السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48)
الخطاب الديني الموروث عبر اجيال حملة عقيدة الاسلام حصروا فاعلية الاية الشريفة اعلاه في صفة (الخالق) فقط.
فمن يشرك بالله خالق ءاخر هو المشرك الا ان ذلك الخطاب لا يمنح حامل العقيدة صفة (الحق) المرجوة في دين الحق (الاسلام) ذلك لان لله صفات كثيرة وليس صفة (الخالق) فقط فالله لا يتجزأ الى اجزاء موصوفة نأخذ منها ما يحلو منها ونهجر ما لا يوافق الهوى فمن اشرك مع الله إله اخر في اي صفة من صفات الله فهو مشرك ونورد هنا مثالا في ذلك الحق الذي نسعى لمسك حقيقته
الله المؤمن :
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الحشر:23)
انتباه : عجز الاية يشير الى الشرك والاية تحمل صفات الله ومنها المؤمن ولكن رجرجة العقل وتدبر القرءان في تلاوته حق تلاوة توجب علينا التساؤل هل (الله مؤمن بالله ..؟!!) ليصف نفسه الشريفة بانه (مؤمن) ... حين يكون لنا صولة عقلانية (يعقلون القرءان) في خامة الخطاب القرءاني بـ (لسان عربي مبين) فان (المنطق) في (النطق) لا يسمح ان يصف المتكلم نفسه بما لا يتمنطق مع المنطق فلا يحق للقائل ان يقول (اقترضت بضعة دنانير من اموالي ..!!) فذلك (نطق) خارج من (المنطق) فالله يعرف نفسه ولا يحتاج ليكون مؤمن بنفسه بل هو (مؤمن عنده) وحين نلوي السنتنا كما يلوي العرب السنتهم ويحركون اللفظ يكون الحق ان صفة الله هو (المؤمـِّنْ) والمسلمون هم (مؤمـَّن عليهم) ...
من تلك الراشدة في قرءان يهدي الى الرشد ان الله لا يقبل ان يكون لفاعلية (الامان) شراكة معه فمن يقوم بتأمين نفسه وما هو مخول به في (وطن) او في (مذهب) او في (حزب) او (شهادة اكاديمية) او (وظيفة حكومية) او (مصنع) او (دكان) او (مهنة) او (طبيب) انما يكون قد اشرك مع الله (مؤمـِّنا ءاخر) ويكون (مشركا بالله) يقينا وهذا ما لا يقبله الله ويغفر ما دون ذلك
وكثيرة هي امثلة الشرك كما في الرزق والاستشفاء والسقيا والعز و السلم و .. و .. و .. وقد وقع العقائديون في ضلال توأمة الظنون فظنوا ان مقاصد الله في الاية 48 من سورة النساء هي الشرك في صفة (الخالق) فقط وذلك ما لا ينزل الله به من بيان في رسالته الموجهة الينا (قرءان) ذلك لان الله (كل الكل) ولا يتجزأ كما يحلو للعباد ان يجزأوا الله من خلال تجزأة صفاته الشريفة فيأخذون ببعضها وينسون الله في كثير منها فيشركون بالله فيكونون في ضلال بعيد .
تعليق