بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى :
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)} ...أل عمران.
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} ... الأنفال
للباحث في القرءان الاجازة التامة ليتعامل مع الالفاظ الرقمية بصفتها الرقمية او بصفتها اللفظية المجردة من الرقم فلفظ (ألف) يحق للباحث القرءاني ان يستخدمه رقما (1000) او ان يستخدمه لفظا يفيد (الالفة والائتلاف) وكلا الاستخدامين يرتبطان بالمادة العلمية التي يريد الباحث ان يتعمق فيها ... لفظ (الف) في علم الحرف يعني (فاعلية تبادلية لـ تكوين المناقلة) وهي الالفة والائتلاف .. فمن يأتلف مع غيره انما (يتبادل فعليا) مع المؤتلف معه هو (مكون ناقل) بينهما فالمكون الناقل الذي يتفعل في احد طرفي الائتلاف ينتقل الى الطرف الثاني وبالعكس فيقوم الائتلاف ... اذا استخدم الباحث لفظ (ألف) بصفته رقم فهو يعني ان الملائكة يشكلون وحدة متكاملة عندما يرقى مكونهم الى (1000) عنصر تكويني وهو مادة علمية لها مقام بحث متقدم ان اذن الله به .... الفهم الاصعب هو (الوظيفة الملائكية) المقرونة بذلك الائتلاف سواء كان رقما اي (1000 مكون ملائكي) او كان (مكون ملائكي مؤتلف)
في المعهد تحدثنا عن الملائكة الا ان حديثنا عنها لا يزال موصوف بصفة (حزمة من التلميحات) ولم ندخل في التفاصيل العلمية للمكون الملائكي والسبب اننا لم نجد نفرا من الناس مستعد للنفور الى ذلك الميدان العلمي ... الملائكة قلنا فيها انها (مكائن الله) او لنقل (مكائن الخلق) تملي حاجات المخلوقات بشكل تام ومطلق غير منقوص ورغم اننا يمكن ان ندرك ذلك في تكوينة عنصر الاوكسجين او اجزاء ذرة الاوكسجين او غيرها او اجزاء اجزاء ذرة العنصر عموما حتى نصل الى اصغر جسيم مادي (بعوضها ما فوقها) ولا يوجد شيء تحتها في الخلق ... تلك التصورات يمكن ان ندركها الا انها غير مكتلمة البيان ذلك لاننا رصدنا المكون الملائكي في (رحم المادة) ومنه (العالم المادي) ويبقى ان نتقدم خطوة اخرى نحو المكون الملائكي في (رحم العقل) ومنه (العالم العقلاني)
ذلك القانون الالهي الذي حمله مثل (بدر) هو قانون عام ينطبق على كل (مكون جهادي) يحتاج الى دعم ملائكي ولكل اجيال البشر ... اسم (بدر) فيه وسيلة قبض واحدة وهو لفظ (من عند ربنا) سواء كان مسمى سابق على معركة بدر او لاحق على تلك المعركة فحضور اللفظ في القرءان يرسخ راشدة ثابتة وتلك هي صفة القرءان الدستورية ... النص الشريف ورد فيه لفظ بدر بـ قابضتين (ببدر) وهو يعني (وسيلة قبض لـ منقلب مسار قابض) وذلك الرشاد يمكن ان يكون في مثل توضيحي فلو ان المقاتل المسلم استطاع قبض الخوف (نزع الخوف من صدره) وهو في الوصف قد حصل على (وسيلة قبض) عقلانية في انتزاع الخوف من عقله يقابله (منقلب مسار) عند المقاتل الكافر حيث تحل في عقلانيته مقومات الخوف ببدر قابضتان , الاولى هي قبض الخوف من المقاتل المسلم , الثانية قبض الشجاعة من المقاتل الكافر ... ذلك هو الـ (مدد) الملائكي (يمددكم) والذي يحمل صفة (مشغل) لمنقلبن اثنين لمسار الصفة ففي مثلنا السابق عن (قبض الخوف) عند المسلم (وتأجيج الخوف) عند الكافر يحصل من خلال مشغل (ملائكي واحد) الا انه يمتلك منقلبين اثنين من المسار التشغيلي الاول عند المسلم يقابله ضديده عند الكافر .
المصدر :
و لقد نصركم الله ببدر و أنتم أذلة
تعليق