بسم الله الرحمن الرحيم
كان سرد مفردات هذه القصة الواقعية كرد على اخ فاضل تسائل لما نحن كأمة ( اسلامية ) منقسمون ويبغض بعضنا بعضا ، والعداوة منشرة بين الاخوة العرب لحد الاقتتال !! والكل يتنغم تحت راية انتمائه الوطني ( فهذا سوري ، وهذا عراقي ، وهذا سعودي ، وهذا يمني ، وهذا جزائري ، وهذا مغربي ، وهذا فارسي ..... الخ ) ولا احد يقول كلنا مسلمون ، او كلنا بشر ، ولا فرق بين هذا وذاك او عربي واعجمي الا بالتقوى .
القصة الواقعية :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انينك اخي الفاضل وحرج الصدر عندك ليس فيك وفي اهلك فقط بل هي حالة منتشرة عند كل ذي لب من المسلمين في اقطارهم وخارج اقطارهم والعيب ليس في بيتفلسطيني او يمني او عراقي او سوري او غيره بل في فقدان السلام في اسلامنا (الاسلم) فلم يعد الاسلم حيث يتدنى السلم فيه بكامل اطيافه فالعيب ليس في عدونا او اعدائنا بل العيب فينا حين كنا ولا نزال تابعين ... لغرض طرح ما نريد طرحه فطرة مجردة من اي وصف اخر نروي هذه الحكايه التي حدثت لنا :
في عام 1993 كتب لنا فرعون عراقنا فرصة الحج وكان العراق على عربة الحصار وموافقات الحج منحت لكبار السن فقط وما كان عمرنا يناسب حكم ربنا الاعلى فرعون عراقنا الا اننا وفقنا لحشر اسمنا كمساعد لمتعهد حجيج وكان ذلك بثمن وعذبنا عذابا شديدا اثناء عبورنا الحدود البرية باجراءات غاية في التعقيد مع حرارة الجو الشديد ومجمل الحملة حوالي 600 عراقي كبير في السن الا بعض الشباب ومنهم كنا نحن استغرق وصولنا للمدينة المنورة خمسة ايام .. استقر مقامنا الزاما في (مدينة الحجاج) التي تقع على مشارف المدينة المنورة وهي لا تزال تحت التأسيس ولا يوجد فيها اغذية ولا مطاعم او حتى بقاله لانها لم تكن معده لاستقبال الحجاج بشكل تام ورأفة منا بكبار السن وبقية الحجاج الوافدين ونحن شباب تطوعنا لتأمين غذاء من اسواق وسط المدينه يسد حاجة العاجزين عن دخول المدينة نتيجة التعب الشديد وظهور اعراض مرضية فيهم حيث اكملنا وجبة الطعام قبيل الفجر بقليل وحين كنا نوزع الغذاء كان مع طالبي الغذاء حجاج من الجزائر ومن الافغان والروس وغيرهم الا اننا وجدت اصرارا من اهلنا (العراقيين !!) بعدم صرف الغذاء لغير العراقيين !! وعندما اصررنا على التوزيع للكل سمعنا كلمات جارحة من عدد غير قليل من (الحجاج !!!) وهم كبار في السن !! ومن يومها ادركنا ان (العراق) صنم معبود !! ووجدنا ان كل مسميات الدولة الحديثة ما هي الا اسماء ما انزل بها ربنا من سلطان
{ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءابَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة يوسف 40)
كنا نرى عبودية العراق في اعتراضات من معي على توزيع الغذاء على غيرهم !! لاننا نعرف وعرفنا ان اولئك المعترضين هم اعداء بعض وحين سقط النظام الدكتاتوري عام 2003 تقاتلوا بينهم شر قتال
عندما تحركنا في ذلك اليوم العسير على (شعب) مكون من قرابة (600) حاج وهم نخبة يريدون اداء فريضة دينيه كان صدرنا ضيق عليهم لانهم في ازمة الا انهم كانوا عراقيين اكثر من كونهم حجاج لبيت الله الحرام فحاولوا منعنا من توزيع الطعام على حجاج من جنسية اخرى وانا صاحب المال والجهد في ذلك الغذاء
السلام عليكم
( الحاج عبود الخالدي )