الناس) او عند الكهوله وهي تحمل نفس الصفة الفائقة ففي الكهوله ينسى الكهل كثيرا من ذاكرته الا (المسيح عيسى) يكلم الناسين ايضا عند كهولته , ومثله احياء الموتى وهو شأن يحتاج الى مكون فائق يحمل صفة الحيازه النشطه لـ ناقل يعيد الميت للحياة وليس في الموت الكلي حصرا بل كذلك في الامراض (الابرص والاكمه) وكذلك يمتلك صفة (التذكرة) بدون الاتصال بمحل الذكرى او موضوعية الذكرى فهو يحمل الذكرى بدون (اسباب) فالذكرى لا تقوم في العقل ما لم يكن لها سبب عقلاني يردفه سبب مادي يعملان منفصلا او مجتمعا فمن يريد ان يتذكر اسم عالم او كاتب يحتاج الى رابط مع (سبب عقلاني) اما اذا كان بين يديه كتاب علمي او كتاب ادبي فان اسم العالم والكاتب يقيم سبب لذكرى ماديه لانه يمتلك رابط مع سبب الذكرى المادي في حروف الكتاب وكلماته ومثل ذلك المثل التوضيحي يوضح (رابط الذكرى) لسببين مادي وعقلاني منفصلان عن بعضهما اما من يرى (مثلا) احد الاصدقاء صدفة فيرى وجه صديقه فيقوم سبب لرابط (مادي) يوصله بحافظات الذكر عندها سيعرفه من وجهه وفي نفس الوقت يتذكر اسمه من خلال رابط سبب لذكرى عقلانيه وليس ماديه وفي مثل ذلك المثل نرى قيام الذكرى برابطها المسبب بسبب مادي وعقلاني مجتمعان اما (المسيح عيسى) فهو يتذكر بدون ان يكون لمسببات الذكرى العقلانيه والماديه حضور في تلك الفاعليه لانه يمتلك (مكون فاعليه نشطه ناقله و تمتلك صفة تشغيليه) وكأنه متصل بشبكة كونية للمعلومات بادوات ربط بايولوجيه !!
ونرى ذلك في نص قرءاني علمي عظيم {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} واهم ما نحاول ايصاله في تلك الذكرى القرءانيه التدبريه لنصوص القرءان وامثاله (مثل عيسى) هو في نص شريف يختم تلك الاية القرءانيه { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فهي ءاية لكم !! فمن هم ؟؟ هل هم المخاطبين بصفة (بني اسرائيل) والذي قيل فيهم انهم اليهود الذين عاصروا زمن رسالة عيسى النبي ؟؟ وهل هم موجودون على مساحة زمن القرءان ليومنا هذا بصفتهم المتصله بـ المسيح عيسى الذي اخبرهم بما يدخرون في بيوتهم وابراء الاكمه والابرص منهم !! وما بعد يومنا هذا الى امد قد يطول كثيرا ويكون ان في ذلك لـ ءاية لكم ؟؟ فكيف يمكن ان ندرك تلك الاية لـ (حدث مستمر) فاذا كان عيسى يتنبأ بما كان يأكل بني اسرائيل في زمنه هو وما يدخرون في بيوتهم وهو زمن ماضي سحيق فكيف يمكن ان يكون ءاية قرءانيه تحت صفة (ءاية لكم) بل لا بد ان تكون منطقيا (فطرة) انها تكون (ءاية لهم) !! فاذا كانت اية لهم في ماضيهم سيتوقف مشغل العله في التاريخ ولا ينفع حملة القرءان في زمنهم ليقوموا بتشغيل علة المثل العيسوي ومعرفة مرابطه التكوينيه بصفته نصا قرءانيا يمثل خارطة خلق قائمة النفاذ (انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون) .
لا شك ان مراشدنا المستقره عبر اجيال سحيقه تتحدث عن نبي ظهر في التاريخ اسمه (عيسى) وقد سبقه اليهود (بني اسرائيل) وان احداث حصلت بخصوص عيسى المسيح اوصلته الى (الصلب) على يد المقتدرين اليهود وقد صلب على عمود كما يروي المسيحيون الذين حملوا صفتهم الدينيه من جذر كلمة نبيهم (المسيح) الا اننا نعلم ان الثقافة الدينيه للمثل العيسوي من اجل (العبرة) لنعتبر بها ونقوم بتنفيذها من خلال اتخاذها عبرة وحكمة الا اننا نعلم علم اليقين ان العبرة لا تقوم في المثل العيسوي وفي امثال القرءان جميعا فلا يستطيع احد ان يقيم حكما في العبرة من تكليم الناس في المهد وكهلا ولا يستطيع شخص ما ان يعتبر ويقيم موارد الحكمة في احياء الموتى وابراء الاكمه والابرص لانها قدرات نبوية غير متاحة للناس ومثلها الحمل المريمي (حمل بلا أب) ولكن هنلك قدرات متاحة في ما حصل عليه المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام في (الوضوء والصلاة والصوم والحج والذبح) الا انها لم تبقى بصفتها (العبرة والحكمة) في التنفيذ بل يقوم المسلمون بتنفيذها حية قائمة وهم يبعدون زمنا يزيد على 14 قرن من الزمن
حكاية (المسيح عيسى بن مريم) في القرءان محيره حتى على طاولة علوم الله المثلى ذلك لان المثل العيسوي مثل كبير ومهم (علميا) اكثر من ما هو مهم تاريخيا فليكن عيسى النبي والرسول في تاريخه ولكننا كمسلمين بحاجة الى تدبر القرءان في يومنا هذا لمعرفة خارطة الخلق من القرءان ليقوم علم القرءان كسلاح وحيد ضد اعداء الاسلام والمسلمين ذلك لان زمننا يتصف بصفة (وتر) وهي (سيادة العلم) على العقول البشريه بشكل تام فالعقل البشري يخضع لسيادة العلم راضيا مرضيا بلا سلطوية امبراطورية او سلاح فالانسان بطبيعته يخضع للعلم سواء كان مرئي او غير مرئي فالناس جميعا يخافون من لهيب النار ويحذرونها لان درجة حرارة اللهب تدمر انسجة الانسان وتدمر ماله وتلك هي مادة علمية خضع لها الانسان فاصبح يخاف اللهب ليس لانه (احمر) بل لان درجة اتقاد وقوده اعلى بكثير من تحمل الانسان في جسده وماله ومتاعه لذلك يستخدم بعض المشعوذين واللاعبين على المسارح السحرية لعبة اشعال النار في راحة كفهم ويرى الجمهور النار الحمراء الا انها ليست حارقه لان الساحر والمشعوذ انما استخدم مادة (الايثر) ودرجة اتقاده اقل من 40 درجة مئوية فلا تحترق انسجة راحة يده فلا يخشى النار ولا يخاف منها والرابط هو رابط علمي في انخفاض درجة اتقاد مادة الايثر !!
سطورنا الاخيرة قامت لبناء استراحة فكرية بسبب ثقل ما نريد ان نبينه (لا نكتمه) من بيان قرءاني في المثل العيسوي فاذا عالجنا (ما تدخرون في بيوتكم) فهي صعبة وقد تكون مستحيله ان يعرف شخص ما مدخرات الغير من اموال نقديه او غيرها في بيته او وسيلته فهنلك (رابط كوني) يربط بين المال ومالكه (ما ملكت ايمانكم) فكيف يقيم عيسى رابط منه مع ذلك المال ليعرفه وينبيء به المدخر !؟ ذلك يعني ان عيسى مرتبط برابط كوني مع (ملك اليمين) الاجمالي في الكون وهو امر غاية في العظمة والاهمية وهو دليل على اهمية المثل العيسوي لانه يمتلك رابط كوني ضخم جدا يغطي ما هو مختزل من ذاكرة العقل البشري (الناس الناسين) خصوصا في شفاء الامراض (الاكمه والابرص) قالوا في الاكمه انه فاقد البصر بالولاده وقيل غيره انه الاخرس والاطرش .. وقالوا في الابرص انه مرض جلدي وقيل اسمه (الجذام) وقيل انه مرض تبقع الجلد واختلاف صبغته الجلديه وسمي بـ (البهاق) وقيل في ان الابرص هو مرض يؤدي الى تساقط شعر المريض فيكون ابرص !!
معالجة المسميين (أكمه .. ابرص) في اللسان العربي المبين تدلنا على مقاصد غير التي قيلت في تفسير الفاظ القرءان
لفظ (أكمه) من جذر (كم) وهو يعني (مشغل ماسكه) وهو في البناء العربي البسيط والفطري (كم .. كمي .. كمية .. كميه .. أكم .. أكمه .. كمم .. تكميم .. و .. و .. و) واللفظ لا يزال له تخريجات في منطق اللسان العربي المبين فيقال (كم فاه) او (تكميم الافواه) فمن يكم فاه فهو (أكمه) وهو غير قادر على القول ليس من نقص في فاعلية اللسان او ضعف في النطق بل هو (صمت) غير مبرر كالخائفين من نعت السلطان فافواههم مكمومه لان سلطانهم ظالم وكلامهم لا يوقف الظلم فيلوذون بالصمت اي كمموا افواههم وهو لا يقف عند حد وصف الكلام واللسان حين يصمت الا ان صمت الجسد عن محاربة الخلية السرطانيه هو مثل تكميم الافواه فالجسد يثور على جرح او على فايروس او على جرثومه تدخل جسده الا انه يتوقف عن حرب خلية سرطانيه تبدأ العبث بجسد الانسان وخلايا الجسد واعضائه تلوذ بالصمت فيكون (الجسد اكمه) !! نأمل ان يكون لهذه التذكره امتداد ءاخر في
المسيح وعيسى ومريم (2)
الحاج عبود الخالدي
تعليق