رزقكم في الأبراج وانتم توعدون
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
يمكن ان يكون العنوان كافيا لاستفزاز العقل المؤمن الذي يعلم ان الرزق حصرا من الله ولكن هذا الادراج يحاكي العقل الواهن في ايمانه فالمؤمنون يعرفون ان الارزاق لا تغادر الرابط الالهي والواهنين في ايمانهم يبحثون عن مصادر اخرى يعتقدون ان الرزق فيها او بسببها
(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذريات:22)
ولكن اهل الابراج الرائجة تجارتهم في زماننا يجعلون من منازل القمر حاوية للرزق او سببا من مسببات الرزق وفيها موعد محدد مرتبط بمولد الشخص الباحث عن رزقه في برجه ... في حين ربنا يقول (وما توعدون) فالرزق مرهونا بحاجة المؤمن في يومياته وما فيها من احداث ...
الواهنين في ايمانهم انما يتخبطون في ماديات ما انزل الله بها من سلطان بل بالعكس انزل ما يدحض أي وعد بالرزق والرزق على اطلاقه فهو لا يعني الدراهم والدنانير فقط بل يعني حياة بكامل نشاطها من حب وغضب وسوء وخير وصحة وضديدها وسفر وحضر ومنها الدينار والدرهم وما هي برزق بل ماسكة رزق فالرزق في حبة الرز وحبة القمح والياف القطن ونكهة الفاكهة والدينار هو الماسكة التي يمسك بها الانسان رزقه الالهي ... كل ما يصادف الانسان وهو يسعى في يومه هو رزق الهي ولن يكون من غيره حتى وان كان في حيازة الاخرين وتصدق به على فقير فهو رزق الهي وما كان الحائز له المتصدق به الا حائز عارض مؤقت ...
موضوع الابراج بحيثياته يحمل وهنا فكريا في مرابطه ... (البرج) هو حالة فيزيائية يمثل ظل القمر عند سقوط اشعة الشمس عليه الذي يكون على شكل مخروط افتراضي يدور حول القمر 360 درجة باتجاه يعاكس الشمس يشبه الطرطور فهو ظل القمر على شكل طرطور لصيق بالقمر يدور حوله حسب زوايته مع الشمس ... ربط حركة ذلك البرج مع حدث يحدث للانسان الفرد يحمل من الوهن الفكري كثيره وبما لا يمكن قبوله عقلا او برابط مادي ذلك لان حركة البرج ان كان ذا تأثير مادي فهي سيؤثر في جميع البشر او في مجموعة بشرية في موقع جغرافي من الارض اما ان يكون التأثير فرادى فهو بؤرة في الوهن الفكري بمرابط مادية ...
الدخول عقلا في منظومة الابراج ووحيها لا يعني الخروج من الدائرة الايمانية بل يعني الخروج على الدائرة الايمانية وهنلك فرق كبير بين (الخروج من) و (الخروج على) لان الخارج من دائرة الايمان اهون بكثير من الخارج عليه فالاول يخضع الى نظام (لا اكراه في الدين) اما النوع الثاني فهو الطاعن الآثم بوقار الله فيثير غضبته ..
القول بوحي الابراج يتطابق مع التطير والتطير من لفظ (طور) والطور هو مربط حيز الوسيلة النافذة الفعل فيكون الطير هو (حيز الوسيلة النافذة) وهي في الطائر الذي يطير فهو حيز ذو وسيلة نافذة في الطيران فيكون التطير هو احتواء حيز تلك الوسيلة النافذة ومنه ظل القمر فهو (حيز وسيلة نافذة الفعل) بفعل فيزياء الفلك وقوانين الضوء الصادر من الشمس فاحتواء ذلك الحيز هو التطير في الوصف القرءاني
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً) (الاسراء:13)
فما من انسان حاز وسيلة فعل نافذ (طائر) الا هو ملزم بها من ربه لان الله الزمه بها ولا يحق للانسان ان يبحث عن بديل الخالق فيكون عندها ملزما بما الزم به نفسه في البديل وله موقف سوئها في زمنه ويوم القيامة (ثواب الدنيا والاخرة) بما يناقضه (عقاب الدنيا والاخرة)
(قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) (النمل:47)
فكان ويكون ان الناس طائرهم (الشخصي) عند الله ولا يمكن ان يكون في ظل القمر او في تعويذة قول او تعويذة قرطاس ..
(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:79)
ان كان فهم النص اعلاه وكأنه يتحدث عن الطيور التي نعرفها فيختل العقل لان كثير من الصيادين (يمسكهن) خصوصا في زمن البندقية ذات المدى الطويل في القتل ... ولكن المقاصد الشريفة في الطير هو (نفاذ فاعلية حيز وسيلة) فهل احد يستطيع ان يمسك القمر او ظل القمر ..!! ولو اجتمع الخلق كله فذلك لن يكون ...
نحن في تذكرة والله يريد من عبده ان يجعل لربه وقارا
(مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً) (نوح:13)
فمن قال بوحي الابراج فهو لن يرجو لله وقارا
فهي ذكرى عسى ان تنفع الذكرى
الحاج عبود الخالدي
تعليق