ابراهيم أبو المسلمين , لكن (ما كان محمد ابا احد من رجالكم) !!!
في البداية يجب ان نفرق بين الاب والوالد وبين الام والوالدة !!
الوالد هو صاحب الحيوان المنوي الذي بدونه لا يتوالد جنين. والوالدة هي صاحبة البويضة التي بدونها لا يتولد الجنين. إذ يقوم تولد الجنين على اجتماع حيوان منوي وبويضة في الرحم، بدون أحدهما لا يتولد شيء. وفي هذا نقرأ قوله تعالى:
{قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ..} آل عمران 47.
فهي تعرف أن الحمل يحتاج إلى لقاح وأن اللقاح يلزمه بشر يمسها..
ونقرأ قوله تعالى:
{قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً ، إن هذا لشيء عجيب} هود 72.
دهشة امرأة إبراهيم، واستغرابها من الولادة ، وهي ذاتها عجوز عقيم (الذاريات 29). هي تعرف بعجز بويضات ، فمن أين تأتي الولادة والتوليد؟
أن للوالد مرحلة واحدة لا يتعداها هي مرحلة الالقاح ، أما الوالدة فهي صاحبة البويضة يليها بعد اللقاح الحمل والوضع فتصبح أماً {.. وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم ..} النجم 32، {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ..} النحل 78.
فإذا تلازم البويضة والحمل والوضع في أنثى واحدة فهي والدة وأم حاملة للجنين وواضعة، وهذا واضح في قوله تعالى:
{ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين ..} لقمان 14.
هنا نلاحظ أن القرءان يطلق مصطلح الأم على التي تحمل الجنين، لأنها تغذيه من دمها وترعاه في بطنها أثناء الحمل، ولهذا فهي أم ووالدة اجتمعت فيها الصفتان بقوله تعالى{.. يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق ..} الزمر 6.
المولود بعد الولادة مباشرة ، يسميه القرءان وليداً ، كما في قوله تعالى: {قال ألم نربك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين} الشعراء 18
ولما كان خروج الوليد من فرج أمه ، والتي هي في غالب الأحيان والدته ، خصوصية مقصورة عليها حصراً ، ولا تنسحب على أية امرأة أخرى ، فقد استنكر سبحانه الظاهرة التي كانت فاشية في الجاهلية ، كأن يقول أحدهم لزوجته: أنت علي كظهر أمي . واعتبر ذلك منكراً وزوراً في قوله تعالى:
{الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم ، إن أمهاتهم إلا اللاتي ولدنهم ، وإنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً ..} المجادلة 2 .
{.. وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ..} الأحزاب 4.
ولما كان للوالد مهمة واحدة هي الالقاح ، فالوالد هو الملقح أما الأب فله وضع آخر تماماً غير الوالد
الأبوان هما اللذان يقدمان الرعاية والانفاق والتنشئة للوليد بعد الولادة ، فإن كان وليدهم فهما والده أيضاً .
وهنا يتضح معنى الأب الذي يقوم بالتربية والانفاق والقصد على تنشئة الوليد ، فإن كان والده ، فهو أبوه أيضاً . أما إن كان ليس بوالده فهو أبوه فقط . وكذلك الأم التي تقوم على التربية والرعاية ، فإن كانت والدته، فهي أمه ووالدته ، أما إن كانت ليست بوالدته فهي أمه فقط .
ومن هنا نرى إمكانية أن يكون للإنسان أكثر من أم ، أم والدة ، وأم مربية ، وقد تجتمع أمومة الولادة وأمومة التربية في امرأة واحدة .
ونقرأ قوله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه أمهاتهم..} الأحزاب 6.
ونفهم من الآية أمرين : الأول أن زوجات الرسول أمهات المؤمنين وليس والدات المؤمنين ، الثاني أن كونهن كذلك أدخلهن في محارم النكاح في قوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم ..}.
وهكذا نرى الفرق جلياً واضحاً بين الوالد والأب، والوالدة والأم ، والوالدين والأبوين ، فمن الناحية البيولوجية لا بد للوليد من والد ووالدة ، ومن ناحية التربية والحماية والرعاية والتنشئة لا بد له من أب وأم .
وننقل إلى إبراهيم ، ونقرأ قوله تعالى : {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ، إن ربي لسميع الدعاء} إبراهيم 39. {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء} إبراهيم 40.
{ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} إبراهيم 41.
ونلاحظ أن مصطلح الأب يرافق إبراهيم في جميع الآيات التي تتحدث عن إبراهيم ، عدا هذه الآية بعينها ، التي ورد فيها استغفار إبراهيم لوالديه. وأنه كان شيخاً كبيراً، وأباً ووالداً لإسماعيل وإسحق . مما نستبعد معه أن يكون والداه حيين.
نقول هذا ونحن نتذكر قوله تعالى: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياها فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ، إن إبراهيم لأواه حليم} التوبة 114.
ونلاحظ أن براءة إبراهيم من أبيه في التوبة 114، لا علاقة لها بوالدي إبراهيم في إبراهيم 41 ، بقدر ما تتعلق بقوله تعالى: {واغفر لأبي إنه كان من الضالين} الشعراء 86. وبقوله تعالى : {.. إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ..}
الممتحنة 4.
فمن هو أبو إبراهيم ، الذي لا علاقة له البتة بوالدي إبراهيم ؟ إنه آزر، الذي عناه سبحانه في قوله:
{وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة، إني آراك وقومك في ضلال مبين} الأنعام 74.
{ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين * إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين} الأنبياء 51-45.
ونقف عند قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر ..} ونتذكر إلى جانب ذلك قوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت ..} ونلاحظ أنه سبحانه قد سمى الأب عند إبراهيم، ولم يسمه عند يوسف. فلماذا؟
لان هذا يدلنا على أن آزر ليس والد إبراهيم ، بل هو أبوه بالتربية والرعاية وربما بالعقيدة. ويدلنا على أن ثمة عدداً من الآباء المربين في محيط إبراهيم خص منهم سبحانه وتعالى آزر بالذكر فسماه . ويقودنا إلى استنتاج أن لآزر علاقة وثيقة بالمعابد والتماثيل.
وهذا يفسر لنا سبب قرب إبراهيم من هذه الأصنام ومن المعابد ، وحريته في الدخول إليها متى شاء ، باعتباره تحت إشراف آزر التربوي . كما يفسر لنا حرص إبراهيم على هداية أبيه الروحي بدافع المحبة والبر والعرفان بالجميل . ومن هنا نجد في حواراتهما مصطلح الأب ، ولا نجد أبداً مصطلح الوالد.
– كيف يسمح إبراهيم لنفسه أن يستغفر لوالده آزر، بعد أن وضح له خطأ استغفاره له أول مرة ، وتبرأ منه ؟
إبراهيم تبرأ من أبيه آزر واستغفر لوالديه. ولأن أبا إبراهيم آزر شخص ووالد إبراهيم شخص آخر ، ولا يضيرنا في شيء أن يكون اسمه تارح كما قال ابن عباس، أو غير ذلك.
ورد مصطلح الأب بمعنى المربي العقائدي في العديد من الآيات لعل أبرزها قوله تعالى:
{وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ، ملة أبيكم إبراهيم ..} الحج 78.
{يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ..} الأعراف 27.
{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون} البقرة 170.
{قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، قالوا إنما أرسلتم به كافرون} الزخرف 24.
ومن هنا نفهم أن إبراهيم أبو المسلمين وليس والدهم.
وكذلك في الآية الثانية ، فآدم ليس والد الآدميين، وأبناء آدم ليسوا أولاده بالولادة ، بل هو أبوهم الذي بدأ به الوجود الإنساني العاقل ، تماماً كما نقول بأن مندلييف أبو الكيمياء ، ولا نقول والدها ، ونقول أبو الشعب ولا نقول والده ، ونقول عن زوجات الرسول أمهات المؤمنين وليس والدته. لأن مصطلح الوالد والوالدة مصطلح بيولوجي فيه نكاح ، أو فيه لقاح ، أو فيه الاثنان معاً.
ونلاحظ أن مصطلح الأب بمعنى المربي والمكون الفكري والعقائدي للفرد في المجتمع
{قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا ..} يونس 78.
{بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آُثارهم مهتدون} الزخرف 22.
وننتقل الآن في ضوء ما ذكرناه سابقاً إلى قوله تعالى:
{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ، وكان الله بكل شيء عليما} الأحزاب 40.
لقد اعتبر أصحاب “أسباب النزول” أن الآية نزلت في زيد بن حارثة ، الذي كان يلقب بزيد بن محمد، فصار معنى الآية في زعمهم، إن محمداً ليس أباً لأحد.
ولكن ما علاقة أن يكون محمد (ص) أباً لزيد أو غيره بكونه رسول الله وخاتم النبيين؟
نقول ان فهم معنى الاية سيبقى مبهم ما لم نفهم أن الأبوة في الآية تعني الجانب الروحي العقائدي ، تماماً كما في قوله تعالى: {.. ملة أبيكم إبراهيم ، هو سماكم المسلمين من قبل ..} الحج 78.
فإبراهيم أبو المسلمين
وآدم أبو الإنسان
لكن ما كان محمد ص ابا لاحد من الرجال !!!لماذا ابراهيم ابو المسلمين ومحمد لم يكن ابا لاحد ؟؟؟.
فهل نفهم من هذا أن محمداً (ص) لم يتبن أحداً في رسالته ونبوته ، وليس ثمة من يحق له أن يقول إن محمداً (ص) علمه أسرار الرسالة والنبوة وأعطاه الحق والقيومية بشرح هذه الرسالة والنبوة للناس من بعده . وعلى كل فرد ان يمارس الابراهيمية كما مارس قدوتنا محمد (ص) الابراهيمية ( قل انني هداني ربي الى صراط مستقيما دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا) قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا
ولماذا زوجات محمد(ص) امهاتنا لكن هو ليس ابا لاحد ؟؟ فهل للزوجات الرسول ص معنى اخر غير الزوجة (المرأة) التي نعرفها؟؟؟ وهل امهات المسلمين لها معنى اخر كان تكون المربية و المغذية الروحي والتربوي لنا ؟؟ وكيف.
.وهل الشاهد ، و الشهيد ، هو المجال الوحيد الموجود أمامنا لفهم الرسالة والنبوة ، وأنه لا وصاية لأحد ولا عصمة لأحد ، ولا قهر لأحد تحت باب الإجماع ، فعهد النبيين انتهى ، ونحن الآن في عهد الشهداء والصالحين . والابراهيم باعتباره ابا لنا فالابراهيمية هو الحل الوحيد أمام الناس الأحياء شهداء عصرهم شاهدي المعلومات التي توصلت إليها الإنسانية ؟؟؟
.
تعليق