كنز الصحراء و مستقبل مواد البناء
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الصحراء هي صفة لتلك البقعة من الأرض و التي لا يحبها كثير من الناس لاعتقادهم بافتقارها لمقومات الحياة إلا أن الحضارة القائمة و المسماة بحضارة النفط و الغاز هي حضارة الصحراء بامتياز لولا أن افتقاد المتحضرين لنظم السلامة السليمانية التي بينها الله سبحانه وتعالى في القرءان الكريم جعلتهم يستخدمون الجانب السلبي من الصحراء و يتوهون عن الجانب الإيجابي منها
كلمة الصحراء تعني الجامعة لمقومات الصحر مثلها كلمة حرباء و هي الجامعة لمقومات الحرب مثلها أيضا هوجاء و العاصفة الهوجاء هي العاصفة التي جمعت مقومات التهيج و الهيجان ....
كلمة الصحر هي كلمة تعني وسيلة الصح و حين تكون في حاوية تكون الصحة أدامها الله عليكم
كنز الصحراء الإيجابي ليس تحتها بل فوقها و الكافرون قد أخذوا ما تحت الصحراء من نفط و غاز لتأخذهم الصيحة بما أخذو {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}... المؤمنون
و على المسلمين أن يبحثوا عن كنز الصحراء الذي فوقها و لعل الصفة الشوكية التي تتصف بها النباتات الصحرواية مثل الصبار الشكور لعبرة لمن أراد أن يعتبر ...
من خلال تجاربنا مع كل ما هو حضاري و كذلك من خلال تعييرنا قرءانيا للمنهجية المعتمدة في العلوم المعاصرة و تطبيقاتها الميدانية تبين لنا أن الحضارة المعاصرة بكل حيثياتها ينطبق عليها الوصف القرءاني :
{قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)}
القائل هو عفريت و صفة العفريت تعني أن القائم بفعل الإتيان يستخدم قوته التي تساوي أو أكبر بقليل من المادة المراد الإتيان بها و في منطقنا الدارج نقول للشخص الذي يصارع شيئا يساويه في القوة أو يكبره بقليل بأنه يعافره و عفريت و يعافر كلاهما من جذر واحد و هو ( عفر ) و منها (عفر عافر يعافر تعفير عفري عفريت)... و كما تلاحظون في نهاية متن الآية أعلاه ( و إني عليه لقوي أمين ) أي أن العفريت من الجن و هو في الترجمة البسيطة للغة العربية يعني عفريت من أجل أو لتأمين الجني .... يعتمد بشكل رئيسي على القوة مهما كان نوعها قوة ذاتية كانت أو أي قوة مادية بشكل من الأشكال لتحقيق الأمن في كل أشكاله و منها في مجال البناء
و الذين غرتهم الحياة الدنيا الدانية في حاضر يومهم عن الحياة الآخرة في مستقبلهم و غرتهم الحضارة القائمة التي لعبت لعبتها على عقولهم يفكرون بنفس ءالية تفكير عفريت من الجن ... لولا أن الصفة السليمانية قد نأت عن منهجية العفريت من الجن إلى منهجية أخرى و هي علم من الكتاب
{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ}
القائل في الوصف السليماني الثاني هو الذي عنده علم أي أن القائل في الوصف الثاني لا يعتمد على القوة بل يعتمد على العلم بالدرجة الأولى و من خلال ممارستنا لمهنة البناء و مناقشتنا لكثير من المهندسين و العاملين في الدراسات المعمارية وجدنا أنهم يعتمدون على قوة الإسمنت و قوة الحديد بالدرجة الأولى فأغلب دراساتهم تعتمد على قوة الضغط و هي القوة التي يتحملها الإسمنت و على قوة الشد و هي القوة التي يتحملها الحديد فعندما يجدون ضعفا في مكان ما من البناية فإنهم مباشرة يسارعون إلى دعمها بزيادة الإسمنت المسلح لزيادة قوة الحمل حسب طبيعة ونوع الضعف الموجود
إذا كان المبدأ الحضاري ( عفريت من الجن ) يعتمد على حسابات القوى لتأمين احتياجاته في بناء قوي يصد مختلف القوى الطبيعة و لن يفلحوا في ذلك لأن قوى الطبيعة في تعاظم مستمر و إذا كانت البناءات الأسمنتية الحالية تستطيع مقاومة و صد قوة زلزالية قدرها مثلا 9 درجات على مقياس الزلازل فإنها لن تستطيع الوقوف في وجه القوة الزلزالية المتتالية و المتزايدة مع تزايد الفساد البشري فما هو العلم أو الحل الذي سيعتمده الذي عنده علم من الكتاب لتشييد بناء يستطيع الوقوف في وجه القوى الطبيعية الحل يكمن في كلمة (علم) و التي تعني ( مشغل يصرف النتاج ) أي أن البناية التي تبنى وفق ومنهجية علم من الكتاب تكون في حد ذاتها هي ذلك المشغل الذي يعمل على تصريف الطاقة الميكانيكية المنتجة عن الزلزال و ليس كما هو معمول به في منهجية الحضارة الحالية التي تعمل على صد و مقاومة القوة الزلزالية و لتصريف القوة الزلزالية أو لتصريف أي قوة ضارة مهما كان نوعها أو طبيعتها لا بد من دراسة حركتها و هي تتحرك مثلها مثل أي شكل من أشكال الطاقة عبارة عن دوائر متحدة المركز ثلاثية الأبعاد على مسارات منتظمة في النسيج الكوني بزوايا 120° و لذلك نرى مخلوق النحل مثلا عندما يبني بيوته فإنه يستخدم الهندسة السداسية الشكل و لذلك يجب على البناء السليماني أن تكون جميع زواياه 120 ° و يكون في شكله العام تجسيدا للنسيج الكوني فيكون البناء في حد ذاته مسارا لتصريف الطاقة و ليس مصدا لها سيصيبه التصدع آجلا أم عاجلا ...
الشيء الثاني الواجب توفره في البناء أن تكون أعمدة البناية و لبناتها مجوفة و ليست مصمتة لنفي قوة التحميل الذاتي للعمود أو الجدار و لتصريف القوى الطبيعية بشكل عام .
أما فيما يخص مواد البناء فعن الحضارة القائمة ( عفريت من الجن ) : قالله تعالى {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)} ... (الحجر)
الآيات من سورة الحجر تنطبق تماما على أسلوب البناء في الحضارة القائمة فكل مواد البناء المستخدمة من رمل و اسمنت و حديد يتم تنحيتها من الجبال و من المناجم ..
و إن لم تجدوا الماء فتيمموا صعيدا طيبا ...
الصعيد الطيب هو تلك الأتربة و الرمال و الحجارة المتراكمة فوق سطح الأرض و هي خاضعة تكوينا للمركز الكوني لتحديد المواقع و ليست خاضعة لإحداثيات الموقع الأرضي الذي توجد عليه و هي سهلة في نقلها بواسطة العوامل الطبيعة أو بواسطة الوسائل البشرية مثل الكثبان الرملية الصحراوية فتارة نرى جبلا رمليا هنا ثم يغادرنا في اليوم الموالي إلى موقع ءاخر من الأرض فتكون تلك الرمال في تكوينيتها بدون موقع أو إحداثيات تحكمها
كلمة الماء تعني تكوينية مشغل فعال و هو وصف ينطبق على الأسمنت فالماء على سبيل المثال توضع فيه مجموعة من الخضر لغرض ربطها مع بعضها لتشكيل منتج غذائي تترابط فيه مكونات الخضر مع بعضها البعض و الأسمنت هو مكون لربط مكونات و لبنات البناء مع بعضها لتنتج لنا جدارا أو بناية مثلا و قد قال الله تعالى أيضا في سورة الأعراف {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)} فنلاحظ أن الله قد وصف مواد البناء التي تبنى منها القصور بأنها سهول أي أنها سهلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... سهلة في استخدامها و سهلة في حيازتها بل و أكثر من ذلك فهي آمنة و فخمة فالقصر الذي يعرفه الناس مثل تلك القصور الملكية لابد و أن يكون آمنا لأن من يسكنه يعتبر شخصية مهمة و فخما أيضا و كيف لا يكون فخما و ساكنه هو الملك سليمان ... ثم يعقب الله سبحانه وتعالى بالقول و (تنحتون الجبال) و الفرق بينها و بين تنحتون من الجبال هو أن تنحية الجبل من موقعه مسموح في نظم الله لأنه خاضع لنظام التموقع الكوني إلا أن التنحية من الجبل و ترك الجبل في موقعه ممنوع في نظم الله لأن ما يتم تنحيته من الجبل سيبقى مرتبطا مع الموقع الفلكي للجبل الذي تنحى منه و لن يقبله الموقع الفلكي للموقع الذي تنحى إليه و ذلك الذي يسبب الأمراض و الجبل في الوصف الخاص هو كل جامع لمحتويات منقولة إليه مقبوضة فيه ... فالجبل الذي يعرفه الناس هو ذلك النتوء البارز فوق سطح الأرض و الذي اجتمعت فيه كميات من المواد المنقولة من باطن الأرض و المقبوضة في ذلك النتوء البارز و المسمى جبلا ... و ووصف الجبل أيضا ينطبق على الذرة و هي الجامعة لمحتوياتها من إلكترونات و بروتونات و نيوترونات و هي أمواج منقولة من مصدرها (اليل) مقبوضة في تلك الحاوية ( الذرة ) و الوصف ينطبق أيضا على حبات الرمل و الأتربة و الحجارة المنتشرة فوق سطح الأرض بشكل عام و التي تتصف بأنها سهلة في استخدامها و سهلة في حيازتها و سهلة في نقلها ... و لأن دستور المسلم و معياره هو ( الله أكبر ) فعلى الباحث المسلم الذي يمتلك الإمكانيات أن يصنع من المواد الأولية السهلة و الآمنة مواد بناء أصلب و أقوى من إسمنت الحضارة المعاصرة الذي يقتل ساكني بيوته كما تقتل الأسلحة النارية مستعمليها في هذا الزمن المليء بالقتل و الحروب ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الصحراء هي صفة لتلك البقعة من الأرض و التي لا يحبها كثير من الناس لاعتقادهم بافتقارها لمقومات الحياة إلا أن الحضارة القائمة و المسماة بحضارة النفط و الغاز هي حضارة الصحراء بامتياز لولا أن افتقاد المتحضرين لنظم السلامة السليمانية التي بينها الله سبحانه وتعالى في القرءان الكريم جعلتهم يستخدمون الجانب السلبي من الصحراء و يتوهون عن الجانب الإيجابي منها
كلمة الصحراء تعني الجامعة لمقومات الصحر مثلها كلمة حرباء و هي الجامعة لمقومات الحرب مثلها أيضا هوجاء و العاصفة الهوجاء هي العاصفة التي جمعت مقومات التهيج و الهيجان ....
كلمة الصحر هي كلمة تعني وسيلة الصح و حين تكون في حاوية تكون الصحة أدامها الله عليكم
كنز الصحراء الإيجابي ليس تحتها بل فوقها و الكافرون قد أخذوا ما تحت الصحراء من نفط و غاز لتأخذهم الصيحة بما أخذو {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}... المؤمنون
و على المسلمين أن يبحثوا عن كنز الصحراء الذي فوقها و لعل الصفة الشوكية التي تتصف بها النباتات الصحرواية مثل الصبار الشكور لعبرة لمن أراد أن يعتبر ...
من خلال تجاربنا مع كل ما هو حضاري و كذلك من خلال تعييرنا قرءانيا للمنهجية المعتمدة في العلوم المعاصرة و تطبيقاتها الميدانية تبين لنا أن الحضارة المعاصرة بكل حيثياتها ينطبق عليها الوصف القرءاني :
{قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)}
القائل هو عفريت و صفة العفريت تعني أن القائم بفعل الإتيان يستخدم قوته التي تساوي أو أكبر بقليل من المادة المراد الإتيان بها و في منطقنا الدارج نقول للشخص الذي يصارع شيئا يساويه في القوة أو يكبره بقليل بأنه يعافره و عفريت و يعافر كلاهما من جذر واحد و هو ( عفر ) و منها (عفر عافر يعافر تعفير عفري عفريت)... و كما تلاحظون في نهاية متن الآية أعلاه ( و إني عليه لقوي أمين ) أي أن العفريت من الجن و هو في الترجمة البسيطة للغة العربية يعني عفريت من أجل أو لتأمين الجني .... يعتمد بشكل رئيسي على القوة مهما كان نوعها قوة ذاتية كانت أو أي قوة مادية بشكل من الأشكال لتحقيق الأمن في كل أشكاله و منها في مجال البناء
و الذين غرتهم الحياة الدنيا الدانية في حاضر يومهم عن الحياة الآخرة في مستقبلهم و غرتهم الحضارة القائمة التي لعبت لعبتها على عقولهم يفكرون بنفس ءالية تفكير عفريت من الجن ... لولا أن الصفة السليمانية قد نأت عن منهجية العفريت من الجن إلى منهجية أخرى و هي علم من الكتاب
{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ}
القائل في الوصف السليماني الثاني هو الذي عنده علم أي أن القائل في الوصف الثاني لا يعتمد على القوة بل يعتمد على العلم بالدرجة الأولى و من خلال ممارستنا لمهنة البناء و مناقشتنا لكثير من المهندسين و العاملين في الدراسات المعمارية وجدنا أنهم يعتمدون على قوة الإسمنت و قوة الحديد بالدرجة الأولى فأغلب دراساتهم تعتمد على قوة الضغط و هي القوة التي يتحملها الإسمنت و على قوة الشد و هي القوة التي يتحملها الحديد فعندما يجدون ضعفا في مكان ما من البناية فإنهم مباشرة يسارعون إلى دعمها بزيادة الإسمنت المسلح لزيادة قوة الحمل حسب طبيعة ونوع الضعف الموجود
إذا كان المبدأ الحضاري ( عفريت من الجن ) يعتمد على حسابات القوى لتأمين احتياجاته في بناء قوي يصد مختلف القوى الطبيعة و لن يفلحوا في ذلك لأن قوى الطبيعة في تعاظم مستمر و إذا كانت البناءات الأسمنتية الحالية تستطيع مقاومة و صد قوة زلزالية قدرها مثلا 9 درجات على مقياس الزلازل فإنها لن تستطيع الوقوف في وجه القوة الزلزالية المتتالية و المتزايدة مع تزايد الفساد البشري فما هو العلم أو الحل الذي سيعتمده الذي عنده علم من الكتاب لتشييد بناء يستطيع الوقوف في وجه القوى الطبيعية الحل يكمن في كلمة (علم) و التي تعني ( مشغل يصرف النتاج ) أي أن البناية التي تبنى وفق ومنهجية علم من الكتاب تكون في حد ذاتها هي ذلك المشغل الذي يعمل على تصريف الطاقة الميكانيكية المنتجة عن الزلزال و ليس كما هو معمول به في منهجية الحضارة الحالية التي تعمل على صد و مقاومة القوة الزلزالية و لتصريف القوة الزلزالية أو لتصريف أي قوة ضارة مهما كان نوعها أو طبيعتها لا بد من دراسة حركتها و هي تتحرك مثلها مثل أي شكل من أشكال الطاقة عبارة عن دوائر متحدة المركز ثلاثية الأبعاد على مسارات منتظمة في النسيج الكوني بزوايا 120° و لذلك نرى مخلوق النحل مثلا عندما يبني بيوته فإنه يستخدم الهندسة السداسية الشكل و لذلك يجب على البناء السليماني أن تكون جميع زواياه 120 ° و يكون في شكله العام تجسيدا للنسيج الكوني فيكون البناء في حد ذاته مسارا لتصريف الطاقة و ليس مصدا لها سيصيبه التصدع آجلا أم عاجلا ...
الشيء الثاني الواجب توفره في البناء أن تكون أعمدة البناية و لبناتها مجوفة و ليست مصمتة لنفي قوة التحميل الذاتي للعمود أو الجدار و لتصريف القوى الطبيعية بشكل عام .
أما فيما يخص مواد البناء فعن الحضارة القائمة ( عفريت من الجن ) : قالله تعالى {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)} ... (الحجر)
الآيات من سورة الحجر تنطبق تماما على أسلوب البناء في الحضارة القائمة فكل مواد البناء المستخدمة من رمل و اسمنت و حديد يتم تنحيتها من الجبال و من المناجم ..
و إن لم تجدوا الماء فتيمموا صعيدا طيبا ...
الصعيد الطيب هو تلك الأتربة و الرمال و الحجارة المتراكمة فوق سطح الأرض و هي خاضعة تكوينا للمركز الكوني لتحديد المواقع و ليست خاضعة لإحداثيات الموقع الأرضي الذي توجد عليه و هي سهلة في نقلها بواسطة العوامل الطبيعة أو بواسطة الوسائل البشرية مثل الكثبان الرملية الصحراوية فتارة نرى جبلا رمليا هنا ثم يغادرنا في اليوم الموالي إلى موقع ءاخر من الأرض فتكون تلك الرمال في تكوينيتها بدون موقع أو إحداثيات تحكمها
كلمة الماء تعني تكوينية مشغل فعال و هو وصف ينطبق على الأسمنت فالماء على سبيل المثال توضع فيه مجموعة من الخضر لغرض ربطها مع بعضها لتشكيل منتج غذائي تترابط فيه مكونات الخضر مع بعضها البعض و الأسمنت هو مكون لربط مكونات و لبنات البناء مع بعضها لتنتج لنا جدارا أو بناية مثلا و قد قال الله تعالى أيضا في سورة الأعراف {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)} فنلاحظ أن الله قد وصف مواد البناء التي تبنى منها القصور بأنها سهول أي أنها سهلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... سهلة في استخدامها و سهلة في حيازتها بل و أكثر من ذلك فهي آمنة و فخمة فالقصر الذي يعرفه الناس مثل تلك القصور الملكية لابد و أن يكون آمنا لأن من يسكنه يعتبر شخصية مهمة و فخما أيضا و كيف لا يكون فخما و ساكنه هو الملك سليمان ... ثم يعقب الله سبحانه وتعالى بالقول و (تنحتون الجبال) و الفرق بينها و بين تنحتون من الجبال هو أن تنحية الجبل من موقعه مسموح في نظم الله لأنه خاضع لنظام التموقع الكوني إلا أن التنحية من الجبل و ترك الجبل في موقعه ممنوع في نظم الله لأن ما يتم تنحيته من الجبل سيبقى مرتبطا مع الموقع الفلكي للجبل الذي تنحى منه و لن يقبله الموقع الفلكي للموقع الذي تنحى إليه و ذلك الذي يسبب الأمراض و الجبل في الوصف الخاص هو كل جامع لمحتويات منقولة إليه مقبوضة فيه ... فالجبل الذي يعرفه الناس هو ذلك النتوء البارز فوق سطح الأرض و الذي اجتمعت فيه كميات من المواد المنقولة من باطن الأرض و المقبوضة في ذلك النتوء البارز و المسمى جبلا ... و ووصف الجبل أيضا ينطبق على الذرة و هي الجامعة لمحتوياتها من إلكترونات و بروتونات و نيوترونات و هي أمواج منقولة من مصدرها (اليل) مقبوضة في تلك الحاوية ( الذرة ) و الوصف ينطبق أيضا على حبات الرمل و الأتربة و الحجارة المنتشرة فوق سطح الأرض بشكل عام و التي تتصف بأنها سهلة في استخدامها و سهلة في حيازتها و سهلة في نقلها ... و لأن دستور المسلم و معياره هو ( الله أكبر ) فعلى الباحث المسلم الذي يمتلك الإمكانيات أن يصنع من المواد الأولية السهلة و الآمنة مواد بناء أصلب و أقوى من إسمنت الحضارة المعاصرة الذي يقتل ساكني بيوته كما تقتل الأسلحة النارية مستعمليها في هذا الزمن المليء بالقتل و الحروب ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعليق